رئيس قطاع الإرشاد الزراعى بوزارة الزراعة: الدعم المقدم من الهيئات الدولية يهدف إلى ربط صغار المزارعين بالقنوات التسويقية
06:08 م - السبت 30 نوفمبر 2019
قالت الدكتورة جيهان المنوفى، رئيس قطاع الإرشاد الزراعى بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، إنه لا يمكن الاستغناء عن الإرشاد الحكومى، ونوهت بأن القطاع لابد أن ينتقل إلى مرحلة اسمى تواكب التغييرات والتقدم الذى طرأ على الساحة الزراعية، وأضافت إن القطاع يواجه تحديات كثيرة من تناقص فى أعداد المرشدين ونقص فى الميزانية، وقطاع الإرشاد رغم هذه التحديات قام بتقديم رؤية واضحة لتطويره.
وأوضحت المنوفى فى حوار لـ"صدي العرب"، أنه تم وضع استراتيجية جديدة للإرشاد فى مصر من خلال التحول الرقمى وبرامج المحمول وتقديم المعلومة للمزارعين on line، وتابعت ان الدعم المقدم لصغار المزارعين ليس على المستوى المحلى فقط بل يضم الهيئات الدولية المتمثلة فى صورة مشروعات، وتهدف إلى ربط صغار المزارعين بالقنوات التسويقية، والتحسين من سلسلة القيمة بشكل كبير.. وإلى نص الحوار.
القطاع قدم استراتيجية جديدة للإرشاد من خلال برامج المحمول وتقديم المعلومة on line
■ بداية ما هو الإرشاد الزراعى؟
- الإرشاد الزراعى عملية تعليمية غير رسمية تهدف فى المقام الأول إلى تحسين وزيادة القدرات الإنتاجية لصغار المزارعين، حيث تعمل على تحسين الحياة المعيشية وتحقق زيادة فى الدخل للفرد المزارع، عن طريق تغيير مهاراتهم ومعارفهم وسلوكياتهم تجاه المحاصيل بصفة عامة، وهو الأمر الذى يؤدى إلى المحافظة على الأراضى الزراعية وزيادة فى الإنتاجية، والعمل على تسويق المنتجات بصورة تحقق ربحية اعلى للمزارعين.
■ ما كيفية تطوير الإرشاد الزراعى حاليًا.. وما كيفية تقديم الخدمات الاستشارية الزراعية فى ظل التحديات الحالية؟
- قطاع الإرشاد الزراعى يواجه الكثير من التحديات ويعى جيدا تناقص أعداد المرشدين الزراعيين، وتناقص الميزانية المخصصة للقطاع، وغيرها من التحديات الحالية، قطاع الإرشاد قدم رؤية واضحة لتطوير القطاع تقوم على ثلاث مراحل
- هيكلة قطاع الإرشاد الزراعى بالكامل
- عمل شراكة متكاملة بين القطاع الحكومى والقطاع غير الحكومى فى تقديم الخدمات للإرشاد الزراعى
- وضع استراتيجية للإرشاد الزراعى فى مصر
هذه المحاور يعمل عليها الإرشاد الزراعى حاليا من اجل النهوض بخدماته، بالإضافة إلى اننا نتحرك من خلال مرحلة انتقالية حالية مع الإرشاد التقليدى جنبا إلى جنب مع التحول الرقمى فى تقديم خدمات الإرشاد الزراعى من خلال رسائل المحمول للمزارعين والدخول مع شركات المحمول، وهناك إجراءات من القطاع الخاص والجهات الدولية لتوصيل المعلومة الإرشادية للمزارعين.
■ ما الدعم المقدم من قطاع الإرشاد الزراعى لصغار المزارعين؟
- الدعم المقدم لصغار المزارعين موجود فى المحافظات كافة من خلال إدارات الإرشاد الزراعى الموجودة فى جميع المحافظات، بالرغم من ان عدد المرشدين الزراعيين فى تناقص مستمر والمرشدين الحاليين اعمارهم السنية تتراوح بين 55: 57 عاما، والان وصل عدد المرشدين الزراعيين إلى 2000 مرشد زراعى تقريبا فى 6 آلاف قرية، ولا أنكر ان القطاع يعانى، ولكن حتى وقتنا هذا يقوم المرشدون بدورهم على اكمل وجه، ونلاحظ ذلك جليًا من خلال المنظومة المتبعة تجاه قش الارز فجميع قيادات الإرشاد الزراعى فى جميع المحافظات بمديرى المديريات قائمون على العمل ليل نهار على اكمل وجه، ونوهت بأن الدعم المقدم لصغار المزارعين ليس فقط من خلال الوزارة بل مقدم من المراكز البحثية سواء مركز البحوث الزراعية أو مركز بحوث الصحراء، ومقدم أيضا من الهيئات الدولية المتمثلة فى صورة مشروعات كلها تعنى فى المقام الاول صغار المزارعين، وتهدف إلى ربط صغار المزارعين بالقنوات التسويقية، من اجل تحسين الدخل فبمجرد معرفة المزارع الطريق لتسويق منتجه ويتم عمل دورات تدريبية فى الممارسات الزراعية الجيدة التى من خلالها يصل إلى مرحلة التصدير والتسويق، ومعرفة ما يخص أسعار السوق المحلى والدولى، ومعرفة الأسعار والقنوات، يستطيع ان يُنتج ويسوق، وبذلك يستطيع التحسين من سلسلة القيمة بشكل متكامل ومنع الوسطاء والمحتكرين الذين يشكلون حائلًا يمنع وصول الربح المرضى لصغار المزارعين.
■ هل يستطيع قطاع الإرشاد الزراعى ان ينهض بخدماته لتحقيق النهضة الزراعية الشاملة؟
- اذا توافرت الأدوات والأذرع الخاصة بالقطاع من كوادر بشرية، وميزانية تستطيع تغطية ما يحتاجه القطاع، واذا اصبح لدينا رؤى صحيحة، وإرادة قوية، وتضافرت جهود كافة الوزارات من المالية والتخطيط وغيرها من الوزارات، سوف ينهض الإرشاد ويحدث له انتعاشة ويصبح افضل من السابق شريطة ان يواكب التغييرات الحديثة، ويتغلب على التحديات والأزمات.
■ كيف يمكن معالجة الخلل بين نتائج البحوث والتطبيق؟ وهل عالجت البحوث مشكلة الإرشاد الزراعى وفق الإمكانيات المتاحة؟
- البحوث الزراعية تخرج من مركز البحوث الزراعية ومركز بحوث الصحراء، وتأتى من خلالهم المعلومة لمختلف المحاصيل سواء اكانت استراتيجية أو فاكهة وخضر أو داجنى وسمكى وحيوانى، هذه المعلومه تأتى نتاج تجارب وبحوث ودراسات مختلفة تخرج فى صورة توصيات فنية يتم تقديمها فى صورة معلومة علمية، وبالتالى تأتى وظيفة الإرشاد، وتكون عبارة عن حلقة وصل بين المراكز البحثية وصغار المزارعين والمرشدين على ارض الواقع فى المحافظات، ووظيفة الإرشاد الزراعى لا يمكن إغفالها من حيث مهارات التعامل من اجل تبسيط المعلومة القادمة من مراكز البحوث فى اشكال مختلفة تراعى المستهدف والحالات السنية والتعليمية، ولابد من ربط المنظومة البحثية الزراعية والتنسيق بينها حتى نحقق اقصى معدلات للتنمية الزراعية.
■ هل يمكن للإرشاد الزراعى المساهمة فى تقليص مشكلة البطالة من خلال المشاريع الزراعية العملاقة التى اطلقها الرئيس؟
- بالطبع لأنه كافة الأماكن والمساحات المستصلحة حديثًا والمشاريع العملاقة التى اطلقها الرئيس من «1,5 مليون فدان، والـ100 الف صوبه زراعية، والمزارع السمكية»، كل هذه المشروعات تمثل خطوة مهمة وتمثل نقلة فى القطاع الزراعى، وتعمل على الاستفادة من طاقات الشباب العاطلين املًا فى تحقيق التنمية الاقتصادية بجميع طاقاتها، بالتالى القضاء على المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المترتبة على البطالة، والإرشاد الزراعى جزء لا يتجزأ من هذه المشروعات، ونتيجة التحديات التى واجهها اصبح يوجد عدم وضوح الرؤى، ولذلك يحتاج إلى تطوير من قبل اطلاق هذه المشروعات، لاسيما انه يتم عمل تصور بالنسبة للقطاع عن نوعية الخدمات الإرشادية المقدمة والاستشارات الزراعية مثل الزراعات المحمية، فهى لها نوع معين من الإرشادات التى تحتاجها من اجل مواكبة هذه التحديات، فبالتالى لابد أن يواكب الإرشاد مثل هذه الزراعات، ولن يتأتى ذلك الا اذا تحققت رؤية التطوير التى تتمثل فى التحول الرقمى والحصول على المعلومة من خلال on line والسرعة فى تقديم المعلومة، والتغلب على المشاكل الإرشادية، حتى نمحو الحجج الواهية وهى عدم وجود كوادر، من خلال التحول الرقمى، وبتدريب خريجى كليات الزراعة، على ماهية الإرشاد الزراعى، والعمل كاستشارى زراعى قادر على مواجهة هذه التغيرات، ويتم اعتمادهم من خلال وزارة الزراعة، لاسيما انه بمجرد تجديد رخصة الكوادر الشبابية، يتم تنزيل التحديثات الحديثة له سواء اكانت سياسات زراعية على المستوى المحلى أو الدولى وتقديم الاستشارة الزراعية فى ضوء هذه التغيرات.
■ ما رأيك فى المدارس الحقلية الزراعية كطريقة حديثة تعلم المزارع عن طريق المحاكاة؟
- المدارس الحقلية هى احدى الآليات المهمة، ولا يفوتنا انه توجد مدارس متعددة من «حقول إرشادية، ندوات إرشادية، يوم الحقل، الحملات القومية، تقديم الخدمة من مزارع إلى مزارع اخر»، المدارس الحقلية موجودة منذ قديم الازل وبدأت فى آسيا، وبدأ تطبيقها فى مصر منذ دخول البولنديين فى الفيوم، وبدأت تنتشر فى محافظات عدة ولم يكتب لها النجاح لعدم تقييم التجربة بصورة صحيحة، ومع الدخول فى مشروعات زراعية كثيرة من جهات أجنبية بدأت المدارس الحقلية تصبح أكثر فاعلية، لاسيما انه عدد الحضور فى المدارس الحقلية يقتصر على 25 مزارعا هؤلاء يصبح لديهم مقومات 25 مرشدا زراعيا ذا أساليب علمية حديثة من خلال تعليمهم برنامجا متكاملا قد يستغرق موسما زراعيا كاملا أو أكثر، من بداية المحصول نهاية بحصاده وتسويقه، على يد خبير زراعى متخصص لتعليم كافة الممارسات الزراعية الجيدة من "تسميد، ورى، وتقليل استخدام الكيماويات والمبيدات، ومعرفة ميعاد القطف"، ويتم تعميم التجربة حال نجاحها فى حقل اخر، وأيضا يتم نقل خبرات الـ25 متدربا حقليا إلى عدد كبير من المزارعين، والمدارس الحقلية غير مرتفعة التكاليف، ولتحفيز المتدربين يتم صرف أصناف جديدة أو أسمدة.
■ ما آخر التطورات فى تدريب النخالين من اجل مكافحة سوسة النخيل؟
- بداية جاءت الفكرة بعد ان لوحظ وجود عجز شديد فى أعداد النخالين الذين لديهم المعرفة الكاملة بالعمليات البستانية والمكافحة بطريقة صحيحة، خصوصا فى الواحات البحرية وبناء عليه قام معهد بحوث وقاية النباتات والجهة المنفذة لحملة مكافحة سوسة النخيل الحمراء فى مناطق زراعة النخيل الاقتصادية، بعمل أول دورة تدريبية لتدريب النخالين فى الواحات البحرية لعدد 25 متدربا نظريا وعمليا، ومن المستهدف تدريب 100 نخال فى الواحات البحرية و40 نخالا فى واحة الداخلة وتدريبهم على العمليات البستانية والمكافحة لآفات الثمار والمخازن وطرق الجمع والحصاد بطريقة صحيحة، والفئة المستهدفة فى تدريب النخالين الشباب اقل من 30 سنة وأنه تم تدريبهم عمليا فى حقول إرشادية، وأنه سوف يتم منحهم شهادات إتمام دورة تدريب النخالين تؤهلهم للعمل فى مزارع النخيل، كذلك متابعة فحص وعلاج النخيل المصاب في12 حقلا إرشاديا وتقدير نسبة الإصابة فى حقول الفحص، كما أنه يجرى الاعداد لعمل فيلم متكامل عن النخيل يشمل الزراعة والعمليات البستانية (التقليم– التلقيح– والتقويس–والخف) والمكافحة بطريقة صحيحة والجمع والحصاد سوف يتم تنفيذه بالاشتراك بين قطاع الإرشاد ومعهد بحوث وقاية النباتات الجهة المنفذة للحملة والقناة الزراعية وأنه سوف يتم الانتهاء منة خلال ثلاثة شهور.
■ تتعدد المنظمات الدولية التى تعمل لخدمة الإرشاد الزراعى.. هل استفاد المزارع الصغير منها؟ وهل تهدف لتحقيق التنمية المستدامة 2030؟
- يوجد شركاء كثيرون فى المنظومة الزراعية سواء على المستوى المحلى أو الدولى من اجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، مع جهات عدة تتمثل فى «الفاو، والإيكاردا، والجايكا، والأيفاد، وgez» مهمتهم الاساسية تتمثل فى تقديم المشاريع ويد العون والدعم لصغار المزارعين، ويتم بلورتها داخل الوزارة وفى إطار استراتيجية الوزارة 2030، ويتم التحرك فى هذا الإطار وتنفيذ المشروعات على ضوء ذلك، فكل هذه المشروعات يتم مناقشتها داخل الوزارة لتصل إلى شكلها النهائى وبالتالى تنفيذها.
■ هل يوجد تعاون بين معهد الإرشاد الزراعى أو كليات الزراعة وقطاع الإرشاد الزراعى؟ وما شكل هذا التعاون؟
- طبعا.. هناك علاقة وثيقة بينهم، فالمعهد له شق بحثى وبه كوادر يمكن أن تنفذ الكثير، ويوجد قسم بالكامل للبرامج الإرشادية، وقسم آخر للمعينات والطرق الإرشادية، وآخر للتنظيم والتدريب، وقسم للمرأة الريفية، وآخر للاجتماع الريفى، هذه الأقسام يعملون فى منظومة متكاملة ليس فى البحوث فقط ولكن فى جميع الأنشطة الإرشادية، وهناك أيضا علاقة ابدية مع مركز البحوث الزراعية فهو مصدر المعلومة العلمية، ولا يفوتنا أن كل المعاهد التى تقوم بالإرشاد والتدريب تكون تحت مظلة الإرشاد مثل معهد بحوث الإرشاد الزراعى والتنمية الريفية بمعاونة أساتذة الإرشاد والاجتماع الريفى بكليات الزراعة وكذلك التخصصات الأخرى بكليات الزراعة مثل المحاصيل والإنتاج الحيوانى شركاء لنا فى إمدادنا بالمادة العلمية، وبهذا تكون المنظومة متكاملة.
■ كيف نتغلب على قرارات الدول التى حظرت استيراد المحاصيل الزراعية؟
- نتغلب على قرارات الدول التى حظرت استيراد المحاصيل فيما يخص الإرشاد الزراعى، من خلال تقديم ممارسات علمية جيدة من المرشدين الزراعيين، او من خلال الجهات المانحة والتى تعمل بمشروعات تساعد على تأدية استشارات زراعية حديثة، فالمزارع يحصل على المعلومة من جهات عدة وهى تهتم بتعليم ممارسات زراعية جيدة وتسويق صحيح، وعمل تعبئة وتغليف بشكل مناسب، وتدريب وفرز، وتقليل نسبة المبيدات واستخدام الأسمدة، لأنه كان يوجد الفترات الماضية فرط فى استخدام الأسمدة والمبيدات خاصة غير المرخصة، وبالتالى كانت تحدث مشكلة فى تصدير الحاصلات، ونعمل على معاقبة كل من يخالف السياسات الزراعية للخروج بمنتج صحى أمن سواء على المستوى المحلى أو المصرى، ولا نغفل دور الحجر الزراعى وأنشطته التى يقوم بها خاصة أنه الفترة الاخيرة بدأ بفتح أسواق جديدة للحاصلات الزراعية.
■ أخيرا ما حقيقة ما يتردد على مسامع البعض داخل أروقة وزارة الزراعة.. عن إلغاء القطاع بالوزارة؟
- كل هذه إشاعات مغرضة، وقطاع الإرشاد أحد اهم الأذرع الرئيسية لوزارة الزراعة، ويقوم بخدمات إرشادية لصغار المزارعين رغم أن الكوادر البشرية والاعتمادات تتقلص سنويا ولم يتم دعم المجال بالعناصر الشابة نتيجة التغييرات، مشيرة أن القطاع يواجه تحديات كثيرة بسبب وقف التعيينات للمرشدين الزراعيين، منوهة بأن ميزانية القطاع تقلصت إلى ٢٣٠ ألف جنيه، وقد تفتت الحيازة الزراعية، وتقلص عدد صغار المزارعين وأصبحت الزراعات غير مجدية للمزارعين على مستوى الجمهورية.