«الموجي الصغير» يكشف لـ«السوق العربية» أسرار بحر النغم أرفض تلحين الكليبات العارية.. وأضع شروطا للأغانى العاطفية
بلا مقدمات انه الموسيقار "الموجى الصغير"، فماذا نكتب فى مقدمة حوار عن ابن "الموسيقار محمد الموجى" وهو امتداد لهذا العملاق ورائد من رواد الفن فى وطننا العربى واسرار وحكايات جديدة فى كشكول الموجى الصغير.
■ ماذا عن شائعة اعتزالك التلحين عقب عودتك من الحج؟
- اولا احب اوضح اننى لست راضيا عن اداء الكثير من الفنانين فى تصوريهم للاغانى العاطفية بسبب اعتمادهم على لغة الجسد ونسبة العرى المبالغ فيها التى تتنافى مع اخلاقنا وديننا وتهدر الصوت واللحن معا، وما حدث عقب عودتى من الحج هو أننى قررت عدم التعامل مع هذه النوعية من الاغانى التى تعتمد على العرى والاسفاف، وهناك نماذج محترمة من المطربين الرجال والسيدات مثل هانى شاكر وانغام وجميع اغانيهم لها هدف فى الكلمة والصورة والسؤال كيف اقول ذلك واعتزل التلحين للاغانى العاطفية وانا ابن رائد من رواد الاغنية العاطفية الموسيقار محمد الموجى، والسبب فى القرار هو انحدار الكلمة والاخلاق وبالتالى انحدر الطرب فى بعض الاحيان وهل هناك شك أن الأغانى العاطفية هى التى تسمو بالروح والذوق العام ولدى سر افصح عنه هو أننى قمت بتلحين أحد الالحان الشعبية مثل الاغانى الموجودة على الساحة لكى أختبر نفسى فى هذه النوعية ثم عرضته على المقربين انبهروا به وراهنوا أنه سوف ينجح بقوة لكنه حبيس الادراج ولم أقدمه لأحد حفاظا على تاريخ الموجى حتى لا يقال الموجى الصغير لحن أغانى بها إسفاف أو مهرجانات ولا أتحمل عبث الآخرين وأدعو هؤلاء إلى العودة إلى عقولهم وأن ندرك ان هناك يوم حساب.
■ ما مدى رضائك عن حال الفن الذى يقدم الان؟
- بصراحة شديدة الاغنية الان هى فى حالة "إغماء فنى" بسبب مهاترات الجميع ويجب العودة إلى منظومة النجاح التى تعتمد على تعاون الشاعر مع الملحن والمطرب لكن مع الاسف تراجعت الاغانى الان وانحدرت رغم اننا كنا سفراء للطرب فى العالم العربى ولا ننسى اننا كنا نعلم العالم الفن كانت اغانى حليم والسيدة أم كلثوم تنتشر خارج مصر أكثر من داخلها وألقى اللوم على من يعلق أزمة الفن على ان هناك أزمة سميعة والجمهور عايز كده.
■ كيف ترى الخروج من تلك الازمة؟
- يجب التكاتف والتعاون المثمر بين اهل الفن جميعا والحسبة بسيطة لو تعاون 10 ملحنين فقط من رواد التلحين وهؤلاء العظماء وقدم كل ملحن منهم لحنا واحدا فى الشهر فاصبح لدينا 10 ألحان كل شهر بمعدل 120 لحنا محترما كل عام أليس هذا الرقم بشرة خير للعودة لزمن الفن الجميل ويواكب أزمة الاسفاف الفنى والخراب الطربى التى تحدث الان كما اننى اعول على الاعلام وطريقة الدعاية لتلك الاغانى الهابطة حيث لو اصبح هناك ضوابط لدى اصحاب القنوات الخاصة ومعايير معينة للعرض ويتقو الله فيما يعرضون ما حدثت تلك الأزمة فى الأخلاق بسب هؤلاء فيجب التوقف الفورى لعرض هذا الهراء بجانب الاستعانة بالخبرات ومشايخ المهنة والملحنين المثقفين فنيا للتعاون معهم وسد هذه الثغرة ونقدرهم لتقديم أكثر ما لديهم وهناك نماذج مشرفة لمطربين خرجوا من رحم هؤلاء الملحنين العظماء وكيف يكرم هؤلاء المؤدين وانصاف المطربين خارج مصر ويمثلون مصر مع الاسف فى محافل فنية خربوا الفن زمان كان الفنان بيصرف على الفن من جيبه الخاص حفاظا على القيمة والفن ذاته اتذكر ان عبدالحليم جعل والدى يتفرغ شهورا فى لحن قارئة الفنجان على حسابه الخاص ليخرج احسن ما عنده وتكلف جميع المصروفات له ولنا كاسرة.
■ لماذا انت غاضب من مسابقات الاغانى واكتشاف الاصوات؟
- انا مع مسابقات اكتشاف المطربين والاصوات الجديدة ولكن اصبحت تستخدم كسبوبة وجمع المال عن طريق الاعلانات هذا الهدف والعمل يبعدهم عن هدفهم الاساسى والاقرب إلى قلبى المسابقة التى حكم فيها حلمى بكر واتساءل كيف يكون مطرب عضو لجنة تحكيم وهو اصلا فى وضع تقييم من الجمهور فيجب الاستعانة بمتخصصين شاعر ملحن واستاذ فى علم الاصوات وناقد موسيقى كل هؤلاء يستطيعون إخراج من هو الأفضل.
■ أين دور الدولة ولماذا اختفت مسابقات الاذاعة؟
- هذه اشكالية اخرى ساهمت فى فرز اصوات شاذة بعد توقف تلك المسابقات فيكفى القول انهم اختفوا منذ أكثر من 5 سنوات وهى مدة طويلة جدا ساهمت فى ترك الساحة لهؤلاء مدعى الطرب فيجب العودة للجان الاستماع بالإذاعة ولو تقوم لجنة كل شهرين لسد حالة الفراغ الفنى الموجود الان.
■ كيف تنظر إلى انتشار ظاهرة الاقتباس الفنى واللحنى الموجودة بقوة الان؟
- الاقتباس ليس وليد اللحظة أو قاصر على تلك الفترة فقط بل موجود من زمان لكن كان بحسب ودرجة غير ملحوظة حيث اقصى ما كان يأخذه الملحن هو جملة أو مطلع صغير جدا ولا يتكرر فماذا يفيد لنا ان نبرز ثقافة الاخرين وهم اصلان لا يهتمون بثقفتنا واحب التوضيح لهؤلاء المقتبسين ان الاغراق فى المحلية تصل به إلى العالمية واشهر الاغانى التى لحنها والدى لعبدالحليم كان بها اقتباس لمجرد مطلع يضاف للحن فقط ولا يكرره مثل اغنية "كامل الاوصاف" ويجب العودة لتراث البلد وابرازه.
■ المعروف عن الموجى الصغير ان لديه كشكول اسرار خاصا به مازال يدون فيه اسرارا وحكايات حول علاقة والده بعبدالحليم حافظ ماذا عن اخر ما كتبت فى هذا الكشكول؟
- كتب حول لحن اغنية "نار يا حبيبى نار" حيث بعد انتهاء والدى من اللحن قدمه لعبدالحليم لكن حليم كان يرغب فى ان يضيف الموجى شيئا اخر أو يعدل منه فقام بحجز الشاليه الخاص به لوالدى لمدة شهرين مع كامل المصروفات وطالبه بتغيير اللحن فعاد والدى بعد الشهرين وقدم نفس اللحن لعبدالحليم فلما سأله حليما ماذا غيرت؟ اجاب الموجى بأننى غيرت هواء فقط وغنا عبدالحليم اللحن كما هو وكان من انجح الاغانى لهما.
■ ماذا عن خلافات الموجى مع ام كلثوم؟
- فى أحد الأيام فوجئ أبى بمُحضر المحكمة يدق باب البيت ويسلمه إعلاناً للذهاب لمحكمة القاهرة الابتدائية، وذهب فى الصباح فوجد أن أم كلثوم رفعت عليه قضية تطالبه بتعويض ٥٠٠ جنيه ورد ٢٠٠ جنيه سبق وأخذها عربوناً مقابل تلحين ثلاث أغان هى :"حيرت قلبى معاك" ولحنها السنباطى، و"ليلى ونهارى" و"للصبر حدود"، وكان العقد ينص على أن ينتهى من الألحان فى شهر وكان حفلها فى الخميس الأول من كل شهر، وكلما تأخر الموجى جعلت السنباطى يلحن أغنية من الثلاث وكانت تجده يلحن لشادية وفايزة أحمد وعبدالحليم وتأخر عنها ستة أشهر، ووقف أمام القاضى وقال له: "احكم على بالتلحين، نفذ الحكم وافتح دماغى وطلع اللحن منه أنا لست آلة، وأم كلثوم معجزة الفن ولا بد أن أبحث عن جُمل لحنية تناسب صوتها"، فاقتنع القاضى وحفظ القضية. وذهب الموجى للست فى الفيللا وجلس بالدور الأول وهى نازلة على السلالم تضحك بقوة وقالت له» انا عارفة انت جاى من اين الان وضحكت».
■ ولماذا تأخر عن تقديم ألحانه لها فى الميعاد المتفق علية؟
- السبب أن أم كلثوم كانت تعيش فى ألحان القصبجى وزكريا أحمد والسنباطى وكانوا هم الثلاثة الكبار وكانوا يبهتوا عليه فيلغون شخصيته، وكلما جلس معها لتلحين كوبليه خرج على منوالهم فتوقف عن الذهاب إليها ووضع الكوبليه الأخير لأغنية «للصبر حدود» بعد أيام من غيابه فطلبت منه تغييره لما سمعته منه فرفض وأخذ عوده وتركها وهى تنادى عليه «خد يا مجنون» وذهب إليه فى بيته عازف الكمان أحمد الحفناوى وعازف القانون عبده صالح وأقنعاه بالذهاب إليها فذهب إليها وقال لها :أنا حسيت إنى تهت فى الثلاثة الكبار فى الكوبليهات الأولى فاتركى بصمتى فى الكوبليه الأخير، وقد كان وبدأت البروفات وجاء الحفل فكان الجمهور يستوقفها لتردد الكوبليه الأخير عشر مرات وهى تغنى فيه «ولقيتنى وأنا بهواك خلصت الصبر معاك» لدرجة أنها غيرت فى الكلمات على المسرح وغنت «وكفاية وأنا بهواك خلصت الصبر معاك»، ولما خرجت من المسرح لغرفتها ترتدى البالطو نظر إليها الموجى بنصف عين فقالت له: "غلط فى البخارى ياخى.. عندك حق".