أشرف كاره
السبات الرمضانى لسوق السيارات
مع حلول شهر رمضان الكريم علينا وما يشمله من نفحات إيمانية ومظاهر للخير والبركات.. نجد أن سوق السيارات على الجانب الآخر قد فضل السير فى الاتجاه العكسى بمواصلة خروجه من دائرة النشاط الاقتصادى بل والاتجاه نحو "سبات رمضانى عميق".. نسأل الله ألا يمتد لما بعد رمضان.
ومن مظاهر هذا السبات الملحوظ.. ملاحظتنا لعدد من الأمور الجارية بالسوق هذه الأيام، فنجد فى البداية أن:
■ الأغلبية العظمى من العاملين بالقطاع- خاصة إدارات التسويق والاتصالات التسويقية- لا يردون على هواتفهم المحمولة، فى الوقت الذى لا يمكن الوصول إليهم فيه على هواتفهم الأرضية بمكاتبهم لوجودهم كالعادة فى اجتماعات؟! أو فى مأموريات خارجية؟! فنحن نعلم جميعاً مدى انشغالهم مع هذا السوق المتفجر النشاط؟!
■ النشاط الإعلانى لشركات السيارات بالسوق قد وصل لحالة الاحتضار، فنجد الملاحق (الإعلانية) للعديد من الصحف تعانى من قلة عدد صفحاتها بسبب ضعف عدد الإعلانات، علاوة على أن كافة القنوات التليفزيونية لا يوجد بها أى إعلانات لشركات السيارات فى مصر.. فيما عدا إعلان (يتيم) لأحد الوكلاء بالسوق المصرى الذى أعتقد أن السيارة المعلن عنها بهذا الإعلان غير متوافرة للمستهلك، خاصة بعد أن طلب منى أحد الأصدقاء ببداية العام الجارى أن أساعده فى الحصول على هذه السيارة دون الانتظار طويلاً على لائحة الانتظار التى تمتد لستة أشهر.. إلا أنه قد تم إبلاغى وقتها- حيث كان السوق أفضل حالاً نسبياً- أن الحد الأدنى للحصول على تلك السيارة لن يقل عن 3- 4 شهور؟!
■ الاستمرار الواضح لضعف نشاط السوق بشكل عام الذى أشارت تقارير (آميك) منذ بداية العام لانخفاض المبيعات به بشكل متوسط بنسبة 35% عن العام الماضى لنفس شهور المقارنة.. فما بالنا خلال شهر رمضان الجارى؟!
الأمر قد أصبح خطيرا.. ولا صوت يعلو فوق صوت (Over Price) فبالطبع "صاحب القرش صياد" كما يقال فى المثل الشعبى الشهير، وهو ما أفرز فئة جديدة من التجار الذين يقومون بشراء السيارات المتاحة بالسوق- حتى لو بأسعار أعلى من مستوياتها الفعلية- ليقوموا بإخفائها عدة أسابيع، ثم يقومون بإعادة عرضها بمكاسب خيالية، وبغض النظر عمن سعى وراء الاستيراد الرسمى أو جاهد لنيل حصة من المستورد أو المصنع المحلى.. أو حتى عمل كبائع سيارات بالعمولة لصالح الغير.
وعليه، فإذا كانت الدولة لا ترى أن هناك إمكانية بضخ عملات حرة لتحريك سوق السيارات المصرى بكافة الصور وبسرعة.. فعلى الأقل يجب أن تسارع بضخ عدد كبير من وسائل نقل الأفراد المحترمة والمكيفة وأن تستحدث خطوط مواصلات جديدة وتعجل من الانتهاء من خط مترو المطار الذى (شاب شعر رؤوسنا) ولم ينته بعد.. حتى يتمكن الناس من تعويض عدم قدرتهم على شراء سيارات جديدة.