كتب
أشرف كاره
كواليس تخفيضات أسعار السيارات
04:50 م - الأربعاء 26 يونيو 2019
إستشرت مؤخراً بسوق السيارات المصرى ظاهرة منح تخفيضات بنسب متفاوتة على أسعار السيارات سواء ما تم من بعض الشركات فى صورة إجراء لمرة واحدة أو ما تم مع البعض الآخر على مستوى أكثر من مرة ... الأمر الذى تشدق به (بعض المتشدقون) من خلال الحملات المضادة للسوق فى أن سوق السيارات قد حقق أرباحاً مغالى فيها سابقاُ وقد جاء الوقت لتعود أسعار السيارات إلى نصابها العادل!!
ولكن الأمر أكبر وأعمق من ذلك بكثير – إلا أن كل فريق يغنى على ليلاه – فما شهدناه من تخفيضات بالسوق إنما يعود للعديد من الأسباب المنطقية ، والتى أهتم بعرض "بعضها" على المهتمين لمزيد من الفهم لغير المدركين .. والتى منها:
· أهم أسباب تخفيضات أسعار السيارات (وبخاصة الأوربية) والتى تمخضت بطبيعة الحال عن الوصول النهائى لتطبيق إتفاقية التجارة الحرة الأوربية والتى تقضى بوصول الضريبة الجمركية على السيارات الأوربية إلى صفر... وهو ما حدث مع مطلع 2019 الجارى.
· الوضعية التنافسية (الحامية) بين السيارات غير الأوربية (شأن الصينية ، الكورية ، اليابانية ... وحتى المجمعة محلياً) والأوربية من جانب آخر ، وهو مافرض منح خصومات متفاوتة على أسعار تلك السيارات ، وجاءت تلك التخفيضات إما بإعادة دراسة تسعير تلك السيارات من الوكلاء أنفسهم وبالتالى تخفيض هامش أرباحهم المعتادة على تلك السيارات .. أو من خلال توصل أولئك الوكلاء إلى الحصول على دعم ملحوظ من شركاتهم الأم ليتمكنوا من الوقوف على قدم المنافسة بالسوق مع ما هو حادث من معطيات الجديدة.
· إعادة هيكلة مصروفات وأرباح العديد من الشركات ، وهو ما أعطى للعديد من الشركات الإمكانية لإعادة تسعير من سياراتها حتى ولو بالخسارة من بعض الطرازات مقابل التعويض بأرباح طرازات أخرى.
· سعى بعض الشركات للإعلان عن عدم مشاركتهم بمعرض القاهرة الدولى للسيارات (أوتوماك فورميلا 2019) كما أعلنت مؤخراً مجموعة المنصور للسيارات – على سبيل المثال – وهو ما سيوفر لها بالنهاية عدة ملايين من الجنيهات والتى يمكن إستثمارها فى منح تخفيضات على سياراتها المباعة للعملاء فى صورة دعم مباشر لأسعار سياراتهم المقدمة للعملاء الجدد لسياراتهم ، وهو الأمر الذى نرى فيه فكرة إيجابية لباقى الشركات العاملة بالسوق فى قيامهم بتخفيض مساحات مشاركاتهم بالمعرض .. تخفيضاً للنفقات ومن ثم دعم مبيعات سياراتهم للعملاء الجدد (أو فى حالة عدم وجود سيارات جديدة للعرض) ، وهو ما سينعكس إيجابياً على المبيعات الفعلية للسيارات للعملاء المستهدفين.
· الإنخفاضات الأخيرة على الدولار الإستيرادى (الحر) وكذلك الدولار الجمركى بنسبة بلغت ما يقرب من 8% وهو ما إنعكس على (متوسط) التخفيضات التى منحت على أسعار السيارات الجديدة تراوحت بين 6 و 7 % كما أعلنت العديد من الشركات والتى كان من أهمها (على سبيل المثال لا الحصر) مجموعة غبور ومجموعة المنصور .. وغيرهم.
القضية – ببساطة شديدة – أن يجب علينا المعرفة والفهم قبل توجيه الإتهام كما يحب أن يفعل البعض ، وبالنهاية فالمشترى هو صاحب القرار الأخير فى الشراء من عدمه ، وهو الأقدر على تحديد توجهاته بشكل نهائى.