أشرف كاره
مطب لكل مواطن (2)
تناقلت مواقع التواصل الإجتماعى – وبخاصة الفيسبوك – صورة المواطن الليبى العادى الذى شرع مؤخراً فى إصلاح مطبات العديد من الطرق بالعاصمة الليبية "طرابلس" وبالمجهود الذاتى ، وليس فقط إيماناً منه بتحقيق وصايا الرسول (ص) بإماطة الأذى عن الطريق ، وبتيسير الأمور على العباد فى الدنيا لييسر الله علينا فى الآخرة ...ولكن يأتى ذلك أيضاَ لإحساسه كمواطن ينتمى إلى بلده مع غياب شبه تام لحكومة تدير شؤون البلاد ومصالح شعبها إلى أن كل مواطن يستطيع تقديم شىء إلى بلده....
الأمر الذى أعاد إلى ذاكرتى المقال الذى قمت بكتابته منذ عدة أشهر تحت عنوان "مطب لكل مواطن" والذى يشير لمدى سوء حالة الطرق المصرية لما ينتشر بها من (مطبات) أشبه بالأفخاخ القاتلة التى تم نصبها للسيارات المتحركة على هذه الطرق أو حتى من (مقبات) لا تمت بأى صلة إلى وسائل الأمان والسلامة على الطرق لتهدئة سرعات قائدى السيارات وخاصة ببعض المناطق التى تكتظ بالسكان أو طلبة المدارس ، وخاصة بعد أن أصبح كل من يرغب فى بناء (مقب) أمام منزله أو بشارعه يقوم بذلك دون رادع ولا سؤال ليختلط الحابل بالنابل ويصبح الأمر مشاعاً بين طرق المدن والقرى المصرية ؟!
وإذ ما قارنا بين ذلك المواطن الليبى وما يتم على أرض مصر – مع مراعاة أن هناك حكومة ومحليات تأتى هذه الأمور من مهامها الرئيسية – سنجد مدى التهاون واللامبالاة لما يحدث على طرقنا ، ولا يقتصر الأمر على عدم الرقابة لما تعانى منه هذه الطرق من مطبات ومقبات ، بل وعدم الإكتراث بأن كافة أنواع المركبات التى تسير على هذه الطرق إنما هى من أنواع الإستثمار لمالكيها – سواء كانت حكومية أو شخصية – والتى يجب المحافظة عليها من التكسر على هذه الطرق ومن ثم الحفاظ على قيم الإستثمارات المالية التى أنفقت عليها.
إن إصرارنا على تجاهل هذه الظاهرة المستشرية بقوة على أرض مصر والتى تتكامل مع ظاهرة التلوث بأنواعه ، إنما يدلل وبقوة على مدى التراجع الذى نعانى منه إدارياً وفكرياً وحتى نفسياً ، الأمر الذى يحكم به علينا بالفشل لا محالة واللاعودة للصواب.