الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة
السفير حبيب الصدر رئيس الدائرة العربية بوزارة الخارجية العراقية:
اكد السفير حبيب الصدر رئيس الدائرة العربية بوزارة الخارجية العراقية على ضرورة تبادل المعلومات بين الدول الأطراف فى الاتفاقية العربية لمكافحة الفساد والتعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية. جاء ذلك خلال مشاركته اعمال المؤتمر الأول للدول الأطراف فى الاتفاقية العربية لمكافحة الفساد. الذى عقد مؤخرا بالقاهرة برئاسة وزير العدل وزير الأوقاف والشئون الإسلامية الكويتى يعقوب الصانع وتم اختيار الكويت لرئاسة مكتب منبثق عن أعمال المؤتمر العربى الأول للدول الأطراف فى الاتفاقية العربية لمكافحة الفساد. كما تم اختيار العراق نائبا ومصر مقررا وقال الصدر ان الفساد والإرهاب وجهان لعملةٍ واحدةٍ، مبيناً أن كليهما مهلك وأنه لا سبيل لدرء خطرهما غير العمل الحقيقى المشترك والتعاون البناء. مشددا على دور الافراد الهيئات والمؤسسات المعنية بمكافحة الفساد فى العراق وذكر أن التصدى للفساد لم يعد مسئوليةً تُـلقى على عاتق جهةٍ تنفيذيةٍ أو رقابيةٍ معينةٍ، بل بات يمثل مسئولية الجميع؛ الأمر الذى يستلزم الجهد والمتابعة والتعاون مع المؤسسات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وأوضح الصدر أنه تم خلال الاجتماع الأول للمكتب وضع آلية للعمل خلال الفترة المقبلة بما يمكن الدول الأطراف فى الاتفاقية من مكافحة الفساد واسترجاع الأموال والممتلكات المنهوبة.
وقال إنه تم فى هذا الإطار تشكيل مجموعات عمل عربية لبلورة مقترحات الدول فى شأن تفعيل وتنفيذ الاتفاقية العربية لمكافحة الفساد.
وقد تم اختيار ممثل العراق رئيس هيئة النزاهة حسن الياسرىُ نائباً لرئيس المؤتمر الذى اعتمد نظاماً داخلياً جاء نتيجة الاجتماعين الأول والثانى والعديد من النقاشات الموضوعية والقانونية؛ ليخرج بصيغة توافقية تضمن السير الأمثل لأعمال الدورات المستقبلية للدول الأطراف.
وتبنى المؤتمر مقترح العراق المقدم من قبل ممثله حسن الياسرى الذى يتضمن تأليف فرق عمل بعضوية خبراء عرب فى مكافحة الفساد لوضع الآليات المناسبة لاسترداد الأموال المنهوبة، فضلاً عن تبنيه لمقترح دولة الكويت الخاص بوضع التدابير الوقائية لمكافحة الفساد وكان للسوق العربية معه هذا الحوار
■ ماذا عن التنسيق المصرى- العراقى فى مواجهة الارهاب؟
- نقدر عاليا حكومة الرئيس عبدالفتاح الداعمة للعراق ونثمن مواقف مصر، وهناك تفاهم مشترك وتعاون وثيق ونحن نثمن مواقف الرئيس السيسى تجاه العراق وكلانا يقاتل الارهاب كل من موقعه فمصر تقاتل الارهاب وكذلك العراق يقاتل الارهاب، وكلا البلدين يحارب الارهاب نيابة عن الأمة العربية.
وقال الصدر اننا نقدر عاليا حكومة الرئيس عبدالفتاح الداعمة للعراق ونثمن مواقف مصر، مؤكدا ان وجود مصر فى مجلس الامن مكسب عربى حقيقى، ومصر يمكن ان تلعب دورا إيجابيا فى دعم القضايا العربية فى مجلس الامن الدولى.
■ فى ظل رئاسة مصر للجنة الارهاب فى مجلس الامن ماذا تطلبون من مصر لدعم العراق؟
- وجود مصر فى مجلس الامن هو مكسب عربى حقيقى، ومصر يمكن ان تلعب دورا إيجابيا فى دعم القضايا العربية فى مجلس الامن الدولى، مصر دولة عربية كبيرة ومحورية ووجودها فى مجلس الامن نتمنى الا يكون مقعد مصر فى مجلس الامن مؤقتا وانما مقعد دائم لثقل مصر فى العالم العربى ولأهميتها.
■ جهود التحالف الدولى فى العراق؟
- ان التحالف الدولى يساعدنا جوا وكذلك بالمعلومات الاستخبارية، لكن ليس بتلك الفعالية التى نطمح اليها، فنحن نتطلع ان يكون للتحالف الدولى دعما قويا بمستوى التحدى لا ان يكون دعما خجولا او متواضعا.
■ وجه الحشد الشعبى اتهامات للولايات المتحدة الامريكية بسرقة جهوده فى عملية تحرير الرمادى، فما حقيقة هذا الامر؟
- فى الواقع عملية تحرير الرمادى تمت بجهود العراقيين ولا يوجد فرقة كوماندوز أمريكية واحدة على الارض، وانما هناك جيش عراقى وتشكيلات مكافحة الارهاب وايضا قوات الرد السريع هى التى حررت الرمادى ولا يوجد اى جندى لا أمريكى ولا اى جنسية اخرى حيث تم تحريرها بجهود عراقية خالصة، فقط هناك دعم جوى من قبل قوات التحالف الدولى التى ترأسها الولايات المتحدة الامريكية، ونتمنى ان يكون الدعم الجوى أفضل مما عليه الان.
■ ما تقييمك لجهود التحالف الدولى فى العراق، هل تراها حققت تقدما على ارض الواقع؟
- التحالف الدولى يساعدنا جوا وكذلك بالمعلومات الاستخبارية، لكن ليس بتلك الفاعلية التى نطمح اليها، فنحن نتطلع ان يكون للتحالف الدولى دعم قوى بمستوى التحدى لا ان يكون دعما خجولا او متواضعا، وثقل المعركة الأساسى يقع على اكتاف العراقيين أنفسهم وهم الذين يقاتلون على الارض ولا يوجد للعراقيين جيوش تقاتل على الارض وانما هناك مساعدات بضربات جوية من طيران التحالف ولكن هذه الضربات دون مستوى الطموح.
■ القوة العربية المشتركة التى دعت اليها مصر ماذا عن محاولات إفشالها؟
- القوة العربية المشتركة بالكلام سهل لكن لا بد من مناقشات مستفيضة وتحضيرات والمهم ان الأجواء بين الاشقاء هى اجواء إيجابية وهناك جدية من جانب الجميع لمواجهة هذا الخطر، والعمل العربى المشترك يسير نحو الأفضل عما كان عليه سابقا وهذه كلها مؤشرات إيجابية.
■ ماذا عن تطورات الاوضاع الحالية بشأن الاعتداء التركى على الاراضى العراقية، وما الخطوات التالية التى سيتخذها العراق بعد الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب؟
- فى البداية نحن نريد ان نطرق كافة الأبواب الدبلوماسية المتاحة ونعتبر تركيا دولة جارة ولدينا مصالح مشتركة، لذلك يجب ان نستنفد كل السبل الدبلوماسية الممكنة ونستخدم الحوار، والحوار لا يزال متواصلا قى هذا الشأن، فنحن فى العراق الجديد لا نألو جهدا من اجل استمرارية هذا الحوار لحل هذه المشكلة، اما فى حالة اذا استعصى حل المشكلة فالخيارات مفتوحة، ولكن قبل كل شىء الطرق السلمية الدبلوماسية لا سيما ان تركيا جار وشقيق لابد ان يأخذ الحوار مداه بين الطرفين.
■ ما حقيقة ما يتردد بشأن وجود الخلافات بين السنة والشيعة فى العراق؟
- لا خلافات بين السنة والشيعة فى العراق واليوم كل اطياف الشعب العراقى قد انخرطوا صفا واحدا لمواجهة الارهاب، وليس هناك من تخلف عن هذه المعركة، فالكل يقاتل فى خندق واحد لمواجهة هذا الخطر الكبير ليس دفاعا عن الشعب العراقى فقط وانما دفاعا عن اشقائنا وعن الانسانية جمعاء، فان انكفأنا امام هذا الخطر، ماذا سيحدث؟! سنرى داعش فى الكويت والسعودية والارهاب عابر للحدود لن يتوقف عند احد.
■ لكن يتردد فى وسائل الاعلام غير ذلك؟
- فى الحقيقة ان الاعلام ينقل حقائق مغلوطة، فاليوم رئيس جمهورية العراق سنى ورئيس مجلس النواب وكذلك عدد من الوزراء السنة فى الحكومة وكل المحافظات العراقية بما فيها السنة تدار من خلال صناديق الانتخاب ورئيس مجلس محافظة وأعضاء مجلس المحافظة وهم ينتخبون المحافظ والمحافظ يكون منتميا إلى نفس المحافظة وبالتالى ترصد ميزانية لهذه المحافظة بحسب عدد سكان هذه المحافظة، وليس هناك اى تهميش او إقصاء لأحد فى العراق وما ينشر او يذاع حول هذا الموضوع يثيره البعض لأغراض سياسية فقط ولكن على ارض الواقع لا شىء من ذلك.
■ ما رؤيتكم بشأن التحالف الدولى الذى أطلقته المملكة العربية السعودية؟
- نحن سمعنا بهذا التحالف من وسائل الاعلام، والعراق هو الذى يقاتل داعش فعليا على الارض وبالتالى نحن نتمنى ونتطلع ان يستشيروا العراق قبل اطلاق هذا التحالف، لذلك نحن بصدد دراسة هذا التحالف فى الوقت الحاضر.
■ العلاقات مع السعودية؟
- المملكة العربية السعودية أرسلت طلائع من الدبلوماسيين والموظفين السعوديين إلى العراق، ونحن نتطلع لإقامة أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية.