أشرف كاره
الامتناع عن المشاركة.. هل هو الحل؟
قدم معرض القاهرة الدولى للسيارات الأخير (أوتوماك فورميلا 2016) الذى اختتمت فعالياته الاثنين الماضى درساً لكثير من الشركات التى غابت عن المشاركة بما أثبته من تواجد قوى على الساحة على سبيل التنظيم وكذا على سبيل المشاركات الفعلية التى تمت من العديد من الشركات، بعد أن أعلن العديد من الشركات الأخرى العاملة بالسوق عدم رغبتها فى المشاركة بسبب الظروف الاقتصادية التى يمر بها سوق السيارات بصفة خاصة والاقتصاد المصرى بصفة عامة، وقد كان من أهم تلك الأسماء على سبيل المثال (مرسيدس، أودى، بورش، فولكسفاجن، سيات، ميتسوبيشى، فولفو، سيتروين، هوندا، دايهاتسوا.. وغيرها كثيرين).
والقضية هنا- وبالرغم من تلك الظروف التى نقدرها- تكمن فى السؤال.. بهل سيكون غياب هذه الشركات عن المشاركة بالمعرض غياباً عن السوق؟ أى خروجاً من السوق.. بالطبع لا؟! إلا أن هذا الامتناع عن المشاركة (بالرغم من محدودية السيارات التى يمكن توفيرها للمستهلكين بهذه المرحلة) سيتسبب بصورة مباشرة أو غير مباشرة فى غياب تلك الأسماء عن أولويات المستهلكين المتطلبين لسيارات جديدة وبحسب فئاتها السعرية وشرائحها داخل سوق السيارات!
فاليوم أصبح المستهلك المصرى على درجة عالية من الحساسية تجاه الأسماء الغائبة أمامه فى السوق- وليس فقط على مستوى المعرض- ومن ثم فسيولى ثقته بشكل أكبر للشركات التى تتواجد أمامه على الأرض وتقدم له طرازاتها وعروضها (حتى لو بشكل مؤجل)، فى حين سيتخوف من الشركات الغائبة عن المشهد تحسباً لغياب خدماتها الأخرى شأن "خدمات ما بعد البيع".. ولتأتى النتيجة فى النهاية سلبية المردود على تلك الشركات فى خسارة تأكيد نشاط علامتها التجارية بهذا التوقيت، علاوة على خسارة مبيعات محتملة ولو كانت مؤجلة.
لا شك أن جميع الشركات العاملة بالسوق المصرى للسيارات تحمل بين جوانبها العديد من الخطط التسويقية والخطط التسويقية البديلة، لكن اسمحوا لى (عفواً) أيها الغائبون عن المشهد بأن أقول: "إن الامتناع عن المشاركة- وليس هنا المقصود بالمعرض بالتحديد، بل وبالسوق بشكل عام- قد يوفر عليكم بعض صداع العملاء بالوقت الحالى بسبب عدم التوافر الكافى للسيارات بسبب الظروف الراهنة، لكنه بنفس الوقت سيحجبكم عن المشهد أمام المنافسين لفترات قد تطول ولا يحمد خسائرها بعد ذلك".