نقيب الإعلاميين يتحدث لـ"السوق العربية": الثقافة والإعلام وجهان لعملة واحدة فى نفق مظلم
09:39 ص - السبت 7 أبريل 2018
أنا أول من طالب بإلغاء وزارة الإعلام .. الأن أطالب بعودتها فورا قبل فوات الآوان .
الخطاب التنويرى هو العبور الوحيد نحو ترسيخ القيم والحفاظ على الهوية .
رسالة الإعلام الوطنية والأخلاقية أمانة فى عنق الإعلاميين
لا شك أن الثقافة والإعلام تمثل مركزا لأى تطور فكرى أو إبداعى أو حتى خطاب ثقافى بشكل عام لأى أمة من الأمم ، حيث تلعب الثقافة فى تطوير الأفكار والرقى بالوجدان وتحريك الفكر الإجابى تجاه مساندة الدولة والفهم الصحيح للدين ، وأستيعاب كامل للتعامل مع الآخر ، ويلعب الإعلام الدور نفسه حيث يستطيع أن يسلط الضوء على المسكوت عنه فى جانب ، وأيضا يبرز بعض الأسماء أو القضايا التى لم يلتفت إليها الكثيرون ، وأعتقد فى الوقت الراهن الذى تمر به مصر ، خاصة فى الدورة الثانية للرئيس عبد الفتاح السيسى ، نجد أن الثقافة والإعلام يمثلان جزء من الأمن القومى المصرى ،.. لأن الثقافة هى التى تنير العقل وتعطى فرصة للشعب المصرى أن يستوعب ما يحدث من تطورات ومشاريع ضخمة على أرض مصر ، فضلا على أن الثقافة والإعلام تعطى فرصة لتنمية الوعى والوقوف ضد التيارات الظلامية التى تحاول أن تعبث بأمن مصر والمنطقة العربية ..
حول دور الثقافة والإعلام ونقابة الإعلاميين فى العبور بالقاطرة من النفق المظلم .. كان هذا اللقاء مع نقيب الإعلاميين الإعلامى حمدى الكنيسى .. إلى نص الحوار
- بداية كيف ترى الدور المنوط به للثقافة والإعلام لمواجهة التطرف والتعصب .؟
نجد أن الثقافة من خلال القوى الناعمة والكتابات المختلفة تكشف خفايا وأبعاد لأى عمل إرهابى وتبرز دور الدولة فى محاربة الإرهابيين ، والإعلام ينقل ذلك من جانب ويحشد الجماهير وراء قضية مواجهة الإرهاب ، ويناقش دور الثقافة فى تصحيح الخطاب الدينى ، وهذا يشكل التكامل بين الإعلام والثقافة بتوعية الجماهير والدور المنوط به فى التنمية وبث الفاعليات الثقافية المختلفة عبر الإعلام للعمل من أجل التنوير والتمية وترسيخ الهوية والقيم المجتمعية بالحفاظ على الأمن القومى المصرى . نجد أن المثقف المصرى والعربى بشكل عام لهم دور محورى ومركزى فى توعية الطبقات والشرائح المختلفة إن كان فى مجتمعنا المصرى ومنطقة الشرق الأوسط ، لأن المثقف هو الذى يمتلك قدرا من الحقيقة والوعى والفكر والثقافة ، وبالتالى نطمح أن يتلاحم المثقف العربي أكثر مع الشارع حتى يستطيع أن يجنب الشباب دوه آخرى من الأستقطاب والإهام الذى تنشره التيارات الظلامية فى منطقة الشرق الأوسط .. أيضا على الإعلام أن يلتزم بالحقيقة والقضايا الوطنية الحرجة ، خاصة تلك القضايا التى عليها خلاف ، وأن يؤكد على تطوير الخطاب الثقافى الذى يتضمن بالتبعية تطوير الخطاب الدينى .. كل هذا عبئ ومسئولية كبيرة على الثقافة والإعلام ووزارة الشباب والأوقاف والأثار والتربية والتعليم ووزارة التعليم العالى ، لأن الجميع مسؤولون أمام التاريخ ، وبالتالى أعتقد أن المسؤولية اذا قسمت على هذه الوزارات جميعا ، سيكون هناك شئنا وتطوير كبير لتطوير الخطاب الثقافى .. المصرى الذى ينبغى أن يكون قائدا لمنطقة الشرق الأوسط لهذه الفترة الحرجة الذى يمر بها الشرق الأوسط ككل .
مشيرا أن الإعلام المصرى حاليا فى أشد الحاجة إلى وزارة إعلام تنهض به من التدنى والإنحدار .
- ماذا عن دور الإعلام فى رصد مواجهة الإرهاب ؟
ابراز وتوضيح كل ما يتم تحقيقة من إنجازات عسكرية فى مواجهة الإرهاب ، وتصحيح الخطاب الدينى وإبراز لدور الثقافة فى التنوير وتوعية الجماهير وحثها بما يجعلهم عناصر مساعدة للدولة والجيش والشرطة فى الإبلاغ عن أى شكوك فى أى إرهابيين مندثين بينهم .
- كيف قرأت بيان النائب العام الذى صدر مؤخرا تجاه إعلام الإشاعات والأكاذيب؟
البيان كان متوقع نظرا للظروف التى تعيشها مصر حاليا بحرب مع الإرهاب و حروب أقتصادية .. وبالتالى الأمور لا تسمح بتجاوزات وإساءات متعمدة ، خاصة أن معروف للكافة إن أعداء مصر فى الداخل والخارج لهم دور واضح فى مثل هذه التجاوزات التى تصدر من مواقع الأتصال ومن بعض وسائل الإعلام ، وللأسف أنضم إليها مؤخرا من يصنعون فلما مريبا ومسرحية كلها إساءة تنتقص من المقاتلين والجنود ، بينما هما يضحون بحياتهم على الجبهة فى مواجهة الإرهاب.. هذا لا يقبله أى أنسان فى العالم .
- دائما ما تتعرض مصر للشائعات والأكاذيب من الغزو الفضائى والتى تعد أحد وسائل أسلحة الجيل الخامس فى الحروب مثل ال " بى بى سى " وغيرها من القنوات الأجنبية ؟
بالتأكيد هى سلاح واضح فى أيدى أعداء مباشرين لمصر وأخرون يعملون بتحريض من التنظيم الدولى للإخوان والدور الواضح لقطر وتركيا ، كل هذه الإدعاءات والأكاذيب مقصود بها الإساءة لمصر ، وزعزعة الأستقرار .
- ماذا عن دور نقابة الإعلاميين فى التصدى لهذه الشرزمة من وسائل الإعلام والإعلاميين؟
النقابة معنية أساسا بما يصدر عن الإعلاميين داخل مصر ، وحاليا النقابة تحاسب من يتجاوز منهم وبالفعل أوقفت ،ععد كبير من الإعلاميات والإعلاميين ، وهذا بمثابة جهاز إنذار لأى إنسان لا يلتزم بالشرف الإعلامى ، وهو الميثاق الذى أصدرته نقابة الإعلاميين ونشر فعلا بجريدة الوقائع المصرية ، وتم نشر مدونة السلوك المهنى عن نقابة الإعلاميين .. والنقابة تناشد وتدعوا الإعلاميين عادة إلى عدم أقتلاع الطعم السيئ من وسائل التواصل والإعلام الأجنبى ، وأن يكون لهم دور فى توعية الجماهير بعدم الأنصياغ وراء ما تبثه وسائل الإعلام الأجنبية المعادية أو وسائل التواصل.
- كيف يكون التعامل مع من يتجاوز؟
نبدء بالتحذير لمن يتجاوز ولا يلتزم بالمعايير المهنية ثم الإنذار ، والإقاف لفترة ، ثم توقيع غرامة ، وقد تصل العقوبة إل حد الشطب نهائيا من العمل الإعلامى ، واذا تم شطب أى إنسان يمارس النشاط الإعلامى لا يستطيع العودة للعمل بالإعلام نهائيا ، لأن الشطب يعتبر عقوبة جنائية .
- هل نقيب الإعلاميين راضى عن أداء الإعلام فى الوضع الراهن؟
بصفة عاما لا .. لأن الإعلامى مازال يحتاج إلى جهد كبير حتى يستعيد توازنه ويقوم بدوره الحقيقي بما يؤكد قيمة الإعلام ، ودوره المهنى والوطنى والأخلاقى .. هناك تجاوزات كثيرة ، لكن مع الوقت وممارست نقابة الإعلامييين لدورها مع دور المجلس الأعلى للإعلام أعتقد أن الأمور ستكون قابلة للتصحيح .
- اذا ماذا عن سبل العبور من نفق إعلامى بات مظلم بتدمير العقول وإفساد الذوق العام للمشاهد؟
التصدى للإعلام المعادى بكشفه ، وكشف أخطاءة ، مثل ما تم مؤخرا مع " ال بى بى سى " عندما اذاعة حوارا مزيفا مع والدة فتاة عن أبنتها أنها تم تعزيبها وحبسها وتم أختفائها أختفاء قصرى ، ثم تم اجراء لقاء مع أبناتها وأنكرت تماما أنها مخطوفه او قيد البحث ، وقالت أنها متزوجة وتعيش مع زوجها منذ فترة ولن يحدث لها أى شيئ من ما قالته والدتها .. ومن هنا يكمن دور الإعلام بأستمرار فى ما تبثه وسائل الإعلام .. وإلى جانب العقاب المهنى يوجد العقاب القانونى الذى تصل عقوبته للسجن والغرامة .. الإعلام يحتاج إلى الإلتزام بميثاق الشرف الإعلامى ومدونة السلوك المهنى ، كما صدر عن نقابة الإعلاميين من معايير وطنية وأخلاقية.
- اذا مازال بعض الإعلام الخارجى يتآمر على مصر؟
أكيد طبعا بدون شك .. من الواضح جدا أن أعداء مصر فى الداخل والخارج لن يغفروا لمصر أنها الدولة العربية الوحيدة التى نجت من مخطط الشرق الأوسط الكبير للتقسيم والتفتيت ..الذى تعانى منه حاليا سوريا والعراق وليبيا واليمن .. وبالتالى مازال أعداء مصر يحاولون زعزعة الأستقرار وضرب الأمن بكل الوسائل وأخطر سلاح يستعملونه هو الإعلام .
- هل نقابة الإعلاميين لكل الإعلاميين؟
بالتأكيد لكل الإعلاميين من الإعلام الخاص وإعلام الدولة .. ومن لا يكون عضوا فى نقابة الإعلاميين ويعمل بالإعلام عليه أن يحصل على تصريح مزاولة المهنة ، ويكون لفترة محددة وتسرى عليه كل إجراءات المحاسبة والمتابعة .
- ماذا عن رأيك فى العملية الشاملة سيناء 2018 للقضاء على الإرهاب؟
أرى أنها حققت نجاحات غير مسبوقة ، أوشكت للقضاء على البنية الأساسية للإرهاب ، عدد من تم التخلص منهم والقضاء عليهم ، والأوقار والمخابئ التى تم تدميرها ، والأسلحة والمعدات ، وأهم شيئ تم القضاء عليه المراكز الإعلامية ومراكز الإرسال الخاصة بالإعلاميين ، سيناء 2018 حتى الأن حققت ما يفوق 99% من أهدافها ، وستخلص مصر نهائيا من الإرهاب بأشكاله المختلفة وبمن كانوا ورائه بالدعم والتمويل من قوى خارجية.
- ماذا عن رسالتك لأبنائك الإعلاميين؟
أقول.. رسالة الإعلام الوطنية والأخلاقية أمانة فى عنقهم ، والأداء المهنى هو الذى يضمن لهم نجاحهم .