السوق العربية المشتركة | «السوق العربية» تحاور الفنان تميم عبده: مصر بوابة الفنانين العرب للشهرة

السوق العربية المشتركة

الأحد 22 سبتمبر 2024 - 21:28
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

«السوق العربية» تحاور الفنان تميم عبده: مصر بوابة الفنانين العرب للشهرة

 الفنان تميم عبده
الفنان تميم عبده

عمل فى مكتب المخرج يوسف شاهين كمساعد إنتاج وصولاً إلى منتج منفذ، لمدة 27 عامًا، ما جعل منه ممثلا ذا طابع خاص يمتلك الخبرة التى تكفيه لأداء أى شخصية، متميزا بأسلوبه السهل الممتنع أمام الكاميرا، إلا أن لديه شواغل فنية عديدة سردها الفنان التونسى تميم عبده فى حواره مع "السوق العربية" من خلال مراقبته عن قرب للوسط الفنى طوال مشواره الفنى.

يجد أن الفترة ليست بالقليلة التى قضاها فى شركة أفلام مصر العالمية للمخرج الراحل يوسف شاهين منحته خبرات "تدريجية" وان كان هذا العمل لم يتح له فرصة الوقوف أمام الكاميرا حيث لم يسع ولم يكن لحوحا فى طلب ذلك، قائلا "ربما"، لأنه أحب العمل الذى يقوم به.

الغريب أنه رغم هذه الفترة الطويلة مع شاهين وما حققه تميم عبده من نجاحات فى التمثيل إلا انه يقول ان المخرج الراحل ربما لم ير فى شخصى مشروعا أو موهبة ممثل رغم أننى أديت عدة مشاهد صغيرة فى أفلامه.

دراسته للحقوق لم تمنعه من الالتحاق بقسم الدراسات الحرة بالمعهد العالى للسينما، كما لم يكن لتجربته الطويلة مع يوسف شاهين، علاقة لها بخوضه مجال التمثيل، لأنه دخل إلى هذا المجال من خلال المخرج يسرى نصر الله، ثم المخرج محمد على.

■ ما سبب اصرارك على الدراسة بمعهد السينما برغم من ممارسة العمل الفنى سنوات طويلة؟

- بالطبع الدراسة مهمة جدا لأى فنان، فيكفى أن يتعلم أهمية الألوان والإضاءة والوقوف بالشكل الصحيح أمام الكاميرا ما يضيف للممثل الاحترافية ليس فقط فى التجويد أو الأداء والتفاعل مع فريق العمل.

وهناك مقومات يجب توافرها فى الممثل، فلا بد أن يكون الممثل على قدر من الثقافة والدراية لما يدور من حوله ليعرف إلى أين يسير مستقبلا، وبالنسبة لى فالعملية تحتاج إلى فهم أكثر منها حفظا، لتفهم الدوافع السياسية والمجتمعية والثقافية لكل شخصية، لخدمة الدور والفنان أيضا، لذلك فأنا ضد الممثل الذى يمر مرور الكرام على أى عمل يؤديه.

■ ما الذى يحلم به الفنان تميم عبده داخل الوسط الفنى؟!

- مع التجربة الكبيرة التى خوضتها فى مدرسة يوسف شاهين، ما زالت هناك شواغل أحلم بها داخل الوسط الفنى حيث لم أخض مجال الكتابة لاسيما أن لدى محاولات سابقة فى مجال كتابة الإعلانات والأفلام التسجيلية ومحاولات أخرى اقرب إلى القصة القصيرة أو الخواطر.

وأرى أن الوطن العربى فى جميع أرجائه يزخر بالعديد من المواهب فى جميع المجالات الفنية، فإذا نظرنا إلى الساحة المصرية نجد هذه التعددية بجنسياتها المختلفة كتابة وتمثيلا وإخراجا وغناء تؤهل الفن العربى للوصول إلى العالمية.

■ هل ترى أن هناك محاولات جادة للنهوض بالفن؟!

- نعم هناك محاولات للنهوض بالفن موجودة بالفعل لكنها مازالت "محتشمة" إلا أنه يبقى أن تزداد جرعة الجدية فى ما نقدم حتى تتعدى المستوى المحلى والاستفادة أكثر من السبل التقنية التى تمكننا من تقديم صوت وصورة جيدين ومطابقين للمواصفات التى تسمح بالمنافسة عالميا.

أما عن الموضوعات فنحن كشعوب عربية بئر عميق من "الحكاوى والحواديت" نستطيع أن ننهل منها الكثير على مستوى التراث والتاريخ ولا تنقصنا أيضا المواضيع المعاصرة خاصة ونحن ندخل بوابة العالم بتكنولوجيا العصر بعد أن كنا شبه منقطعين عما يحدث خارج بلادنا، لذلك اعتبرها ذات تأثير على مجتمعاتنا وعلينا كأفراد وهى أيضا مواضيع خصبة للكتابة فهى مسألة قدر اكبر من الجدية وطبعا مساحة أوفر من الحرية لكى نصل إلى حيث يسبقنا الآخرون.

تجرد شباب الفنانين عن ذاتيتهم وعدم البحث فقط عن صدارة شباك الإيرادات يمنحهم القدرة على إحداث النهضة الفنية، خاصة أن لديهم الموهبة الكافية لهذا.

■ هل ترى أن الفن يهتم بقضايا الوطن العربى؟!

- للأسف نعيش فى دوامة يصعب معها الوضوح التام للعديد من الأشياء وذلك نظرا لطبيعة المرحلة التى هى بالضرورة انتقالية إلى ما هو أوضح وأفضل، وقد يستغرق ذلك بعض الوقت وقد لا نكون هنا لمشاهدة هذا التغيير ولكنه آت لا محالة.

وشملت هذه الدوامة العديد من المجالات، وأحذر من وجود أنماط موسيقية غير التى تعودنا على سماعها، إلى جانب أفكار وعلاقات فى الدراما غير التى تعودنا عليها وهى فى النهاية تعبير عن آراء أصحابها وما يحيط بهم فى الحياة اليومية، فقط يجب أن ننتبه إلى تأثير هذه المستجدات على الفرد والمجتمع كى لا تصبح هى التغيير الذى نصبو إليه

■ هل يوجد فنان عربى لا يحلم بالعمل فى مصر؟

- إذا دققت فى الأمر قليلا عبر التاريخ، نحن لم نتعرف على الفنانين غير المصريين إلا حين قدموا إلى مصر وقدموا أعمالهم فيها، والتجربة من غير شك مفيدة جدا على جميع الأصعدة.

■ فى رأيك ما المعوقات التى تواجه الفنانين العرب؟!

- بعيدا عن "النفسنة" وإنكارها هنا كأنك تغطى "عين الشمس بغربال" كما يقال بالتونسى، فالجميع يستطيع أن يعمل وينجح، فقط يجب أن يكون ذلك وفق خطة تنظم هذه العملية وهو ما تقوم به النقابات الفنية بجميع تخصصاتها، والجميع يعلم أنه ليس للفن جواز سفر، والفرصة متاحة للجميع متى اثبتوا جدارتهم بتلك الفرصة.

■ هل ترى أن الفنانين التونسيين لديهم فرصة كبيرة للعمل فى مصر؟!

-"التوانسة" لديهم القدرة على التعامل مع اللغات واللهجات، وفى تقديرى نحن فى تونس نتعامل مع اللهجة المصرية من خلال هذا الإيقاع الموسيقى التى تتميز به ونحب أن نتكلم تلك اللهجة أو الاستماع إليها، فهو أمر مهم جدا يعتمد عليه المنتجون لإسناد ادوار إلى ممثلين تونسيين.

وبعيدا عن شعور الفخر والثقة المفرطة، إلا أن ما سلف ليس الحقيقة كاملة لأن تونس تزخر بمواهب كثيرة على قدر كبير من الحرفية والثقافة مكنتها من الحصول على ثقة المنتجين والمخرجين المصريون منهم والعالميون، ولننظر إلى من يعملون فى مصر من ممثلات وممثلين تونسيين ستجد أن عددا كبيرا منهم يمكن الاعتماد عليه.

■ هل واجهتك أنت شخصيا مشكلات قبل خوض تجربة التمثيل فى مصر؟

- إننى لم أواجه مشاكل "البطل التراجيدى" الذى انتصر على سنين الظلم والقحط، لأنه اختيار شخصى أن أظل بعيدا عن مجال التمثيل، اكتسبت خلالها تجارب فى مجالات أخرى، سواء فى الإعلانات والإنتاج وقسم الكتابة الإبداعية "creative department" وكان فرصة الظهور على الشاشة كانت مؤجلة حتى حان وقتها، ولست نادما، ولا أشعر أننى تأخرت، لأننى تعلمت الكثير عن المهنة وآلياتها وربما هذا جعل منى ممثلا فاهما لأصول اللعبة ولست دخيلا عليها.

■ ما حقيقة ما حدث بينك وبين نقابة المهن التمثيل فى مصر؟

- بالفعل تعرضت لأزمة مع نقابة المهن التمثيلية فى مصر وأعلنت فى حينها وقف تصاريح العمل لى، إلا أننى أرى دائما أن العملية التنظيمية التى تقوم بها النقابة مهمة جدا لعمل الفنانين فى الوسط بمنح الفرصة لهذا الكم من المواهب للعمل فى المجال، ولا اعتقد أنها مقصود بها إقصاء ممثلين وإعطاء مكانهم لآخرين، والطريف فى موضوعى بالذات أن النقيب أشرف زكى لم يكن يعلم أننى تونسى حسب ما أخبرنى.

ويبدو أن حسن النوايا عندى كانت مدخلا للوقوع فى هذه الأزمة العابرة، فعند توقيع عقود العمل، كنت أتوقع أن الجهة الإنتاجية التى اختارتنى هى المسئولة عن سداد الرسوم المقررة والحصول على تصريح النقابة، حيث دائما ما أطلب أن يكون ما أتقاضاه خارج الرسوم النقابية والضريبية إلا أنه حدث عكس ذلك بأن البعض لم يسدد مستحقات النقابة، وأنا أيضا تأخرت فى طلب التصريح بشكل شخصى، وأؤكد أن ثمة علاقة طيبة تربطنى بالنقيب وتم تسوية الموضوع، ورفضت أعطى للصحافة مجالا للخوض فى هذا الموضوع فى حينها

■ ما رأيك فى التطور التكنولوجى الذى يشهده الفن؟!

- اليوم لدينا إمكانات كبيرة داخل الاستوديوهات، فأصبح هناك مميزات تكنيكية أفضل من السابق، بالإضافة إلى الصورة الجيدة مع تطور العدسات والأجهزة وتصحيح الألوان، لذلك فنحن نعيش ثورة فنية من الناحية التكنولوجية لكن ما زالت هذه الثورة لا تواكب ما يحدث فى الوطن العربى، حيث لا يوجد ما يدل على أن الفن أو الموسيقى تدونان ما يحدث فى الوطن العربى

■ هل تنوع الأدوار سهل للممثل؟!

- عن نفسى ملامحى الأوروبية جعلتنى أعانى من حيث تنوع الأدوار لكن هذا ليس بيدى فأنا كفنان أجيد اللغة العربية الفصحى وأيضا أجيد الغناء ولا أحد يعرف هذا عنى، وكممثل أجيد التنوع فى الأدوار ولكن المساحة غير متاحة لى لعمل الأدوار المختلفة، لوجود استسهال فى عملية الاختيار لدى صناع الفن، لذلك أقبل بأى دور حتى إن كان بنفس الشكل الذى قدمته من قبل لأننى متزوج ولدى نفقات أريد الحصول عليها.

وأرى أن التوفيق فى أداء الشخصيات هو فى تقبل المشاهدين لهذه النوعية التى يقدمها، لذلك أحاول أن أضفى على أى شخصية أجسدها جزءًا منى من خلال فهمى للشخصية وأبعادها، وأنا لست من الممثلين الذين يحفظون، لكنى أفهم ما يحتويه المشهد، وأقوله بالطريقة التى يمكننى أن أقولها فى الواقع، وللعلم هذه الآلية فى الأداء ليست يسيرة على أى ممثل لكننى أقرأ كثيرا وأذاكر للوصول إلى هذا المستوى من الأداء الذى يطلقون عليه "السهل الممتنع".

■ ما رأيك فى تجارب الإنتاج العربى المشترك؟

- بالنسبة لتجارب الإنتاج العربى المشترك، أؤكد أنه من خلال عملى مع المخرج الراحل يوسف شاهين رصدت له عدة محاولات لتنوع الإنتاج، وقبل الحديث عن الإنتاج الفنى المشترك أرى أن الوطن العربى يحتاج إلى خطة إنسانية فى التكافل أولا فهناك مشاريع عامة تهم الدول العربية يجب العمل عليها مثل "السوق العربية المشتركة" فى جميع المجالات إلى جانب الارتقاء بالمستوى الاقتصادى للمواطن العربى.

■ هل ترى أن المنتجين يسعون إلى المكسب فقط؟!

- لا أنكر أن المنتج هو عَصّب العمل الفنى، وأرى أن المنتج الفنى فنان ومبدع قبل أن يكون صاحب رأس مال يسعى إلى المكسب وهو أمر مشروع، إلا أنه إذا اخترت أن تعمل وتستثمر فى مجال الفن يجب أن تكون مهتما بهذا المجال ولَك قدر من المعرفة والدراية به لأننا نتعامل مع مجال ليس بصلابة الحديد المسلح بقدر ما يعتمد على الإحساس المرهف بقضايا الناس والمجتمع وتناولها لا يتم بالضرورة بالطرق المزعجة للآذان والمؤذية للعين.

■ لماذا لا نرى تميم عبده فى السينما كثيرا؟

- أنا لست مقصرا فى السينما، لأننى ممثل طوع يمين أى مخرج يرانى مناسبا لأداء دور معين سواء فى السينما أو التليفزيون، وحاليا أنا أشارك فى فيلمين أحدهما من إخراج سيف ماضى وبطولة الفنان يوسف شعبان وبصدد الانتهاء من فيلم بمشاركة الفنانين أحمد الفيشاوى وعمرو واكد وسيد رجب، وأنا لست من الفنانين الذين لديهم القدرة على فرض أنفسهم على مخرج أو منتج للمشاركة فى أى عمل أو طلب دور معين.

■ ما أهم دور قمت به؟

- دور "عكاشة" فى مسلسل الوسواس لديه مكانة كبيرة عندى لأننى استطعت من خلاله أن أظهر على الشاشة بشكل وأداء اختلف كثيرا عن شخصية رجل الأعمال أو الوزير الذى اعتدت عليها، لذلك أؤكد أنها كانت مجازفة من المخرج حسنى صالح ومغامرة منى كممثل أيضا لأننى أؤدى شخصية غريبة عنى من حيث الشكل واللهجة الصعيدية إلا أننى اجتهدت للخروج بهذه الشخصية داخل هذا العمل الضخم الذى واجهته معوقات إنتاجية أجلت تصويره لأكثر من ستة أشهر.

■ أخبرنا عن تجربتك المسرحية؟!

- قدمت قبل مدة مسرحية "داير داير" مع فرقة الورشة فى مصر، وأرى أنه أصبح من الصعب أنك تخرج لترى عرضا مسرحيا جيدا إلا فيما ندر ولكنى لا أنكر وجود العديد من المحاولات الناجحة والعروض المبهرة لأن هذا الوطن يزخر بعدد كبير من المواهب العديدة التى تبحث عن فرصة، والمجال مفتوح لكل الناس فى انتظار الفرصة وإن كنت أرى أن أقاليم مصر بها العديد من المواهب التى تحتاج إلى فرصة أكبر