اللواء رضا إسماعيل رئيس الهيئة العامة للنقل النهرى لـ«السوق العربية»مشروع تاكسى النيل ليس وهميا لكنه واعد ويحتاج إلى النموذج المالى والدعم اللا محدود من الدولة

الهيئة العامة للنقل النهرى من الهيئات الخدمية التى لها دور كبير فى تقديم خدمات نهرية للمواطنين من خلال المراسى والمراكب التى تقوم بعمليات نقل المواطنين من مكان لمكان فى نهر النيل، وللهيئة دور كبير فى إحداث توازن إلى حد ما بالنسبة للمواطنين البسطاء من خلال التنسيق مع محافظة القاهرة فى أتوبيس النقل النهرى لنقل الركاب، الحقيقة التى لا تدع مجالا للشك إن لهذه الهيئة دورا كبيرا ونظرا لإهمال الدولة لها منذ سنوات فهى تفتقر للدعم المادى كما أن رواتب العاملين بها هى من أقل الرواتب الأمر الذى أدى إلى فقدان الهيئة لدورها الحيوى فى بعض الأحيان وعلى الرغم من الظروف الصعبة التى تمر بها الهيئة وتكرار الحوادث النهرية واصطدام المراكب النيلية بكبارى النيل ووجود مشاكل كبيرة فى دفع عجلة التنمية للهيئة للأمام إلا أن هناك جهودا كبيرة ومخلصة قد قام بها اللواء رضا إسماعيل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للنقل النهرى وقد التقينا «السوق العربية» باللواء رضا إسماعيل الذى تحدث بصراحة عن كل المعوقات التى تواجه الهيئة وعن دور الهيئة المستقبلى الذى لو أحسنت الدولة أن تهيئ لهذا الدور أن يقام لتم القضاء على ظاهرة تكدس السيارات والازدحام على كورنيش النيل، كان لقاء مفعما بالصراحة وتم وضع النقاط على الحروف والتى توضح للرأى العام أن الهيئة مظلومة فى كل ما ينسب إليها من افتراءات.

الهيئة لم تخطئ وكل أوراق المركب ورخصها سليمة والسائق سبب الكارثة يوم العيد

■ اللواء رضا إسماعيل رئيس الهيئة العامة للنقل النهرى ما الجديد بالهيئة الذى قمت به فى الفترة الماضية؟

- فى الفترة التى جئت فيها كانت حادثة الوراق وكانت هذه الفترة سيئة والوضع فيها صعب وكانت هناك مخالفات كثيرة فى نهر النيل وكان مستوى التفتيش من الهيئة ضعيفا لقلة عدد المفتشين وكذلك ضعف كفاءتهم ولقد أصدرت تعليمات بتأهيل الشباب وناس كثيرة لرفع معدلات الكفاءة والأداء لأننا نمر بـ19 محافظة على نهر النيل وتم تزويد العدد وتأهيل الكوادر والناس وعملنا مع شرطة البيئة والمسطحات وهناك تنسيق يومى فى الحملات المكثفة ونحن نقوم بعمل مخطط نهرى على المحافظة ومنطقة القاهرة الكبرى، بالإضافة إلى أننا عندنا تفنيش على الصنادل النيلية والعائمات طبقا للأعباء والإمكانات المتاحة، فنحن نعمل ما علينا ونوفى التفتيش حقه ولا نتستر على أى شىء ومع ذلك مازلنا نعانى من وجود مخالفات من الشخص فمن أهم ما تم عمله وإنجازه.

تغليظ العقوبات وأجرينا تعديلات للتنفيذ وحاليا هذه التعديلات معروضة فى قطاع التشريع فى وزارة العدل ولقد قمنا بعمل العديد من الاجتماعات للتشاور ولكى تظهر هذه التعديلات بصورة سليمة.

الانضباط تحقق ونأمل أن يكون بقدر أعلى منه فى النيل فنحن نحاول أن نوعى المواطنين خاصة فى أيام العطلات والنزهات والأعياد والمناسبات.

توعية المواطنين قبل الأعياد وتوعيتهم أيام الأعياد والتوافق على المراكب النيلية نحن نبدأ قبلها بأسبوعين وكذلك المراسى التى يذهب إليها الناس فنحن نقوم بحملات تفتيش من خلال اللجان التى تقوم بالتفتيش على رخص المراكب وصلاحية المراسى النيلية لصالح صحة ولسلام المواطنين فنحن نبذل أقصى ما لدينا من جهود ونأمل أننا نقوم بدورنا فى توفير الرفاهية والأمن والأمان للفرد العادى فهم أمانة فى أعناقنا.

■ تزايدت حوادث المراكب النيلية فمثلا فى العيد الماضى اصطدمت مركب محملة بالمواطنين فى أحد كبارى النيل ما نتج عنه وفاة أربعة من أسرة واحدة وهى أسرة باكستانية فماذا فعلتم؟

- يوم العيد صباحا كان فى مركب الجزيرة ورقمها 5088 وهى مركب خشبية وصاحبها أحمد النجار فكان من بعد الساعة 11 ليلا فالمركب كان اللى سايقها واحد واصطدمت فى كوبرى 15 مايو ويذكر أنهم سوف يحللون إذا كان السائق أخذ مخدرا أم لا وأهمل أنه ساب المركب تدخل فى الكوبرى وأسفرت عنه وفاة أربعة باكستانيين توفاهم الله وبعد الحادثة تم القبض على صاحب المركب ولقد أصدرنا تعليمات بتشكيل لجنة من الهيئة ولقد عاينت المركب وتقدمت لشرطة المسطحات وتم وضع الموضوع وبه خطأ شخصى لسائق المركب ولكن المركب كانت مرخصة ورخصتها كانت سارية.

■ هل هناك تعويضات سوف تدفعها الهيئة أو صاحب المركب للأربعة باكستانيين لأسرهم بعد استخراج شهادات الوفاة؟

- لو أن التحقيقات فى النيابة سيكون من ضمن الأحكام طبقا لقرار النيابة سوف يتم التنفيذ فى أى شىء ولقد أدينا ما علينا ودورنا أننا قمنا بالتفتيش ولسنا مسئولين عن إهمال سائق المركب.

■ هناك شائعات عن وجود تماسيل أسفل كوبرى قصر النيل هل الهيئة قامت بأى دور فى ذلك؟

- لا يوجد تماسيح فى النيل ولكن التماسيح فى بحيرة ناصر وهيئة تنمية البحيرة، فالنيل بفرعيه من القاهرة لأسوان لا يوجد فيه تماسيح وكفانا شائعات فالبلد لم يعد يحتمل كل هذه الشائعات فهى هدفها البلبلة ونشر ثقافة الخوف عند الشعب وهذا لن يحدث لأن مصر آمنة بإذن الله.

■ البعض أطلق على تاكسى النيل أنه مشروع «الفنكوش» وأنه وهم.. فماذا تقول فى ذلك؟

- تقييمى لمشروع تاكسى النيل ورؤيتى كمسئول عن ملف النقل النهرى أنه مشروع واعد وعندما توليت رئاسة الهيئة كان هذا الموضوع هو من الموضوعات التى تم عرضها فى مقدمة الأولويات وحجم الجهود الذى بذل فيه كان مجهودا كبيرا لكن كان ينقصه النموذج المالى وكيف تتعامل الهيئة مع مشروع وليد مع المستثمر كمشغل وفى نفس الوقت تم العرض على الدكتور سعد الجيوشى وزير النقل الأسبق وقبلها كان مثار اهتمام المهندس هانى ضاحى وبعدما تم العرض على الجيوشى تم اتخاذ قرار لعمل نموذج مالى وعمل دراسة من خلال الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى عن طريق البحوث والدراسات والدراسة من النواحى الفنية والمالية وتم عمل تشغيل تجريبى فى 1/3/2016 وفى هذه الفترة كنا قد انتهينا من شغلنا كنقل نهرى ودورنا بعد ذلك تم العرض لكراسة الشروط وتم عرضها على مجلس الوزراء لأنه مشروع وليد والنموذج المالى جديد ولابد من استخدامه بالطريق السليم الاستئذان لمجلس الوزراء لأخذ الموافقة، فالموضوع حاليا يدرس فى الجهات العليا من جميع الأطراف، فنهر النيل به سبع جهات مشتركة فى مقدمتها وزارة الرى والداخلية ومحافظة القاهرة والبيئة وبعض المحافظات ويتم دراسة الموضوع من قبل الجهات الأخرى وحاليا نحن فى طور الجهات التى تدرس الموضوع والمفروض أن هذا الموضوع يتجمع ويتخذ فيه القرار من مجلس الوزراء واحنا عملنا شغلنا والجهات العليا هى التى تعطى الموضوع للجهات الأعلى لاتخاذ القرار فالهيئة انتهى دورها بنسبة 90٪ من مشروع تاكسى النيل فى وضع المواصفات والنموذج المالى والاشتراطات والأمان وكل السبل الأمن المطلوبة لدخول المشروع حيز التنفيذ.

■ هل هناك تنسيق مع الهيئة العامة للنقل العام لمحافظة القاهرة لتطوير الأتوبيس النهرى؟

- الأتوبيس النهرى هو تابع للهيئة العامة للنقل العام بمحافظة القاهرة والمحافظة تقوم بعمل مشروع تطوير الأتوبيس النهرى عن طريق الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص بوزارة المالية وخلال الشهرين الماضيين نحن فى تنسيق دائم ومن خلال تعليمات د.جلال السعيد وزير النقل أننا قد انتهينا من الدراسات للشركات فى وزارة المالية وتم الإعلان عن مشروع الأتوبيس النهرى وهو إعلان دولى والمفروض أن يأتى المستثمرون وهذا يتم حاليا.

■ هل هناك جولات تفقدية تقومون بها لرفع معدلات الأداء والوصول بالهيئة لبر الأمان؟

- هذا يحدث بالطبع فنحن فى لقاءات دائمة فبالأمس كنا فى محافظة القاهرة مع الأطراف المعنية وكنا نقوم بمناقشة عدد المراسى والمتاح فيها والمرخص حتى تكون المراسى نسبة كبيرة منها مؤهلة للركاب والمراكب ونكون فى سبل الترخيص مع هيئة التنمية الزراعية، فالمخطط الكبير هو نقل 2 مليون راكب سنويا بالقاهرة الكبرى فنحن نعمل على تهيئة كل ظروف الراحة للراكب وحل جميع المشاكل والمعوقات التى تعترض مسيرة التنمية، فالنقل النهرى هو مفتاح الخدمات للمواطنين وهو وسيلة فعالة وميسرة لكل مواطن مصرى وليس بها أى نوع من الغلاء، فنحن نشعر بالاحتياجات الفردية للمواطن المصرى ونعيش معه كل همومه لذلك فإننا نسعى بكل الطرق أن نوفر له وسيلة نقل آمنة وفى نفس الوقت بأسعار مناسبة وبعيدة عن الاستغلال واللا مبالاة من البعض فبإذن الله سوف نعمل جاهدين على استمرار الرقابة والتفتيش لمواجهة أى كوارث أو إهمال من أى أحد لأن المواطنين هم أمانة فى أعناقنا وسنعمل جاهدين على توفير كل سبل الأمان والطمأنينة لهم وأحب أن أقول إن الهيئة ساهرة وتبذل أقصى ما لديها من جهد من أجل المواطنين المصريين لأنهم يستحقون الراحة.

■ ما رؤية سيادتكم لتطوير النقل النهرى فى مصر؟

- النقل النهرى بداية فى 2011 يواجه تراجعا حتى تاريخه وهذا التراجع له أسبابه منها استحواذ النقل بالشاحنات على حجم النقل العام بجمهورية مصر العربية حوالى 98٪ من حجم النقل ينقل بريا وعندنا مشكلة وهى دعم السولار والحمولات الزائدة فلابد من تكاتف الدولة ودعمها للنقل النهرى لأنه بوابة الاقتصاد والأمل لمصر.

■ ما الإجراءات التى تم اتخاذها لتقليل حوادث النيل؟

- نحن مسئولون عن أننا نعطى التراخيص بناء على الصلاحية الفنية فهذا هو الجزء الأصيل بنا ونحن نفتش عليه دوريا ولو هناك خطأ شخصى سنخضع جميعا للتحقيق.. إننا نقوم بعمل المعاينات الدورية والتفتيش على المراكب النيلية عموما وأى خطأ نجابهه بتحويله للنيابة فورا فلا تستر على أى نوع من أنواع الإهمال.

■ هل تشمل الجولات التفقدية التى تقومون بها المحافظات؟

- نحن كنا فى ترعة الإسماعيلية فى فترة العيد كنا فى المراسى كلها لقد قمت بالمرور عليها بالإضافة إلى ذهابى لمحافظة المنيا وكنت فى الجنوب وكفرالشيخ والمنصورة وكل الجولات التى أقوم بها هى من أجل متابعة الأداء لكشف أى نواحى قصور فى أى مكان وأنا أتابع بنفسى كل شىء فالأداء وتنفيذ المهام والنجاح عندى أهم من أى شىء والحفاظ على صحة والسلامة المواطنين فهم أمانة فى أعناقنا، فكما ترى لقد جاءنى إشارة إلى أن هناك سيارة نصف نقل تعرضت للغرق فى ترعة النوبرية عند الكيلو 19 ونحن قمنا بعمل اللازم وتوجيه كل أجهزة الإنقاذ والاتصال بالجهات المعينة لاتخاذ اللازم فأنا متواجد 24 ساعة فى مكتبى وأقوم بالجولات المستمرة لكل المحافظات لمتابعة الأهوسة ومراسى النيل وعمليات السير وكفاءة الأداء وكل هذا من أجل مصرنا العزيزة ولدينا تعليمات من الدكتور جلال السعيد بتذليل كل الصعاب للمواطنين الركاب ونحن نعمل على راحتهم وتذليل كل المعوقات التى تعترض ذلك، فالهيئة العامة للنقل النهرى هى هيئة خدمية وتعمل على تقديم كل الخدمات للمواطنين بأى سبيل.

■ كيف تسير عملية التعيينات بالهيئة؟

- أى تعيينات تكون طبقا للاحتياجات وهى من خلال مسابقة وحاليا لا يوجد تعيينات لأن الهيئة تعانى من زيادة فى أعداد الموظفين لكننا فى حاجة لمهندسين لكن الظروف المادية للهيئة صعبة والموظفون بالهيئة يأخذون رواتب ضعيفة لا تساعدهم على مواجهة أعباء المعيشة والأسعار التى تتزايد يوما بعد يوم.

■ مشاكل العاملين هل لها من طريق عندك؟

- أنا بابى مفتوح لكل العاملين والموظفين وأنا أقوم بتذليل كل الصعاب وحل المشاكل فهذه مهمتى وهى توفير فرص العمل ومناخ إيجابى وجو مناسب للعمل لرفع الأداء وزيادة الكفاءة والفاعلية.

■ ما أهم المشروعات التى تهم الهيئة حاليا؟

- عندنا مشروع مهم جدا متوقف من 2009 اسمه البنية المعلوماتية لنهر النيل المشروع هذا كان متوقفا نتيجة وجود بعض الاشتراطات الفنية فى أنها لا تتوافق مع أنشطة جهات الدولة وتم التنسيق وبدأنا العمل به وهذا المشروع مهم جدا لأنه سيؤمن الممرات الملاحية فى النهاية لكى يمنع التصادم وشحط المراكب على جانبى النهر، بالإضافة إلى المشروعات التى تقوم بها لتجهيز وتأهيل المجرى الملاحى بصفة عامة.

■ هل جلست مع رجال الأعمال المهتمين بمشروعات تاكسى النيل؟

- جلست معهم أكثر من مرة لكن ينقصهم التنسيق فهم يأتون فرادى ولابد من التنسيق للوصول إلى رؤية واحدة حتى نستطيع أن نتعامل مع كيان واحد مجمع بدلا من كيانات متباعدة وعموما أنا مكتبى مفتوح دائما لأى رجال أعمال للاستثمار فى مجالات النقل النهرى خاصة تاكسى النيل لأنه مشروع المستقبل لمصر وسوف يقضى على الفوضى والازدحام ويساعد فى رفع معدلات الأداء الاقتصادية وكذلك ظهور مصر كدولة لها كيان نهرى كبير.

■ هل هناك مستثمرون أجانب وعرب للاستثمار فى مجال النقل النهرى؟

- أنا أرى أن الفترة القادمة سوف تشهد نهضة كبيرة وانطلاقة عالمية فى مجال النقل النهرى لأن الرئيس السيسى ووزارة النقل قد بدأت فى الاهتمام بالنهوض وتطوير النقل النهرى لأنه أساس المخدمات للمواطنين البسطاء.

■ أخيرا ما المشروع الحلم الذى تحلمون به بالهيئة العامة للنقل النهرى؟

- أتمنى أن يكون لدينا وسيلة نقل نهرى عالية الجودة وآمنة ومكيفة وتساعد كل المصريين فى النقل من كل مكان للنيل لأى مكان وأن تكون هذه الوسيلة من إنتاج السواعد المصرية، فمصر دائما كبيرة وعملاقة والشباب المصرى يبهر العالم دائما باختراعاته فأنا أرى أن مصر إن شاء الله سوف تتبوأ أرفع المواقع ليس على المستوى المحلى بل العالمى لأن الشعب المصرى يجب أن يرتاح والرئيس السيسى له كل الشكر والتقدير على الجهود الدؤوبة والمخلصة التى يقوم بها من أجل خدمة مصر وشعب مصر وعلينا جميعا أن نضع أيدينا فى أيدى بعضنا البعض لكى تقف مصر على أقدامها وتصبح من النمور الاقتصادية.