لا شك أن الرياضة الأكثر شعبية بالمملكة العربية السعودية هى كرة القدم – شأنها فى ذلك شأن كافة الدول العربية .. وعلى رأسها مصر -  وهو ما لا يمكن الإعتراض عليه ، ولكن التوجهات الإيجابية التى باتت تنتهجها المملكة السعودية وخاصة مع دعمها لمجموعة MBC الإعلامية وعلى رأسها قناتها النشطة جداً "Action" بقطاع رياضة وبرامج السيارات ، إنما ينم عن مدى الوعى التام بأهمية هذه الرياضة وإستثماراتها – التى تمت فعلياً وما هو تحت التنفيذ بالمرحلة المقبلة – وهو ما يؤكد على إيجابية ورؤية الإدارة السعودية الفاعلة .. بدءاً بخادم الحرمين وولى العهد ووصولاً لوزير الرياضة الشاب (الأمير / عبد العزيز آل سعود ) الذى يعد أحد أهم سائقى السيارات المحترفين بالسعودية أيضاً ...

فالبداية كانت مع البرنامج النشط (Driven) والذى تواكب مع أنشطة حلبة الريم بالرياض ، ثم الدعم المتواصل لرالى حائل الدولى – الذى يعد أحد أهم راليات المنطقة الصحراوية ، والذى تزداد سمعته الدولية عاماً بعد عام – ووصولاً إلى إستضافة أولى جولات بطولة العالم لسباقات الفورميلا الكهربائية (formula-e) بمدينة الدرعية التاريخية مع إنطلاقة الموسم الجارى ، ليعلن عن إستضافة الجولتين الأولتين من نفس البطولة بدءاً من الموسم المقبل ، وهو ما يضع المملكة فى مصاف دول العالم فى دعم مثل هذه البطولة الواعدة ، بالوقت نفسه الذى تستعد فيه المملكة لإستقبال أكبر وأصعب وأهم رالى صحراوى عالمى (داكار) على أرضها بدءاً من العام المقبل .. إنما يؤكد على التوجهات الإيجابية لأن تصبح المملكة بالمرحلة المقبلة (المقصد العالمى الأول لرياضة السيارات) وخاصة مع معلوماتنا أنه يتم الشروع خلال الفترة الجارية ببناء حلبتين دوليتين ستتمكن إحداهما – على الأقل – من إمكانية إستقبال سباقات بطولة العالم للفورميلا 1.

على الجانب الآخر ، جاء إستثمار MBC Action ومن وارائها المملكة فى نقل جولات بطولة العالم للفورميلا 1 (وبشكل مجانى) لكافة متابعى هذه الرياضة العريقة بالمنطقة العربية وكذلك سباقات "بورشه سوبر كوب" وغيرها من سباقات السيارات ، إنما ليؤكد على مدى جدية هذه القناة على نشر الوعى الرياضى الكامل برياضة السيارات المتفوقة وكذا خلق أجيال جديدة أكثر إهتماماً ومتابعة لمثل هذه الرياضات الميكانيكية النشطة ، وخاصة مع تعاون هذه القناة الفضائية المحترمة مع عدد من الرموز المشهود لها بالتاريخ والخبرة الإعلامية والعملية المتفوقة بمجال رياضة السيارات .. أمثال الزميل/ فراس النمرى ، وبطل سباقات السيارات المعروف / خليل بشير وكذلك حمد الفردان ، علاوة على الإعلامية الواعدة سابين ساسيل ...

نعم ، نعلم أن هذا الإستثمار "المحترف" سينتج عنه تكلفة ضخمة بالوقت الحالى والمستقبل ، ولكن إذا ما نظرنا إلى المردود الإعلامى ومن ثم المردود الإقتصادى سنجد أنه سيصل فى وقت ما إلى ما هو أفضل مما ينفق على رياضة (مستهلكة للأموال بشكل كبير) مثل كرة القدم ... وبنتائج عالمية "حدث ولا حرج" ، وهو ما نعانى منه بالكثير من الدول العربية بشكل عام وبمصر (صاحبة المائة مليون نسمة) بشكل خاص.