السوق العربية المشتركة | هدم مصر يفتت الدول العربية ويؤهل لظهور إسرائيل الكبرى

السوق العربية المشتركة

الإثنين 23 سبتمبر 2024 - 05:31
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

هدم مصر يفتت الدول العربية ويؤهل لظهور إسرائيل الكبرى

الدكتور مختار مرزوق يتحدث لمحرر السوق العربية
الدكتور مختار مرزوق يتحدث لمحرر السوق العربية

الدكتور مختار مرزوق: عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر لـ «السوق العربية»:
الإلحاد فى مصر ظاهرة إعلامية لا مجتمعية


■ هناك العديد من الظواهر المجتمعية الدخيلة مثل ظاهرة الإلحاد ما دور الأزهر فى مجابهة هذه الظاهرة؟

- الإلحاد فى مصر ظاهرة إعلامية لا مجتمعية، شو إعلامى، بأن تأتى إحدى القنوات بواحد من هؤلاء الناس وغالبا ما تعطيه أموالا سواء منها أو من غيرها.وإذا قلنا إن الإلحاد هو عدم الإيمان بوجود الله أنا إلى الوقت الحالى ما قابلت واحدا من الناس يقول لست مؤمنا بوجود الله. يمكن أن يكون مقصرا فى طاعة أنا أفعل كذا وكذا لكن قضية وجود الله فطرية حتى أهل الجاهلية يقول عنهم القرآن

(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ) يعنى قضية ثابتة لا تحتاج لمناقشة. ولذلك تجد الدكتور عبدالحليم محمود يقول أن القرآن لا يعنى بمسألة وجود الله وإنما عنى بمسألة توحيده وذلك لأن الوجود كان شيئا طبيعيا عند الناس والذين قالوا بعدم وجود الله طائفة قليلة من الناس القرآن لم يهتم بهم.

أما عن الملحدين فهم أفراد يعدون على الأصابع أو كانوا أكثر أو أقل لكن هؤلاء أرى أنهم مرضى نفسيين مجانين يجب أن يعالجوا وألا يعطى الإعلام لهؤلاء فرصة الظهور فى بلد الأزهر الشريف. ومصر بما فيها من مسلمين ومسيحيين ينكرون الإلحاد ويعترفون بوجود الله.

■ لماذا كل هذه الهجمات الإرهابية على مصر؟

- لأنه كما تعلمون إذا هدمت مصر انهار العالم العربى كله وهذا لن يكون لأن مصر محفوظة بفضل الله. لكن أذا هدمت مصر تسير بعدها كل البلاد العربية دويلات صغيرة ولا يكون هناك إلا دولة إسرائيل الكبرى وهذا أمر معروف لدى الجميع. فمن هنا هؤلاء الناس الذين يعملون على زعزعة الأمن فى مصر إنما يسعون لهذا الهدف لكن إن شاء الله لن ينالوا هدفهم لأننا لدينا حكومات فى مصر والدول العربية يعلمون هذه الحقائق جيدا. كذلك يجب على كل الناس أن يتصدوا لهؤلاء ويجب أن يتعاون الشعب.

■ ما المفهوم المبسط لأصول الدين؟

- مفهوم أصول الدين هى الكلمة التى تعنى بالعقائد وكلية أصول الدين هى الكلية الأم التى تدرس التوحيد والفرق والملل والنحل وكل ما يتعلق بالعقيدة الإسلامية وعقائد الآخرين. فنحن فى الأزهر الشريف نتعرف على أفكار الآخرين وننتقد ما يحتاج النقد ونتكلم عن العقيدة الإسلامية باستفاضة ولذلك سميت هذه الكلية بأصول الدين كذا ندرس لأبنائنا الفقه والنحو وعلم تفسير القرآن الكريم والحديث الشريف وعلومه.

■ هل يتأثر طالب أصول الدين أو أبناء الأزهر بأى من الشبهات التى تثار حول الإسلام ؟

- أبناؤنا عندهم ما يشبه التطعيم ضد الأمراض الخارجية فنحن نعلمهم الشبهات التى تثار حول القرآن الكريم وحديث الرسول صل الله عليه وسلم خاصة ما يشاع فى بعض الفضائيات وهذا بفضل الله ما أهلنا له وجود ثلة من كبار الأساتذة كثيرا منهم فى اللجان العلمية للترقية ولجان التحكيم وأعضاء هيئة كبار العلماء مثل الدكتور محمود مهنى كل هذه الكوكبة من العلماء يدرسون فى هذه الكلية التفسير والحديث وكافة علوم الدين.

■ ما المقصود بالملل والنحل وهل هى خاصة بالفرق الإسلامية؟

- الملة: هى الديانة التى لها أصل إلهى كالمسيحية واليهودية .

والنحلة: هى الديانات الباطلة التى ليس لها أصل إلهى مثل البهائية والقاديانية والبراهمية والزرادشتية كل هذه الأشياء تسمى نحل.

■ لماذا تدرس هذه الملل والنحل؟

- نحن ندرس كل هذه الأشياء حتى يتخرج الطالب الأزهرى وهو محيط بعقيدته الإسلامية والملل الأخرى بحيث يكون ملما عندما تسأله عن أى ملة أو عقيدة وهنا نجد أن الطالب أو العالم الأزهرى بعد أن يتخرج يكون مقبولا لدى جميع الناس لأنه يستطيع أن يوفق الآراء الصحيحة ويرد الأشياء الباطلة لذا يتمتع بالقبول داخل مصر وخارجها لأنه مؤهل علميا وثقافيا ودينيا.

■ هل فضيلتكم راضٍ عن خريجى الأزهر؟

- الرضى الكامل لا يوجد .لماذ؟ وذلك لأسباب كثيرة تنطبق على الأزهر وغير الأزهر منها أننا فى حاجة إلى الجدية فى التعليم الابتدائى والإعدادى والثانوى، فهم يحتاجون إلى ثورة علمية فى جمهورية مصر العربية بحيث لا ينجح الا التلميذ أو الطالب الذى يستحق النجاح، لأن هناك أناسا فى هذه المراحل لا يجيدون الكتابة إلى الآن، لذا يجب أن تعود المدرسة إلى سيرتها الأولى التى كانت يوم أن كنا ندرس، لا بد أن يكون هناك حساب وثواب وعقاب. لكن اللحظة التى اتخذت فيها بعض الحكومات المصرية السابقة من عدم العقاب للطالب المهمل الذى لا يكتب الواجب والمعتدى على الآخرين منهجية لها حدث انهيار وتخلف للمرحلتين الإعدادية والثانوية، لذا يجب الارتقاء بهذه المراحل لأن المشكلة ليست فى الكلية لأنه عندما يأتى الطالب للكلية ويتخرج فى السنة الرابعة يكون معقولا إلى حد كبير.

■ المتطلبات التى يجب أن تكون فى خريجى الأزهر؟

- أتحدث هنا عن خريجى أصول الدين:أولا – لابد أن يكون حافظا لكتاب الله عز وجل حفظا جيدا وهنا ندعو القائمين على الأمر أن يسارعوا بانتشار الكتاتيب فى القرى كما كانت فى الزمن الماضى، الائمة من أبنائنا الذين تخرجوا والآن يعينون بالمسابقات يحفظون القرآن الكريم حفظا جيدا ويستطيع كل واحد منهم أن يفتح كتابا فى قريته أو مسجده لتعليم الناس القرآن الكريم، لكن يجب على وزارة الأوقاف أن تعينه على هذا بشىء مادى بأن تجعل له راتبا شهريا مقابل تحفيظه القرآن الكريم فى مسجده.

ثانيا – ما ندرسه فى هذه الكلية من علوم لو أن الطالب الأزهرى أجاده لسار جيدا لكن مع الأسف الشديد فى كثير من الأحيان تجد أن الطالب الأزهرى يتفوق ويتخرج بامتياز ولا يجد عملا كما هو الحال مع كثير من الناس. هذا الأمر بالغ الخطورة لأنه صد الناس عن التعليم. فى حين يعين أصحاب الوساطة من حملة الإعدادية والثانوية وبعض الأحيان محو الأمية والمؤهلات العليا مهملة، هذا الأمر جد خطير ويجب على الدولة أن تقوم بواجبها تجاه خريجى الأزهر إذا كنا نريد أن نرتقى بالعلم وأن يكون للعالم قيمته وللأزهر كرامته فلابد أن توجد هذه الأشياء.

■ هناك العديد من الجماعات مثل أنصار بيت المقدس وداعش وغيرها تعتقد أنها أساس الإسلام فما رأى فضيلتكم فى هذه الجماعات وهل تمثل الإسلام الفعلى أم لا؟

- الحقيقة أننا فى مصر بلد الأزهر الشريف وأقول أن الإسلام الحقيقى يأخذ من الجهات الرسمية التى تعتمدها الدولة وهى والحمد لله جميعها بخير سواء كان هذا يتمثل فى مشيخة الأزهر ودار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف التى تقوم على مساجد المسلمين أو إدارة الوعظ التابعة للأزهر الشريف. لكن هؤلاء الناس الذين يظهرون بهذه المسميات لا يعبرون إلا عن أنفسهم بدليل أننا فى هذه الأوقات لا نجد يوما أو أسبوعا يمر ألا وفيه قنبلة هنا أو هناك تنفجر فى الأبرياء فى الشارع أى دين هذا ليس هناك دين سماوى يقول بهذا سواء إسلاميا أو مسيحيا حتى اليهودى. وهنا التطرف كله ملة واحدة ويجب على جميع دول العالم مقاومة المتطرفين لأن التطرف كارثة لا يعلم مداها ألا الله. الإسلام كله رحمة اعتبر قتل النفس من أعظم الكبائر بعد الشرك بالله (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) وكذلك قتل غير المسلم لا يجوز ولذلك يسميهم الإسلام أهل الذمة أى بمعنى أنهم فى ذمة أو حفظ الله عز وجل بما أنزل من القرآن الكريم وفى حفظ المسلمين بما يوجد عندهم فى الكتاب الكريم الذى يدعو إلى حفظ الأرواح وسنة الرسول صل الله عليه وسلم. وهذا يدل على أن التطرف الموجود على الساحة تطرف سياسى وما يؤكد كلامى أننا لم نر واحدا من هؤلاء الناس يوجه قنابله لتحرير فلسطين فها هى ما تسمى بكتائب بيت المقدس التى تقتل الجنود المصريين هل شاهدتموهم قبل ذلك قتلوا أيا من الجنود الإسرائيليين؟ فهل مصر هى من تحتل بيت المقدس أم إسرائيل؟ هذا دليل أنها جماعة مسخرة لقتل الجنود المصريين ولأغراض سياسية.

■ ما دور الأزهر فى مصر؟

- الأزهر هو القائم على رعاية الدين والأمة وبيان المنهج الصحيح إذا أراد مسلم أن يشق فى معاملة مع مسيحى يقومه ويؤكد أنه لا يجوز لهم ما للمسلمين لذا الأزهر هو صمام الأمن.

■ هناك حرب شرسة ونداءات بهدم الأزهر؟

- الذين يحاربون الأزهر فى الفضائيات لا يختلفون كثيرا عن داعش والفرق التى عندها شذوذ بالفكر لأنه أذا هدم الأزهر لا يستطيع أحد أن يقف فى وجه الفكر المتطرف وأنا قلت لأحد كبار الإعلاميين من الذين يهاجمون الأزهر لو هدم الأزهر لن تستطيع أن تذهب إلى مكتبك وذلك لأن الأزهر هو من يقف حركة التطرف ونهاية مصر فى رباط إلى يوم القيامة.