وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق: مصر مازالت مقصدًا لإسرائيل لأنها القوة الوحيدة المؤثرة على الساحة العربية
06:12 م - الإثنين 21 يناير 2019
حوار: محمد ابو رية - محمودعبدالرحمن
أفضل القضايا التى واجهتنى خلال عملى هى قضية الجاسوسة هبة سليم.. ومحاولة فاشلة من الإخوان لاختراق جهاز المخابرات العامة فى مرحلة حكمهم
قال اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات العامة الاسبق ان الاجهزة الامنية بمساعدة القوات المسلحة تبذل كل ما فى وسعها لمواجهة الارهاب الموجود على ارض سيناء ومناطق صحراوية اخرى للقضاء عليه وقطعة من جذوره منذ ان اعطى الرئيس السيسى الضوء الاخضر لها، لافتا الى ان القضاء على تلك البؤر الارهابية لن يأتى فى يوم وليلة ولكن ستأتى على المستوى القريب، موضحا ان القضاء على الارهاب لن يكون بالاجهزة الامنية فقط ولكن بتنمية سيناء لوجستيا وتحويلها الى مناطق سكنية لجذب المواطنين اليها.
واوضح رشاد ان الارهاب خرج من جماعة الاخوان المسلمين مشيرا الى ان الارهاب ليس له وطن ولا حدود ولا بلد ولابد من التعاون الدولى لمكافحة الارهاب لانه موجود فى كافة دول العالم وليست دولة بعينها.
واكد رشاد ان المشاريع التى قام بها السيسى منذ فترة الرئاسة الاولى ستعمل على رفع مستوى الاقتصاد المصرى لان الاقتصاد احد عناصر الامن القومى واى عبث به يهدد امن البلاد.
وتطرق رشاد خلال حواره لـ"السوق العربية المشتركة"للعديد من القضايا التى تشغل الرأى العام.. والى نص الحوار
فى البداية نود أن نعرف من هو اللواء محمد رشاد؟
اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات العامة سابقاً، تخرجت فى الكلية الحربية عام 1958 عملت فى العديد من التشكيلات القتالية، شاركت فى حرب اليمن لمدة عام ونصف ثم عملت بعد ذلك فى الشرطة العسكرية واستمررت بها ثلاث سنوات ثم انتقلت إلى المخابرات العامة هيئة المعلومات والتقديرات عام 1966 حتى عام 1993 وهى فترة ما بعد النكسة حتى اتفاقية كامب ديفيد، وكنت مسئولا عن ملف الشئون العسكرية الإسرائيلية، ثم انتقلت إلى هيئة الحصول على المعلومات.
حدثنا عن جولاتك البطولية فى جهاز المخابرات المصرية.. خاصة عن ملف الجاسوسة "هبة سليم" التى تحولت قصتها لفيلم سينمائى"الصعود إلى الهوية"؟
فى بداية القضية عندما التقطت مجموعة مكافحة التجسس عنوانا للتراسل على محل لبيع «الأنتيكات» فى باريس ترد إليه رسائل مكتوبة بالحبر السرى، حينها بدأنا التنسيق مع المخابرات الحربية لمعرفة من اطلع على تلك المعلومات، وقمنا سوياً بتحديد 7 أشخاص منهم نقيب أو رائد وقتها فى القوات الخاصة فى الجيش فاروق الفقى، الذى كان يتعاون مع هبة سليم. وكان رأى قائد الأمن الحربى أنه ضابط ملتزم لا يجب أن يوضع تحت المراقبة لكننا فى عملنا لا نستثنى أحدا فبدأنا مراقبة الـ 7 مراقبة دقيقة، واكتشفنا أنه المتعاون مع هبة من خلال أحد الخطابات التى أرسلها لها وكان مكتوب فيه «أنا روحت إسكندرية ويا ريتك كنتى معايا»، وتم القبض عليه، واعترف على هبة، ثم بدأنا بالبحث عنها، فاكتشفنا أنها كانت طالبة فى قسم الأدب الفرنسى فى كلية الألسن جامعة عين شمس، والذى كان رئيسه معاراً لجامعة السوربون وقتها، وهو الذى رشحها للموساد لأنه كان يعرف أنها مهتزة عائلياً، وبالفعل قام برفع درجاتها فى الامتحانات حتى وصلت فى الترتيب العام للثانية على الكلية ثم منحتها جامعة السوربون منحة خاصة لأنها لم تكن تقبل سوى الطالبة الأولى، وعلى هذا الأساس سافرت إلى باريس وبدأت العمل فى المكاتب الفنية للسفارة المصرية بتوصية من والدتها التى كانت تدير صالة للقمار يجتمع فيها بعض المسئولين المصريين حين ذاك.
كيف تم القبض عليها وهى فى قبضة الموساد الإسرائيلى؟
تم القبض عليها واحضارها للقاهرة، ففى تلك الفترة كانت تجمعنا علاقات طيبة جدا مع المخابرات الليبية، وبدأنا التنسيق معها لأن والد هبة كان يعمل مدرساً فى ليبيا، فذهب فريق من المخابرات المصرية إلى هناك وجرى التواصل معه وإخباره أن ابنته ستتورط مع مجموعة فلسطينية فى خطف طائرة ونحن نريد أن نمنع هذا، فاقتنع الرجل، وطلبنا أن ينفذ التعليمات التى نمليها عليه وبالتنسيق مع المخابرات الليبية جرى إدخاله إلى مستشفى وزورنا تقريرا طبيا يقول إنه على وشك الموت وعندما اتصلت ابنته بزميله فى السكن أخبرها أنه سيموت وأنها يجب أن تأتى لزيارته فوراً، عندها جن جنون هبة سليم وطلبت من ضابط المخابرات الإسرائيلية أن تذهب لزيارة والدها فرفض، وأرسل «الموساد» طبيباً لبنانياً ليتبين حقيقة الأمر، وعندما اطلع على التقرير أوصى بأن تزور هبة سليم والدها فى أسرع وقت لأنه فى النزاع الأخير.
وبالفعل أعدت المخابرات الإسرائيلية جيدا لتلك الزيارة حيث سافرت هبة من باريس فروما وإريتريا ومنها إلى ليبيا حيث كان من المقرر أن تلقى نظرة خاطفة على والدها ثم تعود أدراجها على متن الطائرة نفسها، ولما حطت الطائرة على الأراضى الليبية تم اعتقالها وارسالها لمقر جهاز المخابرات المصرية بالقاهرة فى الحال، وبإعتبارى مسئولا عن إسرائيل قمت باستجوابها لمدة3 شهور وكانت فى منتهى الوضوح والشفافية خاصة وأنها قالت أنا أعرف أنه سيحكم على بالاعدام لكنها أرادت تنبيهنا بضرورة التفكير فى عدم خوض الحرب مع إسرائيل وبالفعل تم تنفيذ حكم الاعدام بالاضافة إلى إعدام الشريك الثانى فاروق الفقى رميا بالرصاص الذى كان يعمل ضابطا فى الجيش المصري.
ماذا عن أشرف مروان.. وهل هو عميل مزدوج وقام بخيانة مصر؟
أشرف مروان لا بنطبق عليه العميل المزدوج، بل عميل اتجاه واحد فقط وهو إسرائيل، حيث إنه قام بالتطوع لهذا العمل بغرض المال، وقال أمين هويدى وهو الرجل رقم "واحد"فى جهاز المخابرات وقتها، إنه لا يعرف شيئا عن عملية أشرف مروان ولم يوكل الجهاز له أى مهام مخابراتية، أما عن مكتب الرئيس وأقصد السيد سامى شرف الذى كان عمل أشرف مروان يتبعه لدى خطاب بتوقيعه ينفى فيه نفيا قاطعا أن يكون قد كلف مروان بأى عمل يخص إسرائيل وأنا شخصيا كنت مسئولا فى المخابرات لسنوات طويلة عن جمع المعلومات الخاصة بإسرائيل ولو كان هناك تكليف رسمى لأشرف مروان لكنت قد علمت به، فضلا عن أن الوثائق الاسرائيلية تؤكد أن أشرف مروان كان جاسوسا وكانت أول إشارة إليه فى وثائقهم ما ذكرته لجنة أجرانات التى تم تشكيلها فى 22 نوفمبر1973 لدراسة أسباب القصور فى حرب أكتوبر وجاءت إشارة إلى معلومات تلقتها القيادة الاسرائيلية بموعد الحرب من جاسوس مصرى من فئة( أ/1) وحرف ( أ) يعنى أنه فى مركز اتخاذ القرار فى مصر، ورقم (1) يعنى أن معلوماته لا تقبل الشك، وبعد25 عاما على الحرب كشف الياهو زاعير مدير المخابرات العسكرية الاسرائيلية فى حوار له تم نشره فى مصر عام2002 باسم أشرف مروان والدور الذى لعبه فى تزويد إسرائيل بالمعلومات السرية وأنه تقاضى مقابل ذلك ما يزيد على 20 مليون دولار وهو مبلغ لا يمكن أن تدفعه إسرائيل إلا مقابل معلومات على درجة عالية من السرية، بالمصادفة كشف رجل الاعمال الراحل محمد نصير فى برنامج تليفزيونى أنه التقى أشرف مروان فى لندن يوم5 اكتوبر عام1973 أى قبل موعد الحرب بساعات وحاول أن يدير معه وبمساعدته أمر عودته إلى القاهرة عندما أشتعلت الحرب وتوقفت خطوط الطيران، والثابت أن أشرف مروان طلب لقاء مدير الموساد لأمر عاجل يوم4 اكتوبر وبالفعل التقاه فى لندن فى اليوم التالى وهو الموعد الذى كان قد تعدل بناء على طلب من القيادة السورية إلى الثانية ظهر اليوم نفسه ولم يعرف بالموعد الجديد سوى الرئيس الراحل أنور السادات والمشير أحمد إسماعيل من الجانب المصرى وحافظ الأسد والفريق مصطفى طلاس من الجانب السورى، ومع ذلك فإن إسرائيل تعاملت مع المعلومة التى نقلها أشرف مروان بجدية وأعلنت التعبئة لكن قواتها لم يسعفها الوقت للوصول إلى القنال, بالاضافة إلى أن الثابت من الوثائق الاسرائيلية أن أشرف مروان بدأ التعامل مع إسرائيل فى عام1969 أى فى عهد الرئيس عبدالناصر واستمر فى عهد السادات ثم قام مبارك بالتدخل لوقف الحملات ضده والاعلان عن أنه بطل قومى أدى خدمات جليلة لمصر وآن الأوان للكشف عنها, لكنها كانت محاولة مستميتة من مبارك خاصة وأن الجميع كان يعرف بمدى الصداقة بين عائلتى مبارك ومروان الذى كان بيته فى لندن المكان المفضل للأسرة المباركية فى زياراتها للعاصمة الانجليزية، كما أن الجميع كان يعرف أن مروان شريك لجمال مبارك فى صفقات ديون مصر.
ماذا عن خطة تدمير الحفار الإسرائيلى قبل وصوله لخليج السويس؟
البداية عندما التقط الزميل والأخ نبيل الشافعى رئيس الإدارة الاقتصادية خبرًا من وكالة رويترز يفيد بأن إسرائيل استأجرت حفار من كندا، وكانت هيئة المعلومات هى المحرك الرئيسى فى هذه القضية، قمنا بعمل مذكرة مشتركة بين الإدارة العسكرية والإدارة الاقتصادية وتم عرضها على رئيس الجهاز، وطالبنا بالتعرض لهذا الحفار قبل وصوله لخليج السويس، وبدأنا جمع المعلومات عنه وأرسلناها إلى هيئة العمليات الإيجابية.
وتم وضع خطة التعرض للحفار بناءً على قاعدة المعلومات وعرضها على الرئيس جمال عبدالناصر وتم التصديق عليها وأمر باشتراك القوات المسلحة فى تنفيذ الخطة، وتم إخطار هيئة العمليات الخاصة فقامت بتعيين ضابط ميدانى، حيث عينت الضابط محمد نسيم للقيام بالعملية واستعانت بالضفاضع البشرية من القوات البحرية، وقمنا بوضع نقطتين للتعرض، نجا الحفار فى النقطة الأولى ولكنه لم ينج من النقطة الثانية وكانت فى ساحل العاج حيث تم تدميره وتصويره واستطعنا أن نحرم إسرائيل تنفيذ خطتها.
هل ثورة 25يناير كانت مؤامرة مخططا لها؟
نعم، فثورة25يناير مؤامرة أمريكية من الدرجة الأولى، حيث كانت تعمل بنظرية" الفوضى الخلاقة والتحول اللاديمقراطى"، فحسب المعلومات التى كشف الأمريكان مؤخرا عنها على لسان أحد مسئوليهم أن شبابا مصريين ينتمون إلى حركات سياسية ومنظمات حقوق الانسان سافروا إلى أمريكا قبل الثورة وتلقوا هناك دورات تحت مسمى إطلاق الديمقراطية كان من بين أنشطتها تدريبات متطورة على وسائل الاتصال الحديثة والتواصل التكنولوجى وكيفية الحشد والتنظيم الجماهيرى وهى تدريبات تم استخدامها بكفاءة أثناء الثورة المصرية فى حشد الجماهير، فضلا على إعلان مسئولة أمريكية أن بلادها قدمت مايزيد على 40 مليون دولار لـ60 منظمة من منظمات المجتمع المدنى فى مصر فى الفترة التى سبقت الثورة وفشلت أجهزة الداخلية والأمن القومى فى رصد تلك الأنشطة ولم تكن لديه معلومات كافية عن التدريبات التى تلقاها هؤلاء الشباب فى أمريكا.
ماذا عن دور إسرائيل فى تلك المرحلة؟
الثورة كانت صدمة لها حيث أسقطت أجندتها الخاصة بمصر وأن ماحدث فى يناير كان ضد طبيعة الشخصية المصرية خاصة أن تقاريرهم وأبحاثهم تؤكد أنها شخصية صبورة ولا تعرف الثورة أو التمرد إلا إذا وصلت لحالة من رغد العيش، لكن الثورة أسقطت كل تقديراتهم الراسخة والثابتة ولذلك كان حرص الاسرائيليين والامريكان على أن يبدأوا بسرعة فى بناء قاعدة معلومات جديدة لمواكبة التطورات فى مصر، ولذلك لم يكن غريبا أن ترسل إسرائيل جواسيسها إلى مصر فى عز اشتعال الثورة بل وتحاول إجهاضها وتوجيهها فى إشعال الفتنة الطائفية بين ثوارها مثلما فعل الجاسوس إيلان الذى دخل إلى القاهرة تحت مسمى التغطية الاعلامية والصحافة.
جماعة الإخوان الإرهابية قاموا بمحاولة أخونة أجهزة الدولة.. كيف واجهت المخابرات العامة مخطط أخونتها؟
المخابرات العامة جهاز وطنى أى يعمل لصالح الوطن، لذلك يصعب اختراقه، ولكن الإخوان فى فترة حكمهم لمصر حاولوا اختراقه وكانت محاولة فاشلة لأن الجهاز له سيستم معين لا يمكن اختراقه بأى شكل من الأشكال حتى لو تم اختراقه لا يستطيعون الاستفادة منه استفادة جمة لأن عمل المخابرات عمل جماعى وليس فرديا لذلك لابد أن يكون الجهاز بأكمله تابعا للإخوان حتى يستطيعوا الاستفادة منه وهذا لم يحدث.
ماذا عن ثورة 30 يونيو لدى المخابرات الإسرائيلية والأمريكية؟
نشاط محموم جدا لإعادة بناء قاعدة معلومات جديدة عن الموقف فى مصر، وبناء على قاعدة المعلومات ستتم إعادة الحسابات لديهما، التى هدمت مرتين فى 25 يناير وفى 30 يونيو 2012، والمشكلة لديهم ولدى الجميع أن الشخصية المصرية مركب ولم يكن أحد قادرا على معرفة حدودها، وذلك بسبب سر الشخصية المصرية التى لم تكن قادرة على فك شفرة الشخصية المصرية، كما فعلت فى يوليو 52 وأكتوبر 73 ويناير 2011 ويونيو ,2013 فأصبحت هذه الشخصية محور اهتمام العالم.
ما تحليلك لتصميم «قطر» على دعم الإرهاب والمنظمات الإرهابية؟
قطر الذراع الرئيسى والخادم الجيد لإسرائيل فى الشرق الأوسط ودول الخليج وتقوم بتنفيد مخططها وسياستها على أكمل وجه، فهى عضو فعال فى التنظيم الدولى للإخوان، وحلفاءها فى المنطقة مثل تركيا، وتسخر منصاتها الإعلامية حول العالم، لخدمة العناصر الإرهابية، وفى حالة استجابة قطر لطلبات الربيع العربى، سيكون هناك تغيير إيجابى من قبل الدول العربية والوحدة العربية.
كيف ترى سيناء بعد العملية الشاملة سيناء 2018؟
سيناء بدأت تسترد عافيتها بعد العملية الشاملة، فهى كانت عائمة على شبكة أنفاق وخفافيش إرهابية ومرتع لتجار الأسلحة والمخدرات، وما حققته العملية العسكرية الشاملة للقضاء على الإرهاب بمثابة إنجاز فى وقت قصير، حيث توصلت القوات المسلحة والشرطة المصرية إلى المواقع التى تختبئ فيها العناصر الإرهابية، ومع العمل المعلوماتى المكثف الذى سبق تلك العملية ساعد فى الوصول إلى تلك الأماكن السرية.
من المستفيد من صناعة المنظمات الإرهابية فى مصر وبالاخص فى سيناء؟
المستفيد من التنظيمات الإرهابية هم جماعة الإخوان الإرهابية المستغلة من تركيا وقطر لكى ليجدوا لهم دورا فى الشرق الأوسط، الدليل واقعتان أولاهما حينما تم اختطاف 7 جنود فى عهد الرئيس الأسبق محمد مرسى، وتصريح مرسى وقتها «يهمنا سلامة الخاطفين والمخطوفين»، والواقعة الثانية تصريح البلتاجى الشهير الذى أكد فيه أنه بمجرد عودة الشرعية لمرسى ستنتهى العمليات الدائرة فى سيناء، وهذا يدل على أن كل تلك الجماعات الإرهابية ولدت من رحم جماعة الإخوان الإرهابية.
ماذا عن دور إسرائيل فى تلك النقطة؟
إسرائيل فهى تتعامل مع الإرهابيين من منطلق المنفعة المتبادلة، وهذا واضح للجميع بدليل عدم قيام تلك الجماعات بتنفيذ أى هجمات ضد تل أبيب، والسبب من وجهة نظرى هو أن التنظيمات الإرهابية أو غالبيتها مخترقة من المخابرات الإسرائيلية بالإضافة إلى مافيا توريد السلاح الإسرائيلية والمصالح المشتركة مع الإرهابيين، أضف إلى ذلك أن إسرائيل من مصلحتها استمرار الإرهاب فى سيناء لاستنزاف قدرات الجيش المصرى.
فى الفترة الماضية انتشرت الشائعات بغرض هدم مقدرات الدولة.. هل للتنظيمات الإرهابية دور فى ذلك؟
طبعاً.. فالإخوان هم القاسم الأعظم بث الشائعات، وكذلك الدول غير الراغبة فى الاستقرار الوطنى لمصر والوحدة الوطنية، وتتمنى لمصر أن تكون راكعة على ركبتيها وليست واقفة على قدميها، ويستثمرون الشائعات فى المناخ السياسى والمناخ الاقتصادى بتلوين الحقائق لبث الفوضى فى الشارع المصرى.
ماذا عن دور المخابرات العامة فى ملف سد النهضة الإثيوبي؟
إثيوبيا ومنذ بناء السد العالى تعتبر أن مصر تقوم باستغلال نهر النيل فى التنمية، لذلك تسعى منذ عام 1963 لبناء سد يحقق لها التنمية، ففى عهد حسنى مبارك كان ملف سد النهضة فى قبضة المخابرات العامة وكان هناك سيطرة على الموقف، ولما اكتشفنا أن هناك بوادر من إثيوبيا ببناء سد النهضة دون استشارة دول المصب طبقًا لاتفاقية 1959 قال لهم حسنى مبارك "إذا وضعتم طوبة واحدة سنضربها"، فلما جاءت ثورة 25 يناير وحدث الفراغ السياسى وعمت الفوضى قامت كانت هذه هى الفرصة للجانب الإثيوبى لتحقيق أهدافه الذى يسعى إليها منذ عام 1963.
فى الأعوام الماضية افتتحت مصر مشاريع قومية واستثمارات عملاقةلتعافى الاقتصاد المصرى.. مارأيكم فى ذلك؟
شىء جيد وفخر لمصر، فالمشاريع القومية أحد أسس وركائز الاقتصاد المصرى وتحقق بنية لوجستية لمصر، وسوف يظهر آثارها على المدى المتوسط والبعيد وهى لازمة لمصر.
من المعلوم أن الإرهاب من رحم الفقر.. ماذا ترى فى مبادرة" حياة كريمة"؟
تلك المبادرة ستقوم بدور جيد من أجل توفير حياة كريمة للمواطن المصرى، وستقلل من الفقر المجتمعى، وبالمشروعات والتنمية تقل العمليات الإرهابية، وتعد البطالة مرتبطة بالتنمية فكلما نميت الاقتصاد كلما قللنا من البطالة والفقر، وتعد البطالة هى القنبلة الموقوتة وقد تهدد الأمن القومى المصرى.
بعد حدوث العملية الإرهابية الأخيرة بعزبة الهجانة.. هل تتوقع قيام عمليات إرهابية أخرى مع الإقتراب من احتفالية 25يناير؟
مصر واحة الأمن والأمان، هناك استعدادات أمنية بمنتهى اليقظة التامة والدقة، والتعامل بكل حزم وحسم مع كل من تسول له نفسه تعكير صفو المصريين، وهناك قاعدة معلومات ضخمة، لرصد وردع الجماعات الإرهابية، وذلك من أجل التعامل مع الفعل دون انتظار رده، ونحن الآن فى تقدم ملحوظ حيث تحولنا من المواجهة الأمنية للراجع الأمنى، الذى يقوم بعمليات استباقية وقائية، مع ضرب الإرهاب قبل تحركة وتحقيق مراده.
فى النهاية.. اذا طلب منك أن تكتب "وصفة" لقادة العالم لينجوا كوكب الأرض من الإرهاب، ماذا تكتب؟
لا بد من بناء الثقة فى العالم، وان تكون دول العالم حريصة على مقاومة الإرهاب،وأن تخلص النوايا ولتعلم ان الإرهاب لاوطن له ولادين ومن ينشئ الإرهاب ويرعاة سيعود عليه مرة أخرى.