مصير العالم العربى لا يعلمه إلا الله.. وربنا يعين السيسى
الأمير طلال بن عبدالعزيز لـ«السوق العربية»:
الأمير طلال بن عبدالعزيز شخصية عربية مميزة ترك العمل الرسمى والسياسى وفضل العمل الإنسانى والتنموى ومساعد مواطنى الدول النامية والفقيرة لاسيما الأطفال والنساء حتى وصل عدد المؤسسات التى أنشأها ويشرف على عملها إلى ١٥ مؤسسة من بينها برنامج الخليج العربى لدعم منظمات الامم المتحدة “أجفند” فى حوار خاص لصحيفة “السوق العربية المشتركة”، قال الأمير طلال بن عبدالعزيز، رئيس برنامج الخليج العربى “أجفند” إن “مصر الشقيقة تمر ببعض الأزمات، بالرغم من تحركاتها الجيدة داخليا وخارجيا، ولكن بتصميم الإخوة المصريين وإرادتهم سوف تمر من أزماتها وتعود لما كانت عليه”،لافتا إلى أن منظماته التى تضم 15 مؤسسة امتدت فى ربوع العالم العربى تعطى المزيد لخدمة الإنسان العربى،
وأشاد الأمير طلال ببدء تولى أحمد أبوالغيط، عمله أمينا عاما لجامعة الدول العربية، قائلا إنه رجل قادر على تولى هذا المنصب لما له من خبرات وكفاءة، ووقع صاحب السمو الملكى، الأمير طلال بن عبدالعزيز، رئيس برنامج الخليج العربى “أجفند”، أربع اتفاقيات دعم فى مجالات تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بتمويل من مؤسسة “أجفند”. وكانت الاتفاقيات التى تم توقيعها: اتفاقية دمج وتأهيل أطفال الشارع من خلال تربية الأمل “أنا اخترت الأمل”. اتفاقية الارتقاء بمركز وتنمية رياض الأطفال بالمدينة التعليمية بمصر وتحسين الاستعداد المدرسى. اتفاقية دعم دور المجتمع المدنى والإعلام فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030. اتفاقية المؤتمر العربى لإعداد المعلم العربى معرفيا ومهنيا ويأتى التوقيع على الاتفاقيات الأربع فى إطار فعاليات اجتماع اللجنة العليا لتعزيز الشراكة بين المؤسسات التنموية التى أسسها الأمير طلال، والتى تضم 15 مؤسسة تنموية والى نص الحوار :
أبو الغيط قادر على تولى زمام الجامعة العربية
■ المشروع الكبير الذى يحتضن الوطن العربى "أجفند" ما فكرته؟ خاصة الشمول المالى فى المشروعات الصغيرة؟
- بدأتها منذ سنوات مع دكتور طب مخلص لعروبته سورى الجنسية كان يحضر إحدى الجلسات التى كنت أعقدها بالرياض فقال لى إن افكارى متشعبة ومختلفة لماذا لا تحصرها فى التمويل على برنامج معين يسمى برنامج "دول الخليج العربى" فوجدتها فكرة ممتازة وتمسكت بها واليوم التالى عرضتها على الوزراء ورؤساء الدول الخليجية فوافقوا عليها فى الحال ومن هنا سطعت "أجفند".
■ من المستفيد سمو الأمير من الخدمات التى تقدمونها بالتحديد فى "أجفند"؟
- المواطن العربى هو المستهدف وإن لم يستفد فلا عمل لنا، فى هذه المؤسسات هدفنا هو البحث فى الشعوب العربية عن الفرد المحتاج من تعليم وصحة لكى نفيده وبعدها ننشره حتى يكون للجميع حافزا وثقة ويكون مسموعا بالنسبة للفرد.
■ سمو الأمير الاجتماع فى القاهرة هذه الأيام ويضم كل المؤسسات التى قمتم بإنشائها، ما الذى وصلتم اليه وإلى أى مدى نجحت هذه المؤسسات فى تقديم خدماتها إلى الشعوب العربية؟
- نحن لا نملك منظمات إحصائية لكى تحصى هذه الأمور لو سألت أى شخص فى الدول يقول لك لا أعلم فينقصنا هذا الشى فيما يخص الإحصاء أعتقد لا يزال هناك التوسع فى هذا الأمر وإذا كان أنه لم ينتشر فى أوله قبل الاجتماعات هذه فى الـ15 منظمة ومؤسسة التى على مرأى ومسمع الإعلام الآن حتى تكون مبعث اهتمام المواطن حتى يساهم معنا فى تطبيقها.
■ نصيب الفقراء سمو الأمير من مؤسساتكم المختلفة فى الوطن العربى وخارج؟
- والله لو كان الفقر رجلا لقتلته، الفقر مميت ولا يمكن أن ننتظر من إنسان جائع وفقير أن يكون مخلصا، يجب أن تتضافر كل الجهود من أجل القضاء على الفقر، حتى تمضى السفينة فى طريق سليم، واننا نسعى فى إطار برنامج الخليج العربى للتنمية إلى القضاء على الفقر.
■ فضّلت تنمية المواطن العربى على إعطائه المال بشكل مباشر.. كيف يتم الاستفادة من هذه التنمية فى إفادة لنفسه أولا ولكى يفيد بلاده ثانياً؟
- صعب الجواب عن هذا السؤال لأنه حاول أناس كثيرون قبلنا فوجدوا ما عملوا ضعيفا ومحدودا فبحثنا عن مصادر هذا الضعف وأن نعاود تحسينها أو القفز عليها للوصول إلى المواطن العربى لذهنه وتفكيره السليم.
■ تعاون المؤسسات العاملة فى المجال التنموى فى الوطن العربى إلى أى مدى تقيمه؟
- ليس هناك تعاون عربى للأسف الشديد إلا بعد العدول عن بعض الأمور لأنهم يقيمون علاقة التعاون بمدى رضا الحكام عن بعضهم، وإذا حدث خلاف فى وجهات النظر تحدث خلاف وتجد الأمور مضطربة بينهم.
■ هل هناك عراقيل توضع من قبل بعض الدول لكم.. كنا قد تحدثنا مع سموك فى الحديث السابق أن هناك عراقيل أمام بنك الفقراء مثلا هل تم حلها؟
- أحيانا قلة الوعى لأهمية بنوك الفقراء فنحن نطرح باستمرار أرقاما معينة نحن نملك 3 ملايين فى الوطن العربى لبنك الفقراء المهم للمواطن ليس أن تعطيه عيش "خبز" لكن أن تنقذه من البطالة نحن أنقذنا 3 ملايين من البشر من البطالة وليس هناك بيننا وبين الفقير اتفاقيات وعهود موقعة ما هى إلا شفوية لأن الفقير عندما يوعدك بشىء ينفذه أفضل من ذلك الذى يوقع 20 توقيعا للبنوك ويخالفه، الفقير أمين عندما يعطيك كلمة يوفى حقها.
■ اتجهتم سموك إلى مساعدة اللاجئين السوريين بتقديم منح وقروض لهم.. كيف يتم ذلك وعلى أى أساس يتم الاختيار وهل هناك دول محددة يتم الاختيار عليها؟
- اللاجئون أعانهم الله فى بلاد فيها من المشاكل الاجتماعية ما لا يسر ما تم تقديمه من مؤسساتنا ومن الدول المضيفة أو الأمم المتحدة ليس فيه تقصير لكن هذه الإمكانات الموجودة عند العالم العربى فالمطلوب منا الحد من التفرقة، والمهاجرون لماذا يهاجرون لأن قلة المال لتعيش أو لعدم وجود حريات وأمن وأمان، والحرية هى العنصر الاساسى للذين يفقدون حريتهم فى بلادهم وعلى سبيل المثال الذين يقبض عليهم ويسجنون ويتم سحب الجنسية منهم إلى أين يذهب من هو فى وطنه الحر وداخل وطنه، وذلك لا يجوز.
■ سمو الأمير بعد 5 سنوات من الاضطرابات السياسية والحروب فى الوطن العربى كيف ترى مصير الوطن العربى بعد هذه السنوات العجاف؟
- لا يعلمه إلا الله، خاصة أننا قليلا ما نجد دولة عربية ليس بها مشاكل، وأن النقد محرم عند الكثيرين فى الوطن العربى بالرغم من كونه مرآة الحاكم.
■ هل الفكر السياسى فى العالم العربى يريد أن يتغير حتى يتواءم مع مجريات الأمور مع الوقت الحالى أم لا؟
- للأسف لا يوجد فكر سياسى فى المنطقة العربية.
■ ما السبيل لكى نصل به إلى بر الأمان؟
- سؤالك واضح وجميل وتصعب الإجابة عنه.. لكن الرخاوة فى اتخاذ القرارات سبب المشكلات فى الدول العربية، ومعظمها تكون غير عادلة ونحن فى حاجة لأن تؤمن القيادات العربية بأنه لا تقدم إلا بالحوار والمصارحة، فمرآة الحاكم والمحكوم هى المصارحة والحوار.
■ سمو الأمير ربما نعانى الآن من أزمات اقتصادية فى مصر ما السبيل فى رأيك الشخصى من أجل الخروج من هذه الأزمات؟
- إن مصر الشقيقة تمر ببعض الأزمات، بالرغم من تحركاتها الجيدة داخليا وخارجيا، لكن بتصميم الإخوة المصريين وإرادتهم سوف تمر من أزماتها وتعود لما كانت عليه"، مصر بها 90 مليون مواطن، وهو عدد كبير وأن هناك أمورا كثيرة اتخذت فى سبيل الإصلاح الاقتصادى فى مصر والله يعين الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القرارات الاقتصادية".
■ كيف ترى تولى وزير الخارجية المصرى السابق أحمد أبوالغيط منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، وهل هو قادر على إدارة ملفاتها بشكل جيد؟
- تولى أحمد أبوالغيط، عمله أمينا عاما لجامعة الدول العربية شىء طيب لأنه رجل قادر على تولى هذا المنصب لما له من خبرات وكفاءة، مضيفًا أننا فى حاجة إلى الصراحة، ودائما أقول إذا كان هناك خجل ليس من الجامعة العربية وإنما من أعضاء الجامعة العربية، فهناك قرارات اتخذت ولم تنفذ.
■ الطفل هو النواة الأساسية لأى مجتمع فما الطريقة لمواجهة تحديات أوضاع الطفولة فى البلدان العربية؟
- هو الاهتمام بتنشئة الأطفال ورعايتهم ثقافياً، واجتماعياً، وصحياً، وبذلك نضمن خلق أجيال قادرة على هضم المعطيات التكنولوجية المتقدمة والسيطرة عليها دون الاكتفاء باستيراد الجاهز منها، وأن نحافظ فى الوقت ذاته على تراثنا وقيمنا وأصالتنا العربية والإسلامية.
■ ماذا عن خطة المجلس العربى لتنشئة الطفل العربى للمستقبل؟
- خطة المجلس خاصة هذا العام تتضمن برنامج عمل متكاملا يشمل عدة مكونات رئيسية هى تربية الأمل لأطفال الشوارع، ومرصد إعلامى لحقوق الطفل فى البلدان العربية، وبناء نموذج جديد للتربية، وآخر لدمج الأطفال ذوى الإعاقات فى التعليم والمجتمع، والمجتمع المدنى العربى للطفولة، وتنمية المعرفة بسياسات التنشئة لدعم النموذج الجديد، وتنمية الطفولة المبكرة.
■ كيف يعتمد المجلس العربى للطفولة والتنمية فى تنمية موارده وممارسة أعماله؟
- المجلس يعتمد على تبرعات الأفراد والهيئات الأهلية والحكومية والدولية وأموال الزكاة وكذا استثماراته سواء أكانت عينية أم نقدية، كل ذلك بشرط ألا تتعارض مع أهداف المجلس أو تخل باستقلاليته، وذلك لضمان استمراريته فى تحقيق رؤيته ورسالته وأهدافه.
■ كيف يستفيد الشباب من فكرة "اجفند" التى ظهرت تحت عنوان "افاق الإبداع فى الشمول المالى"؟
- مكافحة الفقر لا تعوزها الأموال بقدر ما تعوزها الأفكار التى تبدع المشاريع المجدية، ولذلك أخذت مسمى الإبداع، وتقدم طيفاً واسعاً من المنتجات الملبية لاحتياجات المستهدفين ويمتلك الشباب مفاتيح التطلع وهناك نماذج عديدة لشباب ودعوا البطجالة، وأصبح لديهم مشاريع تنمو وتكبر، وأصبحوا مصادر فى سوق العمل لفتح فرص لغيرهم من الشباب وذلك من خلال "الشمول المالى" الذى حققته بنوك أجفند انفتح المستهدفون على آفاق خدمات ومنتجات تتنوع ما بين الإقراض والادخار والودائع والحسابات الجارية والتأمين الصحى والتكافلى والتحويلات وصرف العملات.
■ ما مدى أهمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر الخاصة ببرنامج الخليج العربى للتنمية "أجفند"؟
- المشاريع الصغيرة والمتوسطة تمثل آلية تنموية مهمة، وبدأت الدول تنتبه إليها، كونها تسهم فى حل إشكالات اقتصادية واجتماعية، وتشير الإحصاءات إلى أنها تشكل نحو 90% من اقتصادات دول كثيرة، وتوفر نحو 40% إلى 80% من إجمالى فرص العمل.
■ اذن هل للإعلام فى ما يخص مؤسساتكم ومنظماتكم دور كبير.. هل فكرتم بوجود آلية خاصة بكم وتتابع وتراقب التواصل والفاعلية للمنتج الإعلامى العربى؟
- نعم.. هناك اجتماع للجنة الاستشارية للمرصد الإعلامى لحقوق الطفل العربى، الذى أسسه المجلس، بالتعاون والشراكة مع برنامج الخليج العربى للتنمية "أجفند" وجامعة الدول العربية، ليكون آلية تعنى برصد ومتابعة ومراقبة الإعلام العربى فى ما يخص حقوق الطفل وتحرى المهنية، بهدف المزيد من التواصل والفعالية للمنتج الإعلامى العربى، والتزامه بالبعد الحقوقى، لترشيد مسار البعض منه، والمجلس والشركاء فى إطار تنفيذ مكونات المرصد الإعلامى لحقوق الطفل، أعد مبادئ مهنية لمعالجة الإعلام العربى قضايا حقوق الطفل، والمهنية هنا تنطوى على مثلث ثلاثى الزوايا الأولى منها يعتمد على المعرفة والثانى يعتمد على المهارات التى تطبق المعرفة بشكل جاذب وهادف، أما الثالث فهو ذلك الذى يعتمد على الأخلاقيات التى تعلى من المصلحة العامة وتراعى القيم الإيجابية ومصلحة الوطن.