أشرف كاره
مرسيدس فى مصر.. بين الواقع والخيال؟
طالعتنا مؤخراً العديد من وسائل الإعلام بخبر على لسان الفريق مهاب مميش- رئيس هيئة قناة السويس ورئيس الهيئة العامة الاقتصادية لمنطقة القناة- عن اتفاق مرسيدس للعودة من جديد إلى مصر (للتصنيع) بعد توقف دام لما يقرب من 3 أعوام، على أن يكون مصنعهم المزمع إنشاؤه بمنطقة القناة الاقتصادية.. الأمر الذى بدأنا نبحث من ورائه خاصة أن ذلك الإعلان لم يشمل أى تفاصيل بخصوصه! وبالرغم من عدم التصريح بأى تفاصيل من جانب مسئولى مرسيدس عن هذه العودة خلال فعاليات معرض القاهرة الدولى للسيارات (أوتوماك فورميلا 2017) الذى انتهى منذ أسبوعين– وهى الفترة التى تواكبت مع نشر ذلك الخبر– وبالرغم من عدم تلقينا ردودا على اتصالاتنا الهاتفية مع مسئولى الاتصالات لمرسيدس.. إلا أننا نتصور أن سيناريوهات هذا الخبر لن تخرج عن أحد الاحتمالات التالية:
■ السيناريو الأول: جدوى المشروع إيجابياً إذا تم اتخاذ القرار بالتصنيع الكمى (الذى أرى أنه يجب أن يتخطى حاجز 100 ألف سيارة سنوياً وربما أكثر) وليس فقط للاستخدام المحلى بل وفى الأولوية للتصدير للمناطق المحيطة.. ليس هذا فحسب.. بل يجب أن تكون الطرازات المزمع تصنيعها بهذا المصنع ليست من تلك التى يتم تصنيعها بالمصانع الألمانية، بل الأمريكية لتجنب فارق السعر الجمركى بين منطقة أوروبا وما تخضع له من اتفاقية أوروبية تقضى بتحول الجمارك بمصر إلى "صفر" عام 2019، وذلك بالإضافة لتوفير العديد من النفقات اللوجستية بين أمريكا الشمالية ومنطقة الشرق الأوسط.
■ السيناريو الثانى: أن يكون هذا (المصنع) مخصصا إما لبعض السيارات التجارية أو المينى فان، وهو أمر مشكوك فيه اقتصادياً خاصة مع قرب أسواق تصنيع تلك الفئات شأن تركيا والسعودية، وإما لبعض الباصات وهو أمر مشكوك فيه أيضا لوجود مصانع MCV فى مصر لصناعة باصات مرسيدس.. أو ربما سيكون هذا المصنع كوحدة تجميع لمركبات نصف مصنعة لتخفيض بعض التكاليف اللوجستية فى شحن المركبات تامة الصنع من المصانع الأم.
■ السيناريو الثالث: أن يكون ذلك الإعلان لعودة مرسيدس إلى مصر هو إعلان سياسى وليس صناعيا، بعد ما عانته سيارات مرسيدس على مدار السنوات الماضية (خاصة العامين الأخيرين) من انخفاض عدد السيارات المستوردة منها بسبب التعقيدات التى تحدثنا عنها من قبل مع الجمارك المصرية.. وأن هذا التصريح جاء لمصالحة مرسيدس بعد تلك الفترة العصيبة التى مرت بها فى السوق المصرية.
من ناحية أخرى، يطفو على السطح ضمن هذه الاحتمالات.. تساؤل حول الدور الذى ممكن أن يلعبه مصنع شركة (إيجا– EGA) الذى كان يقوم بتجميع سيارات مرسيدس محلياً بالسابق فى مصر.. وكذلك عند مقارنته باستمرار تجميع طرازات (BMW) المنافسة على خطوط إنتاج مصنع البافارية الملاصق له بمدينة السادس من أكتوبر الصناعية، وعدم توقفه؟
الكثير من التساؤلات والاحتمالات طرحت نفسها على الساحة منذ نشر ذلك الخبر عن عودة مرسيدس إلى مصر، لنجد أنفسنا بين واقع التصديق وخيال التصريحات.. وبلا إجابة حتى تاريخه.