خلال حواره.. قائد القوات الجوية: طورنا منظومتي «التسليح والتدريب» ومستعدون لمجابهة كافة التهديدات
09:55 م - الأربعاء 16 أكتوبر 2019
تحتفل مصر والقوات المسلحة في 14 أكتوبر من كل عام بعيد القوات الجوية، والذي يوافق ذكرى معركة المنصورة، التي خاضتها قواتنا الجوية محققة انتصارًا لم يتحقق في تاريخ الطيران الحربي علي مستوي العالم حتي الآن.
وتعد تلك المعركة أضخم معركة جوية في التاريخ الحديث من حيث العدد (180 مقاتلة من الجانبين، 60 مقاتلة مصرية مقابل 120 مقاتلة اسرائيلية ) و الأطول زمنيا من حيث الوقت (53 دقيقة كاملة من القتال الجوي التلاحمي أو ما يطلق عليه بالانجليزية (Dog Fight) .
وإلى نص حوار الفريق محمد عباس حلمي قائد القوات الجوية:
بمناسبة الاحتفال بأعياد القوات المسلحة بنصر أكتوبر المجيد وعيد القوات الجوية يوم 14 أكتوبر لا يفوتنا أن نسأل ونعرف القراء وبالأخص الأجيال الجديدة على مراحل تطور القوات الجوية؟
نشأت القوات الجوية عام 1932 تحت مسمى السلاح الجوي الملكي المصري وكانت المهمة الأساسية للقوات الجوية في ذلك الوقت هى مكافحة التهريب عبر الصحراء ومراقبة الحدود.
ومن وقتها شاركت القوات الجوية في جميع الحروب التي خاضتها مصر بداية من الحرب العالمية الثانية وحرب 1948، وبعد قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 تغير إسمها إلى القوات الجوية المصرية.
وفي عام 1955 تم البدء في البناء الحقيقي للقوات الجوية المصرية وهي تعتبر المرحلة الأولى وفيها تم التنوع في مصادر السلاح وتعاقدنا على الطائرات الشرقية مثل ( الميج واليوشن والسوخوي ... ) واصبح للقوات الجوية مهمة جديدة وهي الدفاع عن قناة السويس(العدوان الثلاثي 1956).
وكما نعرف أن المقاتل المصري لا يستسلم ولا ينحني إلا لله ففي نهاية حرب 1967 قام نسور القوات الجوية ببطولات تكتب بأحرف من نور وقاوموا طائرات العدو وتم منع الطيران الاسرائيلى من اختراق المجال الجوى.
وكانت المرحلة الثانية أثناء فترة حرب الاستنزاف في المدة من 1967 إلى 1970 حيث تم إعادة بناء القوات الجوية على أسس سليمة ببناء مطارات وقواعد جوية بدشم حصينة للطائرات وتم الحصول على طائرات جديدة من طرازات ميج 21 وميج 19 وسوخوى7.
وفي حرب السادس من أكتوبر عام 1973قامت القوات الجوية المصرية بتنفيذ العديد من مهام منها توجيه ضربات جوية قوية وسريعة ومركزة في قلب سيناء ضد (جميع مطارات العدو، وقواعد الدفاع الجوى، ومراكزالقيادة والتحكم، ومواقع المدفعية بعيدة المدى، ومناطق تجمع قواته) في بداية الحرب.
بالإضافة إلى توفير الغطاء الجوي لحماية قواتنا بشرق قناة السويس أثناء العبور، وتوفير الحماية الجوية للقوات و الاهداف الحيوية بالدلتا وسيناء، وتنفيذ إبرار جوي لقوات الصاعقة والمظلات المصرية خلف خطوط العدو.
ثم تأتي بعد ذلك المرحلة الثالثة، والتي كابعد انتهاء حرب السادس من اكتوبر 1973، حيث بدأت بتطوير القوات الجوية والتى أبرزت دروس مستفادة منها تنويع مصادر التسليح ففى الفترة من عام 1975 حتى عام 1993 قامت مصر بتطوير مصادر التسليح وذلك بحصولها على طائرات الميج 23 من روسيا وقامت بشراء طائرات من الصين كما حصلت مصر على الطائرة الفانتوم وF16 الأمريكية الصنع وطائرات النقل الجوي وطائرات الاستطلاع والحرب الإلكترونية، والطائرات المروحية الهليكوبتر وبعد إتمام معاهده السلام كان لابد للسلام من قوة تحميه".
وجاءت المرحلة الرابعة، مع زيادة التهديدات واختلاف حجم وطبيعة ونوعية العدائيات التي تتعرض لها البلاد خاصة بعد ثورتي 25 يناير 2011 و 30 يوليو والتطور الهائل في تكنولوجيا الطيران كان لابد من تطوير القوات الجوية وتزويدها بأسلحة ومعدات حديثة وكذا تأهيل الفرد المقاتل لتحقيق الأهداف السياسية والعسكرية للدولة وهنا رأت القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة تحديث وتطوير الأسلحة والمعدات داخل القوات المسلحة وإعداد الفرد المقاتل المدرب والمسلح بالإيمان والعلم، وتأتي القوات الجوية في الطليعة من هذا التحديث والتطوير.
تحدثت معنا عن مراحل تطور القوات الجوية منذ إنشائها، لذا نرجوا منكم إلقاء الضوء على دور القوات الجوية أثناء حرب أكتوبر المجيدة ؟ ولماذا تم اختيار يوم 14 أكتوبر عيداً للقوات الجوية؟
خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973م سطرت قواتنا المسلحة ملحمة بطولية شهد لها العالم ، وجاءت أعمال قتال قواتنا الجوية في الطليعة حيث قامت بالعديد من البطولات منها الضربة الجوية الأولى التى أفقدت العدو توازنه في بداية الحرب، واستمر طيارونا في تنفيذ المهام خلال أيام الحرب حتى جاء يوم 14 أكتوبر1973م.
في هذا اليوم حاول العدو القيام بتنفيذ هجمات جوية ضد قواعدنا الجوية بمنطقة الدلتا بهدف إضعاف التجمع القتالى لقواتنا الجوية وإفقاد قواتنا القدرة على دعم أعمال قتال القوات البرية، فتصدت مقاتلاتنا للعدو ودارت أكبر معركة جوية في سماء مدينة المنصورة والتى سميت فيما بعد بمعركة المنصورة، شاركت فيها أكثر من 150 طائرة من الجانبين وقد أظهر فيها طيارونا جراءة وإقدام ومهارات فائقة في القتال الجوي واستمرت هذه الملحمة أكثر من 53 دقيقة تكبد العدو خلالها أكبر خسائر في طائراته خلال معركة واحدة في مرحلة من مراحل الصراع العربي الإسرائيلي حيث تم إسقاط 18 طائرة ( رغم تفوقه النوعي والعددي ) مما أجبر باقي الطائرات المعادية على الفرار من سماء المعركة ومنذ ذلك التاريخ لم يُقدم العدو الجوي على مهاجمة مصرنا الحبيبة ومن هنا تم إختيار هذا اليوم عيداً للقوات الجوية .
نظراً لتلاحق الأحداث في الفترة الأخيرة إعتباراً من ثورة يناير وحتى الآن ... مما أدى إلى إضافة مهام جديدة للقوات الجوية نرجو منكم إلقاء الضوء عليها؟
ترتب على قيام ثورتي (25 يناير ، 30 يونيو) وتغير موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط وبالأخص دول الجوار فرض على مصر تحديات وتهديدات جديدة لتأمين الدولة داخلياً وخارجياً مما ألقى على عاتق القوات الجوية مهاماً إضافية مثل تأمين حدود مصر على جميع المحاور الاستراتيجية على مدار الساعة بالتعاون الوثيق مع باقي أسلحة القوات المسلحة فتم إحباط الكثير من عمليات تهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود على مختلف الإتجاهات .
كما تجلى الدور البارز لقواتنا الجوية عبر مشاركتها الفعالة في عملية (حق الشهيد) بصفة مستمرة للقضاء على العناصر الإرهابية بشمال ووسط سيناء بمناطق رفح – الشيخ زويد – العريش .. وكذا مكافحة تسلل العناصر الإرهابية عبر الشريط الحدودى لدول الجوار لتجفيف منابع الإرهاب الأسود والعمل بكل حسم لتدمير البؤر الإرهابية كما تقوم القوات الجوية برصد وتتبع ومكافحة محاولات الهجرة غير الشرعية التى تؤثر على الأمن القومي المصري بالتنسيق مع كافة عناصر القوات المسلحة.
وعلى الرغم من الأعباء الإضافية غير النمطية التي كلفت بها القوات الجوية لم يتوقف التدريب لإعداد وتجهيز أجيال قادرة على حمل الراية خفاقة لتكمل مسيرة حماية سماء مصر فى جميع الأوقات ومختلف الظروف.
مع الحرص الذى توليه القيادة السياسية والقوات المسلحة في تزويد القوات الجوية بأحدث الطائرات المقاتلة متعددة المهام والنظم القتالية المتطورة المرتبطة بها وتنوع مصادر السلاح، كيف يتم الحفاظ على الكفاءة الفنية والتأمين الفني لتلك النظم لتكون قادرة على أداء مهامها بدقة وكفاءة عالية؟
يتم التطوير في القوات الجوية ضمن منظومة أعم وأشمل وهي منظومة التطوير بالقوات المسلحة بصفة عامة والقوات الجوية كأحد الأفرع الرئيسة للقوات المسلحة وتشمل منظومة التطوير داخل القوات الجوية مجالات مختلفة منها :
أ- مجال التسليح :
تحرص القيادة العامة للقوات المسلحة على التحديث المستمر لقدرات وإمكانيات القوات الجوية، من خلال إمداد القوات الجوية بمنظومات متطورة من الطائرات متعددة المهام (الرافال)، والتي تعد من أحدث طائرات الجيل الرابع المتطور لما تملكه من نظم تسليح قدرات فنية وقتالية عالية، الطائرات الموجهة المسلحة وكذا طائرات النقل الكاسا وأيضاً طائرات الإنذار المبكر والإستطلاع والهليكوبتر الهجومى والمسلح والخدمة العامة من مختلف دول العالم، بما يتناسب مع متطلباتنا العملياتية ليصبح لدينا منظومة متكاملة من أحدث الطائرات.
كما يتم تحديث طائرات التدريب بما يتناسب مع إمتلاك الطائرات متعددة المهام الحديثة ويتبع ذلك تحديث وزيادة أعداد المحاكيات للإرتقاء بمستوى تدريب الأطقم الطائرة لتحقيق الجدوى الإقتصادية والعملياتية للحفاظ على الكفاءة القتالية والفنية للطائرات لتكن جاهزة على أداء مهامها على مدار الساعة وتحت مختلف الظروف.
ب- فى مجال التدريب :
التدريب هو العنصر الفعال في الحفاظ على الجاهزية العملياتية لتحقيق مهام القوات الجوية والقوات المسلحة وتطوير التدريب فى القوات الجوية يتم على عدة مراحل تبدأ بالكلية الجوية التى تعتبر حجر الأساس لضخ دماء جديدة من الطيارين والجويين داخل صفوف القوات الجوية ، يليها معهد دراسات الحرب الجوية الذى يضاهي أفضل أكاديميات الحرب الجوية فى العالم لتأهيل الضباط فى مختلف التخصصات، إلى جانب التأهيل التخصصي الذي يتم داخل التشكيلات الجوية وخاصة للطيارين للتدريب على فنون القتال الحديثة في ظل التقدم الهائل للطائرات وأنظمة التسليح المتطورة، وأيضا مراكز إعداد الكوادر الفنية على أعلى مستوى من الكفاءة الفنية للتعامل مع الطائرات والمعدات الحديثة.
الكلية الجوية: تستخدم أحدث الأساليب العلمية والمعامل ومحاكيات الطيران بهدف تطوير العملية التعليمية وتدريس أحدث مناهج العلوم الجوية فى العالم ويتم ذلك فى جناح العلوم داخل الكلية والذى يتلقى فيه الطلاب المحاضرات والمناهج النظرية فضلاً عن وجود محاكيات لأحدث طائرات التدريب فى العالم / ومحاكيات علوم المراقبة الجوية والتوجيه لمواكبة التكنولوجيا المتسارعة فى عالم الطيران ، كما يتم إعداد الطالب نفسياً وبدنياً بواسطة متخصصين باستخدام أحدث الأجهزة والمعدات لتحقيق أعلى معدلات الأداء التى يتطلبها الطيران فى المراحل المختلفة لتأهيل الخريجين واعدادهم للعمل داخل التشكيلات الجوية.
في مجال التأمين الفني :
تقوم جهات التأمين الفني بالقوات الجوية من خلال الإدارة المتكاملة لأنشطة التخطيط والتأمين الفنى بتطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة المتبعة على مستوى العالم لتقديم الدعم الفنى المتكامل لصيانة جميع طرازات طائرات القوات الجوية من (عمرة طائرات – مد العمر الفنى – إصلاح رئيسى ومتوسط وتقنيات موسعة - تصنيع أجزاء محلياً) والإشتراك مع باقى وحدات / تشكيلات القوات الجوية فى مراحل التحديث والتطوير للمعدات الجوية وأنظمة التسليح مع تحقيق الإستعداد القتالى الدائم والمستمر بكفاءة عاليه أثناء التدريب الجاد و المستمر.
في مجال التأمين الهندسي:
تتمثل أعمال التأمين الهندسي للقوات الجوية في تهيئة الظروف المناسبة لضمان إستمرار تدريب وعمل القوات الجوية في السلم والحرب وتقديم الدعم اللازم للإحتفاظ بأعلى درجات الجاهزية بالقواعد الجوية والمطارات لتكون قادرة على تنفيذ المهام بكفاءة وقدرة عالية في أي وقت.
في مجال التأمين الطبي:
توفر القوات الجوية الرعاية الطبية الشاملة للضباط وضباط الصف والجنود وتقديم الرعاية الصحية والتأمين الطبي، وتتم الرعاية الطبية بواسطة أطباء ذو خبرة عالية مستخدمين أحدث الأجهزة الطبية فى جميع التخصصات وكذا أطقم إدارية وتمريض على مستوى فنى وإدارى مميز .
يوجد بالقوات الجوية معهد لطب الطيران والفضاء بغرض تنفيذ الاختبارات الفسيولوجية للأطقم الطائرة وإجراء بعض التدريبات الخاصة بهدف رفع الكفاءة وتحسين الآداء الفسيولوجى .
كما يقوم معهد طب الطيران بإجراء الكشوفات الطبية وتحديد اللياقة الطبية للطلبة المتقدمين للإلتحاق بالكلية الجوية بإستخدام أحدث النظم الطبية العالمية.
تابعنا الظروف العصيبة التي تمر بها بعض دول الجوار من حالة عدم الاستقرار ومخططات تقسيم واستهداف المنظمات الإرهابية لها لتحقيق أطماعها فهل هذا كان الدافع وراء تحديث منظومة التسليح داخل القوات الجوية ؟
بالتأكيد كان ذلك أحد العوامل المؤثرة والتي يتم اتخاذها في الاعتبار لأنه يمس جوهر الأمن القومي المصري لكن العوامل المؤثرة فى إختيار أسلحة الجو الحديثة يبنى فى الأساس على طبيعة المهام والتحديات والتهديدات المحتملة ضد الأمن القومى المصرى بغرض حماية المقدرات وثروات الدولة المصرية وإذا إستدعى الأمر توجيه ضربات للعناصر الإرهابية .
في ظل الظروف الراهنة تحرص العديد من الدول الشقيقة والصديقة على الاستفادة من الخبرة القتالية والتدريبية لقواتنا الجوية ... نود منكم إلقاء الضوء على أهم هذه التدريبات والدول المشتركة فيها؟ وما هى أوجه الإستفادة من هذه التدريبات ؟
تعتبر القوات الجوية المصرية دائما محل تقدير من الدول الشقيقة والصديقة ويظهر ذلك في رغبة العديد من الدول مشاركة قواتنا الجوية في التدريبات لتبادل الخبرات ومهارات القتال، فهناك تدريبات مشتركة كثيرة مع الدول الشقيقة على مدار العام مثل (اليرموك) مع الجانب الكويتى، والتدريب المشترك (زايد) مع الجانب الإماراتى، والتدريب المشترك (حمد) مع الجانب البحرينى، والتدريب المشترك (فيصل) مع الجانب السعودى، وهناك تدريبات مشتركة كثيرة مع الدول الصديقة مثل النجم الساطع مع الجانب الأمريكى والبريطانى والفرنسى والايطالى، والتدريب المشترك كليوباترا مع الجانب اليونانى.
بالإضافة إلى التدريب المشترك (ميدوزا) مع الجانب اليونانى، والتدريب المشترك (حماة الصداقة)مع الجانب الروسي والكثير من الدول الأخرى، وفى إطار تلك التدريبات يتم الاستفادة من تبادل الخبرات ومهارات القتال المتنوعة مما يزيد من قدراتنا القتالية على مختلف الاتجاهات، وتقوم القوات الجوية ببذل مجهود جوي كبير خلال هذه التدريبات حتى تحقق أقصى استفادة فى جميع التدريبات المختلفة، هذا بالإضافة إلى متابعة ما يتخذه المشاركون فى التدريبات من إجراءات للتحضير والإعداد وتنفيذ إدارة أعمال القتال للخروج بالدروس المستفادة وتعميمها على القوات الجوية.
على ضوء المهام الصعبة والمتعددة لوحدات القوات الجوية وما يتطلبه ذلك من قدرات عالية لتأهيل الفرد المقاتل بالقوات المسلحة ... كيف يتم التأهيل بالقوات الجوية لإعداد وتدريب طيارينا والكوادر الفنية خاصة في ظل التقدم التكنولوجي الراهن ؟
الركيزة الأولى لنجاح القوات الجوية في أداء مهامها هو الفرد المقاتل المزود بعقيدة عسكرية وروح معنوية مرتفعة وقدرة على الأداء الجيد والإلمام التام بمهامه فى السلم والحرب يمتلك لياقة ذهنية وبدنية عالية ليصبح قادر على استخدام أحدث المعدات، وتلك الصفات هي التي تمكن الفرد من أداء مهامه القتالية بأعلى معدلات الأداء وأقل استهلاك للمعدات والأسلحة والذخائر تحت مختلف الظروف.
وتقوم قواتنا الجوية بمسايرة أحدث الوسائل العلمية في مجال إعداد الفرد المقاتل بداية من الكلية الجوية بعد تطويرها وصولاً إلى تشكيلاتنا الجوية التي يتم فيها التأهيل من خلال برامج الإعداد التخصصي والبدني بالإضافة إلى مساعدات التدريب الأرضية وتنفيذ التدريبات في ظروف مشابهة لظروف العمليات الحقيقية واستخدام ذخائر العمليات لتحقيق مبدأ الواقعية في التدريب.
كما أن هناك خططا مستمرة للتدريب والإعداد الدائم داخلياً وخارجياً تتم من خلال برامج التأهيل العلمي (النظري / العملي) بمعهد دراسات الحرب الجوية ومراكز التدريب والمعاهد الفنية المتخصصة بالقوات الجوية المصرية والعالمية، وكذلك الفرق الخاصة بطرازات الطائرات المختلفة كما تم توفير المحاكيات المتطورة للطائرات الحديثة لزيادة الكفاءة القتالية والاستعداد القتالي.
ولدينا مدرسة القتال الجوى بها آخر ما تم التوصل إليه من فنون الحرب والقتال الجوى كتدريب متقدم كما نمتلك نظاماً لتقييم نتائج الاشتباكات الجوية وهو من أحدث النظم في هذا المجال، بالإضافة لبرامج تبادل الزيارات والبعثات الخارجية للاستفادة من خبرات الدول المختلفة وكذلك الاشتراك في المناورات والتدريبات مع الدول الشقيقة والصديقة لصقل المهارات والتعرف على أحدث الأسلحة وأساليب القتال.
أما بالنسبة للكوادر الفنية تقوم القوات الجوية باختيار العناصر المتميزة للعمل في المجال التأمين الفني ثم يتم تأهيلهم التأهيل النفسي والبدني والعسكري والعلمي اللازم في مراكز إعداد الفنيين بعد تخرجهم والتحاقهم بالتشكيلات الجوية، وتستمر منظومة التأهيل والرعاية من خلال التدريب النظري والعملي والتوسع في استخدام مساعدات التدريب المتطورة واكتساب الخبرة من الكوادر الفنية المؤهلة على مختلف الطرازات بالقوات الجوية كما يتم تأهيلهم بدورات وفرق خارج البلاد ، مع توفير الرعاية الصحية والاجتماعية للضباط والأفراد وعائلاتهم والاهتمام بمستوى المعيشة للصف والجنود وتوفير نوادي ترفيهية لرفع الروح المعنوية لهم.
تشارك القوات الجوية أجهزة الدولة في دعم مسيرة التنمية والمعاونة في خدمة المجتمع المدني.. فما هي الجهود التي تقوم بها القوات الجوية في هذا المجال؟
تقوم القوات الجوية بدور هام لصالح أجهزة الدولة والقطاع المدني لما لها من قدرة على رد الفعل السريع في مواجهة الكوارث الطبيعية، فتكون دائماً في طليعة الأجهزة التي تبادر بالتدخل السريع في مواجهة الكوارث الطبيعية واستطلاع المناطق المنكوبة والمعزولة لتحديد حجم الخسائر وتنفيذ أعمال الإخلاء الجوى للجرحى والمصابين والنقل والإمداد بمواد الإغاثة للمتضررين وكذلك مكافحة الحرائق ومراقبة شواطئنا ومياهنا الإقليمية من التلوث الناتج عن السفن.
وتقوم طائرات الإسعاف الطائر بنقل المصابين من جميع أنحاء الجمهورية إلى المستشفيات لسرعة تلقى العلاج كما تشارك قواتنا الجوية بطائراتها فى أعمال الخدمة الوطنية لقواتنا المسلحة في البحث والإنقاذ والإسعاف الطائر والإخلاء الطبي ومكافحة الزراعات المخدرة وهناك تنسيق كامل بين وزارة الداخلية ( إدارة مكافحة المخدرات ) والقوات الجوية وبالتعاون مع قوات حرس الحدود.
كما تقوم بتنفيذ مشاريع التصوير المساحي لصالح هيئات ووزارات الدولة اللازمة لأعمال التنمية الزراعية، التخطيط العمراني، النقل والطرق ، كما تقوم القوات الجوية بنقل مواد الإغاثة إلى الدول المتضررة من الكوارث الطبيعة .
ما الخدمات التي تقوم بها القوات الجوية لأبنائها من أسر الشهداء (الضباط – ضباط الصف – الجنود) ؟
الوفاء ورد الجميل هو صفه أصيلة داخل القوات الجوية عن طريق الاهتمام بأبناء وأسر الشهداء في لمسة وفاء لمن ضحو بأرواحهم في خلال مواجهة الإرهاب الأسود الذى يضرب مصر هذه الأيام، لذا أنشأت القوات الجوية منظومة خاصة بأسر الشهداء لتحقيق التواصل معهم بشكل مستمر وتقديم العون لهم في جميع المجالات المختلفة داخل القوات المسلحة أو بالقطاع المدني .
كما تقوم القوات الجوية بتقديم الرعاية الطبية لأسر الشهداء ومتابعة حالتهم الصحية بشكل كامل بمستشفى القوات الجوية وتولى القوات الجوية الاهتمام بشكل خاص بأسر وأبناء الشهداء باستخراج كارنيهات العضوية لـ (دار القوات الجوية – نوادى القوات المسلحة) كما تقوم بترشيح أسر الشهداء لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة ضمن بعثة إدارة الشئون المعنوية.
أخيراً وليس آخراً يتجلى الوفاء والعرفان بالجميل من القوات الجوية بدعوة أسر الشهداء في احتفالات القوات الجوية بالمناسبات المختلفة ليعلموا علم اليقين أن الدور الذي قام به شهدائنا الأبرار لا ينسى أبداً مهما مرت الأيام والسنين فهم من قدموا أغلى ما لديهم ليحيا وطننا الغالي مصر في أمان وعزة وكرامة.
كلمة توجهها لرجال القوات الجوية وشعب مصر بمناسبة عيد القوات الجوية ؟
أُهنئ رجال القوات الجوية من ضباط وصف وجنود بمختلف تخصصاتهم بعيد القوات الجوية، وأشيد بحفاظكم على مستوى الأداء المتميز وعطائكم وجهدكم الذي تبذلونه لرفع كفاءتكم القتالية وصقل مهاراتكم بالتدريب المستمر وتضربون كل يوم مثالاً للتضحية والبطولات وتحليكم بأعظم صور الشجاعة والبسالة النادرة راجياً لكم دوام التوفيق في مهامكم ومسئولياتكم التي تحملون أمانتها وتضطلعون بها في حماية الوطن والدفاع عن أمنه وسلامة وقدسية أراضيه وأدعوكم للاستمرار في بذل الجهد والعطاء من أجل رفعة قواتنا المسلحة استكمالا لمسيرة رجال القوات الجوية السابقين الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم بكل غالى ونفيس من أجل الوطن وسطروا فى التاريخ بطولات لا تنسى .
وعلى الشعب المصري أن يفتخر بقواته المسلحة وقواته الجوية الذين يقفون دائماً مع إرادة الشعب العظيم ضماناً لاستقراره ورخاؤه وصوناً لمقدرات شعبنا العظيم وتاريخه وحضارته المجيدة لتظل مصرنا الغالية حرةً أبية.