
أمانى الموجى
الوحدة الوطنية في مصر
ستبقى مصر دائماً وطنًا واحدًا..
ستبقى مصر دائماً نسيجًا واحدًا..
ستبقى مصر دائماً هى كل شىء..
ستبقى مصر دائماً فوق الجميع.
ستبقى مصر دائماً حالة خاصة فى العالم وستظل الوحدة الوطنية هى العنوان الرئيسى فى أرض الكنانة مهما حاول البعض المساس بهذه الوحدة وتدبير المؤامرات والفتن فلن ينجحوا فى ذلك.
لقد شهدت مصر من قبل ما هو أكبر وأقسى مما حدث فى منطقة الخصوص أو أمام الكاتدائية بالعباسية.. وفى كل المواقف والأحداث كان الجميع على قدر المسئولية.. كان المسلمون والأقباط على قلب رجل واحد.. لم يؤثر ذلك على وحدتهم وتماسكهم.. ونجحوا فى التصدي لهذه المؤامرات التى يسعى البعض من خلالها لإشعال نار الفتنة حتي لا تستقر أوضاع بمصر.
إن تاريخ مصر حافل بنماذج ومواقف وطنية تؤكد وحدة المصريين.. حدث هذا فى ثورة 1919 حيث كان الشعار «يحيا الهلال مع الصليب»، وخرج الجميع فى ثورة عارمة ضد الاحتلال الإنجليزى.
وفى حرب أكتوبر 1973 كان المسلمون والأقباط جنباً إلى جنب فى المعركة من أجل استعادة أرض سيناء وطرد الاحتلال الصهيونى.
وفى ثورة 25 يناير 2011 كان الجميع على قلب رجل واحد.. وهدفهم واحد.. لم يكن هناك مسلم ومسيحى بل كان هناك المواطن المصرى الذى رفع شعار الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
وسيبقى المصريون والمسيحيون جنباً إلى جنب على أرض مصر يدافعون عن وحدتها وسلامة أراضيها.. وستبقى الوحدة الوطنية رمزا مصريا ونموذجًا يحتذى به رغم أنف الحاقدين والمتآمرين.
ولقد حث رسولنا الكريم محمد- صلى الله عليه وسلم- علي حسن معاملة أهل الكتاب، فقال «من آذى ذمياً فأنا خصمه.. ومن كنت خصمه فقد خصمته يوم القيامة».
كما قال صلى الله عليه وسلم «من آذى ذمياً فقد آذانى.. ومن آذانى فقد آذى الله».
إن ما حدث فى الخصوص والكاتدرائية ليس فتنة بين مسلمين وأقباط.. لكنه يأتى فى إطار السيناريو الذى تشهده مصر حالياً.. والذى يسعى من خلاله بعض الحاقدين إلى استمرار حالة عدم الاستقرار التى تشهدها البلاد، فهناك من يسعى لإشعال الفتنة بين كل طوائف المجتمع ومؤسساته.
ويخطئ من يتصور أن الفتنة فى مصر تقتصر على سعى البعض لإثارة الخلافات والصراعات بين المسلمين والأقباط.. فالعلاقة بين عنصري الأمة ستبقى قوية والوحدة الوطنية لن يستطيع أحد المساس بها، لكن هناك هدفًا آخر يخطط له البعض ممن يكرهون مصر ويتآمرون عليها، وهو أن تكون هناك فتنة عامة شاملة تضرب أوصال الوطن وتفتك بثوابته وأركانه.. هذا هو المخطط الذى يسعى المغرضون لتنفيذه ويستغلون فى ذلك ما تشهده مصر حالياً من تداعيات وأحداث وخلافات سياسية.
وهذا هو الخطر الأكبر الذى يجب أن ننتبه إليه وأن نتخذ الإجراءات اللازمة للتصدى له والحفاظ على المؤسسات المهمة.. التى تشكل أركاناً رئيسية لأى دولة. وحان الوقت للتوافق والتوحد ووقف هذا التنازل الذى تشهده البلاد حتى لا نمنح الفرصة لهؤلاء المتآمرين والمتربصين لتنفيذ مخططهم.
الإعلام الاقتصادى
ينظم مجلس الوحدة الاقتصادية العربية خلال هذا الأسبوع مؤتمراً مهماً حول دور الإعلام الاقتصادى العربى فى التنمية، ويمثل هذا الموضوع أهمية خاصة، تحديداً خلال هذه المرحلة التى تعيشها الشعوب العربية، فالإعلام يعد أداة مهمة لا غنى عنها فى مسيرة الشعوب وعملية التنمية لو أحسن استخدامها. والإعلام الاقتصادى شهد تطورات عديدة فى السنوات القليلة الماضية، وظهرت الصحف المتخصصة فى هذا المجال كما ظهرت قنوات فضائية متخصصة أيضاً فى الشأن الاقتصادى، ومن هنا برزت أهمية البحث حول كيفية تفعيل دور الإعلام الاقتصادى فى الترويج للتكامل الاقتصادى العربى.
وإذا كان الإعلام الاقتصادى حالياً يركز على القضايا والجوانب المحلية داخل كل دولة، فإن الوقت حان حتى يلعب هذا الإعلام دوراً أكثر أهمية فيما يتعلق بالتكامل الاقتصادى العربي، وذلك من خلال إلقاء الضوء على اقتصاديات الدول العربية والتطورات التى تشهدها والمساهمة فى دعم القدرة التنافسية للاقتصاد العربى، ولتحقيق ذلك فإن الأمر يتطلب إعداد الكوادر الإعلامية التى يمكنها أن تؤدى هذه المهمة وبنجاح من خلال دورات تدريبية يحاضر فيها خبراء وأساتذة اقتصاد من جميع الدول العربية.
والأمر يتطلب أيضاً تعاوناً من جانب المؤسسات الاقتصادية التى عليها توفير المعلومات للإعلاميين، وذلك تأكيداً لمبدأ الشفافية والمصداقية وحتى لا نترك المجال للاجتهادات. وتوافر المعلومات الدقيقة والصحيحة يسهم كثيراً فى أداء الإعلامى مهمته بنجاح.
وهناك العديد من التحديات والصعوبات التى تواجه الإعلام الاقتصادى سوف نلقى عليها الضوء فى الفترة القادمة، لكن ما نريد التأكيد عليه أن الإعلام الاقتصادى أصبح يمثل أداة مهمة فى عملية التنمية والتكامل الاقتصادى، ومن هنا تأتى أهمية هذا المؤتمر الذى يعقده مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، والذى أتمنى أن يحقق الهدف منه، خاصة فى ظل المشاركة الجيدة من جانب العديد من المؤسسات والمتخصصين فى الشأن الاقتصادى.
وللحديث بقية إن شاء الله