السوق العربية المشتركة | التعليم الفنى ثروة وتطويره يحتاج لمشروع قومى تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى

السوق العربية المشتركة

الأحد 22 سبتمبر 2024 - 23:36
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

التعليم الفنى ثروة وتطويره يحتاج لمشروع قومى تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى

الدمرداش يتحدث لمحرر «السوق العربية»
الدمرداش يتحدث لمحرر «السوق العربية»

الدكتور عمرو الدمرداش خبير تطوير التعليم الفنى فى حواره (للسوق العربية):
لابد من ربط المناهج بسوق العمل للاستفادة من 800 ألف خريج سنويا
نحتاج إلى إحياء الهيئة العربية للتصنع بمشاركة دول عربية وبميزانيات مشتركة لتبنى المبتكرين والمخترعين

التعليم الفنى هو إحدى الأدوات الرئيسة لتحقيق برامج التنمية الشاملة، بل إنه يعتبر قاطرة التنمية، ودعامة هامة من دعامات منظومة التعليم؛ حيث يسعى بنوعياته المختلفة إلى إعداد القوى العاملة الماهرة اللازمة لخدمة خطط التنمية الاقتصادية، والاجتماعية للدولة ليصب مباشرة فى سوق العمل. وتهدف منظومة التعليم الفنى إلى تنمية القدرات الفنية لدى الدارسين فى مجالات الصناعة، والزراعة، والتجارة، والإدارة والخدمات السياحية ومتماشيًا مع توجه الدولة الذى انعكس فى دستور 2014، حيث تنص المادة (20) على "تلتزم الدولة بتشجيع التعليم الفنى والتقنى والتدريب المهنى وتطويره، والتوسع فى أنواعه كافة، وفقا لمعايير الجودة العالمية، وبما يتناسب مع احتياجات سوق العمل وهو ما جعل الرئيس السيسى يطلب من المسئولين عن التعليم وضع آلية للتطوير والاستفادة من طاقات الشباب فى بناء دولة قوية على اساس حديثة وهو ما يريده الرئيس حتى تقف مصر فى مصاف الكبرى وهو ما دفع (السوق العربية) الإجراء حوار عن تطوير التعليم الفنى مع أحد خبراء التطوير فى هذا المجال الدكتور عمرو الدمرداش.



إنشاء بنك استثمارى للمنح والتبرعات لدعم المشروعات وإنشاء شركات تابعة له يساعد فى القضاء على البطالة

■ دكتور عمرو اولا ما هى أهمية التعليم الفنى بالنسبة للاقتصاد القومى؟

- التعليم الفنى رافد هام من روافد تنمية النشاط الاستثمارى للدولة فهو يقوم بتخريج عدد كبير يقارب الـ800 ألف خريج سنويا من المفروض انهم تروس فى سوق العمل والإنتاج لاى مجتمع اقتصادى وفى نفس الوقت يعتبرون ثروة قومية لو تم إعدادهم إعدادا جيدا وتدريبهم على سوق العمل واعتبارهم موردا من موارد الاقتصاد محليا واقليميا ودوليا.

■ هل للتعليم الفنى فى مصر جذور قديمة؟

- نعم التعليم الفنى عرف فى مصر فى كل العصور فكان هناك التعليم المهنى الخاص بالقصور الملكية فى مصر الفرعونية ووجد أيضا تعليم مهنى خاص بالمعابد كما وجدت ورش فنية خاصة مجمعة فى أحياء سكنية محدودة وكان نظام التعليم الفنى بها مرتبطاً بنظام التوريث الحرفى.

وكان هناك أيضا نوع من التعليم المهنى الرياضى العسكرى لأبناء الفراعنة والامراء والموظفين الكبار بالدولة لتخريج الضباط العسكريين.

وكان هناك التعليم المهنى الخاص بكتبة الدواوين الرسمية وهو يشبه التعليم التجارى حاليا.

وكان أيضا هناك تعليم زراعى اكاديمى وما وجد على مقابر بنى حسن وبعض البرديات التى تشير إلى اساليب الرى ووقت الحصاد وتربية الطيور والابقار وصيد الاسماك يعبر عن نظام زراعى لا يمكن ان يخلوا من اسلوب تعليمى دقيق.

ثم جاء عهد محمد على وجاءت معه أحلامه فى التوسع وآماله فى بناء إمبراطورية عظيمة توازى وتنافس الامبراطورية العثمانية ومن هنا كان اهتمامه بفتح المدارس المختلفة وجلب العلماء والفنيين من الخارج وإرسال البعثات للخارج أيضا وصاحب ذلك اهتمامه بالتعليم والكتاب المدرسى والتراجم كما حدث فى العصر العباسى كوسيلة لإنشاء جيل جديد من شباب الأمة لقيادة عجلة التنمية والنهوض بمختلف نواحى الحياة فى مصر الاقتصادية والصناعية والعسكرية والزراعية والكيمياء والطب وصاحب ذلك تعليم مهنى لكل هذه التخصصات وكلف محمد على فى عام 1836 عدداً من خبراء التعليم بتنظيم المدارس الفنية فى مصر

■ ما رأيكم فى التعليم الفنى حاليا؟

- فى فترات طويلة سابقا عانى التعليم الفنى من الاهمال والتهميش حتى تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى القيادة السياسية ومنذ ذلك الحين وهو يولى اهتماما بالغا بالتعليم بشكل عام والفنى بشكل خاص لكن قبل ذلك كان التعليم الفنى يعانى بعدما اعتمد رجال الاعمال والمستثمرون على عمالة معينة وليس لها علاقة بالتعليم الفنى بدلا من المساهمة فى اعداد خريج التعليم الفنى من خلال التدريب على سوق العمل والمساهمة فى القضاء على البطالة لكن ذلك لم يحدث الا مؤخرا من خلال بعض رجال الاعمال الوطنين الشرفاء وقد تأثر التعليم الفنى فى الماضى بسبب نظرة الكثيرين له بانه تعليم غير مهم وكانت هذه النظرة موجودة حتى داخل وزارة التربية والتعليم ذاتها فلا يلقى اهتماما كبيرا ويعتبر تعليما من الدرجة الثانية لكن فى الفترة الاخيرة فى حكم الرئيس السيسى بدأ الاهتمام بالتعليم الفنى وانشئت من اجله وزارة تم الغاؤها ثم جاء الرئيس مرة اخرى بنائب لوزير التعليم للتعليم الفني.

وهنا اذكر ان التعليم الفنى عانى كثيرا من محاولات غير مدروسة لتطوير مناهجه وعدم وجود خطة كاملة واضحة المعالم لتطويره طوال سنوات ماضية ولم يلق الاهتمام الا فى الآونة الاخيرة من خلال مجموعة من الاستراتيجيات المتتالية تنتظر الخروج للنور ودخول حيز التنفيذ.

■ ما الرؤية المثلى التى ترون ان التعليم الفنى يحتاجها لكى يتم تطويره بالفعل؟

- يحتاج التعليم الفنى إلى مركز قومى لبحوث تطوير التعليم الفنى يكون فيه وضع المعايير والخطط الاستراتيجية الخاصة بالمناهج والامتحانات والتقويم التربوى وبحوث السوق والوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم.

كما يحتاج إلى ادارة عامة لكل من الرقابة والشئون القانونية والاعلام والعلاقات العامة والشئون المالية وشئون العاملين والموارد البشرية.

يحتاج أيضا إلى مدير عام تطوير المواد لكل شعبة من شعبه وإلى رئيس ادارة مركزية لتطوير المواد.

يحتاج التعليم الفنى إلى بنك استثمارى للمنح والتبرعات يدخل ضمن مهامه مشروع رأس المال وصندوق دعم المشروعات وأيضا إنشاء شركات تابعة له الخ.

يحتاج التعليم الفنى إلى شركة للمقاولات تابعة له لها القدرة على التنافسية مع شركات المقاولات الكبرى لتنفيذ كل مشروعات التعليم الفنى وانشاء مدارس ومراكز للتدريب وأيضا المنافسة فى سوق العمل المحلى والاقليمى من خلال كوادرها الفنية من المعلمين وطلاب السنة النهائية من كل شعبة مرتبطة بنشاط هذه الشركة لتحقيق منظومة التعلم فى مكان العمل.

نطمح فى العدالة الوظيفية طبقا للكفاءة كما نحذر من الوساطة والمحسوبية وان يوسد الامر إلى غير اهله فى تعليمنا الفنى. أن الطاقة البشرية فى التعليم الفنى طاقة مهدرة ولا يجد الطلاب فى المنظومة التعليمية السائدة الان ما يصرف فيه طاقاته وإبداعاته من خلال تعليم جيد موجه لتنمية قومية حقيقية ولذلك لابد من توجيه التعليم توجيها تعليميا وتطبيقيا وحرفيا منتجا من خلال مشروعات تعليمية اقتصادية تعمل على تحقيق الاهداف القومية للوطن من خلال جعل كل أنواع التعليم تعليما مهنيا مع تطوير المناهج تطويرا يتناسب مع أحدث المتغيرات العالمية المناسبة لسوق العمل.

■ تم انشاء وزارة للتعليم الفنى وتم الغاؤها لماذا انشئت ولماذا ألغيت؟

- استحدث وزارة التعليم الفنى يعكس رؤية القيادة السياسية لاهمية هذا النوع من التعليم الذى يساعد فى خلق كوادر ماهرة فى شتى المجالات تساعد فى البناء والتنمية والالغاء لا يعنى تغيير الرؤية بدليل ان هناك منصب نائب وزير للتعليم الفني.

■ هل انت مع عودة وزارة التعليم الفنى ام ترى ان هناك بدائل اخرى؟

- يحتاج التعليم الفنى إلى كيان مستقل فإما ان يعود كوزارة مستقلة مرة اخرى يحدد مهامها وهيكلتها من الان او تكون هيئة للتعليم الفنى تابعة لمجلس الوزراء، لأن قيام كيان مستقل للتعليم الفنى يحل نصف مشاكله التى نعانى منها بسبب تبعيتنا لوزارة مثقلة بهموم 22 مليون طالب و2 مليون معلم.

■ ما أسباب عدم تحقيق التعليم الفنى فى مصر الكثير من أهدافه وعمل الخريجين من التعليم الفنى فى غير تخصصاتهم؟

- يرجع ذلك لعدم ربط المناهج الفنية بتطورات سوق العمل واحتياجاته حيث إن أغلب المناهج القديمة لم يتم تطويرها وإذا طورت فربما يتغير تصميم الغلاف والتوزيع الداخلى للصفحات وتوزيع المحتوى فيتخرج الطالب ويجد أن ما تعلمه منفصل تماما عن سوق العمل.

انخفاض المستوى العلمى والثقافى لطلاب التعليم الفنى نظرا لانخفاض مستوى المعلم الثقافى وعدم تصميم برامج منهجية للمواد الثقافية تتوافق وطبيعة نوعية التعليم الفنى.

تهتم وسائل الإعلام بالتعليم الثانوى العام وتهمل أنواع التعليم الثانوى الأخرى وكأنها لا وجود لها ما يؤدى إلى شعور الطلاب وذويهم بعدم أهمية التعليم الفنى.

ضعف برامج التطوير ووجود بعض التخصصات فى التعليم الفنى دون المستوى فمنها ما هو يجب ان يقسم إلى عدة اقسام ومنها ما يجب ان يتم دمجه.

انخفاض المصروفات المدرسية بالإضافة إلى عدم التحصيل الجيد لها.

ارتفاع كثافة الطلاب فى بعض الاقسام بالمدارس الفنية وقلتهم فى الاقسام الاخرى لسوء التوزيع من قبل الادارة المدرسية.

عدم ارتباط تدريس مناهج التخصص العلمية بمناهج التخصص العملية بالمدارس الصناعية وعدم ارتباط هذه المناهج بسوق العمل الفعلى.

أسلوب تدريس المنهج من المعلم يعتمد على الأسلوب القديم المعتمد على التلقين دون تطوير للموقف التعليمى نفسه وذلك لعدم توفير وسائل تعليمية مناسبة للتعليم الفنى من قبل إدارة الوسائل التعليمية وعدم توفير وسائط تكنولوجية وبرامج رقمية من قبل مركز التطوير التكنولوجى وضعف تصميم الكتاب المدرسى لطلاب التعليم الفنى بالإضافة إلى قلة وضعف الصور والرسوم التوضيحية به.

عدم التطبيق العملى لبعض بنود المنهج الفنى فى التخصصات المختلفة بالتعليم الفنى لقلة الامكانيات.

افتقاد روح الفريق داخل المدارس الفنية الصناعية بين المعلمين العلمى والعملى كما يفتقد المعلمون الكثير من مهارات القيادة والتخطيط والتعاون ضمن فرق العمل لتحفيز الطلاب على المنافسة فيما بينهم.

عدم تطبيق حصص النشاط الرياضى داخل المدرسة رغم وجودها فى الجداول المدرسية وربما تعطلها وعدم وجود للنشاط الثقافى والموسيقى ما أدى لاتجاه الطلاب للهروب من الحصص الدراسية لتصريف طاقتهم فى تصرفات غير مألوفة والشجار فيما بينهم والتدخين.

انخفاض دخل المعلمين بالتعليم الفنى أدى إلى اهتمامهم اما بالدروس الخاصة والمجموعات بالنسبة لمدرسى المواد النظرية أو بمشاريع رأس المال لمدرسى المواد العملية ومهن أخرى خارجية للمدرسين الذين لا يمكنهم إعطاء دروس أو مجموعات.. ما أدى إلى عدم الاهتمام بالمنهج أو بالناحية التعليمية.

عدم التزام الطلاب والمعلمين بالزى المدرسى اللائق وطابور الصباح وتحية العلم ما خلق نوعاً من عدم الالتزام وعدم احترام المكان وبالتالى الإدارة التعليمية وقلة وجود لافتات إرشادية تربوية للطالب تنمى فيه مبدأ المواطنة، وبناء عليه أرجو تصميم منهج للمواطنة الصالحة يقوم بتدريسه مدرسو الفلسفة والدراسات والاخصائيون الاجتماعيون وأمناء المكتبة.

عدم تطبيق العقوبات الرادعة لهروب وغياب الطلاب من جانب الإدارة المدرسية المهنية بسبب الوساطة أو عدم اهتمام الإدارة مما يجعل الطلاب الملتزمين لا يهتمون بالحضور أيضا أسوة بالطلاب غير الملتزمين طالما لا تطبق العقوبات على الطلاب الذين تجاوزوا النسبة وأدى ذلك إلى خلو الفصول التعليمية من طلابها ما يهدد بانهيار العملية التعليمية المدرسية بأسرها وتحولها إلى الدروس الخصوصية والمراكز التعليمية.

■ لماذا فشلت تجربة المدارس الالمانية فى مصر أو مدارس ما يعرف بمشروع مبارك كول؟

- لم تفشل لكن تحتاج إلى اعادة مراجعة لهذا النظام وكل ما يتعلق به وهو الان له اسم اخر حيث اصبح اسمه التعليم والتدريب المزدوج من بعد 25 يناير.

■ ما الفرق بين التعليم الفنى فى مصر والدول المتقدمة؟

- التعليم الفنى فى مصر بوضعه الحالى عبء على الدولة ويعتبر اهدارا للمال العام والسبب فى ذلك لا يقع كاملا على عاتق الدولة لكن يجب مشاركة المجتمع الأهلى والمجتمع الاستثمارى كله زراعى وصناعى وسياحى وهذا هو ما يحدث فى الدول المتقدمة.. ولك ان تعلم ان فى المانيا فقط توجد نصف مليون منشأة استثمارية من ضمن انشطتها تدريب الطلاب كنوع من المشركة المجتمعية فى اعداد الخريج منتجا ولو أردنا تطبيق هذا فى مصر فلابد من سن تشريعات ملزمة.

■ نسمع كثيرا عن أهمية مصادر التعلم للتعليم الفنى ما مصادر التعلم؟

- مصادر التعلم للتعليم الفنى متعددة منها الكتاب المدرسى والمكتبة ومعامل الوسائط المتعددة بما فيها من افلام ومعامل افتراضية بالإضافة إلى الورش التى يتعلم فيها الطلاب تعليما مباشرا وكذلك التدريب الإنتاجى.

■ الكتاب المدرسى يكلف الدولة الكثير ولا يستخدمه الطالب بالفعل ما رؤيتكم بالنسبة لموضوع الكتاب المدرسى؟

- هناك أكثر من اقتراح بالنسبة للكتاب المدرسى نظرا لأن الدولة تتحمل مليارا و400 وهى فى تزايد مستمر كل عام للإنفاق على طباعة الكتاب المدرسى بلا جدوى حيث يكون الكتاب فى نهاية العام الدراسى جديدا تماما ولم يفتحه الطالب نظرا لاعتماده على الكتب الخارجية وملخصات المعلمين وهذا حقيقة يعلمها جميع أولياء الامور والمعلمين والطلاب.

فأما أن يتم الغاء طباعة الكتاب المدرسى على نفقة الدولة وأن تطرح المادة العلمية كاملة مصاحب لها افلام تعليمية وصورة توضيحية يتم وضع المادة العلمية على شبكة الانترنت للاستخدام الطلابى وطباعتها من قبل الطلاب عند الحاجة أو يتم توزيع المنهج التعليمى على أقراص مدمجة بدلا من طبع الكتاب المدرسى وهذا يجعل الطلاب أكثر إيجابية فى استخدام الانترنت فى التعليم بدلا من الشات والمواقع الاباحية الا انه لا غنى عن الكتاب المطبوع بسبب مشكلة القراءة من الشاشة مجهدة بصريا عن القراءة من كتاب مطبوع.

أو يطرح المنهج على شركات إنتاج الكتب المدرسية الخارجية ليطبع بمستويات مختلفة من الطباعة والمعالجة وتتناسب أسعاره مع نسب الدخول المتفاوتة لأولياء الأمور بشرط ان تكون الصور التوضيحية ملونة وأن يكون دور الدولة اشرافيا على جودة هذه الكتب وضبط أسعارها.

أو يطبع الكتاب المدرسى للتعليم الفنى على نفقة الشركات التجارية والصناعية والزراعية بنظام الرعاية حيث تقوم مجموعة من الشركات برعاية مرحلة مدرسية وطباعة كتبها والانفاق على تطوير التعليم بها وهنا قد نجد الجمهور من اولياء الأمور يتجهون إلى شراء منتجات هذه الشركات لعلمهم بانها هى السبب فى جودة تعليم أولادهم.

أو يصبح الكتاب المدرسى المطبوع على نفقة الدولة عهدة يتسلمها الطالب ويحافظ عليها ويردها العام التالى ليتسلمها طالب آخر على أن يحدد عمر الكتاب بعدد من السنوات 3: 5 مما يعطينا الفرص اللازمة لتطوير أسلوب طباعة وتغليف وعرض المحتوى فى الكتاب المدرسى وجعله جذاباً للدارسين مع تزويده بالوسائل الملونة مع إصدار CD مع كل كتاب دراسى يشتريه الطالب بسعر التكلفة أو بهامش ربح بسيط يساعد العائد منه على الإسهام فى مشروعات تكنولوجيا التعليم.

ويدفع الطالب الذى يتلف كتابه قدراً تأمينياً على الكتاب التالف وسنجد أن هذا الموضوع فى أوله سيكون صعباً ولكن بعد 3 أو أربع سنوات سيصبح نمطاً فى حياتنا فى مصر وإذا لم تتم هذه الفكرة فعلينا أن نحول الكتاب المدرسى إلى مرجع يحتفظ به الطالب فى مكتبته بدلاً من بيعه للف المأكولات وذلك بتطوير الغلاف والصور التوضيحية وإخراج الأسئلة من الكتاب وطبعها فى كتيبات صغيرة خاصة بها ودمج بعض المناهج للصفوف الدراسية فى كتاب واحد.

كما يجب إصدار كتاب للمعلم يكون مطبوعاً خصيصاً له يحتوى على كافة الوسائل والوسائط المساعدة التى يمكن أن تتوافر فى المدرسة من CD أو دسكات أو شرائح أو أشرطة فيديو (لتغطية كافة المهارات التعليمية السمعية والحركية والبصرية للطلاب) ويوضع فى المعمل الخاص بكل تخصص أو فى المكتبة المدرسية وطرح أجهزة الكمبيوتر المحمولة حتى إن كانت مستعملة (استيراد) ومدعمة للمعلمين ويمنع المعلم من التصرف فيها بالبيع وان تكون مصاحبة له داخل الفصل كالكتاب المدرسى.

كشكول التحضير: يجب الاستغناء عنه واستبداله بآخر مطبوع لتوحيد تدريس خطة المنهج وتوقيت إنهائه على مستوى الجمهورية.

المكتبة ومعامل الوسائط المتعددة:

كما يجب الاهتمام بالمكتبة المدرسية ومعمل الوسائط المتعددة وأن يمتد وقت المكتبات المدرسية بساعتين أو ثلاث بعد انتهاء اليوم الدراسى لإتاحة الفرصة للطلاب والمعلمين للاطلاع وتجهيز البحوث الخاصة بهم ولجعل الطلاب أكثر اندماجا وايجابية نحو المكتبة يمكن ان يلحق بالمكتبة معمل وسائط متعددة يحتوى على 10 أجهزة كمبيوتر

■ ما الدور الذى ترى ان الهيئات والوزارات يجب ان تلعبه فى منظومة التطوير القومية للتعليم الفنى؟

- لن تؤتى أى منظومة لتطوير التعليم ثمارها إلا بإشراك جميع الوزارات والهيئات الحكومية والأهلية بها من خلال تفعيل دور هيئة ضمان جودة التعليم.

كما يجب ابتكار جهاز رقابى جديد بهيئة ضمان الجودة لمراقبة نظم التعليم مع وجود مراقبة سرية داخلية لسير العملية التعليمية بكل مدرسة للوقوف على المعلومات والمشاكل فى صورتها الحقيقية ولا يكون له أى سلطات تأديبية بل يكون حياديا وموضوعيا ليس هدفه صنع المشكلات وزيادة تفاقمها بل البحث عن حلول إيجابية لها. يقوم بإعداد تقارير عن المشكلات تقدم إلى الجهات المعنية دون أسماء لمحاولة ايجاد حل لها. مع اشراك كل الوزارات فى عمليات التطوير والتدريب وخلق فرص عمل ومشاركة الدول العربية فى ذلك من خلال احياء الهيئة العربية للتصنيع (بميزانيات مشتركة من الدول العربية) بمحاولة استقطاب بعض الدول العربية الغنية المؤيدة لها دولة بعد الأخرى حتى تشعر الدول الرافضة لهذه المشروع أنها لا بد أن ترتبط بهذه المنظومة ودمج جميع مراكز براءات الاختراع لهذه الهيئة حيث تقوم الهيئة بتبنى المبتكرين والمخترعين واختيار الصالح من ابتكاراتهم وتطويره ثم تصنيعه بإنتاج كمى مع ربط الهيئة بالمدارس المهنية والصناعية والتقنية فى الدول العربية.

كما يجب استحداث ادارة بالداخلية للانضباط الطلابى يشرف عليها ضباط شرطة خريجى اكاديمية الشرطة والخدمة الاجتماعية وأن تعود وزارة الداخلية إلى القبض على طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية الهاربين من المدرسة فى المقاهى والحدائق أثناء اليوم الدراسى وتسليمهم إلى مدارسهم باستدعاء أولياء امورهم.