أشرف كاره
رياضة السيارات المصرية ... وحرب البقاء
لا أحد يستطيع أن ينكر بأن رياضة السيارات على مستوى العالم تعد أحد أفضل المضامير لتجارب السيارات الجديدة وتكنولوجياتها المتطورة وما يستفاد منها بالعديد من الأبحاث والتطوير بمجال صناعة السيارات من جانب ، وكذا أهمية هذه الرياضة فى التسويق للعديد من أنواع السيارات والمنتجات المرتبطة بها وغير المرتبطة بسبب جماهيريتها العالية جداً والتى تأتى فى المرتبة الثانية بعد (رياضة كرة القدم ) وأحياناً بالمرتبة الأولى عالمياً بالنسبة لبعض البطولات شأن "الفورميلا 1"... وما يترتب عنها من أرباح ومكاسب كبيرة لكافة الأطراف المتداخلة سواء للرعاة أو المنظمين ، من جانب آخر ... وخاصة مع إعمال المقولة الإنجليزية الشهيرة (win in Sundays, and Sell in Mondays) أى عادة ما تجرى السباقات بأيام الأحد كعطلة لنهاية الأسبوع بالعديد من دول العالم .. فيفوز الفائزون بيوم الأحد ويبدأون ببيع منتجاتهم يوم الإثنين بعد هذا الفوز المحقق بيوم الأحد.
إلا أن المنظمومة مختلفة تماماً فى مصر ، فالعديد من منظمى سباقات السيارات فى مصر بدءاً بالكارتينج وسباقات السرعة وكذا الإنجراف (Drift) يعانون فى البداية من التكاليف الباهظة لتنظيم بطولاتهم مع عدم وجود دعم ملموس من الجهات الرسمية بالدولة من جانب ، وعزوف الكثير من الشركة المستهدفة للرعاية عن لعب هذا الدور الهام فى دعم تلك البطولات بأنواعها ومن ثم دعم رياضة السيارات بشكل عام .. الأمر الذى تسبب (وخاصة بعد تداعيات ثورة 25 يناير وحتى الآن) فى إختفاء بعض البطولات الشهيرة من المشهد وكذا ضعف تنظيم العديد من البطولات الأخرى – بالرغم من المحاولات المضنية من هؤلاء المنظمين لدفع بطولاتهم بشكل خاص ورياضة السيارات بشكل عام لإستقطاب محبى ممارسة ومتابعة هذه الرياضة بشكل آمن ، بدلاً من ممارستها بشكل غير رسمى بالطرق العامة وما قد يتسبب عن ذلك من خسائر فى الأرواح والممتلكات بشكل غير محمود .
وعند الرجوع للشركات التى يفترض فيها أن تكون الراعية لهذه البطولات والداعمة لهذه الرياضة لا تجد منهم سوى الرد التقليدى (لا يوجد لدينا ميزانية للرعاية) بالرغم من إنفاق العديد من تلك الشركات – وعلى رأسها العديد من شركات السيارات – لعشرات الملايين على رياضة كرة القدم وأحداث مختلفة أخرى وهو ما لا يجلب لهم نوعية الزبائن المحتملين من وراء تلك الرعايات كما لو تم ذلك مع سباقات السيارات ، وذلك بخلاف أن الأرقام التى تعرض عليهم لرعاية مثل تلك البطولات لسباقات السيارات تكون مبالغ زهيدة بالمقارنة بالملايين تلك التى توجه لكرة القدم والأحداث عادية المستوى بالسوق ... بخلاف ميزانيات شهر رمضان التسويقية الضخمة لدى العديد من تلك الشركات المستهدفة لهذه الرعايات.
وبنهاية القول، فإن الأزمة لا تكمن فى وضع السوق من الناحية الإقتصادية ، ولكنها تكمن فى مدى وعى بعض القائمين على المهام التسويقية وبعض ممثليهم من وكالات إعلانية والذين لا يفقهون عن رياضة السيارات ومردوداتها شيئاً أو يؤمنون بالتقليدية فى عملهم دون السعى للتطوير، بل ويصرون على عدم رفع وعيهم بمثل هذه الرياضة وبطولاتها وبمدى ما قد تدره عليهم من مردودات ومكاسب عند مشاركتهم بها كداعمين ورعاة.