السوق العربية المشتركة | التعليم القضية القومية الأولى منذ تولى الرئيس السيسى المسئولية

السوق العربية المشتركة

الأحد 29 ديسمبر 2024 - 07:24
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

التعليم القضية القومية الأولى منذ تولى الرئيس السيسى المسئولية

المهندس صفوت صلاح نوار خبير تطوير التعليم في حوار للسوق العربية
المهندس صفوت صلاح نوار خبير تطوير التعليم في حوار للسوق العربية

المهندس صفوت صلاح نوار خبير تطوير التعليم ومدير الوحدة المركزية لتيسير الانتقال إلى سوق العمل السابق لـ«السوق العربية»:


العمال هم العمود الفقرى للاقتصاد والعامل الماهر هو اساس بناء كل الحضارات. وفى عصرنا الحاضر يمثل خريجو التعليم الفنى إحدى الأدوات الرئيسة لتحقيق برامج التنمية الشاملة، بل إنه يعتبر قاطرة التنمية، ودعامة مهمة من دعامات منظومة التعليم؛ حيث يسعى بنوعياته المختلفة إلى إعداد القوى العاملة الماهرة اللازمة لخدمة خطط التنمية الاقتصادية، والاجتماعية للدولة ليصب مباشرة فى سوق العمل. وتهدف منظومة التعليم الفنى إلى تنمية القدرات الفنية لدى الدارسين فى مجالات الصناعة، والزراعة، والتجارة، والإدارة والخدمات السياحية ومتماشيًا مع توجه الدولة الذى انعكس فى دستور 2014، حيث تنص المادة (20) على "تلتزم الدولة بتشجيع التعليم الفنى والتقنى والتدريب المهنى وتطويره، والتوسع فى أنواعه كافة، وفقا لمعايير الجودة العالمية، وبما يتناسب مع احتياجات سوق العمل وهو ما جعل الرئيس السيسى يطالب المسئولين عن التعليم بوضع آلية للتطوير والاستفادة من طاقات الشباب فى بناء دولة قوية على اساس حديثة وهو ما يريده الرئيس حتى تقف مصر فى مصاف الدول الكبرى وهو ما جعل وزير التعليم السابق الدكتور محمود أبوالنصر يقوم بإنشاء وحدة مركزية لتيسير الانتقال إلى سوق العمل تقوم بتدريب الخريجين وإلحاقهم بسوق العمل مما جعل «السوق العربية» تقوم بمحاورة أول من تولى منصب مدير الوحدة المركزية لتيسير الانتقال إلى سوق العمل المهندس صفوت صلاح نوار الذى تحدث عن طبيعة عمل الوحدة وكيف تم تدريب ما يقرب من 14 الف خريج وايجاد وظائف لهم فى كل المحافظات




قمنا بتشغيل 14 ألف خريج من خلال وحدة تيسير الانتقال لسوق العمل فى 20 محافظة فى عام ونصف


■ المهندس صفوت أود معرفة كيف تم انشاء الوحدة المركزية لتيسير الانتقال إلى سوق العمل؟

- تم انشاء الوحدة فى شهر يونيو من عام 2014 بقرار وزارى من وزير التعليم الاسبق الدكتور محمود أبوالنصر رقم 283 فى 26 |6|2014 والذى قضى باستحداث وحدة لتيسير الانتقال إلى سوق العمل المركزية دخل ديوان عام الوزارة بقطاع التعليم الفنى وداخل مديريات التربية والتعليم بالمحافظات وخلق فرص عمل حقيقية للخريجين والحاصلين على دبلومات التعليم الفنى بتخصصاته المختلفة، وتتكون الوحدة من اربع وحدات اساسية تتمثل فى التوجيه والارشاد المهنى وريادة الاعمال لتدريب المعلمين لبناء قدرتهم والتوظيف ومعلومات سوق العمل.

الوحدة تملك كل المقومات الاساسية من طالب وخريج وباحث عن العمل كل المهارات المطلوبة مع خلق قدرة على المنافسة فى مجال سوق العمل محليا وعربيا وعالميا.

■ ما آلية ذلك؟

- يتم ذلك من خلال تمكين الخريج الحاصل على دبلوم التعليم الفنى سواء اكان صناعيا أو زراعيا أو تجاريا من الوصول للقرار الصحيح بناء على دوافع وميول ورغبات للانتقال لسوق العمل، فهى تؤهل الطالب من الناحية النفسية والعلمية والسلوكية للانتقال لسوق العمل.

■ هل تجدى هذه الالية مع كثرة مشاكل وخريجين الشريحة المستهدفة؟

- أتفق معك أن هناك مشاكل بالتعليم الفنى أبرزها كثرة الخريجين كل عام فهو مفرخة لتخريج ما يقرب من 650 إلى 700 ألف خريج سنويا يحتاجون إلى تأهيل وتدريب للخروج لسوق العمل وهو ما يتطلب بذل جهد كبير وتضافر للجهود من الجميع للاستفادة من هذا العدد.

■ كيف يتم ذلك وأنت صاحب تجربة على أرض الواقع؟

- يتم من خلال التعامل مع عدد من الجهات فى الداخل والخارج وهم شركاء فى عملية التنمية مثل الوكالة الامريكية للتنمية والوكالة الالمانية للتنمية ومنظمة العمل الدولية وهناك جهات محلية مصر الخير وشورى هذه الجهات المانحة تعمل مع التربية والتعليم كهدف ودعم فنى للمعلمين ونتعامل مع وزارة الصناعة ومركز التدريب الصناعى مع الكفاية الإنتاجية مع رجال الاعمال ونستقى مصدرنا من بعض الجهات مثل المراكز الاقليمية فى المدن الصناعية مثل مدينة السادات والسادس من اكتوبر وبورسعيد والعاشر من رمضان ونتواصل مع هذه المراصد لمعرفة حركة سوق العمل والاحتياجات ونأخد مصادرنا من الشركات واتحاد الصناعات والقوى العاملة والغرف التجارية ولا نكتفى بذلك فقط بل نأخذ من اصحاب الاعمال أنفسهم من خلال شبكة معلومات موجودة بقطاع التعليم الفنى لخريجى تعليم الفنى بتخصصاتهم المختلفة، ونقوم بعمل عملية التشبيك مع هذه الجهات من خلال التدريب ثم منه إلى التشغيل.

■ كيف تتم عملية التدريب؟

- تتم عملية التدريب من خلال إعداد دورات من أسبوع إلى ثلاثة أشهر على حسب نوع الصناعة المطلوبة أو التخصص المطلوب أن يتدرب فيه الخريج على المهارات المهنية والمهارية الخاصة بالمهنة نفسها، من خلال مدربين معتمدين ومدربين متعاقدين مع اتحاد الصناعات أو مع الشركات والمصانع أنفسهم، بجانب أن هناك عددا كبيرا من المدربين المعتمدين من التربية والتعليم داخل الوزارة وهم ذوو كفاءة عالية جدا فى التدريب بعدما قام برنامج التدريب بتدريب عدد كبير منهم.

■ هل كان هناك قبل القرار الوزارى أى عمليات تدريب من اجل تيسير الانتقال لسوق العمل؟

- الحقيقة قبل القرار الوزارى فى 2014 كان هناك شغل فعلى فى هذه المنظومة، لكن ليس بشكل رسمى مثل هذه الوحدة بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية حيث تم تدريب ما يقرب من 8 آلاف خريج فى الفترة من 2011 وحتى انشاء الوحدة فى 2014 فى 8 محافظات وهى إسكندرية والفيوم والشرقية وبورسعيد وبنى سويف والبحر الاحمر والأقصر وأسوان، وبعد رعاية الوزارة المشروع بشكل رسمى ومعلن للجميع تم استحداث وحدات اقتربت من 20 وحدة فى 20 محافظة منها الـ8 السابقة ودخلنا مشروع التدريب فى 12 محافظة وهى كفر الشيخ والغربية والدقهلية والقليوبية وقنا ورفعنا من قيمة هذا القطاع من 8 آلاف خريج تم توظيفهم بالفعل فى القطاع الخاص إلى ما يقرب من 14 الف خريج خلال سنة ونصف لكن ليست الوزارة فقط من فعلت ذلك بل هى منظومة مكتملة الاركان ما بين المديريات والمدارس والوزارة.

■ تحدثت عن ان هناك شركاء من الخارج فى عمليات التدريب منهم الوكالة الامريكية والالمانية هل هذه الجهات جادة فى التطوير ام لا وكيف نعرف ذلك؟

- فى الحقيقة ان هذه الجهات تأتى بمخطط لرفع التعليم الفنى ودائما تقوم الجهات المانحة بالتعاون مع وزارة التعاون الدولى بتقديم تقارير إلى الدولة انهم يعملون مع وزارة التعليم فى هذه البرامج، هذا الاعلان وهذا الطرح دائما ننظر اليه بعين ماذا بعد فهذه الجهات تقدم هذه المنح وتصدر تقارير.

والمنح تأتى فى صورة تدريبات، وتقدر هذه المنح بالملايين وليس هناك مبالغ محددة لكن هذا الامر مرتبط بفترة زمنية، لكن المشكلة عندنا اننا نطرح سؤالا حتى نعرف مدى جدية هذه الجهات فى التطوير وهو هل هم جادون فعلا ام لا؟ فالجميع يعلن انه جاء لمساعدة مصر فى النهوض بالعملية التعليمية وتطويرها لكن من وجهة نظرى لا بد ان يقاس الاثر بالمدة الزمنية والمقدر المالى، فوجود المقدر المالى والمدة الزمنية لا بد ان يكون لها اثر ناتج، انا استطيع ان اعرف نوايا الجهات المانحة من خلال ذلك هل هدفها تدريبات فقط ام انها تلعب دورا جادا وفاعلا فى عملية النهوض بالتعليم، ولذا يجب ان تكون النظرة اعمق من ذلك فاحتياج التربية والتعليم والمدرسين ليس الفلوس فقط، فعلينا ان نسأل نفسنا: ماذا بعد؟ الفلوس جاءت والتدريبات تمت ولكن هل تم حل مشكلات التعليم أو البطالة خلال الفترة الطويلة التى جاءت فيها المنح؟

■ هنا يبرز سؤال اين تكمن المشكلة من وجهة نظرك وما هو الحل؟

- المشكلة هى الارادة وقوة الارادة ولذلك نجد الارادة فى المؤسسة العسكرية عندما تدخل فى أى عمل تنجح نجاحا ساحقا لماذا لأنها تملك الارادة والادارة القوية.

منظومة التعليم وتطويرها عمل قومى يجب ان تتبنى الدولة سياسة واستراتيجية لمدة زمنية محددة لا تتغير بتغير الأشخاص، بجانب انه يجب التنسيق بين جميع الجهات المعنية بالتعليم وتطويره ولا نعمل فى جزر منعزلة، من يعتقد ان مشكلة التعليم فى ايدى ابنائه فقط فهو خاطئ، التعليم قضية أمن قومى مشكلته يشارك فى حلها كل القطاعات.

■ معنى هذا ان التعليم يحتاج إلى تقييم؟

- التعليم يحتاج إلى تقييم شامل على ارض الواقع يتم عمل رصد لكل التجارب الموجودة والتجارب السابقة لكن لن نقول نقطة ومن أول السطر، لا، نبدأ من حيث انتهى الاخرون لا بد ان نرى نصف الكوب المليان ونبدأ نطور المناهج والمستويات على هذا المحور، وأنا اعتقد ان مشكلة التعليم الفنى بالأخص هى مشكلة الدولة ليس فقط المعنيين بالتعليم الفنى من العاملين داخله هم المشكلة الاكبر والاساسية يوجد جهات اخرى شركاء فى المشكلة والحل مثل اصحاب الاعمال والجهات التنموية والوزارات المعنية مثل وزارة الصناعة والتجارة والقوى العاملة والاعلام ووزارات اخرى وهنا اقول لا بد ان يتم وضع رؤية ثاقبة للتطوير نستطيع ان نسير عليها 15 إلى 20 سنة.

■ الرئيس السيسى يهتم اهتماما كبيرا بالتعليم وهو ما يعطى ضوءا اخضر للقائمين على التعليم للتطوير؟

الرئيس السيسى منذ ان تولى المسئولية وفى أول خطاب له فى قصر القبة تكلم عن التعليم وذكر التعليم الفنى الذى يمثل عصب اقتصاد أى دولة من دول العالم، والدليل على ذلك ما يحدث فى ألمانيا وماليزيا واليابان والدول الكبرى صناعيا، الرئيس السيسى مهتم جدا بعملية الانتقال إلى سوق العمل ومؤمن بهذا الفكر بدليل أنه أنشأ بقرار جمهورى وزارة للتعليم الفنى فى منتصف 2015 والوزارة اهدرت بسبب عوامل كثيرة الموضوع ولم يكن هناك ربط وتكامل ما بين المؤسسات وبعضها البعض.

■ كيف يتم ربط المناهج بسوق العمل وهل هناك اختلاف بين المناهج فى مصر ومثيلتها فى الدول المتقدمة؟

- هناك ربط بين المناهج وسوق العمل لكن هذا الربط غير مفعل، ولو نظرنا إلى المناهج فهى مثل المناهج الاوروبية ولكن لم نضف عليها الصبغة المصرية، فهى تحتاج إلى كثير من التعديل بما يتواكب مع البيئة الجغرافية لكل محافظة، يعنى على سبيل المثال احنا بنشوف خريطة جمهورية مصر العربية نجد ان كل محافظة لها طبيعة مختلفة، فهناك محافظات لوجستية بورسعيد- السويس- الإسماعيلية، دى محافظات محتاجة احتياجا لوجستيا من الصناعات التى تتواكب مع مشروع تنمية محور قناة السويس لماذا لا يتم استحداث مناهج ومدارس فى هذه المحافظات لمواكبة المشروع العملاق المنتظر فى تنمية محور قناة السويس؟ لا بد من وجود رؤية لاستحداث مناهج ومدارس لسد احتياجات كل محافظة واحتياجات سوق العمل؟

■ ما رؤية القائمين على التعليم لتطويره فى المرحلة المقبلة؟

- رؤية تطوير التعليم الفنى أطلقها نائب الوزير الدكتور أحمد الجيوشى والجميع يعمل معه لرفعة التعليم الفنى وتطويره فى الفترة القادمة من خلال خطة متكاملة أبرز معالمها تتمثل في:

إعادة تقييم شامل للمنظومة من خلال تطوير المناهج وتدريب المعلم بطريقة تدريب معلم يدرب عشرة وعشرة يدربوا مائة وهكذا فى خلال مدة قصيرة ينتهى التدريب ونبنى نفسنا بنفسنا ونقوم بتشجيع الطالب بالعودة إلى المدرسة بجانب مواصفات الخريجين والجدارات المهنية، وأيضا له رؤية ان نقوم بإنشاء كيان موحد للتعليم الفنى يضم كافة المؤسسات الإنتاجية فى مصر سواء اكانت صناعية أو زراعية أو تجارية أو فندقية، يضم هذه المؤسسات والجهات للعمل تحت مظلة واحدة لخدمة مصر كل فى مجاله.

■ هل ستشهد عملية التطوير تجميد أو الغاء بعض التخصصات؟

- رؤية الغاء أو تجميد التخصصات تأتى على حسب احتياجات سوق العمل، لأنه يوجد فى بعض المحافظات بعض التخصصات غير مطلوبة فى الوقت الحالى فمن الممكن تجميدها مع استبدالها بتخصصات أكثر طلبا فى سوق العمل فى هذه المحافظات أو العكس من ذلك.

■ هل سيتم عمل آلية لربط المناهج بسوق العمل؟

- ربط المناهج بسوق العمل مثل الدول الاوروبية والنمور الاسيوية هذه آلية ستعمل عليها الوزارة من خلال مشاركة رجال الاعمال فى المناهج بكل بساطة هم يقولون الصناعة أو المهنة مطلوب فيها ايه وعلى هذا الاساس سيتم التطوير.

■ هل سيكون لخريجى التعليم الفنى دور فى بناء المشاريع القومية التى دشنها الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخرا؟

- تدشين الرئيس عبدالفتاح السيسى لعدد من المشروعات مثل محور قناة السويس وزراعة مليون ونصف فدان هى اشارة ضمنية للقائمين على امر التعليم الفنى بأنه حان وقتكم للبناء وهو ما جعل القائمين على التعليم الفنى يهتمون بالتعليم الزراعى من خلال استصلاح بعض الرقع الزراعية ضمن برامج التدريب من الجهات المانحة بطريقة علمية ممنهجة، نحن لا نقتصر على نموذج بعينه لكن نحدد النموذج الذى يتناسب مع البيئة الجغرافية لمصر حتى ننجح فى بناء مصر قوية بسواعد أبنائها.