‎نحتاج إلى حملات توعية لتغيير نظرة المواطن والإقبال على المناطق السكنية فى الظهير الصحراوى

‎أذهب إلى المواطنين بنفسى وألتقى بهم فى مراكزهم لكسر الحاجز النفسى بينهم وبين الحكومة

‎علاقتى بنواب المحافظة لا تخرج عن إطار العمل وهدفها الوحيد تنفيذ مطالب المواطنين

‎قال اللواء أركان حرب عمرو عبدالمنعم لـ«السوق العربية»: أنا قائد عسكرى مصرى شغلت منصب الأمين العام لمجلس الوزراء المصرى فى أغسطس 2013، ثم شغلت منصب مساعد ملحق بدولة الكونغو الديمقراطية، ورئيس مكتب مشتريات واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، ومدير إدارة الأسلحة والذخيرة، ومساعد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وتلك الخلفية العسكرية ساهمت فى حرصى على انضباط العمل، وتلك هى طبيعة العسكريين فى الجيش المصرى، سواء من حيث العمل فى توقيتات محددة تبدأ من الساعة السابعة صباحًا لأكون متواجدًا فى مكتبى حرصًا منى ليدرك كل مسئول وموظف تحت يدى الأمانة الملقاة على عاتقه، خاصة أن محافظة القليوبية مليئة بمشاكل جمة تتطلب وقتا لحلها لكن سنتغلب عليها فى النهاية بالإصرار على بلوغ الهدف والسعى والتخطيط الجيد والتنفيذ الجاد.
‎■ أجرأ قرار اتخذته هو دخولى عش الدبابير ومحاربة فساد المحليات ■ كى أتعامل مع المناطق العشوائية لا بد أن أكون مدعومًا بالقانون وتوفير السكن البديل فى نفس الوقت
‎■ حدثنا عن خبراتك العسكرية والدبلوماسية والسياسية.. وكيف أثرت فى أدائك كمحافظ؟
‎- أولا دعينى أرحب بكِ وبجريدة «السوق العربية»، والحقيقة أن خلفيتى العسكرية علمتنى أن تكون البنود أمامى واضحة وأن كل شخص مكلف بمهمة ويتم متابعة أدائه فيها، ثم يتم تقييمه عليها على مدار وقت محدد لتنفيذ المهمة سواء قصرت المدة أو طالت.
‎ثانيًا: خبرتى الدبلوماسية أضافت لى الكثير وأثرت فى أدائى كدبلوماسى، حيث سافرت إلى «الكونغو» وأقمت بها سنتين فى «كنشاسا»، ثم سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمدة ثلاث سنوات، وتعلمت كيف أتقبل الآخر وكيف أتعامل معه وأتفهمه، وتلك هى أصول البروتوكول مع الجهات الأجنبية والعمل خارج الإطار المنغلق مع كل دولة بطريقتها وبلغتها بهدف خلق علاقات مؤثرة بين مصر والدول الأخرى.
‎ثالثا: من الناحية السياسية فهذه تعلمتها فى مجلس الوزراء لأننا فى الجيش ليس لدينا مصطلح «سياسة»، فالقوات المسلحة عبارة عن أوامر وتنفذ فقط، أما فى الحكومة فهناك تأثير سياسى فى اتخاذ القرارات الأقرب إلى الصح مع مراعاة ردود أفعال الشارع المصرى على العكس من قرارات القوات المسلحة التى تتصف بالصرامة والحزم.
‎■ ما الخطوات الجادة للتطوير العمرانى لمراكز القليوبية؟
‎- تبدأ الخطوات الجادة للتطوير بالنظر إلى المشاكل الملحة فى المراكز المختلفة داخل محافظة القليوبية، وبالفعل وجدت أن أهم المشاكل التى تعانى منها المراكز هى مشكلتان أساسيتان، هما: القمامة والبناءات العشوائية، وكى نتوصل لحل حقيقى وواقعى يجب أن نتوصل إلى حجم المشكلة كى نستطيع أن نتعامل معها بالشكل الأمثل الذى يتناسب مع حجم الأزمة الموجودة على أرض الواقع، ولذلك أنا دائم الانتشار فى جميع المراكز.
‎■ بالنسبة لمشكلة القمامة التى باتت صداعا فى رأس المحافظة.. كيف ستواجه هذه المشكلة؟
‎- دعينى أقول إن مشكلة القمامة لها شقان، شق سلوكى صادر من المواطنين فى المحافظة، وشق آخر يقع على عاتق ضعف الإمكانات والمعدات التى تخدم هذا الهدف.. وهناك فى كل مركز مقلب قمامة وسيط ومقلب عمومى، والمقلب الوسيط هذا تتراكم فيه القمامة بشكل يومى إلى أن يتم نقلها إلى المقلب العمومى. والمقلب العمومى يستقبل أكثر من 400 طن قمامة من جميع المقالب الوسيطة بجميع المناطق.
‎■ كيف كانت جهود المحافظين السابقين فى هذا الأمر؟
‎- المجهود السابق فى هذا الأمر للمحافظين السابقين أنهم كانوا متعاقدين مع شركة لنقل القمامة إلى المقلب العمومى، وكانت طاقتها أن تنقل 400 طن قمامة فقط إلى المقلب العمومى، أى 10% من كمية القمامة التى تلقى فى الشوارع، وذلك نتج عنه حدوث تراكم يومى لـ3600 طن قمامة متراكم يوميًا.
‎■ هل توصلت إلى حل نهائى لهذه الأزمة والتخلص من مشكلة القمامة بشكل جذرى؟
‎- نعم بفضل الله نحن الآن بصدد التعاون مع شركتين وليس شركة واحدة، إحداهما ستصل طاقتها إلى 6000 طن قمامة فى اليوم يتم نقلها إلى المقلب العمومى.. ولتوفير مجهود المقلب العمومى والتعامل مع المقلب الوسيط سنقوم بعمل شكل من أشكال التدوير الأولى فى المقلب الوسيط، وبالتالى ستقلل الكمية المنقولة إلى المقلب العمومى، ما سيوفر علينا عدد المعدات والعمالة المستخدمة فى نقل القمامة من المقلب الوسيط إلى المقلب العمومى، وبمجرد الوصول إلى القدرة على التحكم فى مشكلة القمامة سيختلف الشكل العام للمدن والمناطق للأفضل.
‎■ ماذا عن العشوائيات التى تسيطر على معظم مراكز محافظة القليوبية ما رؤيتكم وخطتكم لحل هذا الأزمة؟
‎- هذه إحدى المشاكل التى نعانى منها فى المحافظة، وهى أننا نتعامل مع مدن قديمة إلى حد ما، وكان البناء فيها بشكل تراكمى لا بشكل هندسى سليم، حيث كانت المدن مرتبطة برؤية الشعب أكثر منها برؤية الحكومة، فلم يراع فيها الشوارع العمومية ولا الشوارع التقاطعية وأماكن للأرصفة بل كان البناء قائما بشكل عشوائى فى أماكن كثيرة جدا.. وكى يتم التعامل مع تلك المناطق العشوائية لا بد أن نكون مدعومين بالقانون الذى يمكننا من إزالة منازل لإنشاء محاور رئيسية ومحاور فرعية، كما يجب أيضا قبل عملية الإزالة توفير سكن مناسب بديل لهذه المنازل، وأن يكون المواطنون على قناعة بأن هذا الأمر للمصلحة العامة.. لكن دعينى أقول إن هذه المعضلة غير سهلة وليست أساسية ولا هى ملحة فى الوقت الحالى بل إنها مرحلة لاحقة سيتم التعامل معها.
‎■ إذاً ما الهدف الملح فى المرحلة الحالية من وجهة نظركم؟
‎- نعم المرحلة الحالية أهم أهدافها طمأنة الشارع المصرى كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، لأن الشعب المصرى لم يجد من يحنو عليه منذ فترات طويلة وهدفنا حاليًا هو محاولة تخفيف وطأة العبء والحمل اليومى الملقى على عاتق المواطن، فهدوء الشارع هو الهدف الرئيسى لدينا الآن، أما التخطيط العمرانى فهو أسبقية متأخرة، والأهم هو توفير الطعام.
‎■ هل هناك تحرك من جانبكم لتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين بالمحافظة؟
‎- توفير الطعام والاحتياجات الأساسية هو ما يشغلنا الآن، ونحن بصدد التعاون مع القوات المسلحة ووزارة التموين بهدف فتح منافذ بيع بعضها فى إطار مبادرة «الشعب يأمر» والبعض الآخر فى إطار المنافذ المتحركة التابعة للقوات المسلحة، وهى منتشرة على مستوى محافظة القليوبية بالكامل، والأسبقية المتوازية مع هذه الأسبقية هى مشكلة القمامة التى يجب علينا حلها بشكل عاجل وجاد وسريع لأنها إن لم تحل فسنجد أنفسنا أمام مشكلة كبيرة.
‎■ هل ترى أن مدينة العبور من الممكن أن تكون حلا أمثل لإنهاء مشكلة الإسكان فى المحافظة؟
‎- هذا مجرد كلام نظرى، ورؤية إنشاء ظهير صحراوى لحل المشاكل السكانية هى مجرد رؤية مسئول مكتبى لم يدرس الشعب المصرى وطبيعته، لأننا نحن المصريين دائما ما نرغب فى أن يقيم أبناؤنا بالقرب من سكن العائلة، فإذا طرحنا للمواطنين وحدات سكنية فى مدن بعيدة من موطنهم الأصلى أو منطقة سكنى عائلاتهم سنجدهم يمتعضون ويرفضون ويقولون هناك أملاك دولة فى نفس المدينة التى نعيش فيها، فلما لا تعطوننا وحدات سكنية فيها بدلا من المناطق الصحراوية.. والحقيقة أن أملاك الدولة استنفدت تقريبا فى أغراض الإسكان وبعضها لأغراض أخرى، ولن نستطيع البناء داخل الحيز العمرانى داخل المحافظة لجميع الأجيال القادمة مستقبلا، خاصة أن لدينا نسبة مواليد سنوية بشكل عال جدا بل بشكل غير رشيد، لأن فكرة تحديد النسل بعيدة عن تفكير مواطنين كثيرين.
‎■ ما الحل الأمثل لإنهاء أزمة الإسكان فى القليوبية؟
‎- الحل الأمثل هو عمل حملات توعوية بشكل جاد ومستمر لفترات طويلة وبشكل ملح بأنه سيكون من الطبيعى أن يسكن أبناؤنا فى مناطق تبعد عن مدينتهم بـ50 أو 60كم طالما هناك مواصلات متوافرة لتسهيل الحركة.. فإذا نظرنا إلى الظهير الصحراوى فى جميع محافظات الصعيد سنجد أن المدن السكنية الجديدة كلها تنعق بعها الغربان نتيجة رفض المواطنين الانتقال للإقامة بها، فى حين أن المدينة القديمة تقع عند شرق النيل والمدينة الجديدة تقع عند غرب النيل، أى أن المطلوب هو عبور النيل ليس إلا، رغم أن المدينة الجديدة تتمتع بجميع الخدمات.
‎■ ما مواصفات الظهير الصحراوى المقنع للمواطنين؟
‎- أهم من بناء المساكن فى المدن الجديدة هو توفير الخدمات بجميع أنواعها عن طريق توفير مدارس ومستشفيات وطرق ووسائل مواصلات ومكاتب تموين وأسواق تجارية، لئلا يضطر المواطن إلى الرجوع إلى بيت الأسرة القديم كى يتمكن من صرف التموين أو شراء احتياجاته سواء جزارة أو خضروات أو متطلبات البيت، وهذه طبيعة فينا كمصريين، لأننا دائما لدينا ارتباط وثيق بالمكان الأصلى وبمنزل الأسرة والمنطقة التى ولدنا فيها.. وأخيرا أقول فى هذا الشأن إننى لا أعتقد أن مدينة العبور ستحل مشكلة كثافة السكان بالمحافظة بشكل جذرى وإن تم حلها فسيكون بشكل جزئى للمضطر فقط، أما البقية فسيتاجرون بها.
‎■ كيف كان أثر قراركم الصادر بوقف تحصيل الرسوم فى مستشفى الأطفال التخصصى؟
‎- أعتقد أنه أثر إيجابى فى الشارع لأنه كان قرارا صحيحًا 100%، لأن كل طفل يدخل هذا المستشفى يتم محاسبة التأمين الصحى على القيمة التى تم صرفها على علاجه، فمن غير المعقول أن تدفع الدولة وتدفع الأسرة أيضا.. وأنا نظرت فى القرار الإدارى الصادر من مستشفى الأطفال ووجدت أنه قرار غير راجح وغير عادل، فقمت بإصدار قرار بإلغائه وليس عندى أدنى مشكلة فى تحويل المسئولين للنيابة والتحقيق معهم.
‎■ ما رأيك فى المنظومة الصحية وتطوير المستشفيات؟
‎- الحق يقال إن مدير المديرية الصحية نشيط جدا وملتزم بدرجة عالية وبالنسبة للمنشآت الصحية فهى مؤهلة لتقديم خدمة جيدة للمواطن لكن إذا تم قياسها بعدد المواطنين ستكون الإمكانات ضعيفة، لأن عدد المستشفيات لا يتناسب مع عد المواطنين، حيث يكون الزحام غير عادى، لكن دعينا لا نلقى كل المسئولية على الإمكانات فقط لكن طبيعة البشر إن لم تجد من يراقبها أثناء العمل وبشكل مستمر تبدأ فى التكاسل وتعطيل مصالح الغير.
‎■ ماذا عن مشاكل الصرف الصحى التى تتفاقم فى محافظة القليوبية وما الحلول الجذرية لها؟
‎- نحتاج أولا وقبل كل شىء إلى الدعم المادى، بالإضافة إلى تشريع بوقف أو التصرف مع البناء العشوائى الذى يحدث، وهناك مثال فج وهو بناء 500 عمارة فى بنها والعمارة الواحدة تتكون من 13 و14 دورا بحد أدنى 26 شقة، أى 26 أسرة، والبنية الأساسية لن تتحمل هذا الضغط.. فأنا أحتاج إلى دعم مالى وإيقاف لسيل المبانى العشوائية، ولا أنكر وجود فساد فى العنصر البشرى الذى يعمل فى الوزارة، وبالتالى فوجئت بوجود الـ500 عمارة التى تم إنشاؤها فى بنها دون أن يكون هناك ترخيص بناء لأى عمارة منها، وهذا يعنى وجود فساد إدارى واضح.
‎■ ما سبب قرار سيادتكم بتقليل سن القبول فى المدارس؟
‎- ببساطة شديدة نحن وجدنا قبل بداية الدراسة فى السنة الحالية 2016م، أن ما يقرب من 12 ألف طالب قدموا على سن المدرسة من بداية السنة الخامسة، والمفترض أن هؤلاء الطلبة يتمكنون من دخول المدرسة، فلم نجد غير أن نتعامل مع الكثافة المتاحة وتزويدها عن طريق تقليل السن، بالإضافة إلى أن وزير التعليم يعطى صلاحية بنسبة 10% من إجمالى الأماكن الموجودة فى المدارس فوق الكثافة، وبالتالى قمت أنا بإعطاء الـ10% وتقليل شهر وبدأنا بدراسة الموقف بعد ذلك وجدنا أن الكثافة وصلت إلى شكل مقبول فتوقفنا، لأننا يهمنا جدا بل نحن على إصرار أن نقدم المزيد من الأطفال إلى المدارس وألا نعوق دخولهم على أشهر قليلة لأننا دون تعليم لن نتوصل إلى التقدم الحقيقى.
‎■ معظم المصانع فى محافظة القليوبية مغلقة حاليًا ما أضر بالاقتصاد، فما الأسباب ومتى ستعود للعمل مرة أخرى؟
‎- بالفعل هناك مصانع كثيرة أغلقت لأسباب عدة، وأهمها أن تكلفة الإنتاج لا يستطيع صاحب المصنع من خلالها تحقيق الربحية المطلوبة من المشروع، بسبب ارتفاع سعر الطاقة وارتفاع سعر العمالة وتهريب البضائع من الخارج وهجمات المنتجات الصينية التى نافست المنتج المحلى بسعر أقل من المصرى، وكل هذا أدى إلى غلق المصانع وإنهاء العمل فى الصناعات المختلفة، ما أضر بالاقتصاد المصرى.. وأنا على يقين أن مصر ستعود مرة أخرى إلى مكانتها الصناعية التى أبهرت العالم فى فترة من الفترات، لكن الأمر يحتاج قليلا من الصبر ومساندة الشعب المصرى فى تشجيع المنتجات المحلية والابتعاد عن المستورد.
‎■ ماذا عن المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر فى محافظة القليوبية؟
‎- هناك مصانع أخرى فى مناطق صناعية على سبيل المثال لدينا فى المحافظة منطقتان صناعيتان خصصت الأراضى فيهما إلى صغار المستثمرين، وهى الصناعات الصغيرة والمتناهية الصغر، وهذا من قبل هيئة التنمية الصناعية، وبعد التخصيص وجدنا أن بعض المستثمرين قاموا بتوفيق أوضاعهم طبقا للشروط والبعض الآخر قام بتسقيع الأراضى لبيعها بعد ذلك بأضعاف الثمن الذى دفعه مقابل شرائها.
‎■ ماذا كان رد فعل سيادتكم على هذه الممارسات من قبل المستثمرين؟
‎- أنا جلست معهم وأعطيتهم مهلة زمنية للبدء فى مشروعاتهم بكل جدية، وإن لم يلتزموا سوف نسحب منهم تلك الأراضى مرة أخرى ونعطيها لمستثمرين آخرين أكثر جدية والتزاما، قادرين على طرح منتج مصرى فى السوق، لأن هذا هو الهدف الأساسى وهو العمل والربح وطرح منتج فى السوق يستطيع أن ينافس به المنتجات المستوردة ليكون هناك حراك داخل السوق بطرح بدائل مصرية للمنتجات المستوردة، ما سيؤدى إلى خفض الأسعار نتيجة المنافسة بين المنتج المحلى والمنتج المستورد، ليصب ذلك فى مصلحة المواطن المصرى.
‎■ ما سبب عدم تنفيذ قرارات الإزالة التى صدرت من قبل المحافظة؟
‎- بكل أمانة أقول إن الفساد هو السبب الأول والأخير وراء عدم تنفيذ قرارات الإزالة، فهناك أكثر من 320 ألف إزالة لم يتم تنفيذها بسبب الفساد لا أكثر، وبعضها كان يدعى أنها تحت الدراسة الأمنية والبعض الآخر تم نسيانه لكن هناك قرارات إزالة كثيرة جدا لا أرجحها لغير الفساد.
‎■ هل سيتم تقنين أوضاع المعتدين على الأراضى الزراعية؟
‎- أنا ضد فكرة تقنين أوضاع المعتدين على الأراضى الزراعية، لأننى أعتبره جريمة كبيرة فى حق الوطن والمواطنين، ووزير الزراعة أصدر قرارا ينص على أنه لا تصالح مع المعتدين على الأراضى الزراعية، فهو رافض بشدة توفيق أوضاع كل معتدٍ على أرض زراعية أو التعامل بغير الزراعة مع الأراضى الزراعية.. لكن إذا تكلمنا بشكل واقعى فهناك الأراضى الزراعية المتاخمة للحيز العمرانى ومساحة الأرض الزراعية صغيرة جدا وسط الحيز العمرانى، وهذا يعتبر نوعا من أنواع الحراك العمرانى، أما أنا فضد أن يقوم أحدهم ببناء عمارة وسط فدادين من الأراضى الزراعية، لأن هذا ترجمة للفساد الذى يحدث فى المحافظة.
‎■ ما أجرأ قرار اتخذته؟
‎- أجرأ قرار اتخذته أن أدخل عش الدبابير وأحارب الفساد، خاصة أن القليوبية محافظة متباعدة الأطراف، وأن العاملين بها من أهاليها، وهنا تكمن الخطورة، فإذا قام أحد أقرباء رئيس الوحدة المحلية بالتعدى على الأراضى الزراعية فلا يعقل أن يتم محاسبته بل سيتركه وشأنه، حتى تتحول المخالفة إلى أمر واقع تعانى منه المحافظة بعد ذلك. وللأسف هناك فساد وضمائر غائبة فى المحليات أدت إلى تفشى الفساد عن طريق مجاملات الأصدقاء والرشاوى وواجبات الأقارب، ولا تأتينا البلاغات إلا إذا كانت العائلات مختلفة مع بعضها البعض من باب الانتقام فقط.. ومن هنا يجب أن يتم تغيير موظفى الوحدات المحلية ورؤساء المدن وأن يكونوا من خارج المدن، حتى لا يكيلوا بكيلين لأننا بشر فلا بد من تطهير الوحدات المحلية بشكل سريع.
‎■ ما طبيعة علاقتك بنواب مجلس الشعب فى محافظة القليوبية؟
‎- علاقة عادية جدا، فهى مجرد علاقة محافظ بنواب لا تخرج عن إطار العمل والتعاون، فالنواب لديهم مطالب نسعى لتنفيذها، ونحن لدينا مطالب وهم يساعدوننا فى الوزارات.. فعلاقتى بهم لا تدخل حتى فى إطار الصداقات بل إنها علاقة عمل لتسهيل تنفيذ مطالب المواطنين بالطريقة المثلى.
‎■ بالنسبة للمواطنين كيف تلتقى بهم للنظر فى مطالبهم؟
‎- عندما جئت إلى المحافظة كان السادة المحافظون السابقون يلتقون المواطنين يوم الاثنين من كل أسبوع فى مركز بنها، وكان عدد المواطنين الحاضرين لتلك الاجتماعات لا يتعدى 140 مواطنا، وهذا عدد قليل جدا بالنسبة لمحافظة يصل تعداد سكانها إلى 6.500.000 مواطن، وهذا ربما يرجع إلى عدم قدرة بعض المواطنين على الحضور لأسباب مادية وعدم القدرة على الانتقال إلى المحافظة ببنها لعرض مشكلاتهم، وبعضهم مازال لديه حاجز نفسى وعدم الثقة فى المحافظ وأنه لن يستفيد بشىء من مقابلته وعرض مشكلته.. والبعض الآخر يستسهل ويعطى شكواه للنواب إن استطاع الوصول إلى النائب أساسًا.
‎■ ماذا فعلت لتكسر هذا الحاجز النفسى لدى المواطنين وإعطائهم الثقة فى المحافظ؟
‎- قمت بدراسة الموقف جيدا، ووجدت أننى يجب أن أذهب إلى المواطنين بنفسى للاطمئنان على أحوالهم والنظر فى مشاكلهم، وأصدرت قرارين، الأول: أن يتم عمل الاجتماع مع المواطنين كل أسبوع فى مركز، للتسهيل على المواطنين وعدم قصر اجتماعاتى بهم على بنها فقط، وآخر اجتماع جمعنى بالمواطنين الأسبوع الماضى فى شبين القناطر، والتقيت أكثر من 200 مواطن، وكل هذه اللقاءات تعطى المواطن الثقة فى الحكومة مع العلم أننى لم أجامل أحدا، بمعنى أن المواطن إن كان على حق فأقوم بإنهاء مشكلته وهو واقف أمامى، أما إن كان على باطل فأوضح له الأمر وأواجهه بأنه ليس على حق.
‎والقرار الثانى: أننى أستدعى مديرى المديريات ورؤساء المدن معى فى الجلسة لإنهاء المشكل بشكل فورى وحازم دون تعطيل أو تأجيل، والحقيقة أن هذا اليوم يكون يوما طويلًا ومرهقًا لكننا جئنا لنعمل لا لنجلس على المكاتب.
‎■ ما أهم أهدافك التى تحلم بتحقيقها فى محافظة القليوبية؟
‎- أهم أهدافى أن أبدأ فى مشروع القناطر، وسيستغرق هذا المشروع سنتين فى إنشائه لكنه سيغير وجه القليوبية بالكامل إلى الأفضل والأجمل، وستتحول القليوبية إلى محافظة جاذبة للسياحة بعد تحقيق هذا الحلم، وسيعطى أثرا إيجابيا للمواطنين، وسيغير من الذوق العام، وبالتالى سيغير كثيرا فى السلوكيات الحالية.
‎■ ما الرسالة التى تريد أن توجهها إلى مواطنى محافظة القليوبية؟
‎- أريد أن أقول لهم من خلال جريدة «السوق العربية» أنه لا داعى للحاجز النفسى بيننا وبينكم، وآن الأوان أن تكسروا هذا الحاجز وتقتربوا أكثر من المسئولين دون وساطة، وتعلنوا عن شكاواكم ومطالبكم وتفهموا ما يدور من حولكم من أزمات وأسبابها وكيفية علاجها، وأدعوكم إلى حضور الاجتماعات التى أذهب إليها من أجلكم فى جميع المراكز لنعالج مع بعضنا جميع المشاكل والأزمات التى تقابلكم فى حياتكم.