سكينة السادات شقيقة الرئيس السادات السادات همه تحرير الأرض لأنه اعتبرها «العرض» وقبِل الحرب ولم يذق طعم النوم وكان شديد القلق
سكينة السادات شقيقة الرئيس السادات
السادات همه تحرير الأرض لأنه اعتبرها «العرض» وقبِل الحرب ولم يذق طعم النوم وكان شديد القلق
■ لم نعرف ميعاد الحرب وعندما طلب من زوجته جيهان تجهيز شنطة ملابسه قال: عندى اجتماعات
■ قبل الحرب ذهبت إليه لموافقته على السفر مع الوفد الصحفى لزيارة بعض الدول الآسيوية فطلب أن نعود قبل أول أكتوبر
فى الذكرى ٤٤ لانتصار أكتوبر اختصتنا الكاتبة الصحفية سكينة السادات، شقيقة الرئيس الراحل أنور السادات، بطل الحرب والسلام بالعديد من مخزون ذكرياتها عن شقيقها الرئيس السادات قبل وبعد الحرب، فتحت خزائن أسرارها من وصفه بالأب الحنون والمقاتل الشجاع، وقلقه قبل قرار العبور وعدم معرفتهم بالحرب إلا بعد عبور القوات للضفة الشرقية لقناة السويس، وطلبه منها أن تكون فى أول أكتوبر بعد طلبها السفر مع وفد صحفى لزيارة بعض الدول الآسيوية ومعرفتها بعبور قواتنا المسلحة أثناء تأديتها العمرة واتصال الكاتب الصحفى غنيم بالديوان الملكى للاطمئنان على شقيقها الشهيد الطيار عاطف السادات وبعد عودتها للقاهرة طلبت من الرئيس السادات رؤيه شقيقها، فقال لها «موجود بالقاعدة وخلينا نشوف شغلنا» واعتبرت يوم ٦ أكتوبر ١٩٨١ يوما أسود لاستشهاد شقيقها الرئيس السادات وفى الحوار التالى بعض سطور من شهادتها للتاريخ.
■ بم كان يتميز السادات وكيف كانت علاقتك به فى ظل فارق السن بينكما؟
- الرئيس كان يعاملنى مثل ابنته، فهو من زوجنى وقام بكل مهام الأب، لأن والدى كان مفوضه فى كل أمورنا، حتى توفى فأصبح هو من يتحمل كل مسئوليتنا، أنور أخ افتقده كثيرا، نعم الأخ والأب فى الوقت نفسه، كان يحب العائلة وريفى لأقصى قيم الريفية بمعدنها الخالص، كان بارا بنا جميعا، ومحافظا على الترابط والتماسك العائلى حتى وهو رئيس جمهورية، لم تتغير صفاته وطباعه العائلية وكان يتميز بالاحترام واتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب، وكنا لا نجرؤ أن نتخذ أى قرار دون أن يوافق عليه حتى وهو فى المعتقل.
■ هل كنتِ تتابعين حالة الرئيس السادات قبل حرب أكتوبر؟
- الرئيس السادات بعد تسلمه مهام الرئاسة بعد وفاة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر كان همه الوحيد هو تحرير الارض لانه اعتبرها مثل «العرض» وكان قبل الحرب لم يذق طعم النوم لفترات طويلة وكان شديد القلق، ومر بحالة سيئة عندما علم بنبأ استشهاد شقيقه عاطف، وتمنى أن ينال الشهادة مثله حتى نالها بعد 8 أعوام فى العرض العسكرى أثناء الاحتفال بذكرى الانتصار.
■ هل كنتم تعرفون ميعاد الحرب وأنه سيخوض المعركة فى وقت قريب؟
- الرئيس لم يكن يتحدث مع أحد فى شؤونه والامور السياسية وقطع عهدا على نفسه عدم دخول العائلة فى الامور السياسية، ولا أحد يعرف ما يدور فى عقله إلا عندما طلب من زوجته جيهان إعداد شنطة ملابسه قائلا بأن لديه اجتماعات ولم تعرف ميعاد الحرب، وكان أمام الشعب يظهر دائما إنه يقوم بإصلاح الدبابات والطائرات مؤكدا أنه عام الضباب للتمويه، فخرجت المظاهرات الطلابية وارتضى بكل ما قيل عنه من أجل تحرير الأرض حتى سنحت الفرصة.
■ أين كنتِ قبل حرب أكتوبر؟
- كنت وقت قيام حرب أكتوبر مع وفد صحفى برئاسة الكاتب الصحفى مصطفى غنيم «رحمه الله» بناء على دعوى بزيارة العديد من الدول بالقارة الآسيوية بعد ترتيب الزيارة من قبل السفارات بهذه الدول فذهبت إلى الرئيس باستراحته بشبين القناطر وقلت له «يا ريس عندنا دعوة هنلف 6 دول آسيوية وهيكون الوفد برئاسة الأستاذ مصطفى غنيم وأنا هكون مع 3 سيدات و4 رجال» فرد الرئيس السادات قائلا: امتى هتسافرى يا سكينة؟ فقلت هناخد شهر. فرد قائلا: كلام نهائى تكونى هنا أول شهر أكتوبر، قلت له أبلغ الكاتب الصحفى مصطفى غنيم لأنه فى احتمال اننا نقوم بالمرور بدولة خليجية ومنها زيارة السعودية بناء على دعوة من الملك فيصل «رحمه الله» لأداء عمرة، فرد قائلا: اسمعى الكلام. فطلبت منه أن اكلم فوزى عبدالحافظ، سكرتيره، وقلت له إزاى أرجع فقال عبدالحافظ أنا هطلب غنيم، فبعدها عرفت إنه كان على معرفة بميعاد حرب أكتوبر.
■ هل ذهب الوفد الصحفى إلى السعودية أم قطعتم الرحلة؟
- لا ذهبنا إلى السعودية بعد زيارة عدد من الدول الآسيوية «الصين والهند واليابان وسنغافورة وماليزيا وغيرها»، وجاءت لنا دعوات بزيارة دول أخرى وطلبت من الكاتب الصحفى غنيم أن يتصل بالرئيس، وفى ليلة 5 أكتوبر وصلنا إلى السعودية، ومنها إلى جدة لعمل العمرة بشهر رمضان فغلبنا النوم فاستيقظنا على صياح وفرح السعوديين قائلين لنا «مبروك عبرتم القناة» فتذكرت كلام شقيقى الرئيس السادات وطلبه أن نكون فى أول أكتوبر فاعتقدت أنه فرمان من فرماناته التى لا أحد يستطيع رفضها.
■ ماذا حدث بعد معرفتكم بعبور القوات للضفة الشرقية للقناة؟
- على الفور صرخت قلت أخويا عاطف، فقالى لى أستاذى مصطفى غنيم اهدى سوف أقوم بالاتصال بالديوان الملكى للاطمئنان على شقيقك عاطف، وبعدها تلقينا اتصالا من الديوان الملكى السعودى فقلت له لا أصدق أن أخى بخير، فقال غنيم «تعالى اسمعى يا شكاكة» فقالوا لنا عاطف كويس ورجع، لكنه كان قد نال الشهادة.
■ متى رجعتم إلى القاهرة؟
- رجعنا بعد تأدية العمرة، وكانت كل المطارات مغلقة ووجدنا مشقة وتعبا، ولم يكن أحد فى انتظارنا حتى وصلنا القاهرة وبعدها اتصلت بجيهان السادات بمنزل الرئيس بالجيزة فردت قائلة «الرئيس بخير، وعاطف كويس ومتخفيش عليه»، وعندما سألت الرئيس قال «عاطف كويس وبخير وهو بالقاعدة الجوية سيبونا خلينا نشوف شغلنا».
■ بم تصفين شعوره بعد الحرب؟
- كان هدفه هو استعادة كل شبر أرض من سيناء، وعدم موت أى ضباط وجندى من أبنائه فى حروب أخرى، وفوجئنا ببيانه فى مجلس الشعب عندما قال إنه مستعد أن يذهب إلى آخر العالم وإلى الإسرائيليين فى عقر دارهم الكنيست، حقنا للدماء، ولم يستطيع أحد من الأسرة مناقشته، وعندما ذهب إلى إسرائيل كان وقتها عيد الأضحى المبارك وترددت الأقاويل بأنه سوف يقتل من على سلم الطائرة وكنا خائفين، وقمنا بفتح جميع إذاعات العالم والتليفزيون لمتابعة رحلته التاريخية حتى عاد سالما إلى مصر واستقبلته جموع المواطنين، وقمنا بذبح الأضاحى فرحة بعودته.
■ متى عرفت الأسرة بخبر استشهاد شقيقك الرائد عاطف السادات؟
- بعدها بفترة طويلة واعتقدنا أنه وقع أسيرا أو ضل الطريق بالصحراء حتى جمعنا الرئيس فى ميت أبوالكوم، وقال لنا إن الشهيد منزلته عظيمة ولا أحد يبكى عليه ولا يرتدى الأسود، وكانت صدمة لنا وللرئيس لأنه كان يعتبره ابنه.
■ ما ذكرياتك عن شقيقك الشهيد عاطف السادات؟
- شقيقى عاطف «رحمه الله» فى حرب أكتوبر كان أول من أقلع بطائرته ومهد لباقى القوات الجوية فى اقتحام مراكز القيادة والسيطرة للعدو فى مطار المليز الإسرائيلى وقام بضرب جميع الطائرات وتدمير جميع الأهداف وبعدها أصاب جسم الطائرة صاروخ فسقطت الطائرة وتم استشهاده.
■ كيف كانت طقوس الرئيس السادات فى العيد؟
- كان يقوم بصلاة العيد فى القاهرة وبعدها ننتقل إلى قرية ميت أبوالكوم بالمنوفية لقراءة الفاتحة على روح الوالدين، وبعدها نذهب إلى المنزل للذبح والتوزيع على الأهالى بالقرية ثم نقيم إفطارا جماعيا بحضور الأقارب والعائلة، وبعد قضاء اليوم فى القرية نعود إلى القاهرة مرة أخرى لمتابعة أعمالنا.
■ تردد أن الرئيس السادات ظلم حيا وميتا كيف ذلك؟
- نعم السادات ظلم فى فترة حكمه لأنه أراد أن يبنى البلد، وعندما كان يعد للحرب قالوا إنه لن يحارب وسخروا من كلامه عن عام الحسم والضباب، صبر وتحمل إلى أن حقق الانتصار، وللأسف قالوا إن حرب أكتوبر من منجزات حرب الاستنزاف، ثم قالوا الضربة الجوية هى السبب فى النصر، وحاولوا وهو حى أن يسلبوه من أهم إنجازاته، حتى السلام سخروا من قراره، والحمد لله تأكد لهم مدى صحة قراره حتى الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات اعترف بأنه أخطأ عندما لم يضع يده فى يد السادات لحل القضية الفلسطينية.
■ ما رأيك فى الاحتفال بنصر أكتوبر أثناء وجود مرسى وجماعته الإرهابية؟
- كان احتفالا أسود، جاء بقتلة السادات فى الصفوف الأمامية وكنت فى غاية الحزن وبعد زوال الإخوان المسلمين كان الاحتفال فى 2014 رائعا حضر الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور وجيهان السادات زوجة قائد العبور الرئيس السادات والمشير عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى وقتها، وكبار قادة القوات المسلحة وجاء رد الاعتبار لنا، وشعرت بالسعادة عندما رأيت المواطنين يحملون صورة قادة وزعماء حرب أكتوبر عبدالناصر والسادات وأيضا صورة السيسى الذى حررنا من الظلم والجهل والظلام المتمثل بحكم مرسى وجماعته الإرهابية.
■ فى يوم انتصاره استشهد كيف تابعت الأسرة حادث استشهاده وأين كانت؟
- يوم استشهاده مصيبة سوداء، وكنا فى ميت أبوالكوم لأننا تعودنا كاسرة أن نذهب سويا يوم 6 أكتوبر إلى زيارة قبر شقيقى الشهيد الرائد عاطف السادات لقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة وقمنا بوضع التليفزيون داخل المقبرة وبعد أن قمنا بوضع الورود على قبر شقيقى فوجئنا بمشهد السيارات ومن فوقها يفقز الجناة وتم إطلاق الاعيرة النارية على الحضور بالمنصة فانقطع الإرسال فأصابنا الذعر وبعدها توجهنا إلى مستشفى المعادى العسكرى فوجدنا الرئيس قد فارق الحياة.
سكينة السادات تتحدث مع الزميل ياسر هاشم
■ عرفنا بعبورنا قناة السويس قبل تأدية العمرة.. واتصلت بالديوان الملكى للاطمئنان على شقيقى الشهيد عاطف السادات فقالوا كويس
■ يوم استشهاد الرئيس السادات أسود.. وكنا فى المقبرة لقراءة الفاتحة على روح شقيقى الشهيد عاطف وذهبنا لمستشفى المعادى فكان فارق الحياة