السوق العربية المشتركة | مليارات.. فى الهوا!

السوق العربية المشتركة

الأحد 1 ديسمبر 2024 - 09:30
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
مليارات.. فى الهوا!

مليارات.. فى الهوا!

انتهى الشهر الفضيل والمبارك «رمضان» وربح فيه من ربح، وخسر فيه من خسر.. إلا أن أكبر الخاسرين بهذا الشهر هم شياطين الإنس ومن اتبعهم، الذين تسلموا زمام الإفساد والشر من قرنائهم شياطين الجن خلال هذا الشهر. نعم خسروا فرصاً عظيمة للتجارة مع الله– خاصة مع كساد العديد من صور التجارة التقليدية الحلال– فطالعتنا العديد من القنوات التليفزيونية بعرض كم غير عادى من المسلسلات التى لم أجد بها ما يضيف لهذا الشعب سوى المزيد من العنف والتعرى والقيم السلبية، بخلاف إهدار الوقت المبالغ فيه.. والتى فى نفس الوقت أنفق عليها ما يزيد على المليار جنيه مصرى.



الأمر نفسه الذى صدرته الإعلانات التجارية للمشاهدين من قيم غير مصرية أصيلة (إلا من رحم منهم ربى) فى دعوتها للاستهلاك الأعمى أو القيم الضحلة وغيرها من الصور السلبية، ولتختتم بإعلانات الاستجداء لعدد من الجهات التى أصبحت قادرة على دفع مبالغ باهظة على الإعلانات فى محاولات مستترة لجمع التبرعات! وقد تمت الاستعانة بالعديد من تلك الإعلانات بالفنانين الذين لم يقدموا أعمالاً فنية لتكتمل منظومة الإنفاق السفيه بما يقرب من مليار أخرى.

ومع التقييم المدقق لكل هذا البذخ «الفارغ» نجد دولة تعانى من أزمة اقتصادية ملحوظة وانخفاض بمعدل النمو والذى يقل عن 2,5%، بخلاف معاناة العديد من شعب هذا البلد من العديد من صور الفقر، ليس فقط بقرى تنقصها قطرة المياه النظيفة أو التمتع بالتيار الكهربائى، بل وأيضا مع العديد من صور «شدة» الحاجة لعلاج مريض أو لوجبة كريمة فالبعض لا تزيد وجباته الغذائية اليومية على واحدة تفتقد القيمة الغذائية لاستكمال الحياة.. ومن يرغب فى البحث عن هؤلاء بصدق سيجدهم وبكثرة.

والسؤال هنا الذى يطرح نفسه: من المسئول؟ فقد أصبحنا نعانى بالأعوام الأخير بانتشار شياطين الإنس والسفهاء فى هذا الشهر الفضيل والذى أتحدى أن أغلبهم لا يعرف طريق زكاة الأموال المفروضة عليه، ومن ثم انتشار نسب الفقر بين سكان هذا البلد العظيم.. الذى لا يسعنى فى هذا الموقف إلا أن أقول لهم مقولة الفنان الكبير الراحل فريد شوقى بفيلمه الشهير «صاحب الجلالة»: «وتريدون أن تدخولوا الجنة.. يا خى... وإلا بلاش المرة دى».