السوق العربية المشتركة | مصر والسودان «توأم النيل»

السوق العربية المشتركة

السبت 16 نوفمبر 2024 - 02:37
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

مصر والسودان «توأم النيل»

محرر «السوق العربية» يتحدث مع أبناء الجالية السودانية الأشقاء فى مصر
محرر «السوق العربية» يتحدث مع أبناء الجالية السودانية الأشقاء فى مصر

«القاهرة والخرطوم».. علاقات تاريخية تفوق شائعات الخلاف.. وحكايات السودانيين فى القاهرة أولها سياحة ثم إقامة ونسب
تجارة البشرة السمراء فى الأرض الخضراء عبارة عن دلكة وحنة وتعطير

 



لعقود طويلة ظلت مصر والسودان دولة واحدة ذات مصير واحد ورغم الانفصال عام 1956 فإن مصير الدولتين ظل مرتبطا بشكل وثيق ضمن وجهة نظر العلاقات الثنائية وعلاقات «دول الجوار».

يرى المحللون والخبراء أن السودان توأم مصر، فالعلاقات التاريخية التى تربط البلدين ضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ إضافة إلى نهر النيل الذى عزز ثقافة الترابط والأخوة بين البلدين ورغم مرور تلك العلاقات بفترات من التوترات وبعض المحطات السلبية فإن العلاقة الوثيقة والترابط بين الشعبين دائما ما كان ينتصر فى النهاية على أى محطات سلبية قد تمر بها تلك العلاقات، حضر الرئيس السودانى عمر البشير إلى مصر لحضور اجتماعات اللجنة العليا المشتركة مع الرئيس عبدالفتاح السيسى وهى الاجتماعات التى شهدت توقيع اتفاقيات عديدة للتعاون المشترك بين الجانبين المصرى والسودانى لتتويج تلك الزيارة جهود السيسى فى تنشيط العلاقات مع دول القارة الإفريقية وتعزيز الروابط التاريخية والعلاقات الاستراتيجية بين القاهرة والخرطوم، خصوصا بعد أن اجتمع الزعيمان معا فى أكثر من 16 لقاء على مدار العامين الماضيين وهو ما يشير إلى خصوصية العلاقات بين مصر والسودان على مستوى القيادة السياسية إضافة إلى المستوى الشعبى الذى يتمثل فى العلاقات الأخوية بين المواطنين فى الدولتين خصوصا فى ظل وجود عدد كبير من أبناء الجالية السودانية فى مصر ووجود استثمارات مصرية فى مجالات عديدة فى السودان إلى جانب التعاون الوثيق بين الحكومتين لتعزيز طرق التجارة بين البلدين وافتتاح المعابر على الحدود لتسهيل عمليات النقل والحركة التجارية.

شربا من نهر واحد يمر بهما وربطتهما ثقافة واحدة ولغة واحدة ولم يكن أدل على القرب الإنسانى بينهما سوى القرب الجغرافى الذى كان سببا فى اختلاط الأنساب بين العائلات السودانية والمصرية يضحكهما إسماعيل يس حتى الدمع ويطربان على صوت أم كلثوم ويستمعان بخشوع إلى صوت عبدالباسط عبدالصمد حين يرتل القرآن ويعشقان جمال عبدالناصر ويرويان بعزة وفخر عن بطولة السادات وتملأ بطونهم وجبة الكشرى التى يعتبرونها سرا مصريا خالصا استقر بعضهم فى مصر وآخرون يأتون للسياحة فيقعون فى غرامها ليعيشوا بها شهرا وبالسودان شهرا احتضنتهم شوارع القاهرة التى عرفوا خباياها وفى الليل تأويهم المقاهى الشعبية التى يستمعون فيها إلى الأغانى المصرية جنبا إلى جنب ويلعبون الدومينو والشطرنج وأكواب الشاى وفناجيل القهوة تأتى وتذهب بينهم يشجعون الأهلى والزمالك ويحتلون المقاعد الأولى فى المقاهى أثناء مشاهدة المباريات مكونين صداقة قوامها الأخوة والمحبة منذ القدم حتى تكاد الفوارق بين الشعبين تكون أبسط من أن تذكر ليعتبر المواطن السودانى نفسه فى بلده وبين أهله وتحتل جلساتهم على الكورنيش والمساحات الخضراء المنزلة الأولى للأماكن المحببة إلى قلوبهم.. داخل حارة الصوفى فى قلب وسط القاهرة وجوه سمراء تملأ المنطقة التى تعتبر مهد السودانيين فى مصر فيما تنعبث روائح الأطعمة من داخل المطاعم التى تقدم الوجبات السودانية والمصرية على حد سواء مقاه صغيرة امتلأت عن آخرها بالشباب السودانى الذى يعود إلى المكان بعد يوم طويل من العمل الشاق للتسامر مع الأصدقاء الذين يتخللهم بعض المصريين الذين ربطتهم علاقة طيبة ببعضهم البعض والذين يميزون الجلسة بإلقاء النكات والمزاح مع الأشقاء السودانيين جاء كل واحد منهم إلى مصر لهدف مختلف وظروف مختلفة هى الأخرى لكن حب مصر والمصريين جمع الثلاثة.

يجلس عادل مخلوف الذى بلغ من العمر 60 عاما قضى 30 عاما قضى 30 منها فى مصر وله فيها العديد من القصص مرتديا جلابية تعلوها سترة سودانية وطاقية وحذاء سودانيين مسكا بيده جريدة مصرية أنهى قراءتها يحكى عن نفسه قائلا: أنا بقالى فى مصر 30 سنة جيت هنا بياع للأطباق والأوانى وبقيت دلوقتى تاجر مواشى كبير فى مصر وليا ولد وحيد قاعد معايا ومصر بقت حتة منى وأنا حتة منها.. يرشف الرجل من كوب الشاى ثم يعود بذاكرته إلى الوراء حضرت لأم كلثوم حفلا وهى فى السودان وكنت طفل عندى 10 سنوات وأذكر ساعتها أن السودان عن بكرة أبيها كانت تتوق إلى سماع الست وأنا كنت من المحظوظين اللى سمعوها وشافوها وهى بتغنى.

يقاطعه حسن على صاحب الـ50 عاما الذى جاء منذ ثلاث سنوات قائلا تعرف يا عادل إن أغنية أغدا ألقاء اللى غنتها الست كتبها شاعر سودانى اسمه الهادى آدم فيهز الرجل الآخر رأسه بالإيجاب بنعشق أم كلثوم وبنغنى أغانيها فى جلساتنا وبنحب عبدالحليم وفريد الأطرش ويومنا ما يحلاش غير بسماعهم.

ويقول محمد الهادى الذى أوضح أنه يعمل مراقبا بإحدى الشركات المصرية مضيفا فيه لعيبة سودانيين كانت شهرتهم فى مصر زى عمر النور وده لعب 14 سنة من سنة 1960 إلى 1974 فى الزمالك وسمير محمد على حارس مرمى نادى الزمالك فى الستينيات والرشدى والعبيدى ودول كانوا فى نادى الزمالك وقرن شطة فى النادى الأهلى وسليمان فارس اللى لعب فى الأهلى 1948 ده كلها حاجات تدل على اندماجنا فى بعض وأننا فى الآخر شعب واحد.

حديث الرجل عن الأهلى والزمالك دفع عبدالرحيم فارس الشاب السودانى الذى أتى إلى مصر منذ 15 سنة للتحدث قائلا أنا زملكاوى و80٪ من السودانيين بيحبوا الزمالك واحنا الزمالك فى مصر زى نادى المريخ فى السودان والأهلى زى نادى الهلال ولما بيكون فيه ماتش بين الأهلى والزمالك القهوة بتتملى عن آخرها بالسودانيين عشان نتابع الماتش دول عديدة سافر إليها عادل مخلوف مثل الإمارات وليبيا وتونس والسعودية وإفريقيا الوسطى لكنه يؤكد محبتش غير مصر ولا حسيت بالأمان غير فى مصر ولما يكون فى مشكلة أخويا المصرى بيقف جنبى وبيدعمنى وحبى للمصريين كبير ويكفى إننا بنشرب من مية واحدة.

الأمر ذاته معروف وهبة الذى أشاد إلى أن العادات والتقاليد تكاد تكون متطابقة فى الأعراس احنا متقاربين وفى المآتم وفى الأكل والشرب حتى إننا بنفطر طعمية وفول برضه وبنحب الفتة زى المصريين تماما.

ويقاطعه يحيى محمود ضاحكا بس احنا عندنا فى الأعراس العريس يمسك كرباج ويضرب أصدقاءه على ظهرهم واللى يتحرك مبيقاش راجل فى نظر البقية.

الحسينى محمد الذى درس التاريخ يؤكد عمق العلاقات بين المصريين والسودانيين منذ القدم مؤكدا: احنا كنا دولة واحدة ومفيش بيننا أى فروق وعشان كده لحد اللحظة دى احنا واحد برضه مفيش بينا فروق كثيرة والسودانى يعتبر نفسه هنا فى بلده الأول مش التانى زى ما بيتقال لأننا فى النهاية أبناء النيل مصاهرة واختلاطا فى القبائل ثم يضيف مازحا: بس أنتم عندكم طبق كشرى الحقيقة يخبل العقل.

ورغم إن فيه كشرى فى السودان بس الكشرى فى مصر ليه سر خاص محدش عارفه وتأتى الأماكن التى يسكن بها الثلاثة مختلفة منهم اللى ساكن فى الهرم هو وأسرته وفى المهندسين وبولاق.

ومن أمام تمثال إبراهيم باشا بالأوبرا عشرات السودانيين الذين يتوافدون إلى المكان بشكل يومى وبينهم نشأت مراد الشاب العشرينى الذى جاء إلى مصر منذ 3 سنوات بهدف السياحة وزيارة عمته التى سكنت مصر منذ 10 أعوام لكن الزيارة دفعته إلى الاستقرار بمصر قائلا: بلد جميل جدا وحسيت فيه بالأمن وأنى فى بيتى وعشان كده فضلت أقعد فى مصر وبشتغل فى محل ملابس وتعرفت على بنت سودانية وإن شاء الله نتزوج بعد 9 أشهر، الشاب الذى يسكن بحدائق المعادى أوضح أنه يحب الأطعمة المصرية ومنها «الفتة» قائلا الفتة المصرية مميزة الحقيقة ومش عارف السر بتاعها اللى يخليها متميزة عن بتاعتنا مؤكدا حبه للمناطق السياحية والتراثية ومن بينها الأزهر والحسين على وجه الخصوص يا أخى هنا فى إحساس مختلف الشوارع جميلة ووجوه الناس بتحييك من غير ما تنطق ورمضان هنا أحلى رمضان شفته فى حياتى.

خروج نشأت من القاهرة وسفره إلى الإسكندرية فى إحدى المرات على سبيل التجربة دفعه إلى زيارة الإسكندرية بشكل شهرى بحب الإسكندرية جدا وبقيت مدمن الإسكندرية.

زيجات كثيرة بين مصريين وسودانيين إحداها كانت من نصيب الترازى الصافى الذى جاء للقاهرة منذ 6 سنوات وأصبح يمتلك محلا لقطع غيار السيارات وأثناء عمله شاهد فتاة مصرية أعجبته فسأل عنها ثم تقدم إلى أهلها الذين وافقوا على الزواج وبعد الاتفاق جاءت والدتى وإخوتى من السودان وتم العرس والحمد الله ربنا رزقنا بإياد دلوقتى وتضيف زوجته فاطمة: لقيته شخص مثقف وعلى درجة من الفهم والوعى والخلق والدين ووافقت وبعيش أسعد أيامى معاه. علاقات اقتصادية غير مرضية هكذا انتقد النائب حاتم باشات رئيس لجنة الشئون الإفريقية بالبرلمان حجم التبادل التجارى بين مصر والسودان الذى يصل حاليا إلى 18 مليون دولار، مشيرا إلى أنه رقم ضعيف جدا لأنه كان يصل لـ4 مليارات فى السابق حال لا يبدو أنه سيستمر طويلا، فبحسب السفير السودانى فى القاهرة عبدالمحمود عبدالمجيد تجرى حاليا مجموعة من التحضيرات والتدابير من أجل تفعيل التعاون الثانى بين البلدين على جميع المستويات بما فيها التجارية، تقارير رسمية تتحدث عن المنتجات الأساسية فى التبادل التجارى بين البلدين كالسلع الغذائية وعلى رأسها اللحوم السودانية والسمسم والقطن والفول والعدس لكن سوق موازية لا تدخل فى حسابات أو أرقام التبادل الرسمى تعتمد على مجموعة من المنتجات السودانية الخالصة التى تحوز على ثقة قطاع كبير من المصريين خاصة تلك المتعلقة بالتجميل والعطور وغيرها، ثمة أسواق واضحة للمنتجات السودانية فى مصر على رأسها سوق الأربعاء بمحطة السكة الحديد بالسد العالى فى محافظة أسوان سوق أسبوعية بحكم الموقع تحمل الكثير من المنتجات السودانية التى لم يبد أنها توقفت عند المحافظة السمراء فامتدت إلى باقى الجمهورية فى دوائر مغلقة تحمل مع أصحابها روائح السودان إلى قلب البيوت المصرية، ارتباط تام بين الأجواء السودانية وليلة الحناء المصرية بداية من الثوب السودانى الذى تحرص أغلب العرائس على ارتدائه مرورا بالحنانة السودانية التى أصبحت طقسا فى الليلة الشهيرة مرورا بمراحل تجهيز العروسة التى تلعب فيها المنتجات السودانية دور البطولة بداية من الدلكة والخمرة والحناء مرورا بالبخور والروائح حتى الكرابيج السودانى الشهيرة التى يحرص الكثيرون على شرائها من أجل الرقص بها أثناء الأفراح والاحتفالات خصوصا فى محافظات الصعيد.

تجارة خفية ساهم فى ازدهارها الفريق البرى الجديد قسطل أشكيت بين مصر والسودان لا تتوافر بشأنها أرقام واضحة لكن العاملين بالمجال يؤكدون الإقبال والثقة من جانب المصريين على المنتجات الطبيعية السودانية «دلكة وش سودانى 10 كور مع 100 جرام أعشاب العروسة السحرية بـ50 جنيها تكفى 40 مرة حنة سودانى أصلى. النصف كيلو بـ25 جنيها أما الدلكة السودانى الأصلية معطرة بالمخمرية والعطور الشرقية 12 كرة 300 جرام بـ50 جنيها نموذج للمنتجات السودانية الرائجة مع أسعار مغرية زيوت الكركار والسمسم وزبدة الشياقليل من منتجات سودانية تتاجر فيها الشابة منة الله محمد القاطنة بمحافظة الجيزة لم تكن الشابة التى تخرجت فى كلية الحقوق تتخيل أن الصدفة ستقودها لبيع المنتجات السودانية بمحيطها فى محافظة الجيزة بدأت القصة معها كمستهلكة للمواد كان شعرى بيقع بشكل كبير ممكن بالخصلة والسبع شعرات مع بعض بسبب الرضاعة كثير من المحاولات لإيجاد قامت بها حتى انتهت إلى إحدى الوصفات السودانية من أحد معارفها طمنتنى أنها طبيعية 100٪ ومفيهاش كيماويات عشان الرضاعة والنتيجة عجبتنى هنا بدأت الشابة تسأل عن الطريق حتى وصلت إلى المقر الأصلى فى منطقة أرض اللواء بالجيزة حيث عدد من المحلات السودانية التى تأتى بالمنتجات السودانية الأصلية وتبيعها لعدد غير قليل من المصريين من مختلف المحافظات كموزعين غير ثابتين بدأت أبيع فازلين حبشى وكركار قلت لزميلاتى وجيرانى منتجات بسيطة تباع بشكل عفوى فى السودان بدا أنها تعجب الكثير من المصريين مجرد ما يعرفوا أنها من السودان تعجبهم، خصوصا أن الأسعار بسيطة والجودة كما تعد مناطق تجمع السودانيين بالقاهرة هى المركز الرئيسى لمنتجاتهم التى يحصل عليها المضمون ويقومون ببيعها فى أنحاء الجمهورية كتجمعهم بمنطقة وسط البلد وأرض اللواء بالعجوزة اللى عاوز بيروح يشترى لكن هم نفسهم ما بيتحركوش بالمنتجات لذلك مش منتشرة إلا على يد اللى بيشتغلوا زى حالاتى، تتحدث السيدة التى تعيش كآلاف مثلها وسط المصريين فى محاولة للتكيف لكن ما يسرى على أهل البلاد يسرى عليها وأهل بلدها المغتربين ومن بينهم إبراهيم محجوب التاجر السودانى الذى يأتى إلى مصر من أجل إمداد محله فى الخرطوم بالنواقص التى لا تتوافر فى بلده من قطع غيار السيارات عانى بدوره كبقية السودانيين من ارتفاع أسعار قطع الغيار لأنها زادت والأكثر تعقيدا من قطع الغيار الإجراءات الروتينية المعقدة بعكس السودان، حيث كل شىء سهل حيث يتم معاملتى كتاجر صغير مع ذلك قلت الأرباح للغاية بسبب الأوضاع فى مصر المواطن السودانى الذى يتاجر فى قطع غيار الشاحنات تعرضت تجارته لأكثر من هزة لم يكن ارتفاع الأسعار فى مصر وحده السبب بها كانت البداية مع انفصال الجنوب عن الشمال.

بدأت القاهرة والخرطوم خطوات إزالة جميع العوائق أمام شركات التكامل المصرية- السودانية مع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الجمهورية حيث حدد الرئيسان «البشير والسيسى» خلال لقاء جمعهما فى العاصمة السودانية الخرطوم بداية 2014 أولويات العمل خلال المرحلة المقبلة بما يحقق الاستفادة القصوى من تلك الشركة لتحقيق المنفعة المرجوة منها، حيث تساهم الشركة فى تنفيذ مشروع أرض الدمازين بولاية النيل الأزرق البالغ مساحتها نحو 100 ألف فدان تمهيدا للتوسع بزراعة 1.25 مليون فدان خلال العشرة أعوام المقبلة وكشف تقرير صادر عن اللجنة التنسيقية المشتركة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى أن المشروع الاستراتيجى المصرى- السودانى لإنتاج اللحوم بولاية النيل الأبيض يعد من المشروعات المتكاملة ويقع على مساحة 30 ألف فدان وسيغطى جميع مراحل الإنتاج لتحقيق القيمة المضافة ليس فقط فى مراحل التربية والتسمين لكنه يمتد لإنتاج جميع منتجات اللحوم المصنعة والألبان، موضحا أن مصر تستورد سنويا من السودان بنحو 200 مليون دولار لحوم حية سيتم مضاعفتها إلى معدلات أكبر من ذلك خلال الفترة المقبلة بما يحقق الأمن الغذائى.

وأوضح التقرير أن مشروع اللحوم بولاية النيل الأبيض يعد نموذجا للتكامل المنشودين شعبى وادى النيل فى مصر والسودان ويخطط البلدان كى يمتد ليغطى احتياجات الأمن الغذائى للبلدين ويعتبر نواة للمشروع المتكامل لسد الفجوة الغذائية للعالم العربى رغم أن السودان مازال يعانى من العقوبات الاقتصادية الأحادية المفروضة عليها من الولايات المتحدة الأمريكية والتى أعاقت المشروعات الاستثمارية بالبلاد لعدم التمكن من تنفيذ التمويلات البنكية وأكد التقرير أن حجم الاستثمارات المصرية بالسودان يبلغ نحو 11 مليار دولار عبارة عن استثمارات تراكمية منذ 2000 إلا أن المنفذ فعليا على أرض الواقع من تلك الاستثمارات يبلغ نحو 2 مليار دولار فقط وأن مصر تحتل المرتبة الرابعة من حيث حجم الاستثمارات الأجنبية بالسودان وقال الدكتور فوزى نعيم منسق الأمن الغذائى باللجنة المصرية- السودانية العليا السابق إن السودان هو البلد الأمثل للاستثمار الزراعى خارج مصر لما يتميز به من حدود مشتركة وتاريخ طويل ورغبة فى الاستثمار لصالح البلدين، موضحا أن الشركة السودانية المصرية للتكامل الزراعى بمنطقة الدمازين أنشئت بقرار جمهورى للرئيس الأسبق أنور السادات عام 1975 وبدأت انطلاقها الأولى عام 1977 وحققت نجاحات كبيرة وبلغت المساحات التى تمت زراعتها بالمنطقة نحو 110 ألف فدان واستمر عملها حتى حقبة التسعينيات حيث توقفت أنشطتها الزراعية بعد ذلك بسبب الحرب الأهلية السودانية، وأوضح أنه لا بد أن يتم أخذ الاستثمار فى السودان مأخذ الجد واعتباره أمرا ملحا وأن استثمار الدول الأخرى فى الزراعة سيترتب عليه استعمال مياه النيل فى الرى ما يؤثر على واردات مصر من المياه وإنتاج المحاصيل الزراعية للبلدين توفر المياه بمصر المشروعات التوسع الأفقى ولفت إلى أن اللجنة العليا المصرية- السودانية المشتركة التى عقدت فى القاهرة والإسكندرية عام 2008 اتخذت قرار تم فيه تخصيص 1.25 فدان كما تم إعداد خرائط لها دراسات كافية من تحليل للتربة وتوفير المياه سواء من نهر النيل مباشرة أو مصادر المياه الجوفية الحجر الرملى النوبى باعتبارها جاهزة للزراعة والاستثمار المشترك.