خسائر الشركات المعدنية سببها أسعار الطاقة.. و«النصر للسيارات» ستعود قريبا
المهندس خالد الفقى رئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الهندسية لـ«السوق العربية»:
أكد المهندس خالد الفقى رئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الهندسية والمعدنية، مساندة النقابة للمطالب العمالية المشروعة، مشددا على وجوب التفرقة بين ما هو حق مكتسب للعامل وما هو ابتزاز نبتعد عنه فدور النقابة مساعدة العامل فى اظهار حقه وعقد دورات تدريبية لتثقيف مهاراته الفنية ليواكب التقدم التكنولوجى، ونجد ما حدث فى مصانع الحديد والصلب التى تعتبر قلعة الصناعات المصرية العريقة التى شيدتها مصر فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصروغيرها من المصانع التى لاقت خسائر طالب الرئيس عبدالفتاح السيسى بسرعة اعادتها للعمل للنهوض بالمنتج المصرى لمواجهة الشركات العملاقة المنافسة وعودة مصر لريادتها الصناعية واستكمال مسيرة الرئيس الراحل عبدالناصر ومنها شركة الزجاج والبللور والشركة العامة للانشاءات ميتالكو وشركة النصر للمواسير.
ومجمع الالمونيوم وشركة النصر للسيارات التى تقوم حاليا اقسام متكاملة لعمل دراسات فنية واقتصادية لتشغيل الشركة لتنافس عالميا على مساحة 114الفا.
35 ألف عامل فى 14 شركة تابعون لنقابة العاملين بالصناعات الهندسية
■ بداية كلمنا عن نشأة شركة الحديد والصلب؟
- بدأت فكرة انشاء شركة للحديد والصلب فى مصر عام 1932 بعد توليد الكهرباء من خزان أسوان، وظل فى إطار الحلم المجرد حتى ظهر على أرض الواقع عندما أصدر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مرسومًا بتأسيس شركة الحديد والصلب يوم 14 يونيو 1954 فى منطقة التبين بحلوان كأول مجمع متكامل لإنتاج الصلب فى العالم العربى برأسمال 2، 1 مليون جنيه.
تم الاكتتاب الشعبى وكانت قيمة السهم جنيهين مصريين يضاف إليهما خمسون مليمًا مصاريف إصدار، وفى يوم 23 يوليو 1955 قام عبدالناصر مع أعضاء مجلس قيادة الثورة بوضع حجر الأساس الأول للمشروع على مساحة تزيد على 2500 فدان شاملة المصانع والمدينة السكنية التابعة لها والمسجد الملحق بها، بعد توقيع العقد مع شركة ديماج ديسبرج الألمانية (ألمانيا الشرقية آنذاك) لإنشاء المصانع وتقديم الخبرات الفنية اللازمة.
وبالرغم من ظروف العدوان الثلاثى سار العمل بهمة ونشاط فى بناء المصنع، ولقى المشروع الوليد معاونة صادقة من كل أجهزة الدولة مثل مصلحة الطرق، المرور وسلاح الحدود الذين تضافرت جهودهم لتيسير عمليات النقل.ففى نفس التوقيت تم تشغيل ميناء الدخيلة لتوريد الفحم اللازم لتشغيل الأفران، وكذلك خط سكك حديد من الميناء تصل إلى حلوان وخط سكك حديد آخر لتوصيل خام الحديد من الواحات إلى حلوان. ولم يأت شهر نوفمبر من عام 1957 حتى كانت الأفران الكهربائية الخاصة بصهر الحديد قد بدأت أعمالها بالفعل، وفى 27 يوليو 1958 افتتح الزعيم الشركة الوليدة لتبدأ الإنتاج فى نفس العام باستخدام فرنين عاليين صُنعا بألمانيا. (وقد تمت زيادة السعة الإنتاجية للمجمع باستخدام فرن عالٍ ثالث صناعة روسية عام 1973، لحقه الفرن الرابع بغرض زيادة إنتاج الشركة من الصلب عام 1979)، ليضم المجمع بذلك أربعة أفران عالية.
إن شركات الحديد والصلب معروفة بتاريخ عمالها ابتداء من عجز إنتاج الحديد الذى نتج عن العدوان الإسرائيلى الهمجى على مصانع الشركة الأهلية بأبى زعبل مطلع عام 1970بهدف شل قدرة المصانع وحينها حاول البعض السطو على المطالب المشروعة للعمال مستندين على على وزراء فى الحكومة السابقة.
وتابع: أثناء العدوان الإسرائيلى تم تزييف البيانات بغرض تضليل الرأى العام المصرى لكن النقابة العامة تصدت بكل قوة بجميع لجانها النقابية واستطاعت إفشال المخطط والإعلان عن ذلك على أرض مصنع الحديد والصلب بحلوان لكن تهالك المعدات وعدم تجديدها وصيانتها اثرت بالسلب على طاقة العمل لكن الدولة تسعى لاعادة تجديده فيخرج منه 32 منتجا جديدا من قضبان سكة حديد وخلافه واصبح منافسا شرسا مع المصانع الخاصة الموجودة فى مصر والبالغ عددها اكثر من 30 مصنعا فالكهرباء والتكنولوجيا اهم مؤشرات تؤثر على الصناعات الثقيلة وتسبب خسارتها.
■ كيف ستعود شركة النصر للسيارات للعمل بعد خسارتها؟
- يعود تاريخ إنشاء شركة النصر لصناعة السيارات إلى صدور قرار وزارى عام 1957 لانشاء صناعة سيارات اللورى والاوتوبيسات وشكلت اللجنة بفريق من وزارة الصناعة ووزارة الحربية وتم دعوة شركة عالمية لاتمام ذلك واسندالمشروع لشركة- كلوكنر- همبولدت دوتيذ.
وأصدر قرار جمهورى رقم 913 فى 233مايو 1960بتأميم شركة النصر لصناعة السيارات لتصبح ملكا للحكومة وتوالت عقود مشروعات تصنيع السيارات عام 1960تم افتتاح خطوط التجمع فى وادى حوف والمقطورات اليوغوسلافية والجرارات الزراعية مع شركات ايطالية فيات.
وتطورت الشركة بفضل العمال المهرة المدربة على مراكز التدريب الالمانية وبدأت الشركة بـ290 عاملا حتى وصل لاكثر من 12 ألف عامل من العمالة الفنية المدربة بالاضافة إلى العمالة فى مصانع الصناعات المغذية للشركة وحازت ثقة المصريين وكانت أكثر السيارات المباعة ماركة فيات وتصنيع شركة شاهين وسيارات رمسيس ونصر 1100 ونصر1300 ونصر 1600 ونصر 125 ونصر 131 ونصر 126ونصر بولونيز ونصر ريجاتا ونصر فيورا ونصر دوجان ونصر شاهين اخر إنتاج لها عام 2009.
ومع بداية التسعينيات شجعت الحكومة على انشاء المصانع خاصة لإنتاج تجميع السيارات خاصة شركات نصر وبدأت عدة شركات عالمية انشاء مصانع لها فى مصر وقدمت عدة موديلات وفى ظل هذا التنوع الكبير تدنت مبيعات النصر يشدة ما زاد الديون عليها وبدأت الشركة فى التصفية بعد الخسائر الفادحة التى لحقت بها وقلص عدد العمال ويرجع اهم الاسباب الرئيسية فى الخسارة لعدم توافر العملة الاجنبية لابرام اتفاق السيارات التى يتم تجميعها حيث المتبع حينها فتح اعتماد سندى بالعملة الاجنبية ارتفاع سعر الدولار.
وحاليا قررت الحكومة وضع خطةلاعادة العمل فى مصانع شركة النصر للسيارات بوضع دراسات من الشركة القابضة ووزارة الصناعة واتحاد الصناعات ووزارة قطاع الاعمال بجهود وطنية والشركة مقامة على 114 فدانًا والتى مازالت تحتفظ بالمقاومات الأساسية لهذه الصناعة وهو ما يساهم فى تخفيف الأعباء المالية على الدولة لإعادة تشغيل الشركة.
وأشار الفقى إلى أن تشغيل الشركة سيفتح آفاقا جديدة للعمل والاستفادة من العمالة المهرة فى مجال صناعة السيارات وتجميعها كما حدث فى المغرب.
■ كلمنا عن شركة الزجاج والبللور؟
- شركة الزجاج والبللور اسم تجارى عالمى معروف فى عالم الزجاج نجح فى بداياته لكن الخصخصة طالته وسرح عماله وضعفت طاقته الإنتاجية لكن حاليا بدأت الحياة تعود من جدد لمصنع وبدأنا العمل بـ200 عامل وبدأنا خطوط الإنتاج من الزجاج الملون والمنقوش والايام القليلة الماضية سيعود المصنع لأمجاده.
■ حدثنا عن الشركة العامة للانشاءات ميتالكو؟
- من احدى الشركات المصرية العملاقة على مدار اكثر من اربعين عاما نفذت العديد من المشروعات المعدنية داخل وخارج جمهورية مصر العربية تحت اشراف فريق من اكفأ المهندسين والفنيين ونحن نفخر بأن نقدم لهم الانجازات خلال الفترة السابقة ولها العديد من لانجازات فى تصنيع الجمالونات وابراج الكهرباء والكبارى المعدنية والخزانات والصوامع لكن الخسارة بدأت تعرفها الشركة حتى وصلت لـ140 مليون جنيه واصبحت الشركة القابضة هى التى تعطيهم راتبهم بعدما كثرت احتجاجات العمال وعدم امكانية الشركة اعطاءهم مرتباتهم لكن الشركة بدأت تعود للحياة من جديد بعمالها البالغين 1600 عامل تعود لامجادها وتضاءلت الخسائر لـ50 مليون جنيه واصبحت الشركة تصرف مرتبات عمالها بدون اللجوء للشركة القابضة والامور تسير بطريقة طبيعية.
■ ما الدور الذى قامت به شركة النصر للخزف والصينى والنصر للاجهزة الكهربائية؟
- شركة النصر للخزف والصينى وشركة النصر للاجهزة الكهربائية كانا لهما دور رائد فى تصنيع منتجات الصينى والاجهزة الكهربائية والتصدير للخارج حتى طالتها الخسارة واصبحتا ضمن الشركات المهددة بالانهيار وكانتا ستشيعان لمثواهما الاخير لكن حاليا بدأتا تعودان للسوق وربحتا العام الحالى وشركة النصر للاجهزة الكهربائية انشأت مصنعين للمبات الموفرة للطاقة وحاليا الامور تسير بنجاح وتحقق ارباح.
■ شركة النصر للمواسير
- الشركة كانت فريدة من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، ومنذ تأسيسها فى الستينيات تم تطويرها واستحداث افران جديدة عام 1972 تعمل بالفحم، ويعلق أن العمال “كانوا بيرموا تراب فى الأفران يخرج دهب ومنتج”، مؤكداً أنهم بذلوا قصارى جهدهم وكانوا يعملون 12 ساعة وفى أيام الإجازات، كل هذا من أجل النهوض بالشركة ورفع إنتاجها حتى صنعوا اسماً لامعاً شهادة الجودة من البترول الأمريكى “APL.5L” وشهادة الأيزو فى مجال إنتاج المواسير للشركة، وتم تصدير منتجاتها على مستوى الدول العربية ومحافظات الجمهورية بأعمدة الإنارة ومواسير الغاز والبترول.
ومنذ بدء نظام الخصخصة من عام 1997 بدأت الشركة تتراجع فى الإنتاج بسبب سوء الإدارة وتم إغلاق الأفران بحجة عدم تلوث البيئة؛ لوجود الشركة بجوار جامعة حلوان، تزامن معها مسلسل تسريح العمالة والمعاش المبكر، وفى المقابل لم يتم جلب عمالة جديدة إلى أن أصبح عدد العمال 1100 عامل فقط الآن والامور تسير بهدوء حاليا ولكن كل مايقابلها مشاكل نتيجة التمويل.
■ ما تطورات مجمع الالمونيوم؟
- مجمع الالمونيوم انشئ بالقرب من محطة محولات السد العالى جهد 500ك وبصدور قرار الجمهورى للرئيس الراحل جمال عبدالناصر سنة 1967بانشاء مجمع الالمونيوم على مساحة 5000فدان وعام 1969تعاقدوا مع الاتحاد السوفيتى على توريد المعدات والخبرة الازمة من المهندسين والعمال السوفييت لاقامة مصنع متكامل لإنتاج الالمونيوم بطاقة إنتاجية 100 ألف طن واضيف ببروتوكول توسعات جديدة بطاقة إنتاجية 66 ألف طن سنويا وعام 1975بدأت اعمال التركيبات وانطلقت الشرارة الأولى فى صحراء نجع حمادى تحت الخبرة الروسية والهدف استغلال السد العالى واخذ الكهرباء الزائدة منه وتشغيل العمالة وتوفير النقد الاجنبى والتصدير للخارج باعتباره اول مصنع فى الشرق الاوسط وينتج المصنع الواح الالمونيوم الثقيل وشرائح الالمونيوم والالمونيوم محبب ووصل الإنتاج 320 ألف طن فى عدد 12عنبرا واشار إلى أن الكهرباء تهدد قلعة الصناعة فى الصعيد نظرا لتزايد اسعار الطاقة التى تحتاجها الشركة لتشغيل منتجاتها وتضم 8500 عامل واكثر من 60% من منتجات المصنع للتصدير وقريبا سيزور رئيس الوزراء ووزير قطاع الاعمال مصنع الالمونيوم للنهوض بالصنع.
■ ما دور النقابة فى حل الازمات؟
- النقابة تابعت ازمات شركة ميتالكو والنحاس المصرية والنصر لأجهزة الكهربائية والنصر للسيارات ونيازا ومصر للالمونيوم والدلتا للصلب ومعدات الغزل بحلوان والحديد والصلب ومجمع الالمونيوم والسبائك وبقية الشركات المعدنية وانه تم اعادة تشغيل شركة النصر للسيارات بناء على تعليمات من رئيس الجمهورية المشير عبدالفتاج السيسى فدور النقابة مساندة تلك الشركات لمضاعفة إنتاجها حتى تستطيع تفادى خسائرها المتراكمة واعادة الحوافز والمكافآت لما كانت عليه فى السابق وطالب اطراف العمل الثلاثة بالعمل على زيادة الإنتاج لانعاش الاقتصاد المصرى وتحقيق العدالة فى توزيع الدخل والسيطرة على الاسعار وتطبيق رعاية صحية جيدة ليس للعمال فقط بل لجميع المصريين وتوفير خدمات اجتماعية وصحية تحقق الامن والامان والنقابة تعمل دورات تثقيفية للعمال ولا نسمح بضياع حقوقهم ودورنا البحث عن حقوق العامل وواجباته لكن بشرط أن يقوم العامل بأداء وظيفته على اكمل وجه وحقوق صاحب العمل وواجباته ومن لديه مشكلة النقابة تتدخل لمساعدته فى حلها وما يهدد المصانع الايام القادمة الزيادة فى الطاقة من كهرباء وغاز سوف يؤثر على سعر المنتج النهائى ويزيد من سعره ويهدد المصانع بالخسائر.