السوق العربية المشتركة | اللواء ممدوح حامد عطية الخبير الاستراتيجى لـ«السوق العربية»: حرب أكتوبر أعادت الكرامة للعرب وللمصريين وأكدت أن الجندى المصرى خير أجناد الأرض

السوق العربية المشتركة

السبت 28 ديسمبر 2024 - 02:09
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

اللواء ممدوح حامد عطية الخبير الاستراتيجى لـ«السوق العربية»: حرب أكتوبر أعادت الكرامة للعرب وللمصريين وأكدت أن الجندى المصرى خير أجناد الأرض

  لواء ممدوح حامد عطية خلال حديثه للسوق العربية
لواء ممدوح حامد عطية خلال حديثه للسوق العربية


أكد اللواء الدكتور ممدوح حامد عطية الخبير الاستراتيجى، أن بعد انتهاء حرب 67 ظنت إسرائيل أنها الحرب التى أنهت كل الحروب ولم يبق للعرب إلا الاستسلام لكن كان للمصريين وللعرب رأى آخر من اجل رفض الهزيمة ومن اجل تهيئة الظروف لإرساء قواعد سلام وعادل ودائم فى الشرق والأوسط عن طريق من اخذ بالقوة فيسترد بالقوة وكانت هزيمة إسرائيل فى حرب أكتوبر التى رجعت الكرامة للعرب وللمصريين وفى السطور التالية سوف نتعرف على أسرار حرب أكتوبر من خلال الحوار مع اللواء ممدوح حامد عطية الخبير الاستراتيجى وأحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة.

■ فى البداية حدثنا عن ذكرياتك عن حرب اكتوبر وكيف تم الاستعداد لها؟

- فى البداية يقول اللواء دكتور ممدوح حامد عطية الخبير الاستراتيجى والأمن القومى انه بانتهاء الجولة العربية- الإسرائيلية الثالثة فى صف عام 1967 ظنت إسرائيل أنها الحرب التى انتهت كل الحروب والنصر الذى أزال جميع المأزق وان العرب لم يبق أمامهم إلا الاستسلام ولكن كان للعرب رأى آخر فما إن توقفت النيران حتى راحت الدول العربية تبذل جهودا سياسية ودبلوماسية واسعة لرفض الهزيمة وتهيئة الظروف المواتية لإرساء قواعد سلام عادل فى منطقة الشرق الأوسط وعلى مستوى الدولة سارت الاستعدادات للحرب بوتيرة متزايدة فى السرعة فرفعت درجة استعادا الدفاع المدنى إلى الحالة “ج” اى إلى حالة الاستعداد الكاملة ساعة 1340 قبل بدء العملية الهجومية بخمس وعشرين دقيقة فحسب وللمحافظة على سرية النوايا أعلنت القيادة العامة أن هذا إجراء وقائى ضد أعمال محتملة للعدو وأخيرا صدرت الأوامر بايقاف حركة الطيران المدنى والمساعدات الملاحية وفى مركز قيادة القوات المسلحة المصرية وضعت آخر اللمسات استعدادا لبدء العمليات فرفعت خرائط ووثائق المشروع التدريبى الاستراتيجى التعبوى وفتحت الخزائن المغلقة ونشرت الخرائط والوثائق الحقيقية وتم ضبط جميع الساعات إلى اقرب ثانية كما ضبطت كذلك مع كل القيادات المشتركة فى العملية ضمانا للدقة المتناهية فى التنسيق حتى إن الضبط المبدئى للساعات الرئيسية تم مع إشارات ضبط الوقت من الإذاعة المصرية ساعة 1200 يوم 6 أكتوبر.

■ ذكرياتك عن الضربة الجوية؟

- لقد تم التنسيق لتنفيذ الضربة الجوية فى سيناء والجولان فى وقت واحد حيث أقلعت أكثر من 200 طائرة من القوات الجوية ساعة 1400 يوم 6 أكتوبر 1973 وعبرت قناة السويس على ارتفاع منخفض جدا ثم هاجمت أهدافها فى سيناء وتمكنت من مفاجأة الإسرائيليين تماما وقد كانت نتائج الضربة ما يلى تدمير مركز القيادة فى “أم مرجم“ ومراكز الإرسال والإعاقة فى شرم الشيخ و“أم خشيب“ ما أدى إلى إصابة القوات الجوية الاسرائيلية بشلل كامل خلال اليومين التاليين. وتم قصف 8 مواقع صواريخ “هوك” وسكاتها. أيضا تم قصف ثلاثة مطارات اسرائيلية فى “المليز وتمادا وراس نصرانى“ وإصابة ممرراتها الرئيسية والفرعية ما تسبب فى شل فاعليتها ثم بعد ذلك تم قصف 4 محطات رادار وموقعى مدفعية بعيدة المدى مدفعية بعيدة المدى ومنطقة شئون إدارية كما تم قصف النقطة الحصينة الاسراائليية شرقى “بورفؤاد” بدا التمهيد النيرانى عقب عبور الطائرات المصرية لقناة السويس؛ واشترك فيه أكثر من ألقى قطعة مدفعية واستمر لمدة 53 دقيقة تم فيها إسكات ما يقرب من 200 هدف على الضفة الشرقية للقناة كما اشتركت فى التمهيد وحدات الصواريخ بعيدة المدى وضربت الأهداف المخصصة لها فى “رمانة“ و“بالبوظة“ و“أم خشيب“ و“أم مرجم“ فى سيناء وكانت نتيجة تمهيد المدفعية المكلف ما يلى- تأمين عبور الموجات الأولى لقناة السويس دون أن تتعرض لنيران النفط القوية المعادية أو لنيران المدفعية الإسرائيلية وحرمان احتياطيات إسرائيل المحلية والقريبة من التدخل ضد القوات المصرية بالتعامل معها أثناء قترة التمهيد بعناصر الصواريخ المضادة للدبابات التى عبرت مع الموجات الأولى وبالنيران غير المباشر التى تولى تصحيحها ضباط المدفعية الذين عبروا مع الموجات الأولى ثم تدمير أبراج المراقبة على الضفة الشرقية وبعض دشم النقط الحصينة كما تم إسكات وتدمير 17 موقعا مدفعية اسرائيلى وعدد من مراكز القيادة ومحطات الرادار وتكبيد الإسرائيليين خسائر يصعب حصرها فى الدبابات والأفراد.

■ صف لنا كيف كان العبور؟

- كان أول العناصر التى قامت التى قامت بالعبور هى جماعات جماعات الصاعقة وعناصر المهندسين ومفارز اقتناص الدبابات فعبرت هذه العناصر جميعا تحت ستر نيران التمهيد وتمكنت من احتلال الساتر الترابى وبث الالغام على مصاطف الدبابات واتخذت محموعات اقتناص الدبابات الاوضاع المناسبة لمنع الدبابت الاسرائيلية من احتلال أماكنها وبدأت المجموعات الاولى للكتائب الامامية فى الفرق الخمس على طول القناة فى العبور اثناء التمهيد النيرانى وقد دفعها الحماس إلى الابحار قبل الموعد المخصص ولقد فر الجنود الإسرائيليون إلى داخل الدشم بمجرد فتح النيران بعد أن قتل منهم من لم تسعغه قدماه وتطايرت ولم يستطع احد منهم ان يرفع رأسه ليرى هذا الحشد الهائل من القوراب وهو يعبر وينساب فى هدوء وأمان إلى الضفة الشرقية وتعالت هتافات الجنود المصريين وصيحاتهم جميعا «الله اكبر الله اكبر» وكان لهذه الهتافات اثر رائع فى معنويات المهاجمين وتمكنوا من الوصول فى لحظات إلى قمة هذا الساتر ولم يحاول معظمهم الاستعانة بسلالم الحبال من فرط حماسهم وفى لحظات كانت أعلام مصر ترفرف فوق الضفة الشرقية لقناة السويس وتوالت الموجات بعد ذلك فى عبور القناة وكان قادة الفصائل والسراى فى مقدمة الأفراد الذين عبروا فى الموجات الأولى ثم عبر قادة الكتائب بعد 15 دقيقة اى فى الموجات التالية مباشرة كما عبرت قادة الألوية القناة بعد ساعة واحدة من “سعت س” ولم ينتظر قادة الفرق إنشاء المعابر أو الكبارى وإنما انتقلوا بالقوارب بعد 90 دقيقة من “سعت س” ليكونوا مع افراد فرقهم شرقى القناة وكانت القوات الإسرائيلية فى النقط الحصينة قد بدأت تفيق بعد ان خفت وطأت نيران المدفعية فراحت تحاول تدارك الموقف بفتح النيران بطريقة مسعورة فى كافة الاتجاهات لكنهم لم يتمكنوا من ان يوقفوا هذا السيل المتدفق الذى عقد العزم على استعادة أرضه وهكذا بدأت رؤوس الكبارى تزداد اتساعا ساعة بعد ساعة بينما ظل الإسرائيليون عاجزين الحركة وفى الجهة الأخرى كانت عناصر المهندسين تعمل بجد ونشاط أثناء عملية العبور فقد عبرت مجموعات شق الفتحات الشاطئية مع الموجات الأولى وبدأت فى استخدام مدافع المياه لفتح الممرات وإعداد المعابر وتم لها ذلك فى أزمنة قياسية عدا بعض الفتحات فى قطاع الجيش الثالث نظرا لطبيعة الأرض الطفلية التى أعاقت كثيرا جهود المهندسين فى هذا القطاع بالذات وقامت كل من الكتائب المخصصة فى تصفية النقاط الإسرائيلية الحصينة بمهاجمة النقط التى حددت لها وقد شكلت هذه الكتائب تشكيلا خاصا ودعمت بعناصر تناسب طبيعة المهمة وكانت هذه النقط قد بدأت تستعيد نشاطها وفتحت نيرانها على الجنود المصريين الذين غمروا هذه الضفة الشرقية من الخلف ما أدى إلى تعديل أوضاع هذه القوات ربما يتم تصفية النقط الحصينة وبالفعل تم سقوط أولى هذه النقط فى القنطرة شرق “سعت 1446“ ثم تلاها بعد ذلك سقوط باقى النقط على طول القناة وفى آخر ضوء بدأت طائرات الهليكوبتر فى عبور القناة وهى تحمل مجموعات الصاعقة التى كلفت بالعمل خلف خطوط العدو ووصلت إلى أماكنها فى ظلام الليل وقد أتمت الفرق الخمس العبور بالأفراد دون خسائر تذكر سبع ساعات فقط تم خلالها الاستيلاء على 15 نقطة قوية إسرائيلية ومحاصرة باقى النقط على طول المواجهة كما أتمت هذه القوات فى اليوم الأول للعبور احتلال رؤوس كبارى بعمق من 3 إلى 4 كيلومترات وقامت بتأمينها والعمل على صد الهجمات المضادة المعادية عليها ثم تم إبرار قوات الصاعقة على الساحل الشرقى لخليج السويس فى منطقة “أبى رديس“ و“مضيق الجبلية“ و“وادى سدر“ وقد تجمعت كلتا القوتين فى قاعدتين للدوريات فى الأرض الجبلية وتم القيام بإعمال القطع والكمائن فى هذه المنطقة خلال ليلة 6 و7 أكتوبر وهذا بخلاف أماكن أخرى تم فيها الإبرار فى عمق دفاعات الاسرائيليين على طول المواجهة وبينما كانت القوات البرية تنفذ هذه العملية الباسلة كانت الصواريخ المصرية المضادة للطائرات وباقى عناصر الدفاع الجوى تسيطر على الجبهة فلم نترك الفرصة للطائرات الإسرائيلية لتهاجم القوات البرية أو تتدخل بأى صورة فى عملية العبور وتمكنت هذه العناصر فى الساعات الأولى من إسقاط 13 طائرة إسرائيلية ما دفع قائد القوات الجوية الإسرائيلية إلى إصدار تعلميات بمنع اقتراب الطائرات الإسرائيلية لمسافة تقل عن 15 كيلومترا من القناة.

■ كيف كان رد الفعل الإسرائيلى على عملية العبور؟

- بدأت القيادة الإسرائيلية فى توجية النداء بتعبئة الاحتاطى بعد ان تبين لها أن الهجوم المصرى حقيقة واقعة وانه هجوم شامل بالقوات الرئيسية وكان ذلك سعت 1550 ما يدل على نجاح خطة الخداع المصرية والسرية التى أحاطت بالتخطيط والتحركات ونتيجة لقصف مراكز القيادة والسطيرة الاسرائيلية فى سيناء لم تتمكن من مباشرة مهامها ما ادى إلى نقل مركز السيطرة على القوات الجوية بالعريش ولم تتمكن القيادة الاسرائيلية التى فى سيناء من اتخاذ اى اجراء سوى دفع الاحتياطات المحلية لمحاولة منع القوات المصرية من السيطرة على الضقة الشرقية بعد ان تبين لها استحالة التصدى لعملية العبور ذاتها كما ان عددا كبيرا من النقط الحصينة قد سقط فى ايدى المصريين قبل ان تفيق القيادة الاسرائيلية للفتح على خطوط الفتح المجهزة لكنها تعرضت لنيران الاسلحة المصرية المختلفة واعمال الكمائن التى دفعت امام القوات المصرية ولقد ارتدت هذه الاحتياطات بسرعة بمجرد مقابلة القوات المصرية الرئيسية بعد ان تعرضت لخسائر كبيرة نتيجة عنف نيران الصواريخ المصرية المضادة للدبابات التى اعتبرت مفاجأة اخرى لاسرائيل فلم تكن قد وضعت فى اعتبارها ان تستخدم هذا النوع من الصواريخ بهذه الكفاءة كما كان ادخال هذه العناصر فى كتائب المشاة مفاجأة ايضا للقيادة الاسرائيلية وفشلت جميع المحاولات التى بذلتها اسرائيل بالمدرعات والمشاة الميكانيكية للتصدى للقوات المصرية او لاسترداد النقط الحصينة التى سقطت وحاولت القيادة الاسرائيلية استخدام القوات الجوية لانقاذ الموقف لكنها فوجئت بكتائب الصواريخ المصرية التى تعمل فى شبكة نيرانية متناسقة وتساقطت الطائرات الاسرائيلية ووصل عدد التى اسقطت قبل منتصف الليل فى اليوم الاول للهجوم إلى 27 طائرة ولم تتمكن هذه الطائرات من التدخل فى عملية العبور بل ان معظمها كان يتخلص من حمولته من القنابل من ارتفاعات شاهقة وفى مناطق بعيدة عن اهدافها

■ كلمنا عن الحصار البحرى المصرى؟

- تحركت القوات البحرية المصرية إلى مناطق عملها قبل ”ست س“ بوقت كبير وتمت السيطرة على قطاعات كبيرة فى البحر المتوسط شمالى الاسكندرية وبورسعيد كما دفعت بعض القطع إلى جنوب البحر الاحمر امام بورسودان وعند مضيق باب المندب وفى ميناء عدن وتم بذلك حرمان اسرائيل من اى نشاط بحرى فى البحر الاحمر وتبين لها ان التحكم فى خليج العقبة اصبح بلا جدوى بعد فرض السيطرة المصرية على مدخل البحر كله من الجنوب وتهاوى اداؤها بضرورة تواجدها فى “شرم الشيخ“ لتأمين الملاحة البحرية كذلك اشترك عدد من القطع البحرية المصرية فى قصف النقط الاسرائيلية وموقع الرادار فى شرق “بورفؤاد“.

■ كيف تم تحقيق رؤوس كبارى الفرق؟

- ظلت القوات المصرية المترجلة تصد الهجمات المضادة خلال يومى 6 و7 اكتوبر لتأمين رؤوس الكبارى التى تم تحقيقها وما ان وصلت الدبابات والمركبات ذات العجل حتى بدأ تطوير القتال لتحقيق المهام المباشرة وللأنساق الأولى ولم تجد هذه القوات صعوبة كبيرة فى تحقيق أهدافها بعد أن كبدت الاسرائيليين خسائر كبيرة أثناء صد هجماتها المضادة حتى بالاحتياطيات التعبوية التى تم تحريكها من عمق سيناء ووصلت القوات المصرية خلال يومى 8 و9 أكتوبر إلى عمق حوالى 9 كم شرق القناة وتمكنت من التعزيز على الخطوط المكتسبة فى رؤوس كبارى الفرق وقد تم تحرير مدينة القنطرة شرق قبل منتصف ليلة 7 و8 كما نجحت الكتائب المخصصة لمهاجمة النقط الحصينة فى احتلال معظم هذه النقط خلال الأيام الثلاثة الأولى من المعركة وكانت آخر هذه النقط واحدة ظلت تقاوم بعد هذا التاريخ هى نقطة “بورفؤاد” فى أقصى الجنوب.

■ كيف تم تحقيق رؤوس كبارى الجيوش الميدانية وتأمنينها؟

- لقد أعاد الإسرائيليون تجميع قواتهم التى فشلت فى هجماتها المضادة كما جلبوا عددا من الوحدات المدرعة والمشاة الميكانيكية من اسرائيل وبدءوا فى توجيه هجمات بقوات كبيرة وصلت فى بعض الأوقات إلى اكثر من لواءين مدرعين فى قطاع الجيش الثانى لكن القوات المصرية فى رؤوس الكبارى كانت قد نظمت صفوفها وتمكنت من صد كل هذه الهجمات وتكبيدها خسائر بالغة خاصة فى الدبابات كما أسرت عددا كبيرا من هذه الدبابات سليمة بكامل أفرادها وسقطت فى العمق القريب فاستولت قوات الجيش الثالث على موقع مدفعية 155 مم محصنة فى “عيون موسى“ وعلى نقطة قوية فى نفس المنطقة وموقع فى جبل المر ومركز قيادة اسرائيلى على طريق “متلا“ كما استسلمت نقطة بورتوفيق يوم 13 أكتوبر بحضور الصليب الأحمر الدولى وقد قامت فرقتان من الفرق الثلاث فى القطاع الشمالى من قناة السويس بتوحيد منطقتيهما الدفاعيتين وكونتا رأس كوبرى موحد فأصبح للجيش الثانى الميدانى رأسا كوبريين كما تم توحيد فرقتى القطاع الجنوبى من القناة وتكون رأس كوبرى الثالث وقد ابلغ عمق رؤوس كبارى الجيشين حوالى 12 كيلومترا شرقى القناة وكان الفاصل بين الجيشين هو منطقة شرق البحيرات المرة. وفى 11 أكتوبر اتخذت القيادة المصرية قرارا بضرورة التطوير حتى يمكن تحويل الضغط عن سوريا ونجدتها وذلك بالرغم من أن الدفاع الجوى المصرى لم يكن مستعدا بعد لتأمين مناطق عمل قوات التطوير وهذا ما دفع القيادة المصرية لتغيير خطة التطوير والاكتفاء بتنفيذها بمجموعة لواءات فى قطاعات متعددة بدلا من حشد فرقتين مدرعتين على المحور الأوسط.

■ ما الهدف من التطوير؟

- كان الهدف الفعلى من التطوير أثناء التخطيط هو الاستفادة من نجاح العبور واستكمال تحرير الأرض إلى شرق المضايق وتأمينها بعد الوقفة التعبوية التى يتم فيها استعداد الدفاع الجوى لتأمين أعمال التطوير ولكن احداث سوريا أدت إلى التعجل فى تنفيذ التطوير بغرض جذب احتياطيات إسرائيل وتخفيف الضغط على القوات السورية فى الجولان وكان هذا مبررا كافيا لتغيير خطة التطوير تبعا لظروف الموقف.

■ ما خطة التطوير المعدلة؟

- تتلخص هذه الخطة الجديدة فى استخدام مفارز قوية من القوات المدرعة والمشاة الميكانيكية للسيطرة على شريحة من الأرض يصل عمقها إلى 30 كم شرقى القناة وتدمير العدو فيها والسيطرة على الطريق الى عرضى رقم 3 ومنع تدفق القوات الاسرائيلية من الشرق ونقرر دفع هذا الفارز فى أربعة اتجاهات اولا اتجاة ممر “متلا“ بقوة لواء مدرع وكتبية مشاة ميكانيكية ثانيا اتجاه مضيق “الجدى“ بقوة لواء مشاة ميكانيكى ثالث اتجاه المحور الاوسط بقوة فرقة مدرعة عادا لواء رابعا اتجاه المحور الشمالى بقوة لواء مدرع.

■ كيف كان رد الفعل الاسرائيلى خلال يومى 14 و15 أكتوبر؟

- كان رد الفعل الاسرائيلى مباشرا بمجرد المفارز المصرية فقد دفعت اسرائيل ردا على الضربة الجوية المصرية المركزة بقوة قوامها 40 طائرة فانتوم من اتجاه البحر المتوسط لمهاجمة المطارات المصرية سعت 920 وتصدت لها 28 طائرة ميج 21 ودارت معركة عنيفة تم فيها اسقاط طائرتين فانتوم وانسحب الباقى ثم بعد ذلك هاجمت اسرائيل المطارات المصرية مرة أخرى سعت 1520 بقوة 60 طائرة واجهتها 36 طائرة ميج ودارت معركة حامية دامت 35 دقيقة توالت فيها سقوط الطائرات الاسرائيلية فقد بلغت خسائر اسرائيل فى هذه المعركة 17 طائرة فانتوم مقابل 9 طائرات ميج مصرية.

■ ما الدروس المستفادة من حرب أكتوبر 1973؟

- اجتمعت كلمة خبراء وفلاسفة الحرب أن ما قدمته الجولة الرابعة من دروس تتصدر باقى الحروب المعاصرة بفضل تأثيرها الكبير على عمليات التعديل والتطوير التى أدخلتها على التكتيكات والتنظيمات والمعدات.