السوق العربية المشتركة | نحتاج إلى كيان لإدارة التعليم الفنى على غرار المجلس الأعلى للجامعات

السوق العربية المشتركة

الأحد 22 سبتمبر 2024 - 21:22
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

نحتاج إلى كيان لإدارة التعليم الفنى على غرار المجلس الأعلى للجامعات

الدكتور أحمد الجيوشى يتحدث لمحرر «السوق العربية»
الدكتور أحمد الجيوشى يتحدث لمحرر «السوق العربية»

الدكتور أحمد الجيوشى نائب وزير التربية والتعليم للتعليم الفنى فى حواره لـ«السوق العربية»:

يمثل خريجو التعليم الفنى إحدى الأدوات الرئيسة لتحقيق برامج التنمية الشاملة، بل إنه يعتبر قاطرة التنمية، ودعامة هامة من دعامات منظومة التعليم؛ حيث يسعى بنوعياته المختلفة إلى إعداد القوى العاملة الماهرة اللازمة لخدمة خطط التنمية الاقتصادية، والاجتماعية للدولة ليصب مباشرة فى سوق العمل. وتهدف منظومة التعليم الفنى إلى تنمية القدرات الفنية لدى الدارسين فى مجالات الصناعة، والزراعة، والتجارة، والإدارة والخدمات السياحية ومتماشيًا مع توجه الدولة الذى انعكس فى دستور 2014، حيث تنص المادة (20) على "ان تلتزم الدولة بتشجيع التعليم الفنى والتقنى والتدريب المهنى وتطويره، والتوسع فى أنواعه كافة، وفقا لمعايير الجودة العالمية، وبما يتناسب مع احتياجات سوق العمل وهو ما جعل الرئيس السيسى يطالب من المسئولين عن التعليم وضع الية للتطوير والاستفادة من طاقات الشباب فى بناء دولة قوية على اساس حديثة من خلال مشروع رؤية مصر 2030 وهو ما دفع (السوق العربية) لمحاورة المسئول الاول عن تطوير التعليم الفنى فى مصر الدكتور احمد الجيوشى نائب وزير التعليم للتعليم الفنى للوقوف على ما تم من انجازات وخطة قطاع التعليم الفنى فى التطوير مستقبلا، إلى نص الحوار.



طلبنا من مديريات التعليم استخراج مهارات من المنهج الحالى وتدريسها للطلاب وتغيير المناهج يحتاج إلى 3 سنوات


دكتور أحمد فى البداية هناك عدد من الملفات الخاصة بالتعليم الفنى تمثل هموما ومشاكل لهذا النوع من التعليم فما هى وكيف نتغلب عليها؟

- اولا شكرا جزيلا لكم لاتاحة الفرصة لى للحديث فى جريدتكم الموقرة عن ملف التعليم والحقيقة ان قضية التعليم الفنى تبدو بسيطة وهناك اناس كثيرون يتحدثون عنها لكن لو اخذناها من الناحية الدستورية خاصة المادة 20 من الدستور التى تنص على إلزام الدولة بتشجيع التعليم الفنى والتقنى والتدريب المهنى وتطويره.

مادة 20: "تلتزم الدولة بتشجيع التعليم الفنى والتقنى والتدريب المهنى وتطويره، والتوسع فى أنواعه كافة، وفقا لمعايير الجودة العالمية، وبما يتناسب مع احتياجات سوق العمل".

ورؤية مصر 2030 التى دشنها الرئيس عبدالفتاح السيسى مطلع العام الحالى نجد ان الموضوع مكتوب بعبارات بسيطة جدا لكن ملزم بان يتم وضع التعليم الفنى الذى يمثل منظومة ضخمة فى المعايير العالمية اذا انت محتاج تعرف يعنى ايه منظومة الجودة العالمية وتضع لنفسك خطة بعد سنة او اثنتين او خمس وفقا لهذه المعايير وهذا يتطلب إجراءات كثيرة ووقتا طويلا نستطيع خلاله إعادة تجهيز المدارس، وإعادة هيكلة المناهج لترتبط بالصناعة، وبناء شراكة بين التعليم والصناعة لتوفير تدريب للطلاب والمعلمين، ونقل تجارب العالم فى التعليم الفنى،

ما هذه المعايير؟

- على مدار 5 اشهر بعد ان توليت منصب نائب الوزير للتعليم الفنى قمنا باستعراض النماذج العالمية ووجدنا ان جميع نماذج تطوير التعليم الفنى فى دول مثل اليابان والصين وفلندا وألمانيا وكوريا وباقى الدول فى العالم واحدة حيث تم التطوير من خلال منظومة واحدة تتمثل فى احتياجات سوق العمل وهنا يبرز سؤال: لماذا نهتم بهذا النوع من التعليم وهو التعليم الفنى؟ والاجابة ان الاهتمام بهذا النوع من التعليم من اجل تلبية احتياجات سوق العمل فسوق العمل لديه انشطة مختلفة سواء اكانت صناعية او تجارية او زراعية ويحتاج عمالة فى ظل سعى الدولة الدائما لفتح افق الاستثمار وهنا لا بد من التنسيق وعمل شراكة مع وزارة الصناعة واصحاب الاعمال لتلبية احتياجات سوق العمل من العمالة المدربة من خلال اكساب الطلاب المهارات للازمة على غرار التجارب العالمية فكل التجارب الخاصة بالتطوير قامت على شراكة كاملة بين التعليم ووسائل الانتاج لانهم اصحاب مصلحة ثم نحن كدولة نقدم الخريج الجاهز تماما لسوق العمل من خلال وضع منظومة مثلما فعل العالم

ما هذه المنظومة التى سيتم تطويرها؟

- المنظومة تتمثل فى مدرسة ومنهج ومعلم والعلاقة بالصناعة هذه الاطراف الاربعة لا بد ان توضع فى قالب من معايير الجودة العالمية من خلال منظومة لا علاقة له بالافراد لان ما هو موجود فى العالم الان ليس اختراع لانه اصبح متاحا للجميع بوسائل الاتصال الحديثة وهنا قول ان هناك خطة طموحة التطوير تتمثل فى تطوير 2000 مدرسة حيث نقوم بتطوير 10% سنويا من المدارس وفقا لخطة الدولة لكن عندنا مدارس مدعومة من برامج ومنح دولية وهى نماذج متفردة تحاكى المدارس العالمية ومنها 3 مجمعات تكنولوجية وهى مجمع الأميرية بالشراكة مع الجانب الانجليزى وفى دمو بالفيوم بالشراكة مع الجانب الايطالى وفى اسيوط بالشراكة مع الجانب الالمانى بجانب التعاون مع عدد من المؤسسات الداخلية منها صندوق تطوير التعليم التابع لمجلس الوزارة من اجل تطوير 27 مدرسة فى 27 محافظة على غرار المجمعات التكنولوجية فى نفس الوقت هناك مدرسة فى السويس بالتعاون مع مصر الخير وهى تنافس مدارس المتفوقين بجانب مدرسة الصيانة بمدينة نصر ومدرسة تكنولوجيا المعلومات فى الاسماعيلية فهذه النماذج كله مشرفة ونسعى لنشرها.

متى نرى باقى المدارس مثل المدارس التى تحدثت عنه؟

- نطمح خلال 5 سنوات ان تكون كل المدارس على مستوى الجمهورية على غرار النماذج التى ذكرتها وهنا لا بد من الحديث عن شركاء التنمية وهم الجانب الالمانى والايطالى والانجليزى والاتحاد الاوروبى بجانب امريكا وهؤلاء الشركاء سيقدمون مشروعا ضخما جدا لتطوير التعليم الفنى دعم واصلاح سيتم على 4 محاور وهى حوكمة المنظومة ثم جودة المنظومة ثم تطوير المناهج وانشاء وحدات تيسير الانتقال لسوق العمل وهناك مشروع مع الجانب الالمانى ويقوم على محورين وهما التعليم المزدوج هو قائم على التعاون من خلال 9 مدارس جديدة فى مشروع مبارك كول فى السادات والعاشر من رمضان واسوان وهناك ايضا مشروع مع المعونة الامريكية تحت اسم وايز وهو برنامج متكامل تعليم فنى وتدريب مهنى فى مجال اللوجستيات سيتم انشاء مدرستين فى مجال للوجستيات الاولى ستكون فى بورسعيد والثانية فى الاسماعيلية سيتم الدراسة فيهم العام الدراسى القادم وسيكون عدد الطلاب فى كل مدرسة 25 طالبا فقط وسوف التقى مع الدكتور احمد درويش ونهدف من هذه النماذج ان تكون نواة لتعميم التجربة خلال 5 سنوات.

دكتور احمد تعميم النماذج يحتاج إلى ميزانية كبيرة فهل الميزانية الحالية تكفى للتطوير؟

- هذا العام شهد تخصيص ميزانية ضخمة قاربت المليار جنيه وان كنا نأمل فى المزيد تم توزيعهم على 27 مديرية بواقع ما يقرب من 30 مليونا لكل مديرية من المديريات التعليمية وهذا المبلغ وقمنا بالتخطيط لهذه الميزانية لتستثمر الاستثمار الامثل فعلى كل مديرية ان تقوم بتطوير 10% من مدارسها على الاقل وفقا لتطوير متكامل بنية اساسية مبانى عمل ورش تدريب مدرسين ومناهج.

هذا بالنسبة للتطوير بشكل عام ماذا عن المناهج؟

- المناهج التى تم تطوير فى التعليم الفنى فى كل الدنيا تحولت تحولا كبيرا من منهج يقوم به متخصصون إلى مناهج يتم تطويرها بشراكة كاملة مع الصناعة وهذا ما نفعله لرابط الخريج بسوق العمل لان الصناعة تحدد آليات وما تحتاجه من نوعيات العمالة من مهارات ويتم بعد ذلك تحويل التى دراسة وتدريب لمدة 3 سنوات او 5 سنوات ثم تأتى الصناعة لتختبر الخريج لتقف على مدى اكتساب الطالب للمهارات المطلوبة وهو ما يجعلنا نربط بشكل تام التعليم باحتياجات سوق العمل وهذه الالية تحتاج إلى تدريب المدرسين من خلال ورش عمل وقد تم بالفعل تدريب عدد من المدرسين بلغ 300 مدرس خلال الصيف الحالى نسعى خلال عامين من الانتهاء من تدريب كل المعلمين من خلال منظومة المهارات والجدارات المهنية.

حدثنى عن هذه المنظومة؟

- منظومة المهارات والجدارات المهنية تقوم على فكرة ان يتم الاتفاق بين الصناعة والتعليم على الا يكون الخريج يؤدى مهنة وفقط بل لا بد ان يكتسب مهارات التعامل السلوكية والحياتية وهذا جزء من بناء الانسان بحيث يكون لديه علم ومهارة وسلوك وجدانى سوى متوازن نفسيا. ويفجر الدكتور الجيوشى مفاجأة للسوق العربية وهى ان الوزارة تقوم الان باعداد منهج كامل للسلوك العام سوف يعمم على كل الطلاب وفقا للمعايير العالمية التى تقوم على ان ثلث المناهج سلوكية

عانى التعليم الفنى من نظرة سلبية لدى المجتمع ما خطتكم لتغيير هذه الصورة وهل انعكس ذلك سلبا على الاقتصاد؟

- اولا لدينا ما يقرب من 30% امية وهو ما يعكس ان هناك قصورا، ولكن هذا موجود فى كل دول العالم وتعمل الوزارة الان على تحسين الوضع التعليمى وبالتالى سينعكس على الوضع الاقتصادى الذى وقع عليه ضرر اكيد فى المرحلة السابقة من عمر التعليم الفنى لعدم الربط بين التعليم والصناعة بسبب غياب العمالة المدربة فأى مستثمر يسعى لايجاد عمالة ماهرة وهو ما كان مفتقدا ولذا لابد ان يقوم كل مستثمر بتدريب الخريج لمدة 6 اشهر فالتعليم يكسب المهارات الاساسية لكن لابد من الاحتكاك العملى فى المصانع، اما عن تغيير الصورة المجتمعية فقد بدأنا فى تغيير هذه الصورة بتغيير المناهج بشكل تام لترتبط بالصناعة، وبالتالى يتوافر للطلاب فرصة عمل بعد التخرج.

إلى جانب ذلك نعيد تنظيم التعاون مع شركاء التنمية الأجانب، وننظم برامج للتدريب على التوظيف، كل هذا يتم السير فيه دون أن يشعر أحد، هدفنا تغيير المنظومة بشكل كامل لضمان تقديم خدمة تعليمية جيدة للطلاب، وبالتالى تتوافر لهم فرصة عمل جيدة وتتحسن صورة التعليم الفنى؛ لنجد الطلاب يتجهون إلى هذا النوع من التعليم دون التعليم العام.

بذكر الحديث عن شركاء التنمية فى مجال التعليم انا أرى ان مصر لم تستفد من هذه الشراكة بشكل جيد طوال الفترة الماضية؟

- كلام لا يخلو من الحقيقة فلم نستفد من الشراكات بشكل جيد لان كل جهة كانت تعمل منفردة لذا قمنا بالاتفاق مع هذه الجهات ان يتم عقد اجتماع كل شهرين لشركاء التنمية للوقوف على اخر تطورات المنظومة من خلال 20 شريكا يتم التنسيق بينهم جميعا من خلال لجان للحصول على اقصى استفادة من المبالغ المحدد للتطوير

ماذا عن تجربة مبارك كول ولماذا يتحدث البعض عن فشله؟

- الحقيقة ان هذه التجربة لم تفشل لكن ما حدث ان الجانب الالمانى قام بالاشراف على المدارس لمدة 10 سنوات وبعد ذلك قام الوزارة بالاشراف عليها وهو ما احدث بعض الخلال ونحن الان نقوم بتقييم التجربة والعمل على عودتها كسابق عهدها من خلال حوكمة المنظومة حتى نصل إلى 100٪ فى العام.

هل انت مع عودة وزارة التعليم الفنى؟

- برأيى الوزارة وحدها غير كافية وغير منطقى لكن نحتاج إلى كيان مثل المجلس الاعلى للجامعات يضع السياسات وتشرف على تنفيذها وتدير المنظومة وفقا للمعايير العالمية.

هل تم تغيير المناهج؟

- لا لم يتم تغيير المناهج لكن طلبنا من المديرات استخراج مهارات تقنية لكى يكتسبها الطالب وسنقوم بتطبيق جدارات العام المقبل لكن الالية الجديدة ستكون فى المدرستين اللوجستيتين اما تغيير المناهج بشكل كامل فسيتم خلال من 3 إلى 5 سنوات.