السوق العربية المشتركة | الإعـــلام المســىء للعلاقات المصـرية- السعودية

السوق العربية المشتركة

الخميس 14 أغسطس 2025 - 03:32
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
نائب رئيس مجلس الإدارة
م. حاتم الجوهري
الإعـــلام المســىء للعلاقات المصـرية- السعودية

الإعـــلام المســىء للعلاقات المصـرية- السعودية

يئست من الكتابة عن الاعلام المنحرف المسىء للعلاقات المصرية- العربية الذى ينال من مصر ويضر بمصالحها وبعلاقاتها مع الأشقاء العرب، وذلك منذ أن أساء المسجون المحكوم عليه العريان إلى دولة الامارات العربية المتحدة، ومروراً بأولئك الذين يحملون أجندات خاصة وأفكاراً مشبوهة لتدمير العلاقات المصرية- العربية، ومؤخراً كتبت مقالاً مطولاً عن اعلام الدعارة.



والعلاقات المصرية الخارجية- خاصة مع الدول العربية الشقيقة- أمر يخص فقط الرئاسة المصرية والحكومة ممثلة فى وزارةالخارجية، وكلاهمـا لـديه الفكر والقيادة الكفيلة بـادارة تلك العـلاقات على أفضل وجـه وبما يحقـق مصالح مصـر العليا، ولا يجوز لأى صحفى أو اعلامى مغامر أن يتحدث عن تلك العلاقات بما يسئيها ويضر بمصالح مصر، ومن يفعل ذلك هو خائن لمصر.

وخلال الجمهوريات الثلاث الأولى (عبدالناصر– السادات– مبارك) لم يكن يجرؤ أحد على انتقاد الدولة أو الاساءة إلى العلاقات المصرية- العربية، وقد شاهدنا وعاصرنا العقاب على ذلك بأساليب عديدة منها القتل والسجن والاعتقال والضرب المبرح (كما حدث فى طريق العروبة ليلاً)، والضرب فى الصحراء وترك المتجاوز عارياً فى الصحراء، بالاضافة إلى الاقصاء عن العمل الاعلامى أو الصحفى.

ونشهد أن عهد الرئيس السيسى الحالى لم يحدث به أى ما شهدناه فى العهود السابقة مع المتجاوزين اعلامياً، وذلك أمر يحسب للرئيس شخصياً، وأى تجاوز اعلامى يتصدى له المجنى عليه بالقانون وينظره ويفصل فيه القضاء.

والتجاوزات الاعلامية المشينة والمسيئة للعلاقات المصرية- العربية أحد الافرازات السلبية التى اعقبت ثورة الخامس والعشرين من يناير، وما صاحب ذلك من انحطاط خلقى لدى البعض، فى ظل ضعف نقابة الصحفيين وعدم وجود نقابة للاعلاميين، وعدم وجود تشريعات اعلامية حاكمة ومنظمة للعمل الاعلامى والصحفى.

ومن تلك التجاوزات المقال الذى نشرته جريدة الوفد بتاريخ 14/12/2015م للأستاذة/ سناء السعيد بعنوان (أما آن لشروط الاذعان السعودية أن تنتهى؟)، التى ادعت فيه أن السعودية تجاوزت قرارات فينا عندما انفردت بتنظيم مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، وأن السعودية فرضت وصايتها على اختيار ممثلى المعارضة وفق أهوائها السياسية.. إذ إنها مازلت تصر على حراك أحادى تقوده بالنسبة لما يحدث فى سوريا.. وأن السعودية مازالت حريصة على رؤيتها بضرورة رحيل الأسد عن سدة الحكم مع بداية المرحلة الانتقالية.. وأنها جمعت المعارضة للخروج ببيان يؤكد هذه الحيثية.. وأنه كان يتعين على السعودية فيما لو انصفت أن تعقد مؤتمراً لمكافحة الارهاب.. آن الأوان أن تدرك السعودية أن دوام الحال من المحال، وأن المعادلات تتغير وكذلك موازين القوى، وأن المال عرض زائل والسلطة لا تدوم.

وهذه الكاتبة تسىء بهذا المقال للعلاقات المصرية- السعودية، وهى علاقات اكد قادة مصر والسعودية قوتها ومتانتها وأنه لا يؤثر فيها أى شىء.

ويبدو أن الكاتبة جاهلة بالعلاقات الدولية ولم تقرأ أى كتاب، وليس لديها أى خبرة فى هذا المجال، ولا تعلم شيئاً عن العلاقات المصرية- السعودية، ويبدو أنها لم تسمع شيئاً عما ذكره السيد رئيس الجمهورية مراراً عن الأمن المصرى العربى وبخاصة الخليجى، وعن التحالف العربى الذى تشارك فيه مصر وتقوده السعودية لعودةالشرعية إلى اليمن (مع قبول السعودية بصدر رحب لتحفظ مصر بشأن ارسال قوات برية إلى اليمن).

وتجهل الكاتبة أن الاختلاف المصرى والسعودى بشأن بشار الأسد كان ولا يزال اختلافاً راقياً فى وجهات النظر ومحل تفهم كامل من قيادة البلدين الشقيقتين، ولم ولن يفسد العلاقات بينهما.

وبالقطع لا تعلم الكاتبة شيئاً عن تقسيم الأدوار فى العلاقات الدولية، الذى أعتقد أنه أمر واقع ومحل اتفاق فى السياسة الدولية وبين مصر والسعودية.

وعنوان المقال اختارته الكاتبة للاثارة كعادة كتاب الاثارة لدعوة القراء للاطلاع عليه دون الاعتماد على اسمه ورصيده لدى القراء.

والمقال فى ذاته أجوف لا يستند إلى حقائق، ويكفى فى هذا أن مصر أيدت مؤتمر المعارضة فى الرياض وما انتهى إليه، أما حكاية مكافحة الارهاب فقد دعت السعودية وشكلت تجمعاً عسكرياً اسلامياً يضم أكثر من ثلاثين دولة اسلامية لمكافحة الارهاب، ومصر مؤيدة لهذا التجمع وهى عضو فيه.

والأغرب أن يتم نشر هذا المقال المسىء للعلاقات المصرية- السعودية فى اليوم السابق للاجتماع الثانى للجنة التنسيق المصرية- السعودية برئاسة رئيس وزراء مصر وولى ولى العهد السعودى، والذى اسفر عن نتائج بالغة الأهمية بالنسبة للبلدين، فما القصد من نشر هذا المقال فى ذلك الوقت بالذات؟

ومن الغرابة أن تتحدث الكاتبة بما يسىء للعلاقات المصرية- السعودية، وهى كبيرة فى السن وعاصرت تلك العلاقات فى العصر الحديث وتعلم جيداً كم وقفت السعودية إلى جانب مصر، وهى مواقف محل احترام وتقدير من كافة أبناء الشعب المصرى.

وعجبت أن يتم نشر هذا المقال فى جريدة الوفد المملوكة للحزب العريق حزب الوفد، والوفد حزباً وجريدة يعلم الكثير عن العلاقات المصرية- السعودية ماضيها وحاضرها ومستقبلها، وهو حريص على تلك العلاقات ولا يرضى بما يسىء إليها. والوفد يعلم ماذا قدمت السعودية لمصر فى أسوأ الظروف التى مرت بها، ويعلم عدد المصريين الذين يعملون فى السعودية، ويعلم حزب الوفد ورئيسة ماذا قدمت السعودية لمن أضيروا من المصريين بالتأميمات فى عهد عبدالناصر، وماذا قدمت السعودية بخاصة للمرحوم/ فؤاد باشاً سراج الدين زعيم الوفد منذ تأميمه حتى وفاته، وإن لـم يكن يعلموا فلدى التفاصيل عن ذلك. لا تقولـوا لى إن تلك حريـة الصحافة، فلتسـقط تلك الحـرية إذا اسـاءت إلى العـلاقات المصـرية- العربية أو أضرت بمصالح مصر العليا.

وأبلغ رد على هؤلاء المتجاوزين فى الصحافة والقنوات الفضائية موقف السعودية الأخير تجاه مصر، حيث وجه خادم الحرمين الشريفيين الملك سلمان بن عبد العزيز بحزمة من الإجراءات الداعمة لمصر اقتصادياً منها توفير احتياجات مصر البترولية على مدار خمس سنوات تبدأ من يناير 2016م، وزيادة الاستثمارات السعودية فى مصر إلى (30) مليار ريال سعودى، والتوجيه باستخدام السفن السعودية لقناة السويس، بالاضافة إلى منحة (لاترد) قيمتها (750) مليون دولار لتوفير بعض السلع ومن المدبح أن تكون فى شكل أدوية وعقاقير لعلاج (فيروس سى)، وتجرى حالياً مفاوضات مع السعودية للحصول على أربعة مليارات دولار من خلال شراء سندات وأذون الخزانة التى تطرحها الحكومة المصرية. وستظل السعودية بعون الله وبحكمة قيادتها سنداً قوياً لمصر.

اسمع دائماً من بعض اشقائى فى السعودية لوم على بعض الاعلام المصرى بسبب تجاوزاته تجاه السعودية، وأقول لهم دائماً اخسروا هؤلاء، فمصر قيادة وحكومة وشعباً تكن كل احترام وتقدير لأشقائها فى المملكة، ولا تنسى مواقفهم المشرفة تجاه مصر. ومؤخراً قال مدير الادارة الفنية لمجلس وزراء الاعلام العرب أن بعض الدول العربية تقدمت بشكاوى ضد بعض القنوات الفضائية التى تسىء إليها، كما أعلنت الجامعة العربية– عن طريق أمانتها العامة– أنها توصلت إلى توصيات بشأن مواجهة القنوات الفضائية المسئية للدول العربية.

ولسيادة رئيس الجمهورية أقول:

سيادتكم تعمل ليلاً ونهاراً لتقوية العلاقـات المصريـة- العربية خاصة مع السعودية، وهؤلاء وأمثالهم من المتجاوزين ينالون من جهودك ويسيئون إلى العلاقات المصرية- السعودية. وقد سئمتم سيادتكم تصرفاتهم وشكوتهم للشعب. وهذا لا يكفى ياسيادة الرئيس، ونرجوك أن تصدر تعليمات واضحة لكافة الاعلام بعدم التعرض للعلاقات المصرية- العربية خاصة السعودية بما قد يسىء لديها، لأن تلك العلاقات من عمل الرئاسة ووزارة الخارجية دون غيرهما.

وأناشد البرلمان أن يولى أهمية خاصة ويعطى أولوية للتشريعات الإعلامية لسرعة اصدارها، وتضمنيها النصوص الكفيلة بوقف أى تجاوز اعلامى يسىء إلى العلاقات المصرية- العربية والمعاقبة عليه.