السوق العربية المشتركة | دعوة.. لإعادة التأهيل؟!

السوق العربية المشتركة

الخميس 28 نوفمبر 2024 - 16:38
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
دعوة.. لإعادة التأهيل؟!

دعوة.. لإعادة التأهيل؟!

لاشك أننا جميعاً نعلم أن مستوى قيادة الكثيرين بالقطر المصرى تقترب (عفواً) لمستوى قيادة (الحناطير).. قد يكون هذا هو الانطباع العام الذى يمكن الخروج به إذا ما تعرض الإنسان للقيادة لفترات طويلة على الطرق المصرية خاصة بالقاهرة الكبرى، فالأمر أصبح أشبه بسيرك (غير قومى) يفعل فيه كل من يشاء ما يشاء.



فمع قيادتنا بالعديد من أحياء القاهرة الكبرى سواء أكانت راقية أو الشعبية منها لدراسة ردود أفعال المارة وقائدى المركبات على الطرق المصرية.. لن نستطع الخروج بانطباع نحو المارة سوى بغياب الوعى بشكل كبير.. إلا أن الطامة الكبرى ستأتى مع (سائقى العديد من المركبات)، سواء الخاصة (الملاكى)، الأجرة، الميكروباص والنقل بأنواعه.. وهو ما خرجت عنه بالانطباعات الصارخة التالية:

• السيارات الخاصة: بشكل عام يعد قائدوها الأفضل فى الخلق، إلا أن الكثير منهم يفتقد معنى القيادة الصحيحة لدرجة تصل إلى الجهل التام بأبسط القواعد المرورية، الأمر الذى يهيئ الفرصة للتسبب فى الحوادث بشكل يسير، ومن ثم فمن الأفضل لهؤلاء إعادة اختبار لقيادتهم بطرق أكثر تطوراً وعلى المقاييس العالمية وبدون أية محسوبيات.

• سيارات الأجرة (التاكسى): وهو ما تعجبت له فى أن الكثير منهم يتسم بنفس مواصفات قائدى السيارات الخاصة لكن مع نوع من الإصرار على ارتكاب بعض الأخطاء بشكل متعمد ومستفز إعلاناً منهم بأنهم الأحق بالطريق (أوليس هم الذين يقودون طوال النهار على هذه الطرق؟!) وهو ما يستلزم بلا شك إعادة تامة لتأهيلهم حيث أنهم يحملون بين أيديهم العديد من الأرواح بصفتهم وسيلة نقل عامة بالنهاية.

• سيارات الميكروباص: والذين عُرفوا سابقاً بعفاريت الأسفلت، إلا أن الواقع المؤلم الآن قد اضطر لسحب هذا اللقب منهم مقابل منحهم لقب (بلطجية الأسفلت)، وبالتالى فهم يرون أن لهم الحق التام بكافة الأخطاء، بل ولا يمكن إلا أن نرفع لهم القبعة لتحيتهم على كل ما يرتكبونه من تجاوزات فى القيادة والأخلاق.. وإلا سيندم من يحاول الدخول معهم ولو فى حوار.. فهل من رادع لهم؟ الواقع المؤلم أنه لا يوجد رادع حيث تمكن الكثيرون منهم فى (التكامل بالمصالح) مع مطبقى القانون (المرور) ومن ثم لا يمكن إلا تأكيد التحية لهم على كل (مصائبهم).

• النقل والشاحنات: شأن (بلطجية الأسفلت) لا يمكن إلا الابتعاد عنهم حيث إنهم "أسياد الطريق" والقريب منهم مفقود والبعيد عنهم مولود، والبعض منهم يلزم له الإعدام بميدان عام.

• الباصات والنقل العام: هم الأكثر احتراماً (بشكل عام) بين الجميع لأنهم بأغلب الأحيان يكونون على دراية تامة بأهمية ما يحملون معهم من أرواح، علاوة على صرامة تدريباتهم فى القيادة بالمقارنة النسبية بالآخرين.. إلا أن مشكلة بعضهم الوحيدة هى عدم الالتزام بالحارة المرورية اليمنى بالطريق.

• أما التكاتك والدراجات البخارية: فهم (مجانين الأسفلت) وأشدد على التحذير من الاقتراب منهم لأنك لا تعرف الخطوة القادمة لفاقد العقل.. ومن ثم فهم فى حاجة ماسة لتأهيل متكامل (عقلى، وخلقى، وفنى).

وعليه.. لا يمكن التعليق على كل تلك التجاوزات من كافة هذه الفئات من قائدى (المركبات بمختلف نوعياتها) إلا بقولنا أنهم جميعاً بحاجة لـ(كتالوج القيادة) لإعادة تأهيلهم للقيادة الصحيحة والتى طالما سمعنا بالمثل الشعبى القائل (زى الكتاب ما بيقول)، وإلا الاستمرار فى هذا السيرك الغريب وصولاً لنقطة الانهيار.