طلب الإحالة إلى الخبير هو من وسائل الدفاع التى تخضع لتقدير محكمة الموضوع بما لها من سلطة كاملة فى تقدير القوة التدليلية لعناصر الدعوى المطروحة عليها، ولما هو مقرر من أن محكمة الموضوع لا تلتزم بإجابة طلب ندب خبير فى الدعوى مادامت الواقعة قد وضحت لديها ومادامت المسألة المطروحة ليست من المسائل الفنية البحتة التى لا تستطيع المحكمة بنفسها أن تشق طريقها لإبداء الرأى فيها.

والإحالة إلى الخبير لبيان التزوير الواقع على الشيك من عدمه هو من المسائل الفنية التى لا تستطيع المحكمة أن تفصل فيها بنفسها متى كان التزوير متقناً إلا أن التزوير العادى غير المتقن يمكن للمحكمة أن تقول رأيها فيه، ولذا يجوز للمحكمة أن ترفض طلب الإحالة إلى الخبير وتمضى قدماً فى السير فى الدعوى متى كان لديها من الأدلة والقرائن ما يعينها على فحص التزوير.

أوراق المضاهاة هى الأوراق التى تحتوى على خط يد الشخص المراد إثبات نسبة تحرير ورقة معينة أو التوقيع عليها، والتى يتم الاعتماد عليها فى فحص الورقة المزورة.

ونماذج أوراق المضاهاة يجب أن تكون معاصرة للمحرر المطعون عليه بالتزوير، وأن تماثل أداة كتابتها ومادة الكتابة مثيلتها فى المحرر المطعون عليه بالتزوير قدر الإمكان.

ويضاف إلى نماذج المضاهاة الاستكتاب المأخوذ من الطاعن تحت إشراف المحقق.

وأهم خطوات الاستكتاب ما يلى:

أن يتم الاستكتاب بطريق الإملاء دون عرض الأوراق موضوع التزوير على المستكتب لأن عرض الأوراق على المستكتب من شأنه أن يؤثر فى نتيجة الاستكتاب سلباً أو إيجاباً، سلباً بأن يحاول المستكتب التغيير فى خطه حتى لا يتشابه مع الورقة مجهولة الكاتب، وإيجاباً بأن يتأثر بالخط المعروض عليه فيكتب خطاً مشابهاً له.

أن يجرى الاستكتاب بالقاعدة الخطية الموجودة بالأوراق موضوع التزوير سواء كانت مكتوبة بالقاعدة الرقعية أو القاعدة النسخية.

يجب أن يجرى الاستكتاب قدر المستطاع بأدوات كتابية مماثلة للمحرر به تلك الأوراق سواء من حيث المداد المماثل للمداد سواء كان مداداً جافاً أو سائلا ونوعية الأوراق وأسلوب تسطيرها.

أن يتم الاستكتاب باليد التى اعتاد المستكتب الكتابة بها «اليد اليمنى بالنسبة للشخص العادى» ثم يستكتب احتياطياً وعلى ورقة واحدة باليد التى لم يعتد الكتابة بها «اليد اليسرى بالنسبة للشخص العادى» والعكس.

يمكن بدء الاستكتاب بإملاء المستكتب العبارات الآتية: «البسملة – حضرت أنا – اسم المستكتب – حامل البطاقة، رقم.. إلى سراى النيابة.. وذلك لاستكتابى فى موضع القضية رقم.. وقد تم إجراء استكتاب على النحو التالى».

بعد ذلك يتم إملاء المستكتبت ذات عبارات وكلمات صلب الأوراق موضوع التزوير مرة واحدة ثم يقوم المستكتب بإعادتها من مرتين إلى خمس مرات.

يتم الاستكتاب بالنسبة للتوقيع بالطريق العادية لعدد «20» مرة وبطريقة المدمج «الفرمة» لعدد 20 مرة.

يتم إملاء المستكتب بيانات بطاقة تحقيق شخصيته عدة مرات.

فى نهاية أوراق الاستكتاب يتم إملاء المستكتب العبارة الآتية: «تم هذا الاستكتاب بخط يدى اليمنى أو اليسرى أمام السيد عضو النيابة» ويطلب منه التوقيع عليه بتوقيعه بالطريقة العادية والفورمة مع تحرير تاريخ الاستكتاب.

لما كان ذلك وكانت عملية الاستكتاب فى قضايا التزوير تهدف إلى الحصول على نماذج من خطوط وتوقيعات المتهمين أو الطاعنين فى المستندات والأوراق لمقارنتها ومضاهاتها بالمستندات والأوراق موضوع التزوير وكانت أوراق الاستكتاب تقف موقف الصدارة بين نماذج المقارنة والمضاهاة الأخرى فإنه يجب مرعاة الآتى فى عملية الاستكتاب:

القيام بإجراء عملية الاستكتاب أمام المحقق وتحت بصره وإشرافه المباشر.

دراسة الأوراق موضوع التزوير دراسة كافية من حيث مادة الكتابة وأداتها والظروف التى كتبت تحتها هذه الأوراق، ثم إعداد أدوات ومواد الكتابة وأوراق مماثلة على قدر الإمكان لتلك التى استعملت فى الأوراق موضوع التزوير.

إذا ادعى المستكتب وجود مرض أو إصابة فى يده أو فى أى عضو آخر يؤثر فى عملية الكتابة أو تبين لعضو النيابة ذلك يجب عرض المستكتب فوراً على الطبيب الشرعى لبيان حالة المرض أو الإصابة ومدة تأثيرها فى الكتابة وتأجيل عملية الاستكتاب فى حالة ثبوت المرض أو الإصابة لحين شفاء المستكتب وثبات حالته.

إذا لاحظ عضو النيابة أن المستكتب يحاول التصنع أو التلاعب فى الاستكتاب فعليه أن يعيد إجراء عملية الاستكتاب أكثر من مرة فى فترات وأيام مختلفة حتى يأتى الاستكتاب محققاً للهدف من إجرائه وليس هناك ما يمنع من قيام المحقق بتنبيه المستكتب إلى أن التلاعب ليس فى صالحه.