السوق العربية المشتركة | الـتعليـم أصـبح مهمة لا تعرف «كادر الـضـمـيـر»

السوق العربية المشتركة

الإثنين 23 سبتمبر 2024 - 01:25
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

الـتعليـم أصـبح مهمة لا تعرف «كادر الـضـمـيـر»

محرر السوق العربية يتحدث مع الطلاب
محرر السوق العربية يتحدث مع الطلاب

■ خطط الوزارة لتعديل المناهج «خدعة»
■ الطالب يكسر «عين المعلم» ثم يتحكم فيه


صحيح أن منظومة التعليم تعانى وتئن من الرؤية الغائبة والمناهج القاتلة والتكدس داخل فصول السردين لكن المدرس هو الأساس فى الضياع وغياب ضميره ولو جزئيا يقتل أى أمل فى المستقبل التعليم الذى ناضل من أجله العملاق الراحل الدكتور طه حسين ليكون مثل الماء والهواء حق لكل المصريين فقراء وأغنياء ولجميع طبقات الشعب أفسدته حكومات متوالية انتهجت سياسات الفشل التعليمى لتصيب أجيالا كاملة بغباء يحول دون إيجاد مفكرين ومبدعين ينهضون بالوطن وبقيت أزمة التعليم والحشو والدروس الخصوصية والمصروفات وغيرها الكثير من المشاكل اليومية لجميع الأسر المصرية هى الجدل القائم والنقاش المستمر والحمل الثقيل الذى عجزنا جميعا عن حمله وأصبحت التصريحات الوردية لوزراء التعليم خلال أكثر من ثلاثين عاما مضت تدور فى فلك واحد وعود براقة وإصلاحات تزيد الطين بلة ووضع تعليمى من سيئ إلى أسوأ فى ظل السياسات التعليمية العقيمة للدولة وعمليات الحشو التى تعتمد على الحفظ لا الفهم.

إننا أصبحنا أمام أجيال عجز خيرة شبابها عن حمل راية التنوير والعبور بنا من غياهب الدول النائمة إلى مصاف دول بدأت معنا معركة البناء بعد الاستقلال فحجزت مكانها فى المقدمة ومازلنا نحن فى غياهب الظلام العلمى نتباكى على الأجيال التى ضاعت عمرها فى سراديب ولوغاريتمات مناهج الوزارة، ستات مصر حرق قلبهن على هذا الوضع الشائن وخوف على مستقبل أبنائهن المظلم قررن الانتفاضة وقيادة ثورة ناعمة على مناهة التربية ووصل صوتهن لأعلى المستويات متخذات من وسائل التواصل الاجتماعى منبرا للقضاء على العوار التعليمى شهدت وزارة التربية والتعليم خلال خمسة أعوام ماضية وقائع فساد جديدة للمعلمين تمثلت فى مشاركة بعضهم فى تسريب أسئلة امتحانات الثانوية العامة وتصويرهم ورق الأسئلة وتسريبه عبر مواقع التواصل الاجتماعى فيسبوك وتويتر وأيضا عدم إعطاء الطلاب الدرجات التى يستحقونها فى الامتحانات كما شهدت الوزارة فى عهد الإخوان قيام العديد من المعلمين بإقحام السياسة فى المدارس ومحاولات التأثير السياسى على الطالبات والطلبة والتحريض على عدم احترام السلام الجمهورى، كما تعدت وقائع الضرب داخل المدارس من قبل المعلمين والمعلمات على الطلاب وكانت أبرز تلك الأساليب استخدام العصا والسلك الكهربائى والخرطوم فى الوقت الذى جرمت فيه الوزارة تلك الأساليب، كل هذه السلبيات وغيرها اقترنت بعدم وجود رؤية واضحة من المسئولين لتطوير منظومة العملية التعليمية فى مصر للعمل على إخراء طالب متميز أخلاقيا وتربويا وتعليميا تزامنا مع احتلال مصر المرتبة قبل الأخيرة فى مجال التعليم ولعل أبرز هذه السلبيات التى تعانى منها منظومة العملية التعليمية فى مصر عدم وجود المعلمين التربويين ذوى الكفاءة العالية للعمل على شرح الدروس وتعليم الطلاب الأخلاقيات وتأهيل الطلاب للتعامل مع تطورات العصر وعدم وجود رؤية واضحة لتطوير المناهج الدراسية فى مختلف مراحل التعليم لكى تعتمد على الفهم والابتكار والخيال العلمى والبعد عن الحفظ والتلقين وزيادة الكثافة الطلابية داخل الفصول حتى إن بعض الفصول وصل طلابها لنحو 120 طالبا فى الفصل الواحد فى الوقت الذى عجزت فيه وزارة التربية عن مكافحة الكثافة الطلابية، كما أن هناك بعض وقائع الفساد داخل قطاع التعليم والتى أثرت على انتظام سير العملية التعليمية بالمدارس وعدم الاهتمام بالطلاب داخل الفصول ومنها صرف المكافآت والحوافز دون وجه حق والازدواج فى صرفها ما أدى إلى انشغال المعلمين والقائمين على العملية التعليمية بصرفها دون الاهتمام بالطلاب وشرح الدروس وأيضا مخالفات تسريب الامتحانات والتلاعب فى أوراق الإجابات والتعاقد مع العديد من المدرسين بالمدارس دون وجه حق وأيضا انتشار التحرش الجنسى بالمدارس وتعد تلك الظاهرة إجرامية بكل ما فيها من الانتهاك للآدمية والإنسانية والأخلاق والأديان فإن حجم الجرم يكون أفدح وأعظم متى وقع داخل مؤسسات تربوية وتعليمية تذهب إليها الطالبات أمانة فى أعناق مدرسيهم فإذا بهن يتعرضن لانتهاك جسدى ونفسى ممن يفترض به حمايتهن ولعل ظاهرة انتشار الدروس الخصوصية تعد أهم مخالفات المعلمين وريجع ذلك إلى عدم كفاية المرتب الذى يتقاضاه المعلم وهذا يجعله غير راض عن المهنة التى يقوم بها وينعكس ذلك بقيامه بإلقاء ما لديه أمام التلاميذ ربما دون حماس أو بصبر نافد سواء فى إلقاء الدروس أو الإجابة عن أسئلة الطلاب ما يؤدى إلى إخراج طلاب أميين لا يعرفون القراءة والكتابة وغير قادرين على التأقلم مع تطورات العصر التى تشهدها البلاد حيث وصل عدد الطلاب فى المدارس إلى 19 مليونا و350 ألف طالب وطالبة فى مختلف مراحل التعليم من بينهم 8 ملايين طالب لا يجيدون القراءة والكتابة وفى هذه الحالة يلجأ الطلاب إلى الدروس الخصوصية لدى المعلم فهذا الطالب ينظر للمعلم نظرة متدنية وفى الغالب يكد المعلم تدنيه فيتمادى ليؤكد أحقيته فى إقبال التلاميذ على دروسه الخصوصية مستخدما قدرته على إنجاح الطالب خصوصا فى السنوات غير النهائية بالمراحل التعلمية أما الموقف الثانى الذى ينعكس على المعلم من إعطاء الدروس الخصوصية فهو ما يصدر من الطالب الذى لا يحصل على الدروس مع هذا المعلم فهو فى نظر الطالب ليس محل ثقة فى كل الأحوال إذا أثنى عليه فهو يدعوه للحصول على درس خصوصى منه وهنا نرى أن المعلم خاسر فى كل الأحوال من مهابته ومكانته واحترامه المفترض الذى يستعيضه بالعامل المادى.

وتقول منى أحمد لقد لاحظت على ابنى تغيرات واضحة وكان حزينا يبكى فى أوقات مختلفة ويردد كلمات من قبيل أنا خايف وما بحبش الصوت العالى وكلما سألته مالك يكتم حزنه ولا يرد فبدأت استفسر حتى علمت أن مدرسا يضطهده بسبب الدروس الخصوصية واكتشفت أن المدرس كان يعاقب ابنى بالتذنيب فى وجه الحائط دافعا يديه لمدة حصة كاملة ويوما ما عاد إلى المنزل ويداه متورمتان ومرة وقع مغشيا عليه، ليه بتذنب حصة كاملة وسط زمايله حرام يتألم نفسيا وبدنيا، قالتها منى لجهات عدة منها إدارة المدرسة التى تقع فى أول طريق القاهرة- الإسكندرية الصحراوى ومديرية التربية والتعليم بالجيزة ومؤكدة أن عدم أخذه دروسا خصوصية لدى ذلك المدرس كان سببا لاضطهاده.

تحكى منى أن ابنى ضحية أربع مدرسات عربى وإنجليزى ودين ورياضة يعطون الدروس الخصوصية رغم أن ابنها فى المرحلة الابتدائية وتوضح أن المدرسات تكالبن عليه بالتناوب وتعرضت منى بسبب شكواها للسب أيضا أمام إدارة المدرسة من قبل إحدى المدرسات وأكدت منى أنها لم ولن تترك القضية حتى بعد نقل ابنها إلى مدرسة أخرى، وتؤكد أنها لن تصمت على حقه وستنتصر لكل طفل يعانى من هذه الممارسات.

وترصد جريدة السوق العربية بعض وقائع الفساد من قبل العديد من المعلمين، حيث إن هناك الكثير من المعلمين يمتنعون عن دخول الفصول والشرح وذلك لاعتماد المعلم على إعطاء الدروس الخصوصية للطلاب وهذا ينعكس بالسلب على الطلاب غير القادرين على المشاركة فى الدروس الخصوصية أو المجموعات المدرسية وذلك بحجة أن مرتبات المعلمين لا تكفل لهم عيش حياة كريمة كما تعد واقعة الهروب الجماعى للمعلمين بمدرسة منشأة ناصر الابتدائية من أعلى سور المدرسة وذلك أنثاء عمليات تصحيح الامتحانات وهى الأولى من نوعها حيث إن الغريب فى الواقعة أن المعتاد فى المدارس هو هروب التلاميذ من فوق السور.

لكن هذه الواقعة تعكس سير المعلمين عن درب التلاميذ وهذا يشجع الطلاب على ممارسة الهروب المستمر من المدرسة وعدم حضور الحصص الدراسية.

العلم يبنى بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم ولكن فى ظل السياسات التعليمية المتبعة وحضو المناهج الدراسية القائم فإن بناء جيل يحمل راية التنوير ويخرج بأمته من غياهب الدول النامية ويرتقى بها بعيدا عن أعين خط الفقر يعد تحديا للدولة خلال الفترة المقبلة.

فى جرس إنذار قوى يخبرنا بضرورة الاهتمام بالمنظومة التعليمية ترك عدد من الطلاب المدارس وفروا هاربين من مناهج عقيمة لم تفدهم ولم يتمكنوا من استيعابها، ففضلوا الجهل على عدم الفهم، التقينا ببعض منهم ليخبرونا دوافع تسربهم من المدرسة خرجت من المدرسة فى الثالث الإعدادى لأنها لم تقو على فهم المواد التعليمية ما أدى إلى رسوبها أكثر من مرة فأبلغها المدير بفصلها، تلك قصة بسمة عبيد التى تروى معاناتها قائلة: صعوبة المناهج خلتنى أسيب المدرسة وبقيت جاهلة، وإدراك المدرسين والمراقبين الجيد لصعوبة المناهج المقررة عليهم من قبل الوزارة كان السبب الرئيسى لتقديم تسهيلات الغش لبسمة حتى تجتاز اختبارات الشهادة الابتدائية.

أبويا قالى بما أنك ما بتفهمش الدروس اللى بتاخدها فى المدرسة اطلع اشتغل واستفاد بوقتك.. بنبرة حزينة تلفظ محمد غالب تلك الكلمات، مضيفا أنه اضطر إلى مباشرة عمله كسائق «توك توك» على الرغم من أنه فى الثالثة عشرة من عمره وترك المدرسة لأنه لا يستطيع فهم المنهج الدراسى وكثيرا ما يرسب فى الامتحان وعندما طلب محمد من والده أن يأخذ دروسا خصوصية أسوة بزملائه حتى يستطيع الاستيعاب، قاله «اللى خلاك ما فهمتش من أول مرة مش هتفهم من التانية روح اشتغل وكفى يومك».

يقول علاء فتحى تركت الدراسة فى الإعدادية واتجهت إلى العمل كسائق بسبب زيادة حشو المناهج وصعوبة الفهم خاصة مع قصر يد والده عن إعطائه دروسا خصوصية ما دفعه إلى الهرب من المدرسة والرسوب أكثر من مرة حتى تم فصله من المدرسة.

ويلتقط طرف الحديث أشرف سنوسى، فقصته لا تختلف كثيرا عن حكاية علاء الذى فى نفس سنه، موضحا أن سبب تركه للتعليم واتجاهه للعمل أنه لم يكن يفهم شيئا من المواد التى يدرسها فلم يكن يستوعبها ولم تكن لديه القدرة على الحفظ.

ورسوبه عاما بعد الآخر جعله ييأس من التعليم وبعدها قرر أشرف أن يترك التعليم ويتجه لتعلم «السواقة» التى احترفها الآن وبهذا تكون المنظومة التعليمية هى التى تدفع الطلاب للفرار من مدارسهم وتفضيل الجهل على عدم الفهم.

تبدلت الأحوال وتغيرت الأنظمة وتناوبت الحكومات واحدة تلو الأخرى وظلت معاناة الطلاب وذويهم من فكرة حشو المنهج التى امتدت فى مراحل التعليم المختلفة من الأساسى للجامعى دون حل أغضبت أمهات مصر.

حملت سيدات مصر لواء النضال ضد سياسات التعليم الفاشلة وحشو المناهج الدراسية والواجبات المدرسية كبيرة الحجم قليلة الجدوى التى أدمت عقول أبنائهن الصغيرة بعد فشلهم فى الحفظ والفهم معا ولم ييأس من جهاد باء بالفشل خلال سنوات عجاف مضت مع وزراء صموا آذانهم ونفذوا مخططات تعليمية فاشلة دون نتيجة حقيقية إلا كلام لا يثمر فى عقول الأبناء شيئا فققررن استكمال قضيتهن هذه المرة من خلال مواقع التواصل الاجتماعى فدشنوا حملة تحمل اسم «ثورة أمهات مصر على المناهج التعليمية».

وطلبت الحملة التى بلغ عدد المعجبين بها أكثر من 13 ألف شخص فى بيان لها 9 مطالب للقضاء على معاناة أبنائهن من مناهج عقيمة وضغط نفسى ومادى يقع على عاتقها ولرفع عنهم ما أسموه بالعبث وأبرز مطالبهم تلخصت فى تفعيل نظام اسمه «الميد تيرم» على أن يلغى ما ورد به ولا يعاد الامتحان به مرة أخرى الاهتمام بالأنشطة المدرسية وتفعيل دور المكتبة وأن تكون الدراسة للمعرفة وليس الحفظ وتعديل كثافة الفصول والاهتمام بالتربية الدينية واعتمادها على تدريس الأخلاق.

المناهج عقيمة وأكبر من سنهم

المناهج أكبر من سنهم بكثير هكذا ترى فاطمة خليفة والدة طالبة فى الصف الثالث الابتدائى حال المناهج الدراسية التى تتلقاها ابنتها خلال اليوم الدراسى: كتر خيرهم أنهم بيستوعبوها، وتضيف: المشكلة فى أن الطلاب لا يستفيدون من المواد المقدمة إليهم وتوضح أن هذه المناهج لا تهدف للمعرفة قدر اهتمامها بالحفظ والتلقين وأهميته الوحيدة بالنسبة للطالب تتلخص فى اجتياز الامتحان وبمجرد انتهاء الدراسة لا يتذكرون أى شىء منها وكأنه لم يكن وهذا تأكيد لأنها مناهج حشو لا تصلح للدراسة.

طلاب مش بنفهم

ببساطة وبراءة الأطفال يعبر عادل أشرف الطالب فى الصف الثانى الإعدادى عن رأيه فى المناهج الدراسية قائلا «هبلة وحاجة سخيفة لأن أنا عندى 6 وحدات مفروض يبقى 3 منهم فى الميد تيرم والباقى فى آخر الترم فى حاجات كتير مش بفهمها وبحفظها بالعافية علشان أنجح فى الامتحان هكذا تحدث ماجد عبدالنور طالب فى الصف السادس الابتدائى، مشيرا إلى أن أغلبية المواد التى يدرسها يجد صعوبة شديدة فى استيعابها ولعل أكثر المواد صعوبة لدى مينا هانى الطالب بالصف الثانى الإعدادى هى مادة الدراسات بسبب تعدد التواريخ والأماكن والأسماء التى يتعين عليه حفظها كلها.

المناهج تحتاج تعديلا وهيكلة

التعليم يحتاج إعادة هيكلة فالمناهج لم تتغير منذ ثلاثين عاما لا سيما بعد تفشى الجهل والأمية بين المتعلمين أنفسهم نتيجة لبلطجة الطلاب وانتشار الغش بينهم حسب خلف الأسيوطى معلم مدرسة جمال عبدالناصر الإعدادية بالجمالية كثرة الواجبات المدرسية واحد من الأساليب الخاطئة للتعليم وتؤثر بشكل سلبى على نمو الأعصاب عليه عند الطلاب صغار السن كما أن يؤكد أنه إذا كان لا بد من تغيير المناهج التى يغلب عليها «الحشو» فلا بد من التغيير بدءا من مناهج رياض الأطفال.

الحشو موصول

يظن البعض أن فكرة الحشو فى الكتب والمناهج الدراسية تقف عند مراحل التعليم الأساسية «ابتدائى، إعدادى، ثانوى» إلا أنها تخطت هذا الحد ووصلت للجامعات المصرية.

المفترض أن يبحث فيها الطالب ويجمع مادته من خلال اطلاعه الموسع لا أن تفرض عليه مقررات وكتب إجبارية.. أكثر الكتب الممتلئة بالحشو دون داع هى الكتب الجامعية وفقا لهناء حسين طالبة بكلية تجارة جامعة عين شمس، مضيفة: الكتب الجامعية ليس لها قيمة بالنسبة لهم والدليل على هذا أن أغلب الطلاب إن لم يكن جميعهم يعتمدون بشكل أساسى على ملازم المراكز الخارجية.

منذ ثورة 25 يناير 2011 تتغير الأنظمة ويتبدل الوزراء ويتناوب الواحد والآخر حقيبة التربية والتعليم وتظل مشكلة تدهور المناهج التعليمية كما هى فلا طائل من تصريحات المسئولين وخططهم سوى بث الأمل المؤقت فى نفوس أولياء الأمور ليمضى الوقت ويكتشفوا أنهم خدعوا.

أحمد جمال الدين

تولى أحمد جمال الدين موسى الوزارة فى أول حكومة عقب الثورة مباشرة فى الفترة من 22 فبراير 2011 وحتى 7 ديسمبر من العام ذاته وبرغم أنه أول وزير للتعليم عقب الثورة إلا أنه لم يستطع أن يغير فى المناهج بسبب كثرة الاحتجاجات التى نظمها المعلمون فى تلك الفترة وتوالت تصريحات موسى ووعوده التى تعزز شخصية المصرى فى تجربة مدرسة المتفوقين الجديدة إلا أن الوضع مازال سيئا.

جمال العربى

وضع جمال العربى وزير التربية والتعليم فى الفترة من 2 ديسمبر 2011 وحتى 24 يوليو خطة لتطوير منهج الصف الأول الابتدائى تمهيدا لتطوير باقى المناهج إلا أن الوقت لم يسعفه فى التنفيذ فأطاحت به الحكومة الأولى فى عهد جماعة الإخوان.

إبراهيم غنيم

على نفس نهج نظام الإخوان اتبع الدكتور إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم فى الفترة من 2 أغسطس 2012 وحتى 30 يونيو 2013 سياسة التصريحات الوهمية والوعود الخارقة التى سرعان ما تتبخر فى الهواء وتتلاشى، على أرض الواقع تباهى غنيم بأنه عمل على تطوير المناهج وفقا للمعايير والوثائق القومية والدولية إلا أنه سرعان ما وردت الشكاوى التى تتهمه بأنه ارتكب مخالفات خاصة بالكتب الدراسية وأن منهج اللغة الإنجليزية من الصف الأول الابتدائى حتى الصف الثالث الثانوى بالمخالفة للأعراف والقوانين وطرق التربية وطرق التدريس.

محمود أبوالنصر

سياسة جديدة لحل المشكلات انتهجها محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم فى الفترة من 16 يوليو 2013 وحتى 24 فبراير 2014 من خلال تقديم الهدايا للصحفيين فى محاولة لإسكاتهم عن المطالبة بتطوير المناهج وكشف الفساد المستشرى فى الوزارة وبدلا من تطوير المناهج وتبسيطها كطريق لمنع الدروس الخصوصية عمل أبوالنصر على ترخيص المراكز الخصوصية وليس إغلاقها.

محب الرافعى

اكتفى الدكتور محب الرافعى وزير التربية والتعليم فى الفترة من 24 فبراير 2014 وحتى 19 سبتمبر 2015 بعرض رؤيته فى تطوير مناهج التعليم ونقله من الحفظ والتلقين إلى الفهم وتنمية مهارات البحث وتدريب المعلمين على تنمية مهارات التفكير لدى الطلاب مستشهدا بأن كل النظم التعليمية فى الدول المتقدمة تقوم على مناهج البحث والتفكير وعلى الرغم من دراسات الرافعى حول تطوير مناهج التعليم وعرض خطته لذلك إلا أنها لم تخضع قيد التنفيذ على أرض الواقع.

الهلالى الشربينى

مؤخرا قرر الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم الحالى حذف بعض الأجزاء من المناهج الدراسية للتخفيف على الطلاب خلال العام الدراسى الحالى واعدا بتطوير المناهج وتخفيضها بعد التعاون مع مستشار كل مادة بدءا فى العام القادم لينتظر المواطنون على أمل أن تتحقق آمالهم فى الارتقاء بالمستوى.