كتب
أشرف كاره
التجربة المصرية..الفريدة!
06:22 م - الأربعاء 10 أكتوبر 2018
عجيب هو أمر الشعب المصرى بشكل عام والمتعلمون منهم "تعليم عام" بشكل خاص ؟ ... لقد تحول الغالبية العظمى من طالبى التعلم إلى التعليم العام الثانوى والجامعى وبشكل مبالغ فيه منذ منتصف سبعينيات القرن الماضى وحتى وقتنا الحالى .. أملاً منهم فى الحصول على وظائف " الياقات البيضاء" أو الدكاترة أو المهندسين .. وعلى حساب التعليم المهنى المتخصص ومن ثم الحصول على وظائف "الياقات الزرقاء" والمهنيين المتخصصين ... وماذا كانت النتيجة ؟ أن تحول أصحاب المهن الفنية الحرفيين إلى (تماسيح) لقلة عددهم بسوق العمل يقومون (بنهش وتقطيع) الزبائن كما شاءوا وبلا رحمة ، فيما تحول أصحاب الياقات البيضاء - من أمثالنا – إلى حملان يتم إفتراسهم من قبل هؤلاء إذا ما أسقطوا بين أيديهم ..
وقد تكون تجربتى الأخيرة فى عمل "عمرة متكاملة بشقتى المتواضعة" خير دليل على مدى توحش هؤلاء الفنيين الذين يتعاملون على أنهم خبراء مفرقعات أو دكاترة نوويون – وإذ كنت غير قادر على الدفع فلتذهب إلى الجحيم – لا أعرف من المسؤول عما وصلنا إليه من هذا التوحش والجشع ؟ هل هو نظام التعليم الفاشل الذى لم يخرج فنيين وحرفيين بأعداد كافية لوقف نزيف الإستغلال الذى نتعرض له بوجود سوق تنافسى كبيرمنهم ؟ أم هو ما نواجهه من تضخم وغلاء بالأسعار يجعل من هذه الطائفة تستغل من الظروف بكافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة؟ أم هو فشل سوق عمل أصحاب الياقات البيضاء فى إمدادهم بدخول تتناسب مع مثل ما يطلبه هؤلاء "التماسيح" ، بعد أن فاض بكثرة المطلوب فيه من وظائف بلا تغطية ومن ثم تحقق قدر كبير من البطالة وتدنى الدخول فيه ؟ .... أما أنها كافة الأسباب السابقة؟؟
نعم ، إن الفنى والمهنى بالدول المتقدمة قد تزيد أسعار خدمته عما نحن فيه بمصر ، ولكن بنفس الوقت الذى يحصل فيه أصحاب الياقات البيضاء على رواتب متفوقة بالمقابل نظير سنوات تعلمهم الطويلة ... سواء الدكاترة أو المهندسين أو حتى أصحاب المهن المتميزة مثل المحامين والصحافيين والفنانين...
وعليه ، فقد دفعتنى هذه "التجربة المصرية الفريدة" بأن أفكر .. فى إمكانية تغيير نشاطى إلى نشاط فنى مهنى عسى أن يرحمنا الله من (نهش) هؤلاء التماسيح ... وربما (مجاورتهم) فى أوكار أعمالهم ... فما رأيكم فى هذا التفكير؟!!.