كتب
أشرف كاره
عباقرة الطرق المصريين ... وإنتحار "مصطفى النحاس" ؟
05:24 م - السبت 27 أبريل 2019
عجيب هو أمر عباقرة هندسة الطرق فى مصرنا الحبيبة !! فهم لا نرى منهم سوى كل أفكار "ألمعية" وأحياناً خارقة للطبيعة ... وهو ما طالما ذكرنى بخبراء هندسة الطرق باليابان ، فمنذ أكثر من 15 عاماً سابقة قمت بالإطلاع على تقرير يابانى لمراقبة حالة الطرق بشكل عام والكبارى بشكل خاص وذلك من خلال سيارات خاصة تقوم بمسح تلك الطرق بأشعة الليزر للتحقق من أدق الشقوق بهذه الطرق (والتى قد لا ترى بالعين المجردة) والتى يجرى عليها برامج كمبيوترية تخيلية لعدة سنوات مقبلة ليتم إكتشاف أنها من الممكن أن تتحول إلى كارثة بهبوط هذه الطرق أو تكسر تلك الكبارى ... وهو ما ذكرنى بحالة الطرق والكبارى فى مصر وخاصة أحد أهم كبارى القاهرة الكبرى وهو (6 أكتوبر) والذى نراه ببعض المقاطع مع فتحات وثقوب قد تمرر إنسان كامل ؟! ولا حياة لمن تنادى...
على الجانب الآخر، سجل محور (مصطفى النحاس) بمنطقة مدينة نصر – القاهرة ، قمة العبقرية لهؤلاء المهندسين – إذا كانوا يحملون بالأصل شهادات بالهندسة – فبعد توقف سير المترو بمنتصف الطريق لمدة عدة سنوات دون الإستفادة من المساحة التى كان يشغلها ... نمى إلى علم هؤلاء فكرة إستخدام مسار المترو السابق والذى أهمل لعدة سنوات دون إستثمار بأن يتحول إلى مسار إجبارى للباصات (وهو الشىء الوحيد الصحيح الذى رأيته منذ سنوات بمثل هذه الطرق ، والذى طالما تمنيت أن يضاف للباصات بهذا المسار .. المايكروباصات أيضاً والتى تتميز هى الأخرى بتعدد مرات الوقوف) إلا أنه بعد مرور ما يقرب من عامين أو ثلاثة أعوام قرر هؤلاء العباقرة إلغاء تلك الحارة الإجبارية وتوسعة الطريق ومن ثم إعادة سير الباصات – والمايكروباصات بطبيعة الحال – بين السيارات من جديد ؟!! لماذا .. لا أعرف ، بالرغم من قول بعض الآراء أن ذلك كان سببه شكوى أصحاب السيارات الخاصة من عدم إحترام الأوتوبيسات لتقاطعات الـ (U-Turn) التى كانت تمر منها هذه الباصات ... وهو ما يثبت جهل الكثيرين من سائقى السيارات الخاصة والتاكسى بأن الأولية فى كافة دول العالم لمركبات النقل العام وليس للسيارات الخاصة وهو ما يؤكد إحتياج ما يزيد عن 80% من حاملى الرخص الخاصة هؤلاء إلى إعادة التأهيل المرورى الصحيح على المستويات العالمية .. وليس على المستويات المتدنية هذه التى نراها بمصر وتكشف من فضائحهم بالقيادة عند السفر خارج مصر.
ومع التوسعة التى تمت على محور مصطفى النحاس الأخيرة تكشف لنا مدى (التخلف التخطيطى) لهذا الطريق الهام ... فالبداية ظهرت مع توقف أغلب الإشارات المرورية التى كانت قد أستحدثت على هذا الطريق الحيوى بتقاطعاته العديدة ، ليعاد إستبدالها بشرطيى المرور عديمى الخبرة ، كما تم جعل الدوران للخلف (U-Turns) على رأس التقاطعات – شأن مكرم عبيد أو عباس العقاد .... – وهو ما يتسبب فى الإرتباك المرور من الجهتين (حتى بعد إستحداث العوارض البلاستيكية المحددة للحارات الوهمية للدوران ، والتى تكسرت فى زمن يقل عن أسبوع من تركيبها على أسفلت الطريق) ، أما الأهم فقد كان مدى ما تقوم به الأوتوبيسات من عدم الإلتزام بالسير بالجانب الأيمن للطريق .. بل وأحياناً التسابق فيما بينهم على حساب السيارات الخاصة ؟!! الأمر الذى أعاد الطريق إلى أسوأ مما كان عليه أيام سير المترو بمنتصف الطريق.
وإذا كان تخطيط الطرق فى العالم يتم بمبدأ وضع خطط زمنية لإستخدام هذه الطرق لفترات لا تقل عن 50 عاماً ، فإنى أرى أن هذا التعديل العبقرى من جهة نظر هؤلاء لن يستمر أكثر من 3 – 5 سنوات لتظهر عيوبه بشدة .. وبالتالى العودة إلى المربع (أ).
وقد كان من الأجدر لهؤلاء العباقرة – عند إزالتهم لأسفلت الطريق الأوسط الخاص بالباصات – بأن يقوموا ببناء كبارى سريعة التجهيز فوق التقاطعات الرئيسية على محور مصطفى النحاس شأن (الطيران ، عباس العقاد ، مكرم عبيد و الحى الثامن) أو حفر أنفاق (بسيطة) بتلك التقاطعات ، وهو الأمر الذى كان سيضمن سيولة مرورية متفوقة بهذا المحور من أوله بالحى السادس وحتى نهايته مع المنطقة العاشرة ....
نعم ، إنهم عباقرة سيشهد لهم التاريخ بأنهم أحد أسباب فساد هذا البلد وكذلك إهدار موارده المالية فى اللا شىء .