السوق العربية المشتركة | تورغوت أوغلو فى حواره لـ«السوق العربية»: أردوغان يجهز لانقلاب مسرحى جديد لتصفية ما تبقى من مؤسسات الدولة بتطبيق حكم الإعدام عليهم

السوق العربية المشتركة

الأحد 22 سبتمبر 2024 - 19:23
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

تورغوت أوغلو فى حواره لـ«السوق العربية»: أردوغان يجهز لانقلاب مسرحى جديد لتصفية ما تبقى من مؤسسات الدولة بتطبيق حكم الإعدام عليهم

  تورغوت أوغلو أثناء حواره مع محررة «السوق العربية»
تورغوت أوغلو أثناء حواره مع محررة «السوق العربية»


■ أردوغان يخطو على نهج هتلر النازى ويحاول تطبيق حكم الإعدام لتصفية مئات الآلاف من الأتراك
إيران تسيطر حاليا على حكومة أردوغان وحزبه وتتحكم فى اتخاذ القرارات
اردوغان نجح فى خداع جميع المسلمين وادعى دعمه للشعب الفلسطينى وتطبع أخيرا مع إسرائيل


أعجز عن شكركم وشكر جريدتكم المحترمة "السوق العربية" على هذا الترحيب الراقى.. وأنا تورغوت أوغلو، صحفى، وكاتب، والمدير الاقليمى بصحيفة "الزمان" التركية بالشرق الاوسط، ورئيس تحرير موقع "زمن توركش"، ولدت فى تركيا فى محافظة "أرضورم"، ودرست فى إسطنبول جميع المراحل التعليمية ما عادا الجامعة حيث التحقت بإحدى الجامعات بمحافظة مارسين، بالقرب من البحر الأبيض، وجئت إلى مصر عام 2003م، حيث كنت مديرا لمركز ثقافى بالمنصورة. بهذه الكلمات بدأ تورغوت أوغلو حديثه الذى اختص به جريدة «السوق العربية المشتركة» وقال إن اختياره الاقامة بمصر وليس فى أى دولة أخرى، فهذا يرجع لمكانة مصر بين الدول الاخرى، حيث تتمتع مصر بكل صفات الدولة الآمنة، فهى تتمتع بأمان أكثر من أى دولة أخرى بل وأكثر من تركيا نفسها، إلى جانب حبه وعشقه للشعب المصرى الذى يشبه كثيرا الشعب التركى فى طيبته وتدينه وأخلاقه الحميدة.. وإلى نص الحوار:




الرئيس عبد الفتاح السيسى لا يبادل أردوغان الإهانات لأنه يحترم مكانته كرئيس.. وهذه صفات رجال الدولة


■ فى البداية نريد ان نرحب بك فى مصر، وفى جريدة "السوق العربية" ونود أن نتعرف عليك عن قرب، ولماذا اخترت الإقامة فى مصر دونا عن أى دولة أخرى؟

- أعجز عن شكركم وشكر جريدتكم المحترمة "السوق العربية" على هذا الترحيب الراقى.. وأنا تورغوت أوغلو، صحفى، وكاتب، والمدير الاقليمى بصحيفة "الزمان" التركية بالشرق الاوسط، ورئيس تحرير موقع "زمن توركش"، ولدت فى تركيا فى محافظة "أرضورم"، ودرست فى إسطنبول جميع المراحل التعليمية ما عادا الجامعة حيث التحقت بإحدى الجامعات بمحافظة مارسين، بالقرب من البحر الأبيض، وجئت إلى مصر عام 2003م، حيث كنت مديرا لمركز ثقافى بالمنصورة.

وبالنسبة لاختيارى الاقامة بمصر وليس فى أى دولة أخرى، فهذا يرجع لمكانة مصر بين الدول الاخرى، حيث تتمتع مصر بكل صفات الدولة الآمنة، فهى تتمتع بأمان أكثر من أى دولة أخرى بل وأكثر من تركيا نفسها، إلى جانب حبى وعشقى للشعب المصرى الذى يشبه كثيرا الشعب التركى فى طيبته وتدينه وأخلاقه الحميدة.

■ كنت داعما لحكومة أردوغان لسنوات طويلة، فلماذا تحولت إلى صحافى معارض للحكومة التركية؟

- لم أعارض الرئيس رجب طيب أردوغان، بل كنت وغيرى داعمين له منذ عام 2003م، لأن حكومته وحزب العدالة والتنمية كانا يعملان على قدم وساق لأجل مصلحة الدولة والشعب التركى، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو الإعلامية وحرية التعبير عن الرأى، وكان الرئيس أردوغان يعمل بكل إصرار لتتقدم تركيا إلى الأمام وكانت تربطه علاقات وطيدة وطيبة بمعظم الدول العربية خاصة مصر والدول الاخرى سواء العراق واليمن والسعودية وغيرهم ونحن لن ننكر عليه ذلك فهو كان يعمل بشكل جيد حتى 2011م، لكن بعد ثورات الربيع العربى تغير كل شىء للأسوأ.

■ كيف تغير أردوغان بعد ثورات الربيع العربى؟ ولماذا تغير فى هذا الوقت بالتحديد؟

- قال أردوغان فى بداية حكمه إنه سيخلع قميص الإسلام السياسى، ولذك جميعنا دعمناه لا نه ادعى انه ليبرالى وسيكون بعيدا عن التطرف الذى يدمر أى دولة، ونحن فى تركيا صدقناه ولم نعارض أردوغان إلا بعد أن تغير عن نهجه وسياسته التى تعودنا عليها، والتى كانت تتماشى مع مصلحة تركيا والشعب التركى لكن منذ سنة 2011م وحدوث الثورات العربية وبدأ أردوغان يتحدث بلسان الإسلام السياسى، ويتدخل فى شئون الدول الأخرى فى المنطقة خاصة مصر، وأقام علاقات وطيدة مع أكبر منظمة إرهابية "داعش" بالإضافة إلى تورطه فى قضايا فساد من العيار الثقيل والتى تكشفت سنة 2013م، ومنذ ذلك الوقت استطيع أن أقول إن أردوغان تحول تماما وأصبح شخصا اخر غير الذى تعرفونه.

■ ماذا فعل أردوغان ليغلق أكبر ملفات الفساد فى تركيا؟

- بدأ الفساد فى 2011 لكنه وصل إلى ذروته واستفحل فى 2013 وجميع الاتهامات الموجهة ضد أردوغان وحكومته وأسرته ثابتة بالادلة والبراهين بالصوت والصورة أمام المحاكم التركية، ومن هنا بدأت الحرب بينه وبين القضاء والتى كانت ستحكم عليه لولا مسرحية الانقلاب العسكرى للفت انتباه الشعب التركى عن جرائم الفساد التى تورط فيها هو وأسرته ووزراؤه وحزبه، وكى يتمكن أردوغان من الانتقام من القضاء التركى وتبرير إقالة 4500 من القضاة لأنهم كشفوا فساده فأراد أن يغلق ملف فساده هو وحكومته بهذه المسرحية السخيفة.

■ لماذا يحاول رجب طيب أردوغان مهاجمة مصر والتقليل من مكانتها بين الدول؟ وما رأيك فى محاولاته استفزاز الرئيس عبدالفتاح السيسى من خلال تصريحاته المضللة ووصف الحكومة المصرية بالحكومة الانقلابية؟

- منذ بداية الربيع العربى فى 2011م، وتغيرت سياسة أردوغان لأن أفكاره أيضا تغيرت كثيرا، وأصبحت أهم طموحاته أن يكون خليفة للمسلمين وهو بعيد تماما عن الإسلام، وان يمكن الاخوان المسلمين فى مصر من مقاليد الحكم لكى يتمكن من السيطرة على الإدارة المصرية، ولن يكف أردوغان عن محاربة مصر، ولن يكف أيضا عن حلمه المستحيل وإعادة الإخوان المسلمين إلى الحكم فى مصر، دون أن يلتفت إلى أنه بذلك يتدخل فى شئون مصر الداخلية وأنه لا يحترم اختيار الشعب المصرى فى قضية لا تعنيه ولا يجوز له التدخل فيها من البداية.

وأما عن محاولاته لاستفزاز الرئيس عبدالفتاح السيسى، فهذا يدل على ان اردوغان لا يتمتع بالذكاء السياسى، وفى نفس الوقت نرى الرئيس عبدالفتاح السيسى لا يرد على مهاترات اردوغان، وهذه ردود أفعال رجال الدولة الحقيقيين، ويعى أيضا انه رئيس اكبر دولة عربية لأن مصر هى رئيسة الدول العربية، والرئيس الحقيقى هو من لا يوقع نفسه فى وحل الشتائم وتبادل الاهانات.

■ حدثنا عن الوجه الحقيقى لأردوغان الذى ظهر عام 2011م؟

- كما قلت سابقا أن اردوغان كان يعمل هو وحزبه بشكل جيد حتى عام 2011م، وبعد ذلك تكشفت لنا حقائق صادمة لم نكن نتوقع حدوثها حيث اتضح ان هناك فسادًا فى تركيا يقدر بحوالى 87 مليار دولار، تورطت فيه أسرة الرئيس اردوغان وعدد من وزرائه وحزب العدالة والتنمية وبعض النواب، والذى يعتبر أكبر ملف فساد فى تاريخ تركيا، إلى جانب علاقته الوطيدة بمنظمة "داعش" الإرهابية، واستخدامه الأسلحة الكيميائية.

■ ما هدف أردوغان من التقرب من أخطر منظمة ارهابية "داعش" وما الفائدة التى ستعود عليه؟

- أردوغان يحقق مكاسب كبيرة بعلاقته بـ"داعش" حيث يستفيد منهم بحمولات كبيرة من النفط بسعر زهيد، كما يعملون على تأمينه وحمايته من المعارضة ومن أى ثورة قادمة ضده، فى مقابل أن تستفيد داعش أيضا بأن تدخل وتخرج من الأراضى التركية دون أوراق وتستفيد بالأسلحة الكيميائية التى يهربها اليهم اردوغان. وأصدرت الامم المتحدة قرارا بأن سوريا ومنظمة داعش الارهابية يستخدمان الاسلحة الكيميائية، وجميعنا يعرف ان سوريا تأخذ الاسلحة الكيميائية من روسيا أو إيران، أما منظمة "داعش" فمن أين تأخذ أسلحتها الكيميائية غير تركيا؟ وهذا الكلام مثبت بالصوت والصورة حيث قام الجيش التركى بتصوير عملية نقل الأسلحة الكيميائية من داخل تركيا إلى داعش عبر الحدود التركية بواسطة شاحنات كبيرة تحمل صناديق محملة بالخامات الكيميائية التى تستخدم فى الأسلحة ومغطاة بالادوية.

■ هل مازال الشعب التركى مقتنعا بأردوغان بعد هذا التغيير، أم أنه فقد شعبيته فى تركيا؟

- للأسف، الحقيقة ان أردوغان استطاع ان يقنع الشعب التركى، لأن الشعب التركى يشبه بنسبة كبيرة الشعب المصرى فى تدينه وحبه للإسلام حبا عاطفيا وحسيا دون تحكيم بعض المنطق، خاصة أن أردوغان دائما ما يتحدث بكلمات الإسلام السياسى والقومية والخلافة الإسلامية على الرغم انه بعيدا كل البعد عن الإسلام.

وهناك حقيقة أخرى يجب الاعتراف بها، أن الشعب التركى يصل عدده إلى (78 مليون نسمة) منهم 55 مليون منتخب، منهم 24 مليون شخص يأخذ مساعدات من الحكومة وهم يعتقدون أن رحيل حزب العدالة والتنمية من شأنه حرمانهم من تلك المساعدات فهم يرغبون فى بقاء حزب التنمية والعدالة حتى إن كانوا يعارضون سياسته وبذلك فإن هناك 24 مليون منتخب يؤيدون أردوغان وحزب العدالة والتنمية تأييدا مطلقا، إلى جانب أساليب الإغراء التى يمارسها حزب العدالة والتنمية أثناء الانتخابات سواء بتوزيع غسالات وثلاجات وعملات نقدية إلى المنتخبين حتى يعطوا أصواتهم إلى أردوغان.

■ ماذا عن الإعلام التركى وهل يتمتع الإعلام فى تركيا بحرية التعبير عن الرأى؟ وهل هناك أهداف أخرى من وراء تلك المسرحية؟

- تقييد الإعلام التركى كان أحد أهداف مسرحية الانقلاب ليستطيع أردوغان غلق جميع الصحف والقنوات الإعلامية المعارضة، فعلى سبيل المثال فقد أغلق أردوغان عشر قنوات وخمس صحف وعشر مجلات، كما استولى اردوغان على جميع منشآت المجموعة الإعلامية "زمان" الموجودة داخل تركيا، وهى اكبر مجموعة إعلامية فى تركيا ولها مقرات فى 15 دولة وتصدر بـ13 لغة. وقام باعتقال معظم الصحفيين فى الصحيفة وصحفيى الجرائد الاخرى المعارضة، كما تم إصدار غرامة على صحيفة "الحرية" التركية وتقدر قيمتها "مليار دولار" وهى صحيفة شيوعية معارضة لاردوغان أكثر من صحيفة "زمان" لكن عندما عجزت الصحيفة عن دفع المبلغ اضطرت إلى السماح لأردوغان بأن يتدخل فى سياسة وأفكار الجريدة حتى تحولت من صحيفة معارضة لسياسة أردوغان إلى صحيفة داعمة وتابعة له.

وحاليا أؤكد أن الاعلام التركى داعم وتابع لأردوغان بنسبة 100% ويتم توصيل أخبار كاذبة للشعب التركى ولا يستطيع الشعب التركى كشف الحقائق لأن أردوغان أغلق جميع الصحف والإذاعات والقنوات المعارضة.

أما الإعلاميون الذين لم تتغير أفكارهم تجاه أردوغان ومازالوا يعارضون سياسته وفساده فتم الزج بهم فى السجن.

■ لماذا لم تتحرك الحركات والأحزاب المعارضة فى تركيا لمنع أردوغان من الاستمرار فى خلق أزمات وهمية؟

- الحركات والأحزاب المعارضة لن تتحرك حاليا لأنها تعلم جيدا أنها لو تحركت سيخلف ذلك التحرك حرب أهلية شرسة ستجتاح الدولة التركية وتدمر شعبها لانهم يعلمون تمام العلم انهم لو نزلوا إلى الشوارع فانهم لن يواجهوا الحكومة التركية فقط بل سيواجهون منظمة داعش الارهابية التى تجول فى شوارع تركيا لحماية أردوغان وحزبه من وقوع أى مظاهرات، وحتى الجزء المعارض من الجيش التركى لم يتحرك أيضا فجميع الجهات التى تكشف فساد وجرائم أردوغان تنتظر الوقت المناسب فقط للوقوف أمام أردوغان وحزبه.

■ ما سبب العداوة بين الجيش التركى واردوغان الذى انتهى بتلك المسرحية وإهدار كرامة ضباط وجنود الجيش بنشر صورهم عرايا؟

- هناك عداوة كبيرة بين الجيش الأصلى فى تركيا وبين اردوغان بسبب علاقته الوطيدة بمنظمة داعش الارهابية، فالجيش التركى لا يريد إقامة أى نوع من العلاقات مع منظمات ارهابية، لكن اردوغان أعلن عداوته لجميع الكوادر الرافضة لعلاقته بالإهارب، إلى جانب رفض الجيش التركى ومحاولته منع اردوغان من استخدام الاسلحة الكيميائية وارسالها إلى داعش الارهابية ما اثار غضب اردوغان على الجيش، والحقيقة ان الجيش التركى لديه إصرار على الانتقام من أردوغان لما فعله بهم ابتداء من المسرحية السخيفة التى أطاح فيها بمؤسسات الدولة وانتهاء بإهانة الجيش التركى ونشر صور تعذيب ضباط وجنود عرايا وإهداره كرامة الجيش التركى وهذا ما لم يفعله أى رئيس دولة فى العالم، فالجيش التركى سينتقم أشد الانتقام من أردوغان لكنه ينتظر الوقت المناسب، واردوغان يعلم ذلك جيدا ولذلك فهو يجهز لانقلاب مسرحى آخر لتصفية كل من أهانهم واعتقلهم وأقالهم خوفا من انتقامهم وذلك بتطبيق حكم الإعدام الذى لم يطبق فى تركيا حتى الآن.

■ كيف ترى اتفاق أردوغان مع ايران وتفضيلها على السعودية رغم ان تركيا دولة إسلامية سنية وليست شيعية؟

- إذا تحدثنا عن علاقة أردوغان بإيران والسعودية يجب اولا ان ننظر إلى مستشارى أردوغان ورجال اردوغان، فسنجد ان هناك تناقضا غريبا فى اختيار اردوغان مستشاريه، فجميعنا يعلم ان تركيا دولة إسلامية سنية كما ذكرتِ، وتحترم جميع المذاهب فى نفس الوقت، والحقيقة ان اختيار اردوغان مستشاريه كان اختيارا ممتازا حيث عملوا على توطيد علاقة تركيا بمصر وباقى الدول العربية حتى بداية ثورات الربيع العربى، أما بعد سنة 2011م فإن اردوغان قام بتغيير مستشاريه واختار آخرين يحملون المذهب الشيعى، وأصحاب فكر ايرانى بل وعاشقين لخامئنى، وهذا يعنى أن الأشخاص الذين يحدِّدون ويتولون السياسة الخارجية لأردوغان هم دبلوماسيون موالون لإيران.

وهناك ستة مستشارين ووزراء موالون لإيران تركوا بصمة فى سياسات حكومة العدالة والتنمية خلال الأعوام الستة الماضية، أحدهم أعرفه شخصياً لكونه كان أستاذاً لى فى الثانوية، إضافة إلى شخصين آخرين أعرفهما أيضا عز المعرفة لانهما كانا زميلى فى الجامعة.

إرشاد هورموزلو، كبير مستشارى الرئيس السابق عبدالله جول، هو فى الأصل من كركوك فى العراق. ولد هورموزلو فى قرية شيعية تابعة للتركمان، وأنهى تعليمه الابتدائى والإعدادى والثانوى فى نفس البيئة المحطية، بينما أكمل دراسته الجامعية فى بغداد، حيث أقام مع مجموعة شيعية تابعة لإيران. ثم لجأ هورموزلو وعائلته إلى تركيا هرباً من بطش صدام حسين. بعد تولى هورموزلو، الأديب الجيد، منصب مستشار جول فى عام 2009 بات مسئولاً عن سياسة الشرق الأوسط ورئاسة منتدى الأعمال العربى- التركى.

بشير أتالاي، الأخ الأكبر للعدالة والتنمية، وكاتم أسرار أردوغان، ورفيق الدرب لعمر عبدالله جول الذى تولّى منصب وزير الداخلية ومستشار رئيس الوزراء ومستشار رئيس حزب العدالة والتنمية. ويعد أتالاى أول شخصٍ جعل حكومة العدالة والتنمية تقيم اتصالات مع زعيم منظمة حزب العمال الكردستانى الإرهابية عبدالله أوجلان أثناء توليه منصب مستشار رئيس الوزراء. وتكشف تسجيلات الشرطة أنه توجّه إلى إيران ثمانين مرة خلال عام واحد فى الفترة نفسها.

كما لعب أتالاى دورا بارزا فى سياسة سوريا وعرّف أردوغان على خمسة أشخاص معروفين بأنهم "إيرانيون"، أولهم رئيس المخابرات الحالى "هاكان فيدان."

والثانى هو كبير مستشارى أردوغان والمتحدث باسمه "إبراهيم كالين" وهو صاحب فكر ايرانى وشيعى المذهب وعاشق لفكر خومئنى.. والثالث هو كبير مستشارى أردوغان لشئون الشرق الأوسط نائب رئيس حزب العدالة والتنمية "ياسين أقطاى" وهو مستشار أردوغان والمسئول عن شئون الشرق الأوسط، وأنا أعرف أقطاى معرفة شخصية، ففى عام 2007 قمت بجولة معه فى مصر وتطرقنا خلالها إلى كل القضايا الحساسة معه. وعلمت من الأفكار التى طرحها خلال الجولة أنه أكاديمى يدافع عن سياسة إيران المذهبية المنتشرة فى المنطقة وعن الخمينى وآية الله على خامنئى.

أما الرابع فهو رجل الأعمال التركى من أصل إيرانى والمتهم بتقديم رشاوى لأربعة وزراء فى حكومة أردوغان يدعى "رضا ضراب".

وخلاصة القول أن ايران تسيطر حاليا على حزب العدالة والتنمية وتسيطر أيضا على الحكومة التركية من الداخل وسياساتها الخارجية.. والشخصية الخامسة هو أستاذى من ثانوية إسطنبول وهو يشغل حاليا عدة مناصب وهو شخصية مقربة من اردوغان، ولن أذكر اسم معلمى، لأننى لا أريد أن أغدر به. لكن خلال سنوات دراستى الثانوية حاول أستاذى تلقيننا الأيديولوجية الإيرانية والتقيت به خلال رحلتى من القاهرة إلى إسطنبول مطلع يونيو/ حزيران عام 2013.

■ ماذا عن علاقة أردوغان بالمملكة العربية السعودية وقطر؟

- كثيرا ما يحاول أردوغان إقناع المملكة العربية السعودية بأنه صديق جيد للمملكة، وهذا غير حقيقى، فالسعودية عندما تجلس مع تركيا أو تعقد الاتفاقات معها فهى فى الحقيقة تجلس مع ايران وليس تركيا، بدليل أن آخر الاتفاقيات بين المملكة السعودية وبين تركيا تحت مسئولية الدكتور "إبراهيم كولين" وهو شيعى عاشق لإيران ومن غير المنطقى ان يعمل ضد ايران.

وكولين حاليا يستفيد من اردوغان استفادة اقتصادية تصب فى مصلحته الشخصية أكثر منها وطنية لصالح تركيا، ولن يكون ضد ايران فى يوم من الأيام، فهو أعطى الإذن لإيران لفتح مدارس فى تركيا وفى نفس الوقت لم تسمح إيران لتركيا بفتح مدارس بها.

أما بالنسبة إلى السعودية فهى تحاول الاستفادة من الجيش التركى لأن الجيش التركى يعمل دائما ضد ايران وحتى الشعب التركى يفضل المملكة العربية السعودية على ايران لكنه يجهل أن إيران توغلت بالفعل فى تركيا، ومستشارى اردوغان يتحدثون بلسان أهل السنة ويهاجمون ايران على الرغم من انهم يعملون ويعملون فى الحقيقة لصالح ايران وهذا مايعرف عندهم بـ"التقية". ولو استمرت السعودية فى علاقتها مع اردوغان فهذا سيشكل خطرا كبيرا على السعودية لأن ايران تهدف إلى تقسيم السعودية، وأؤكد ان السعودية عندما تجلس مع اردوغان فهى تجلس مع ايران وليس مع الدولة التركية.

وبالنسبة إلى قطر فأردوغان يحاول الاستفادة منها اقتصاديا وإعلاميا أيضا، خاصة أن قناة الجزيرة تعطيه الدعم الكامل وتساعده على تحقيق أهدافه التى تتمثل فى تحريض الشعوب على حكوماتها من خلال بث أخبار كاذبة.

■ ما مدى تأثير مسرحية الانقلاب العسكرى على الاقتصاد التركى؟

- كانت تركيا تتمتع بمكانة سياحية واقتصادية وسياسية واعلامية، حتى إنها كانت جاذبة للمستثمرين من جميع أنحاء العالم حتى 2001م، لكن تبدلت الأحوال وأصبحت تركيا تعانى أزمة اقتصادية بعد مسرحية أردوغان الانقلابية لكن حزب العدالة والتنمية دائما يحاول إقناع الشعب التركى بأنه لا توجد أزمة اقتصادية، وهى فقط أزمة سياسية مؤقتة وستنتهى قريبا، ولا يريد الاعتراف بأن تركيا تحولت لدولة طاردة للمستثمرين، لأن أردوغان لم يعد يملك استراتيجية داخلية ولا خارجية بل يتحرك بازدواجية فى الداخل والخارج حتى انه يأخذ القرار ويغيره خلال شهر.

كما تأثرت السياحة فى تركيا بنسبة 40% بعد مسرحية الانقلاب العسكرى، وأدى إلى غلق 48 ألف محل ومصنع بسبب التدهور الاقتصادى، وبدأ الشعب التركى يشعر بالأزمة حاليا.

■ كيف ترى قرار اردوغان إعلان التطبيع مع إسرائيل واستمرار عداوته مع مصر؟

- أراه قرارا سخيفا للغاية وغير وطنى، فمنذ سنوات طويلة واردوغان يدعى دعمه المطلق للشعب الفلسطينى ودائما ما كان يهاجم إسرائيل بسبب احتلالها الأراضى الفلسطينية وحصارها غزة، وانتهى هذا الدعم بالتطبيع مع إسرائيل، على الرغم من أن اردوغان وضع شروطا للتصالح مع إسرائيل منها إنهاء الحصار على قطاع غزة، وأن تعتذر إسرائيل اعتذارا رسميا على قتل الـ10 أتراك الذين لقوا مصرعهم فى سفينة "مرمرة"، وان تمنح إسرائيل تعويضات رسمية لذوى القتلى من الأتراك.

والحقيقة أن إسرائيل لم تعتذر بكلمة عما حدث فى سفينة مرمرة، ولم تدفع تعويضات رسمية، ودفعت فقط 20 مليون دولار تعويضا لخسائر السفينة فقط، وحصار غزة مازال قائما. إذا أين الأزمة بين تركيا وإسرائيل وأين حق الأتراك الذين قتلوا بدم بارد؟

وحقيقة أخرى أريد أن أضيفها أن حجم الاستثمارات بين تركيا وإسرائيل قبل أزمة سفينة مرمرة كان يقدر بـ"مليار ونصف دولار" أما بعد الأزمة فقد وصل حجم الاستثمارات إلى "6 مليارات دولار"، وهذا يعنى أن أردوغان ليس هناك أزمة بين أردوغان وإسرائيل واستطاع أردوغان أن يخدع العالم بكراهيته ورفضه لإسرائيل.

■ ما رد فعل الشعب التركى والاعلام من عملية التطبيع مع اسرائيل، خاصة أن الاعلام التركى وصف سامح شكرى وزير خارجية مصر بأنه يهودى لعقده اتفاقا تجاريا مع إسرائيل؟

- الإعلام التابع للاخوان كان يبارك بحرارة لاردوغان حينما ذهب إلى إسرائيل وعقد اتفاقيات تجارية وتطبيع سياسى مع إسرائيل، ووصفوا هذا الموقف بأنه إنجاز ونجاح لاردوغان رغم أن هذه المصالح لا تصب فى المقام الأول لصالح تركيا والشعب التركى.. وبعدها بأسبوعين عندما سافر سامح شكرى، وزير الخارجية المصرى، إلى إسرائيل لعمل اتفاقيات سياسية وتجارية، قام نفس الإعلام التابع للإخوان بمهاجمة مصر ووصفوا سامح شكرى بانه يهودى، على الرغم من أن الاتفاقيات التى عقدتها مصر مع إسرائيل تصب اولا وأخيرا لصالح الدولة المصرية والشعب المصرى.

أما عن الشعب التركى فكان هناك استفتاء رأى منذ فترة، وكشف هذا الاستفتاء ان 80% من أنصار حزب العدالة والتنمية، ليسوا مثقفين وغير حاصلين على شهادات تعليمية. ونفس الاستفتاء كشف أن 80% من المعارضة التركية جميعهم يحملون شهادات جامعية، ويتمتعون بثقافة عالية.

وهذا يعنى أن أنصار حزب العدالة والتنمية لا يقرأون الصحف ولا يتابعون الأخبار السياسية لكنهم يسمعون فقط بعض الكلمات الخفيفة حيث يخرج عليهم اردوغان بكلمات جاذبة ومؤثرة فيقول (نحن الدولة العثمانية) ثم يقول (القاهرة، بغداد، حلب، الشام، العراق، غزة... أنا معكم) فيثور الشعب التركى ويشجع اردوغان.. وهذا يعنى انه لديه القدرة فى التلاعب بعقول الشعب التركى البسيط.

■ هل مازال اردوغان يسعى إلى الانضمام إلى الاتحاد الاوروبى والناتو؟

- أردوغان لا يريد الانضمام إلى الاتحاد الاوروبى، لأن الاتحاد الاوروبى لديه شروط وهى الحرية الإنسانية، والحرية الاعلامية، وان تكون الدولة ديمقراطية، وهذا لم يعد موجودا فى تركيا بسبب اردوغان، فلو كان اردوغان يهدف إلى الانضمام للاتحاد الاوروبى، ما كان ليفعل مثل تلك الممارسات المأساوية.

وبالنسبة للناتو فاردوغان لا يريد الدخول أيضا إلى الناتو لأن الناتو يحارب منظمة داعش الارهابية وهو على اتصال وثيق بالمنظمة ولن يكون ضدها يوما من الأيام.

■ متى ستعود العلاقات الطيبة بين مصر وتركيا مرة أخرى؟

- للأسف لن تعود العلاقات بين مصر وتركيا إلا برحيل أردوغان، فتركيا خسرت مصر التى تعتبر دولة قوية، بغض النظر عن الأزمة الاقتصادية المؤقتة التى تعانى منها مصر، لكن هذا لا ينفى ان مصر كانت مكسبا كبيرا لتركيا.

وكانت هناك علاقات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وسياحية وكل تلك العلاقات انتهت بسبب اردوغان وحده،

ويجدر بالذكر أن حزب العدالة والتنمية يرغب بشدة فى استعادة مصر كدولة صديقة لتركيا، لكن اردوغان يقف حائلا بين الدولتين بسبب تدخلاته فى شئون المصريين ومحاولاته المستميتة لخلق الفوضى والحرب الاهلية فى مصر.

■ إذا أردت أن توجه رسالة للشعب المصرى، وأخرى للشعب التركى فماذا تقول؟

- نعم أريد أن أوجه التحية للشعب المصرى وأقول لهم إن بلدكم هو رمز الامان والسلام، وكما ذكرت سابقا ان مصر تتمتع بالأمان أكثر من تركيا التى يقع فيها انفجارات بشكل يومى، فمصر أراها رئيسة العرب وهى دولة كبيرة مؤثرة فى جميع الدول العربية سياسيا، واقتصاديا، وثقافيا، واجتماعيا، فهى ام العرب.

وأريد أن أقول إن الشعب التركى يهاجم الدولة المصرية هجمات حسية فقط، وهو لا يعلم الحقائق بسبب التعتيم الاعلامى وما يظهر فى قناة الجزيرة من أكاذيب وافتراءات ليس لها أساس من الصحة.. وقريبا جدا سيعرف الشعب التركى حقيقة الأحداث فى مصر، وستتغير نظرة الشعب التركى لمصر والمصريين وأنا أعتذر للشعب المصرى عن كل ما يصدر من تركيا حاليا.

أما بالنسبة للشعب التركى، فأقول لهم للاسف الشديد أنكم لديكم أزمة كبيرة وهى أردوغان، فهو أحدث أزمات كثيرة لتركيا والشعب التركى ومازال يتسبب فى انهيار الدولة التركية، وتوصيل أخبار كاذبة سواء عن الشأن الداخلى أو الخارجى، وإن شاء الله ستظهر الحقيقة للشعب التركى والعربى قريبا جدا.