
أمانى الموجى
الجولات الميدانية .. عنوان الحكومة
«الجواب بيبان من عنوانه» وعنوان الحكومة هو الجولات الميدانية والاهتمام بالموظفين والعمال والمواطنين البسطاء فى الكفور والنجوع وغيرهم من الذين يقطنون العشوائيات.
أعتقد أن العنوان الذى اختارته الحكومة الحالية هو فعلاً عنوان المرحلة ونحن الآن نشعر بأنه توجد حكومة تعيش وسط الشعب تعرف طموحاته وتشعر بآلامه وهمومه عكس الحكومات السابقة التى كانت تسكن فى برج عاج ومنذ أن تولت الحكومة السابقة المسئولية وحتى إن استقالت لم يشعر بها أحد لدرجة أننا لا نعرف «جت فى إيه ومشيت فى إيه».. والمواطن المصرى رجل من أذكى شعوب العالم لا يستطيع أحد أن يضحك عليه أو يهبط من عزيمته فهو يريد حكومة تشعر بنار الأسعار التى تلسع المواطنين وتعلم جيداً المحتكرين وتحاسبهم فوراً.
للمرة الأولى فى تاريخ الحكومات السابقة نجد أن هناك وزراء فى الشوارع وآخرين فى المصانع وغيرهم فى الغيطان وسط الفلاحين للاستماع لمطالبهم ومعرفة شكاواهم التى تتعلق باحتكار المبيدات والتقاوى والأسمدة ومشكلة التسويق التى يعانى منها المزارعون.
لم نسمع قبل ذلك أن رئيس الوزراء قام بزيارة مفاجئة لمستشفى أم المصريين للالتقاء بالمرضى والأطباء لكى يعرف طبيعة سير العمل ومدى توافر جميع الخدمات الصحية للمرضى البسطاء الذين يعانون من أمراض عديدة وأهمها فيروس «C» فقد فعلها المهندس «محلب» رئيس الوزراء الحالى وكان ذكيا جداً فى الاختيار فلم يختر مستشفى خمس نجوم أو آخر لرجال الأعمال لكى يقوم بزيارته ولكنه اختار مستشفى حكوميا بسيطا يضم فى أرجائه أبناء مصر الحقيقيين الذين يسكنون العشوائيات ويعانون من الأمراض الخطيرة التى تأكل أبدانهم.
بداية عمل الحكومة الحالية هى بداية أمل لدى المواطن المصرى الذى يشعر بأن الوزراء هم موظفون لديه وهو الذى يدفع لهم مرتباتهم من خلال الضرائب التى يلتزم بها ولذلك يجب أن يكون كل ما يأمر به المواطن مطاعا من جانب الوزراء باعتباره صاحب العمل وليس العكس.
لا أتمنى أن تصاب حكومة «محلب» بالفتور بعد فترة بعدما وجدنا منها بداية قوية ومبشرة وحتى لا يصدق المثل القائل «الغربال الجديد له شدة».. أعلم جيداً أن طريق الحكومة الحالية غير مفروش بالورود لكن هناك أشواكا على الطريق وهى عبارة عن المظاهرات الموجودة من جانب كثير من العمال وكذلك التوتر الأمنى والسياسى وقيام جماعة معروفة بعمليات إرهابية من وقت لآخر بزعزعة صورة مصر عالمياً وهذا لن يحدث إن شاء الله.
لقد اختارت الحكومة أن تكون الجولات الميدانية هى عنوانها الرئيسى وفى رأيى أن هذه الجولات هى التى تخلق علاقة قوية بين الحكومة والمواطن، فهى أقرب السبل للوصول إلى الحقيقة على العكس من التقارير التى تعرض على الوزراء فى المكاتب المكيفة بعيداً عن مشاكل وآلام الناس.. فقد تكون هذه التقارير كاذبة أو مضللة وبالتالى عندما نتخذ قرارات بناءً على هذه التقارير فسوف تكون بعيدة عن الواقع تماماً وبالتالى فإن رؤية العين من خلال الجولات الميدانية هى الأفضل والصورة دائماً أبلغ وأوضح من الكلمات وهى لا تكذب ولا تتجمل فالواقع بعيداً دائماً عن الخيال وهما لا يلتقيان أبداً.. وفى اعتقادى أنه إذا نجحت حكومة محلب- وهذا ما نتمناه- فسوف يرجع ذلك إلى الجولات الميدانية على أرض الواقع، ولا شك أن هذه الجولات سوف تحرك المياه الراكدة وتفتح ملفات مسكوت عليها.. وعندما يتحرك رئيس الحكومة فى الشارع تتحرك معه جميع الأجهزة المعينة بشكل ديناميكى بما فيهم الوزراء والمحافظون ورؤساء المدن ورؤساء الأحياء وشركات النظافة والكهرباء وجميع الأجهزة فى المحليات وكل ذلك يصب فى النهاية فى مصلحة الوطن والمواطن.