أشرف صبرى المؤرخ العسكرى: الجيش المصرى أقدم جيش نظامى عرفه التاريخ.. والشعب يلتف حوله
05:33 م - الإثنين 4 نوفمبر 2019
اكتشفت 3.5 مليون جنيه إسترلينى ديونًا لمصر على بريطانيا من الحرب العالمية الأولى.. وطالبت برفع «علم مصر» بالدول التى بها مقابر لشهداء مصريين
الدكتور أشرف صبرى المؤرخ العسكرى واستشارى طب الأعماق، واستاذ التاريخ العسكرى بأكاديمية ناصر العسكرية والباحث فى أحداث الحرب العالمية الأولى وخباياها التى تؤكد أهمية دور مصر لدول أوروبا أثناء الحرب.
أكد فى حديثه لـ«جريدة السوق العربية» أن الجيش المصرى عبر العصور يعتبر أقدم جيش نظامى عرفه التاريخ حافظ على أركان الدولة المصرية وحضارتها وموروثاتها الثقافية منذ عهد الفراعنة وصولًا للعصر الحديث بفضل اصطفاف الشعب المصرى وتلاحمه مع قواته المسلحة فى مواجهة التحديات.
وكشف المؤرخ العسكرى أنه بدأ رحلة البحث فى التاريخ العسكرى منذ عام 1985 م بحثا عن تاريخ جده الأكبر الشهيد محمد إبراهيم صبرى قائد سلاح الفرسان بالحرب العالمية الأولى.
وأضاف صبرى أن الأرشيف البريطانى والفرنسى غنى جدا بالتاريخ عن مصر، وتوصلت بالبحث فى الأرشيف البريطانى أن الجيش المصرى شارك فى الحرب العالمية الأولى بمليون ومائتى ألف جندى وفق الأرقام الموثقة فى الأرشيف البريطانى، واستمرت مصر فى الحرب وسقط لها شهداء بعد النهاية الرسمية للحرب فى عام 1918، وظلت القوات المصرية تقاتل فى بيروت بلبنان، ودمشق بسوريا، وسقط لها شهداء حتى عام 1920م ويصل عدد الشهداء إلى 600 ألف شهيد مصرى، وتوصلت إلى وجود مقابر لشهداء المصريين فى بريطانيا وفرنسا وقد أنشئت قاعة تحمل اسمى بالمتحف الحربى لما قدمته من أبحاث وحقائق جديدة موثقة.
وأضاف المؤرخ العسكرى أن المهمة الأساسية للجيش المصرى أثناء الحرب العالمية الأولى كانت هى الدفاع عن مصر، وبعدها شاركت مصر بقواتها فى دارفور، والعراق، وبلاد الشام، والحجاز، لحمايتها من الانتقام العثمانى، لافتًا إلى أن «فيالق العمال المصرية» شاركت فى حفر جانب كبير من الخنادق على الجبهة الأوروبية باليونان، وإيطاليا، وفرنسا.
ونوه الدكتور أشرف صبرى أنه طالب برفع علم مصر فى كل الدول التى بها مقابر لشهداء مصريين وإنه أرسل بالفعل إلى بلجيكا لرفع علم مصر فى الاحتفالية التى تقام سنويا، وذلك بالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية، وبالفعل تم إرسال دعوة للرئيس عبدالفتاح السيسى لحضور مصر الاحتفالية.
وأشار استاذ التاريخ العسكرى إلى أن اعتراف دول أوروبا بدور وأهمية مصر، أكسبها الكثير فى علاقاتها الدولية ما ينم عن مستقبل باهر وقوى لمصر وشعبها، موضحا أن الرئيس السيسى أعاد لمصر وشعبها الحياة مرة أخرى، ولابد من أن الشعب المصرى يتكاتف معه من أجل القضاء على الإرهاب.
ويضيف المؤرخ الدكتور أشرف صبرى، إن هناك وثائق كثيرة عن مصر فى الحرب العالمية الأولى تؤكد أن مصر سلَّفت بريطانيا عام 1917م نحو 3.5 مليون جنيه إسترلينى، موضحا أنه تم تشكيل لجنة فى هيئة البحث العسكرية، لتجهيز كل الوثائق وما نحتاج إليه، للمطالبة بهذه الأموال، لأنها دين على بريطانيا، مشيرًا إلى أن البرلمان هو الجهة الوحيدة التى يحق لها التنازل عن الدين، والبرلمان المصرى لم يتنازل عن الديون المستحقة منذ الحرب العالمية الأولى.
ولفت المؤرخ العسكرى إلى أن لديه العديد من الكتب غنية بالمعلومات عن الجيش المصرى عبر العصور المختلفة وأهمها كتاب مصر فى الحرب العالمية الأولى، وكتب اكتشافات السفن الغارقة «السفن الغارقة الظلل الرمادية» وكتاب مصر والهند حضارتين متطابقتين وكتاب مصر 696 حربا ويحوى جميع الحروب التى خضها الجيش المصرى من عهد الفراعنة حتى الآن.