السوق العربية المشتركة | "العز" حائرا بين فوضى التقييمات وآلية العرض والطلب

السوق العربية المشتركة

الإثنين 3 فبراير 2025 - 23:59
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

"العز" حائرا بين فوضى التقييمات وآلية العرض والطلب

تسبب تضارب التقييمات المقدمة بخصوص سهم "حديد عز" فى حالة من الحيرة والتذبذب داخل أروقة سوق المال المصرى ، والتى أدت إلى حالة من الإستياء لدى العديد من متداولى الاسهم ،وفى وقت كانت البورصة فيه على موعد من الإرتفاعات التى طالما كتبنا عنها بكل دقة ومصداقية على صفحات جريدتنا "السوق العربية" ،فإتجهت بعض التقييمات إلى أسعار متباعدة لنفس السهم ومن جهات مختلفة ، ولكن عندما تتضارب التقييمات ومن جهة واحدة فهو مايحتم علينا عرض الأمر برمته، وهو ماإستدعى كتابة السطور التالية ..
 
 
حديد عز بين رحلة المائة.. والعودة
 
بداية قال "سمير رؤوف" الباحث فى شئون البورصة المصرية أن حديد عز واحد من اهم و اقدم الاسهم في البورصة المصرية و أحد أعمده المؤشر الرئيسي Egx30 منذ عام 2003 ، وتراوح سعر السهم في هذه الفتره 3 جنيهات تقريبا ، ثم إرتفعت أسعار السهم مع الطفره التي حدثت لأغلب الأسهم حتي وصل 99جنيه في 2006 وقبل إنهيار الثلاثاء الأسود ، ليعود  السهم من جديد لمواصله الارتفاعات مدعوما  بالخطه الإستراتيجية للتوسعات والتي جعلت الشركه أكبر منتج لحديد التسليح في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالإضافة إلى عمليه الاستحواذ علي عز الدخيله للصلب  وتعديل المصنع وإدخال تقنيات منتج البيلت وإستحواذ آخر  تقريبا في 2008 علي 80 % من سوق الحديد في مصر حتي ثوره يناير ، ليتقلص من بعدها دور حديد عز في السوق المصري بشكل كبير و ظهور منافسين آخرين وإستحواذ علي أجزاء من السوق المحلي وصل الي 40 % من السوق ليحتفظ ب 35 % للتصدير علي مستوي العالم.
وعن منتجي سوق حديد التسليح في مصرأضاف "رؤوف"  أنه ينقسم  بين مصانع حديد عز وحديد المصريين وبشاي والسويس للصلب والمراكبي التي تنتج خام الحديد "البليت" من ناحية وبين عدد من المصانع الصغيرة التي تستورده من الخارج من الناحية الأخرى.
 
 وفي صدور تقييم عن احدي الشركات المقيمه للسهم بعوده السهم الي 4جنيهات من 10جميعا اي قرابه  ٦٠% خساره في سعر السهم   معتمده في التقرير علي التدفقات النقدية و الخسائر المرحله من 2014 و التي تقترب من 3.8 مليار بحسب التقرير الصادر عن الشركة ، ومع إغفال بقيه أنواع التقيم المالي الذي يعد 7 أنواع من التقييمات الماليه و إجمالي قيم الأصول. 
 
 
العرض والطلب هما المقياس الذى يضرب التقييمات فى مقتل
 
وأعرب "هشام حسن" مدير إستثمار رويال للتداول , عن إستياءه من ظهور هذا التقييم وفى هذا التوقيت , خاصة والغريب فى الأمر أن السهم نفذ عمليات وبكميات كبيره وقت ظهور التقييم , وهو مايثير الريبه والشك فى الموضوع برمته .. فطالما أن السهم سئ وفقا للتقييم المذكور فلماذا كان الإقبال على الشراء , ويكمن السر هنا أن هناك من يرى أنه فرصة جيدة للإستثمار على الفترة القصيرة والمتوسطة الأجل , وإستنكر "حسن" مايحدث قائلا أن هذا التقييم ببياناته التى لانعلم مدى دقتها يحتاج إلى إعادة تدقيق مع الوضع فى الإعتبار أن شركتى حديد عز والدخيلة تغطيان حوالى 50% من الطلب المحلى للحديد والصلب , ويجب علينا أولا وأخيرا ألا ننسى أنه مهما كان التقييم سئ أو جيد فسيظل الطلب والعرض هما الآداء الحقيقى للسهم.
 
 
دعاء زيدان ..الأرقام والأحداث ليست محض صدفة
 
من جانبها قالت دعاء زيدان المحلل الفنى للبورصة المصرية أن شركة "سى آى كابيتال" قامت  ببيع كميات رهيبة من سهم القابضة الكويتيه لكبار العملاء و منهم صندوق مون كابيتال و تم إنزال تقرير بعدها يوصي بعدم شراء السهم ,  ووفقا للإفصاح فإن "مون كابيتال" حصته إنخفضت  تحت الـ 5٪؜ منذ شهرين , وبعدما إنهار السهم إلي مستويات 1.21 دولار قام صندوق مون كابيتال بالشراء ثم تم الإعلان أن مون كابيتال رفعت حصتها إلي 5٪؜ و أكتر ، وبالطبع  قامت بالشراء لكل عملاءها بسعر 1.25 دولار , وأضافت "زيدان" أن  الشركه المذكوره قامت بنفس الأسلوب مع سهم العز لحديد التسليح ,وقام صندوق "مون كابيتال" بالبيع وإنخفضت حصته إلي ما دون الـ 5 ٪؜ علما بان الصندوق قام بالبيع من مستويات  22 جنيه للسهم حتي مستويات 10.86 جنيه , ليقوم بالضغط علي السهم , ولكن ظهرت عمليات شراء  كبيره من صناديق أجنبيه  ومصريه وأفراد ، فاصدرت الشركه  تقييم جديد للسهم بالسعر المتدنى حتي يقوم صندوق "مون كابيتال" بإسترجاع أسهمه كما حدث في القابضه الكويتيه, وأشارت "زيدان" إلى أن "بلتون" قيمت العز بسعر 21.3 جنية للسهم وذلك بتاريخ 23 أغسطس الماضى , بجانب أن "هيرمس قيمته بسعر 36 جنيه, هذا بالإضافة إلى موافقة هيئة الرقابة المالية المصرية على إعادة هيكلة العز والموافقة على تقييم السهم بسعر 30.5 جنيه منذ مايقرب من أسبوع. 
 
 
الفقى يطالب الرقابة بالتدخل والتصدى لفوضى التقييمات
 
كما  أشار "سعيد الفقى" خبير أسواق المال عن كون هذه التقييمات غير معتمدة على مستوى إتخاذ القرار الإستثمارى ، ومن الواجب هنا أن تتجه هيئة الرقابة المالية المصريى لأن يكون لها دورا هاما فى التصدى لكل تلك التقييمات حتى ولو وصل الأمر إلى عدم صدور تقييمات دون موافقة الهيئة ، وعن الهبوط الذى حدث للسهم بسبب التقييم وصفه " الفقى" بأنه من نوعية الهبوط البانيك والذى ينتج عن خوق وفزع فى دورة مشاعر المستثمر والتى لها دورا كبيرا ومؤثرا على القرارات الإستثمارية لمتداولى البورصة المصرية. 
 
 
المستجدات المالية ونتائج الأعمال وإختلاف طريقة أقسام البحوث هى ما أدت لإختلاف التقيبمات
 
 وأوضح "ريمون نبيل"  خبير أسواق المال أن موضوع  التقييمات دائما يكون بوجهات نظر مختلفه من خلال كل قسم بحوث بناء على المستجدات الماليه ونتائج الأعمال المتوقعه من وجهة نظر كل قسم بحوث على حدى ,ولكن من الصعب أن نجزم بوجود تلاعب إلا بتدخل واضح من رقابه البورصة لكشف الأكواد المتلاعبه فى سهم ما بعد صدور التقييم , وليتنا لا ننسى أن أغلب التقيمات التى خرجت بأسعار أعلى من ضعف سعر الأسهم المنفذه فعليا على شاشات التداول لم يكن لها نفس التأثير ولم يكن لها نفس الصدى الإعلامى ,حيث تم أكثر من مره تقيم بعض الشركات بأسعار مختلفه أعلى من أسعار تداول السهم فعليا على الشاشه , وكانت النتيجه إستمرار هبوط السهم لقوه البائع الموجود فعليا فى فى السهم , وأضاف "نبيل" أنه يعتقد أن هذه العملية تكون هى الفرق الواضح بين التحليل الفنى والتحليل المالى فى مصر , حيث أن التحليل المالى يتعمد على المستجدات التى تطرح أمامه على حسب ما تكون متوفره , ولكن التحليل الفنى يتعمد على السعر الفعلى المنفذ على شاشات التداول , بالإضافة إلى أن سهم حديد عز  فنيا مازال يتداول فى اتجاه هابط على المدى القصير والمتوسط , وفى ظل تداول السهم أسفل مستوى ١٣.٥٠جنيه  , ولذلك فإن أى عمليات هبوط تحدث سواء كانت ناتجه عن تقيمات ماليه أو نتائج أعمال سوف تكون أمرا ليس بغريب علينا , حيث أن السهم حتى الآن لم يكون قاع واضح يؤكد نهايه الإتجاه الهابط وتغير مسار السهم إلى إتجاه صاعد , وقد تميل التوقعات الفنيه إلى التذبذب فى أداء السهم أعلى مستوى ٨.٠٠ كدعم رئيسي وأسفل ١١.٧٠ كمقاومه حتى تستطيع أحد القوى البيعيه الشرائيه السيطره على التحركات الفتره المقبله , وقد نتوقع نهايه تلك الإتجاه الهابط فى الربع الأول من ٢٠٢٠  
 
 
 
 
دينا صبحى ترصد الحركة الفنية للسهم قبل التقييم وبعده
 
وعلى المستوى الفنى لسهم حديد عز  رصدت "دينا صبحى"  الخبيرة فى الأوراق المالية والأسهم ، عمليات صعود  إلى أعلى سعر فى شهر يونيو 2018  ليصل إلى مستوى 30.64 جنية ، ثم بدأ السهم  بالهبوط العام مع السوق ككل وسط نتائج أعمال سلبية ليصل إلى ادنى مستوى له فى أبريل 2019  عند  7.84 جنية ،  ويعاود الإرتداد إلى  مستويات 11.90 ليغلق عند مستوى 9.95 ، وأقل نقطة9.62 بعد صدور التقيم لينخفض بنسبة 15 % مبدأيا وذلك بسبب تقيم بنك الاستثمار سي.آي كابيتال والذى خفض فيه سعره المستهدف بنسبة  65 % إلى مستويات 4.20 جنيه (0.25 دولار).
 
وبناءا على ماسبق فنيا قالت "دينا" أنه قد يتحرك السهم فى قناة سعرية هابطة بين حديها ولن يستطع الاختراق لأولى مقاومتة عند مستوى  11.90 كمقاومة اولى ويليها مستويات 13.40 كملامسة للخط العلوى للقناة وتعتبر مستويات  9.45 يليها 8.85 كنقاط دعم هامه للسهم ،  والاستمرار فى قناة سعرية هابطة باسعار متدنية جديدة الى ان يتغير الامر و يخترق مقاومة اولى بسيولة مرتفعة ودخول قوة شرائية كما واضح بالرسم المرفق على الشارت الاسبوعى .