السوق العربية المشتركة | «محمد رشد» ماسح الأحذية «المعاق»: الإعاقة ليست مبررا للكسل والشحاذة لكنها طريق للكسب والرضا

السوق العربية المشتركة

الأحد 22 سبتمبر 2024 - 19:23
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

«محمد رشد» ماسح الأحذية «المعاق»: الإعاقة ليست مبررا للكسل والشحاذة لكنها طريق للكسب والرضا

  محرر «السوق العربية» مع محمد رشد
محرر «السوق العربية» مع محمد رشد

الإعاقة ليست مبررا للفشل أو التسول لكنها قد تكون عنوانا للابتسامة والرضى لمن يحمد الله ويسعى على رزقه كما هو الحال مع هذا الشاب «محمد» ماسح الأحذية الذى لم تمنعه إعاقته من البحث والسعى للرزق الحلال ولم يفعل كما هو حال العديد ممن يتسول أقواتهم من خلق الله. وبابتسامة عريضة بدأ محمد حديثه مع «السوق العربية» بقوله إنه تعلم هذه المهنة من أحد طلاب كلية الحقوق وكانا يعملان بالتبادل حيث يبدأ محمد عمله عندما يكون طالب الحقوق بدراسته وعندما ينتهى من دراسته يبدأ عمله ويتوقف محمد عن العمل. وأضاف بأن نظرة المواطنين إليه تختلف، فهناك من يشجعه ويشفق عليه وإن كان لا يحب نظرة الشفقة لأنه لا يعتبر نفسه معاقا فالمعاق هو معاق الإرادة والتفكير بحسب رأيه.

وأوضح أن مافيا التسوق حاولت استقطابه واستغلال إعاقته لكنه امتنع وفضل الكسب بمجهوده وعرق يده، مشيرا إلى أنه سعى للحصول على وظيفة حكومية ضمن نسبة المعاقين، ولكنه لم يفلح فى ذلك.


■ ما سر هذه الابتسامة الدائمة رغم ما تمر به مثل باقى الشباب من ظروف بالإضافة إلى ظروفك الخاصة؟

- قبل كل شىء أقول الحمد لله على كل حال وزيادة فى الحمد أن اسمى «محمد رشد» على اسم خير الخلق «محمد صلى الله عليه وسلم» فسر الابتسامة أننى راض بما قسم الله لى من ظروف الإعاقة، وكما ترى فالرضى سر السعادة والابتسامة خير دليل وأنا قادر على العمل والخروج إلى الشارع والبحث عن لقمة العيش بالحلال والله يرزق من يبحث عن الرزق وليست ظروفى مثل باقى الشباب رغم أن عمرى 34 عاما لكننى أعمل بمهنة احترمها وأقدرها وأفخر بها ولكن هناك من الشباب من يتكبر على مثل هذه المهن البسيطة ويتعالى ويظل جالسا على المقاهى ويترك غيره من الأفارقة والصينيين يسيطرون على المهن التى لا يقدرها شبابنا بسيطة.

■ متى بدأت العمل بهذه المهنة وهل متوارثة أم امتهنتها أنت؟

- تعلمت هذه المهنة منذ 5 سنوات ولم تكن متوارثة من شاب اسمه إلهامى كان يدرس فى كلية الحقوق، وكان يعمل بعد الخروج من الجامعة ويوم إجازته تعاطف معى عندما وجدنى أريد أن أمتهن هذه المهنة من أجل أن أنفق على نفسى علمنى وكنت أعمل فترة وجوده داخل الجامعة وبعد خروجه كنت أتوقف ويعمل هو من أجل أن ينفق على نفسه لإكمال دراسته ومازلت أدين له بالجميل واحترمه، شاب جامعى يعمل بمثل هذه المهنة وكان لديه إصرار وأكمل دراسته بتفوق.

■ هل كنت تعمل قبل هذه المهنة وهل أنت سعيد بمهنتك الحالية؟

- نعم عملت فى كثير من ال مجالات كبائع ليمون وخضروات لكن فضلت أن أعمل بمهنة كصنعة أفضل ومهنة الخضرى شاقة بالنسبة لظروف إعاقتى وأنا سعيد جدا بمهنتى الحالية التى جعلتنى أتربح من عمل يدى وتكفينى أن أحتاج إلى المارة وأى مهنة تدر لى دخل بالحلال تجعلنى سعيد جدا.

■ كيف ترى نظرة المواطنين إليك لمواصلتك عملك الشاق؟

- نظرة المواطنين بعضها باحترام وتقدير لأننى أكسب من عمل يدى والكثير منهم يقومون بتشجيعى بالدعاء لى والابتسامة فى وجهى وبعض الجمل التشجيعية التى تشد من العزيمة، وهناك بعض النظرات التى لا أحبها وهى نظرات الشفقة لأننى لست عاجز، فالعاجز أو المعاق هو معاق الإرادة والفكر والإبداع وليس معاق الجسد، فمعاق الجسد قادر على العمل والفكر والإبداع ومعاق الإرادة عاجز عن كل شىء.

■ هل تتعاطى أى مستعدات بصورة دائمة أو منقطعة؟

- لا أقبل أن تكون يدى ممدودة لغير الله وأرفض أى مساعدات، فأنا لست عاجز عن العمل وأعمل وأكل من صنع يدى ولست باحتياج إلى مساعدات لكننى مواطن له حقوق وأطالب بها رغم أننى لم استطع الوصول لحقوقى كمعاق لكنى خلف حقوقى حتى أحصل عليها وما ضاع حق خلفه مطالب، ولو قبلت مساعدات لكنت غنى مال ولكن فقير نفسى ذليل.

■ هل حاولت مافيا التسول استقطابك للتسول والاستفادة من إعاقتك؟

- حاولت مجموعة من المتسولين بإقناعى بالعمل بالتسول خاصة بأننى معاق إعاقة واضحة وإغرائى ماديا وكلمة مافيا كلمة قليلة على هذا العالم من التجار، فهى أصبحت تجارة بعض الأشخاص استقطاب المعاقين والتكفل بهم مقابل اصطحابهم للتسول فى الأماكن العامة وإشارات المرور وداخل قطارات وعربات المترو وغيرها من الأماكن ويكون المقابل التكفل بالمعاق من كل الجوانب مقابل نسبة من الحصيلة اليومية حسب النسبة المتفق بينهم فلا رحمة بالبتر إلا بمقابل وهناك الكثير من المستولين يصطنعون الإعاقة وهم أصحاء وقادرون على العمل فهى أصبحت مهنة للبعض فلا أعرف كيف يقبلون على أنفسهم ادعاء المرض والتمارض.

■ كيف ترى بعض الشباب ما بين البطالة والتسول والهجرة الشرعية؟

- أرى الشباب مظلوما ومجنيا عليه ما بين الاحتياج وعدم القدرة على تلبية طلباته من مسكن وعمل وزواج وغير صامت متطلبات الشباب فإن لست متعلما لكن حاولت امتهان مهنة لأننى لم أدخل التعليم من الأساس، فلما لم يهتم المسئولون عن التعليم لإخراج خريجيها عمالا مهرة ذات كفاءة عالية تستفيد منهم الدولة كقوة عاملة بدلا من أن يصبحوا عبئا على كاهل الدولة ولما لم تفتح الدولة أحضانها للشباب الذى يريد أن يتعلم مهنة كل حسب رغبته ويكون التدريب على حساب الدولة، فمعظم الشباب العاطل عن العمل والمتسولين والمهاجرين هجرة غير شرعية والموجودين خلف قضبان السجون من الذين سجنوا على خلفية قضايا عدم تسديد القروض للمحلات والمشروعات التى اقترضوا من أجلها كل هؤلاء مجنى عليهم بسبب عدم التدريب المهنى للصناعات وعدم دراسة سوق العمل وعدم قدرتهم على تعليم أنفسهم بأنفسهم وكل هؤلاء لم يهاجر فالمهاجرون يدفعون الآلاف من أجل السفر، فلو لديه مهنة ماهر بها ومعه رأس المال الذى يدفعه من أجل انتحاره فى الهجرة غير الشرعية لعمل داخل بلده لكن لا يمتلكون المهن، السوريون والأفارقة ضربوا لنا مثل فى أهمية التدريب، فالسوريون لم ينجحوا إلا بالعمل بالمهن التى كانوا يعملون بها فى بلادهم وهم أصحاب كفاءة عالية ففى ظل شريدهم من بلادهم لكن توالى مصر فأصبحوا أغنياء بالحرفة والمهنة والهجرة غير الشرعية هى انتحار بطريقة شرعية فى ظل الثورات والإرهاب المنتشر بالعالم بأكله فكل الدول مرابطة على حدودها خوفا من تسلل الإرهاب إليها وتكون نهاية المهاجرين ما بين غريق وقتيل أو مستقبل مجهول والعار كل العار على بعض الشباب فى هذا السن أن يتسول ويتصنع الإعاقة أو يدعى المرض من أجل أخذ ما لا يستحق.

■ هل حاولت البحث عن التعيينات من خلال نسبة المعاقين للتعيينات وهل من الأفضل تعيينهم أم لا؟

- حاولت الحصول على وظيفة فى نسبة المعاقين رغم أنه حق لى ولكنى لم استطع الحصول على وظيفة وقدمت تظلمات فى عهد الثلاثة رؤساء لكن دون جدوى رغم تعيين من لا يستحق، ففى فترة الثورات وتعيين المعاقين هناك من أتى بتقارير طبية بنسبة عجز من أجل التعيين ولو تم الكشف الطبى عليهم الآن لنجد الكثير حصل على الوظيفة بالادعاء والتمارض والتزوير رغم وجود من لهم حق التعيين بالطبع ليس كل المعاقين من المفترض تعيينهم من بهم نسبة عجز ولديهم القدرة على العمل وإلا أصبحت بطالة مقنعة وتكديس المصالح الحكومية دون إنتاج حقيقى ومن لم يستطع الحصول على وظيفة الدولة تتكفل به.

■ ما شعورك عند تمثيل المعاقين داخل لجنة الخمسين المسئولة عن وضع الدستور؟

- أنا لا أجيد القراءة والكتابة لكننى أتابع جيدا كانت فرحة عارمة لشعورى قبل ذلك بأننا فئة من الدرجة الثانية لكن تمثيلنا لكتابة الدستور ووجودنا بالبرلمان أحيا بنا الشعور بأننا مواطنون من الدرجة الأولى.

■ أين دور المجلس القومى للإعاقة؟

- الدور يكون بتواجد بالشارع على أرض الواقع وليس بالجلوس إلى المكاتب الإدارية ذات الرواتب العالية وتكييفات الكثيرة، فمن يتعامل معاملة الكبار ينسى صغاره.

■ كيف أجدك تتحدث بفكر وثقافة وطلاقة وأنت لا تجيد القراءة والكتابة ومتابع جيد لما يحدث؟

- عملى الدائم هنا وسط الكثير من البائعين وبجوارى دائما بائع الجرائد والصحف والمجلات يقرأ لى لعلمه أننى شغوف بمتابعة الأخبار وما يحدث، فالإعلام من الممكن أن يكون خير مثقف وأتابع البرامج والتليفزيون وقادر على نبذ الخبيث من الطيب مما يذاع ويكتب.

■ كيف ترى مساعدة الدولة للمعاقين عن طريق توفير سيارات بأسعار بسيطة وتجهيزات تتناسب مع الإعاقة؟

- مساعدة الدولة للمعاقين شىء رائع ولكن كان يجب على المسئولين عن هذا الملف مراعاة الفروق الفردية والمادية للمعاقين، فليس كل المعاقين لديهم القدرة على قيادة السيارة بل من الأفضل أن يكون تقديم السيارة أحد البدائل المطروحة على المعاقين وكل معاق حسب رغبته فهناك من يرغب فى سكن وهناك من يرغب راتب شهرى يكفيه وهناك من يستطيع العمل ولديه فكرة مشروع ويحتاج إلى تمويل لكن فكرة السيارة كفكرة أساسية ووحيدة فكرة خاطئة، فسحب السيارات للمعاقين الذين ينتفعون بها لا تتعدى 3٪ من إجمالى سحب السيارات وأصحاب الأموال الذين يعملون بهذا المجال بسحب عربات المعاقين على أشخاص من السيارة ولكن لا ألوم أصحاب الأموال أو المعاقين بل السبب فى ذلك المسئولين الذين يفكرون داخل الغرف المغلقة ويتخذون قرارات تضر بالمعاقين والدعم المعدم لهم من الدولة وأطالب المسئولين أن ينزلوا إلى الشارع ويتعايشوا مع ظروف المعاقين قبل الحديث عنهم وقبل اتخاذ قرارات تخصهم.

■ هل حاول البعض الاستفادة من إعاقتك لسحب سيارات المعاقين؟

- نعم حاول أحد التجار منذ عدة سنوات الاستفادة من إعاقتى لسحب سيارة معاقين وتواصل هاتفيا واتفق معى على مبلغ وكنت استدرجه فى الحديث حتى أقابله وعند مقابلتى ورؤيتى علم أنه لا يمكن سحب سيارة لعدم قدرتى على القيادة واستخراج التصاريح لم أر هذا التاجر إلى الآن.

■ هل يتم تأهيل المعاقين كل معاق حسب إعاقته من أجل قدرته على العمل الذى يرغب به ويتناسب مع قدراته من المسئولين عن المعاقين فى مصر.

- لم أبحث عن تأهيلى عن طريق المجالس والمكاتب لأننى لا أثق بهم لكن بحثت عن تأهيل نفسى بنفسى فى مهنة احترمها واستطيع أن أنفق على بيتى بعد تكوينه.

■ هل حصلت على سكن من خلال مشاريع الإسكان؟

- لم أحصل على سكن وقدمت أكثر من مرة فى إسكان الشباب فى الصعيد بمحافظة المنيا وهى موطنى الأصلى مركز داير مواى ولم أحصل على سكن وتقدمت بالكثير من الشكاوى والالتماسات فى الحصول على سكن بالقاهرة بعد نقل محل إقامتى إلى محافظة القاهرة بالزيتون حاولت الوصول إلى المسئولين لكن دون جدوى ولكن لى حقوق لن أتنازل عنها ولدى أمل كبير بالله ثم بالرئيس عبدالفتاح السيسى أن أحصل على سكن يتناسب مع ظروف إعاقتى.

■ كيف ترى تزايد نسبة المعاقين رغم التطور الطبى المشهور؟

- قبل الحديث عن تزايد نسبة المعاقين فليس كل المتواجدة أسماؤهم تبع المعاقين لديهم إعاقة حقيقية فهناك من استطاع أن يحصل على نسبة إعاقة فى التقارير الطبية أثناء الثورة للحصول على وظيفة من نسبة إعاقة وهم كثير ورغم التطور الطبى المشهود فسوف تستمر تزايد نسبة المعاقين لعدم الوعى الكامل للمواطنين، فالإعاقة الطبيعية التى لا دخل للإنسان بها وهى التى يولد بها الإنسان فهى إرادة الله أما الإعاقة التى من أسبابها عدم وعى المواطن خاصة المقبلين على الزواج سواء بدفع الأموال أو بالتساهل فى إنهاء الإجراءات للتهرب من الكشف الطبى التى جعلته الدولة من أجل المحافظة على الأجيال من الإعاقة وغيرها من الأمراض تكون النتيجة إهدار حق أبنائك فى الحياة الطبيعية لا سيما المشكلات النفسية والاجتماعية للطفل المعاق.

■ كيف ترى الاهتمام بالمعاقين من خلال وسائل النقل والمواصلات والطرق؟

- نطالب المسئولين عن الطرق ووسائل النقل بمراعاة المعاقين خاصة فى تمهيد الطرق والمطبات الصناعية المتواجدة بكثرة فى المناطق الشعبية، فهذه الأشياء البسيطة تؤثر ثأثيرا كبيرا على الحالة النفسية للمعاق.