السوق العربية المشتركة | وضعنا استراتيجية للنهوض بأوضاع المرأة حتى عام 2030

السوق العربية المشتركة

الإثنين 23 سبتمبر 2024 - 01:28
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

وضعنا استراتيجية للنهوض بأوضاع المرأة حتى عام 2030

إيناس مكاوى تتحدث مع محرر «السوق العربية»
إيناس مكاوى تتحدث مع محرر «السوق العربية»

السفيرة إيناس مكاوى مدير إدارة الطفولة بالجامعة العربية لـ«السوق العربية»:


أشارت السفيرة إيناس مكاوى مدير إدارة الطفولة بالجامعة العربية إلى أنها تولت ملف المرأة والأسرة والطفولة فى ديسمبر من عام 2013.
وأضافت السفيرة أن إدارة المرأة والأسرة والطفولة هى المعنية بقضايا تمكين المرأة والنهوض بأوضاعها وأيضا حماية الأطفال والاهتمام بقضاياهم وحماية الأسرة العربية ككل وذلك للنهوض بالمجتمع العربى.
وأكدت مكاوى أن إدارة الطفولة بالجامعة العربية وضعت استراتيجية للنهوض بأوضاع المرأة حتى 2030.
وأضافت السفيرة إيناس مكاوى بأن الدول العربية لها طابع خاص ومميز فى مفهوم الأسرة المصرية والمجتمع ينبع من الموروثات الثقافية والدينية التى حددت شكل الأسرة العربية وأن الشكل الحداثى لمفهوم الأسرة لا يمكن أن يتم اعتماده فى الدول العربية.

وإلى نص الحوار..

■ فى البداية نود أن نتعرف على تاريخ تولى سيادتك فى هذا المنصب؟

- أنا توليت ملف المرأة والاسرة والطفولة فى ديسمبر 2013 لكنى أعمل داخل الجامعة العربية من بداية عام 1993.

■ ممكن نوضح لقراء جريدة السوق العربية المهام التى تقوم بها ادارة المرأة والاسرة والطفولة داخل الجامعة العربية؟

- إدارة المرأة والاسرة والطفولة هى المعنية بقضايا تمكين المرأة والنهوض بأوضاعها وحماية الاطفال والنهوض بهم وتنفيذ حقوقهم والاهتمام بقضاياهم وحماية الاسرة العربية وتمكينها بصفتها الخلية أو النواة الاساسية لنهوض المجتمع العربى ونحن بداية نعمل مع الاثنين والعشرين دولة عربية فى وضع السياسات والخطط والمبادرات وثانيا مساعدة الدول الأعضاء على التشبيك والتربيط وتبادل الخبرات وثالثا مساعدة الدول على المستوى الوطنى فى وضع سياستها وخطتها فيما يخص الثلاث محاور وهى المرأة والأسرة والاطفال والامر الاهم هو التعاون مع الآليات الدولية مثل الامم المتحدة والاتحاد الاوربى والاتحاد الافريقى وغيرهم فى وضع سياسات مشتركة والاستفادة من التجارب الدولية والدعم الدولى فى القضايا الاساسية وهى الخاصة بالتمكين والنهوض بالمحاور الثلاثة- المرأة والاسرة والطفل- والقضايا المعنية بحمايتهم وتأهيلهم واعادة التأهيل.

■ هل كان للإدارة دور فى وضع استراتيجية مصر 2030 فى الفترة السابقة؟

- الحقيقة أننا وضعنا على مستوى الجامعة العربية استراتيجية للنهوض بأوضاع المرأة لما بعد 2015 وهى من 2015 حتى 2030 تناولنا فيها المحاور الأربعة الاساسية المعنية بالتمكين السياسى للمرأة والتمكين الاقتصادى وتغير الموروث الاجتماعى والتحديات الاجتماعية وأيضا القضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة ووضعنا خطة استراتيجية للتنفيذ وهى خطة حقيقية مرصود بها الاهداف والمؤشرات والانشطة وأيضا الجهات المعنية بالتنفيذ وهذه الخطة تم تعميمها على جميع الدول العربية وبالتالى استفادت منها مصر بشكل كبير فى وضع استراتيجية مصر 2030 وهذا هو دور الجامعة العربية وهو وضع خطة استراتيجية على مستوى الدول العربية ثم كل دولة تستفيد بها وتعمل على تطبيقها كما يتماشى مع الاوضاع الداخلية لكل دولة وهذا تم أيضا على مستوى الطفولة وتم وضع الاطار العام لخطة الاستثمار فى الطفولة 2015-2030 تناولنا السبعة عشر مؤشر الذى تم ادراجها على المستوى الدولى فى خطة 2030 وكان من ضمنهم الفقر والتعليم والصحة والمساواة والطاقة البديلة والمياه الصالحة للشرب والانقاذ من الجوع والامن والسلام والتغيرات المناخية وتعاملنا مع قضايا الطفولة من خلال هذه المحاور على سبيل المثال كيف لنا أن نحمى الاطفال من الفقر وحمايتهم من الارهاب وتجفيف منابعه وكما تم دراسة انعكاسات هذه الاوضاع على الطفولة وهكذا قضايا الصحة والتعليم وفى هذه اللحظة يتم توزيع هذه الخطة على الخبراء والمؤسسات الاقليمية والدولية المعنية، على سبيل المثال قضية مثل عمالة الاطفال يتم وضع هذه الخطة من قبل مؤسسة العمل الدولية بالتعاون مع مؤسسة العمل العربية وأيضا قضية اخرى مثل قضية صحة الاطفال تعمل عليها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الجامعة العربية وقضية اخرى مهمة جدا وهى تجنيد الاطفال وهى ظاهرة جديدة فى ظل حالة عدم الاستقرار السياسى وظهور الارهاب فى المنطقة العربية وهذه القضية لأهميتها يعمل عليها المكتب الخاص لبان كى مون (الامين العام للامم المتحدة) وهى القيام بحماية الاطفال اثناء النزاعات المسلحة ويتم متابعة هذا الملف حاليا من خلال سيدة عربية جزائرية الجنسية وهى دكتورة ليلى الزروقى وتقوم بالمتابعة معنا خطوة بخطوة منذ بداية العمل على هذا الجزء من الاستراتيجية وكذلك جزئية الطفولة المبكرة يعمل عليها دكتور حسين كامل بهاء الدين. وذلك وضع جديد بان يتم العمل على كل جزئية من الاستراتيجية بشكل منفصل للوصول إلى افضل النتائج.

وعلى مستوى ملف المرأة كان للإدارة السبق فى هذا الملف حيث إن خطة النهوض بالمرأة هى أول خطة على المستوى الدولى توضع لتمكين المرأة على مدار الخمسة عشر عاما القادمة ووضعنا أيضا على مستوى الاسرة أول خطة معنية بالأسرة على المستوى الدولى ولم يسبقنا أحد فى ملف قضايا الاسرة وتم تناول التحديات التى تواجه الاسرة فى ظل المستجدات الدولية وتم الاخذ فى الاعتبار السبعة عشر مؤشرا دوليا الذى تم اعتمادهم من قبل الملوك والرؤساء عالميا فى سبتمبر الماضى وهنا يأتى السؤال اين قضايا تمكين الاسرة فى ظل النزاعات المسلحة وفى ظل الشتات وما يحدث من غياب لأفراد الاسرة ووجود كل منهم فى مكان؟ واين الاسرة من قضايا الفقر والعجز والجوع؟ واين قضايا الاسرة من التعامل مع التكنولوجيا الحديثة وسلبياتها على الاسرة؟ واين الاسرة من قضايا تجنيد الاطفال؟ والاهم اين دور الاسرة من قضايا انتحار الاطفال فى هذه المرحلة؟ كل هذه التساؤلات تدفع المحاولة من خلال الجامعة العربية أن يكون لنا نظرة استباقية للأوضاع الجديدة وأيضا كى نعكس للعالم أن هناك رؤى جديدة مطروحة من قبل الدول العربية بجانب الالتزام بالسبعة عشر مؤشرا دوليا خلال الخمسة عشر عاما القادمة وكذلك نؤكد دور المنطقة العربية من تحقيق هذه الاهداف ونحن امام تحديات كبيرة فى المنطقة بسبب ظروف الحروب وعدم الاستقرار مع العلم انه كان لدينا بعض من الدول العربية كانت على الطريق فى تحقيق ما تم الاتفاق علية سابقا وتحقيق الاهداف الإنمائية للألفية التى انتهت بحلول عام 2015 لكن ظروف الحرب والنزاعات المسلحة وعدم الاستقرار السياسى وظهور الارهاب حدت من هذه الجهود واكبر مثال على هذا الكلام دولة سوريا إذ كانت بالفعل استطاعت أن تجفف منابع الفقر بعمل كنت شاهدة عليه عندما كنت اعمل على قضايا التنمية المستدامة، كانت سوريا تأخذ الريادة فى مجال تحليل الفقر وقياسه ورسم خرائط وكيفية مواجهة الفقر ووضع مؤشرات عربية لهذا الموضوع بسبب عدم مطابقة بعض المؤشرات العالمية على المنطقة العربية.

■ فى ضوء دور جامعة الدول العربية فى تعريب المفاهيم الدولية لتطبيقها فى الدول العربية هل هناك تعارض بين القرارات العالمية والقرارات العربية؟

- الإنسان واحد فى كل مكان لكن هناك بعض المؤشرات قد تصح عالميا لكن لا يمكن أن نعتمدها فى منطقتنا العربية وهناك أيضا بعض المفاهيم الدولية لا يمكن أن نتجاوزها أو نقبلها مثل مفهوم الاسرة بشكلها الحديث دوليا لا يمكن اعتمادها فى الدول العربية فنحن لنا موروثات ثقافية ودينية واجتماعية حددت شكل الاسرة فى المنطقة العربية لا يمكن اغفالها وسوف نظل متمسكين بهذا الشكل وسوف نعمل من اجل أن يكون نماء الاسرة فى ظل وضعها الطبيعى فى الشريعة الإسلامية.

مثال اخر فى اختلاف المؤشرات القياسية مثل مؤشر الفقر لا يمكن استخدام المؤشرات الدولية فنحن يمكن أن نستخدم مؤشرات مختلفة وذلك لاختلاف الوضع الاجتماعى والاقتصادى لكثير من الدول ولكن فى المجمل نحن ملتزمون بالتعهدات والمواثيق الدولية بمنظور عربى لمراعاة الموروث الثقافى للدول العربية لكن عندما يتم تحديد سن الطفولة بمن هم اقل من 18 عاما فهذا لا يتنافى مع الدول العربية فنقبله كما هو دون تعديل ونلتزم به كذلك فى ما يخص قضايا زواج الاطفال تكون مرجعيتنا هى المؤشر الدولى أى تعريف الطفل كل من هم اقل من 18 عاما. فهذا ما تعنيه كلمة تعريب للمفاهيم الدولية أى اننا نلتزم بكل ما يخدم الإنسان فى منطقتنا العربية وما يتعارض مع ثقافتنا وتشريعاتنا هذا ما يتم تعريبه.

■ هل عملك فى مجال المرأة من خلال حركة بهية يا مصر وغيرها من نشاطات اخرى كان له انعكاس على توليك هذا المنصب؟

- فى الواقع انا عملت فى مجال المرأة من قبل تأسيس حركة بهية يا مصر، فانا اعمل على ملف المرأة داخل الجامعة من عام 1996 حتى عام 2000 فى ملف المرأة ودى فترة كان فيها زخم كبير جدا فى الاهتمام بقضايا المرأة، وفى هذه الفترة أيضا انعقدت أول قمة للمرأة وأنشئت منظمة المرأة، ولكن حركة بهية يا مصر انا اعتبرها نقلة حقيقية فى حياتى وانا اعتبر انشاء بهية يا مصر انها حركة معنية بقضايا المرأة المصرية وهذا يعكس بان المرأة لديها تحديات كثيرة فى مصر فى مرحلة خاصة فيما يخص حقوق المرأة التى اكتسبتها عبر نضال حقيقى ولم تكن هذه الحقوق منحة ولا عطية من أحد ولكن نتاج لأعوام من الكفاح من اجل هذه الحقوق وهو كفاح لاسترجاع الحقوق التى منحها الدين الإسلامى للمرأة من 1500 عام فالسيدة خديجة رضى الله عنها كانت من سيدات الاعمال وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يعمل عندها فعندما نتحدث اليوم عن تمكين المرأة على المستوى الاقتصادى فهو استرداد حقوق حدث لها تداعيات عبر العثور. عندما نذكر على سبيل المثال الملكة حتشبسوت كانت أول خبير أمنى واستراتيجى من 7000 سنة ترسم حدود الدولة المصرية وتبنى الجيش وتعلم كيفية توزيع الجيش على حدود الدولة لحمايتها.لذلك نؤكد أن كل ما نقوم به هو محاولات استرداد بعض من حقوق المرأة الضائعة عبر التاريخ.

اما بهية فتم تأسيسها كى يكون هناك صوت قوى للمرأة فى عهد الاخوان للحفاظ على ما تم اكتسابه عبر سنين من الكفاح وكى لا يتراجع وضع المرأة فى المجتمع وأن ما تم الوصول اليه ليس بمنح أو عطايا من أحد لكنه نضال كثير من السيدات والرجال مثل قاسم امين ودكتور فؤاد عبدالمنعم رياض وغيرهم الكثير.

كما ارى أن حالة التغييب المعنى بها المرأة فى المجتمعات العربية هى عن عمد لأنه اذا تم النهوض بالمرأة من خلال تمكينها اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ومنحها جميع الحقوق التى نص عليها الإسلام سيعمل على نهوض المرأة وهذا يعنى نهوض الدولة بالكامل.

هناك 36% من الاسر المصرية تعولها امرأة وذلك بسبب الهجر أو الطلاق أو الوفاة فأقل ما يمكن عمله هو مساعدة هذه المرأة على تنشئة ابنائها بشكل جيد واعطائها الادوات ومساندتها اقتصاديا واجتماعيا لأنه كما قلت سابقا أن ما بين المرأة المخبأة والمرأة العارية هناك 80% من السيدات يمثلن الطبقة الوسطى وهم من تبنى على اكتافهم الدول والنماذج كثيرة على سبيل المثال فى امريكا اللاتينية، كما اريد أن اضيف أن اليوم يتم قياس التمكين السياسى من خلال تمثيل المرأة فى البرلمان فالبرلمانيات عليهن دور كبير فى تعديل التشريعات فى حضانات الاطفال يجب أن يؤخذ هذا الملف بعين الاعتبار ويجب أيضا الاستفادة من تجارب بعض الدول التى سبقت فى مجال تمكين الاسرة ويجب الاهتمام بجميع افراد الاسرة مثل شيخ الاسرة وما يمكن أن يقدمه للمجتمع من محو امية وغيره كما يجب أيضا أن يتم التنسيق بين أجهزة الدولة وبين المجتمع المدنى بشكل تكاملى.

فى النهاية نهنئ الجامعة على اختيار أمين عام جديد وهو السيد الوزير أحمد أبوالغيط، وشرف لمصر أن يكون التسليم والتسلم من مصرى إلى مصرى.

وحمدا لله أن الجامعة العربية فى هذه المرحلة تعمل بشكل متماسك وأن المرحلة القادمة فى ظل اختيار شخصية متميزة جدا مثل الوزير أحمد أبوالغيط سيكون لها سياسات واضحة وأن التحديات التى تقابلها المنطقة العربية بالكامل سيكون لجمهورية مصر العربية دور مؤثر وفعال فيها بإذن الله.