السوق العربية المشتركة | المرأة العربية اكتسحت المجالات الاقتصادية والسياسية فى بلادها عن استحقاق

السوق العربية المشتركة

الإثنين 23 سبتمبر 2024 - 05:21
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

المرأة العربية اكتسحت المجالات الاقتصادية والسياسية فى بلادها عن استحقاق

  وفاء بنى مصطفى تتحدث لمحرر السوق العربية
وفاء بنى مصطفى تتحدث لمحرر السوق العربية

النائبة الأردنية وفاء بنى مصطفى فى حوار لـ«السوق العربية»:
سأساهم فى وضع تشريعات لحماية المرأة ودعمها فى خدمة وطنها بكل حرية

لقبت فى بلادها بـ"المرأة الحديدية" إذ فازت بمقعدها فى دائرة جرش الانتخابية، أول امرأة وأصغر نائبة على مستوى المملكة، إنها النائبة المحامية وفاء سعيد يعقوب بنى مصطفى، وهى رئيس ائتلاف البرلمانيات العربيات لمناهضة العنف ضد المرأة. ووفاء بنى مصطفى ابنة الثلاث والثلاثين عاما هى ناشطة اجتماعية ونقابية حيث كانت عضوا فى اللجنة الفرعية لنقابة المحامين فى مدينة جرش الأردنية وعضوا فى تجمع لجان المرأة فى المحافظة، زارت مصر الأسبوع الماضى كعضو مؤسس فى الاتحاد العربى للمرأة المتخصصة، وكان لـ"السوق العربية" هذا الحوار معها.



■ كيف انضممت إلى الاتحاد العربى للمرأة المتخصصة؟

- لقد طرح عليا بعض النائبات البرلمانيات فى الوطن العربى وبعض سيدات المجتمع من مصر والأردن والسعودى، وهن أصدقاء لى، وقررنا أن نخوض تجربة لخدمة مجتمعاتنا من خلال استغلال التخصصات وكم الخبرات لتوحيد الجهود وتبادل الأفكار.

■ ما الهدف من انضمامك لذلك الاتحاد؟

- هدفى الرئيسى هو تكريم المرأة العربية المتخصصة تقديرا لدورها الإيجابى ومشاركتها الناجحة إلى جانب الرجل فى اتخاذ القرارات وتوليها العديد من المناصب ومواقع المسئولية فى مختلف التخصصات.

■ هل ترشحت لأى عضوية فى لجان الاتحاد؟

- لم أترشح لكن وجودى جاء بإيمانى بأهمية التنسيق للوفد الأردنى المكون من 50 سيدة أردنية، 18 منهن أساسيات فى الاتحاد.

■ هل هناك عضوات أردنيات فزن بأى مقاعد من لجان الاتحاد؟

- نعم فقد فازت بعضوية قطاع البيئة منى هندية الأكاديمية بالجامعة الأردنية، كما فازت السيدة كوثر القضاربة بعضوية لجنة التنمية.

■ هل هناك ترحيب دولى بهذا الاتحاد؟

- بالطبع فالأمر لاقى استحسان كل المسئولين فى العالم العربى، والقيادات النسائية الفاعلة، ما عجل بسرعة تحديد الاجتماع التأسيسى الأول بالقاهرة، بحضور كبير من القيادات النسائية وسيدات الأعمال الخليجيات والعرب.

■ ماذ تنوين أن تقدمى للاتحاد؟

- سأقوم بتقديم أطروحات تشريعية، وازالة كافة العراقيل التشريعية فى كل القوانين، من خلال تقديم بيانات وإحصائيات حول المرأة، حتى تتمكن من تحقيق أحلامها وخدمة بلادها بكل حرية.

وسأحاول عبر ائتلاف البرلمانيات العربيات المناهضة للعنف ضد المرأة الذى أتشرف برئاسة، بإزالة كل أنواع العنف ضد المرأة، سواء بالعنف الجسدى او المعنوى من الحرمان من تكافؤ الفرص والعمل واسترداد الحقوق.

■ ما تركيبة هذ الائتلاف؟

- ائتلاف البرلمانيات العربيات يتكون من 12 دولة مشتركة، ومصر بها نائب الرئيس وهى الدكتور ماجدة النويشى عضو البرلمان السابق فى مصر.

والائتلاف جاء فى إطار تنظيمى مستقل لا يتبع لأى جهة رسمية أو غير رسمية يضم سيدات برلمانيات من غرفتى التشريع فى البرلمانات من الدول العربية المشاركة فى جامعة الدول العربية.

■ هل هناك برلماينات مصريات سينضممن لهذا الاتحاد؟

- هناك العديد من البرلمانيات سيشاركن وفقا للخطة المستقبلية، سواء كأعضاء فخريين أو أعضاء مناصرين، ونقوم الآن بعرض الأمر عليهن، ونأمل بضم البرلمانيات

■ من وجهة نظرك ماذا تحتاج المرأة العربية الفقيرة؟

- الظروف تختلف من دولة لدولة، ومصر معروفة بارتفاع نسبة النساء المعيلة لأسر، لكن الأمر يختلف من مصر عنه فى الأردن، ففى بلادى نركز على المشاريع المتوسطة، أما فى مصر فهناك المشاريع الصغيرة والمتوسطة المتعددة الأشكال.

وإذا قارنا بين دول الخليج وبين مصر والأردن، سنجد أن الخليج يمتلك موارد كبيرة للطاقة، بينما مصر والأردن فقيرة بالطاقة الأمر الذى يؤثر على مستوى ونوعية معاناة المرأة سواء هنا أو هناك.

■ كيف ترين العنف ضد المرأة فى العالم العربى؟

- لا تزال المرأة فى مختلف الدول تعانى منه، وسبق ومن خلال هذا الاتحاد الجديد سنعمل على وضع آليات تنسيق الجهود بشكل مشترك لمناهضة العنف ضد المرأة فى الدول العربية.

وأنا أرى أن العنف ضد النساء يعتبر عبئا لا مبرر له على نظم الرعاية الصحية حيث يبدو أن النساء اللائى يعانين من العنف يحتجن إلى خدمات رعاية صحية بكلفة أعلى بكثير مقارنة بالنساء اللائى لم يتعرضن للعنف.

■ ماذا تنوين ان تقدمى بدورك محامية ونائبة للاتحاد؟

- أطمح إلى ممارسة دورى التشريعى والرقابى مع زملائى اعضاء مجالس النواب فى البلدان العربية لمراقبة أداء الأنظمة تجاه المرأة العربية، والسعى لتحقيق أمل كل نساء العرب فى ترسيخ مبادئ تشريعية تخدم السيدة العربية فى بلادها.

■ كيف ترين القوانين التى تعرقل مسيرة مناهضة العنف ضد المرأة؟

- لقد شكلت القوانين التمييزية تعيق المشاركة الاقتصادية للمرأة، ما يعوق التنمية ويبقى على الملايين من الناس فى فقر، الأمر الذى انعكس على مجالات متعددة.

وهناك فوارق قانونية فى كيفية التعامل مع الرجل والمرأة، حيث تعانى النساء من الحرمان من خلال خمسة أو أكثر من أوجه التمييز القانونية فى عشرات البلدان، ولابد من إنهائها.

■ كيف يمكن أن يساهم الاتحاد فى تحسين دور المرأة فى الاقتصاد؟

- من خلال العمل على تحسين إدماج النساء فى سوق العمل، ودعم النساء فى خلق وإدارة المؤسسات، تحسين التدريب المهنى، تحسين فرص وصول النساء إلى الآليات والأدوات المالية، وزيادة الوعى بضرورة دعم المساواة بين الجنسين.

■ هل يمكن للمرأة العربية أن تتفوق على الرجل فى المجال الاقتصادى؟

- المرأة هى نصف المجتمع، والآن تكاد تكون كل المجتمع، حيث أصبحت تشكل النسبة الأكبر منه، بل وتتحمل مسئوليات أكثر فأكثر فيه، ما جعل دورها فى النهوض بالقدرة الشرائية لأسرتها حيويا وضروريا لتحسين عجلة الإنتاج وبالتالى ارتقاء اقتصاد البلاد ككل.

وهناك العديد من النماذج لنساء خضن مضمار الاستثمار وتفوقن فيه.

■ ما الصعوبات الاقتصادية التى تواجهها المرأة فى المنطقة العربية؟

- الصعوبات الاقتصادية التى تواجهها المرأة، لا تقف عند أوضاع المرأة لكنها تتعداها لتطال كافة المجالات بداية من التشريعات ومرروا بالتمييز، حتى المعوقات الحيوية فى التعاملات بين الأنظمة والمرأة.

ورغم كل ذلك فقد احتلت المرأة العربية مكانة اجتماعية واقتصادية وسياسية ودينية متميزة ولعبت دورا فاعلا فى شئون الحياة كما تباينت أهمية وأشكال هذا الدور وهذه المكانة باختلاف الظروف.

■ ما عدد العضوات فى البرلمان الأردني؟

- 18 عضوة فى البرلمان، 15 جئن عن طريق مقاعد "الكوتة" و3 عن طريق الانتخاب الحر.

■ كيف ترين نجاحك فى الفوز بمقعد برلمانى فى دورتين متتاليتن؟

- ان نجاحى فى الفوز بمقعد البرلمان، كسر الحاجز النفسى الكبير تجاه تمثيل المرأة فى المجلس، لكننى لم أكن أحقق ما أنا عليه لولا المجهود الجماعى للأهل والعشيرة فضلا عن موقف ابناء المحافظة.

■ هل تعتبرين ذلك عبء عليك؟

- إن حصولى على عضوية البرلمان الأردنى، وبعدد اصوات كبير ضاعف من حجم الأمانة الملقاة على كاهلى، الأمر الذى يتطلب منى بذل مزيد من الجهود فى المجلس لتلبية طموحات من انتخبونى، كنائب وطن فى الرقابة والتشريع، وكنائب محافظة لجلب المزيد من المكتسبات للمحافظة.

■ كانت هناك واقعة شهيرة لك فى البرلمان بينك وبين رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة الذى قال لك فيها «توقفى عن الردح» حديثنا عنها؟

- هى واقعة لا تخرج عن إطارها، فأنا رئيس لجنة النظام فى المجلس الأردنى، وطلبت حقى فى الكلام ورد على بهذه الطريقة، لكنه قدم اعتذارا رسميا من على منصة الرئاسة، وكما تعلم العمل البرلمان تقع فيه مثل هذه الحوادث وفى النهاية نحن على علاقة طبية معه وصديق عزيز.

■ تعرض عامل مصرى للضرب على يد زميلك فى البرلمان زيد الشوابكة هل كان للبرلمان الأردنى موقف؟

- هذه حالة فردية لا تعبر ولم يكن مقبولا فى البرلمان الأردنى، ولا يمثل طبيعة العلاقات الطيبة بين مصر والأردن، فحجم العمالة المصرية فى الأردن يشكل أكثر من نصف مليون مصرى.

ولا يمكن ان نقيس العلاقة بين البلدين على حادث شخصى لا يعبر إلا على أطرافها وهو العامل المصرى والنائب الاردنى الأردنى زيد الشوابكة وعدد من مرافقى. ولم يقدم العامل المصرى أى شكوى فى البرلمان الأردنى، والشكوى كانت قضائية وتم عمل الصلح، لكن إذا تقدم بشكوى فى البرلمان سيكون هناك مسار إدارى وتحقيق أيا كان شكل المسار القضائى، وذلك يحدث حتى معكم كصحفيين فهناك شكوى فى القضاء وشكوى أخرى فى النقابة ولكل منها مراحل مختلفة من التحقيق والعقوبات والتأديب.

■ كيف ترين تركيبة البرلمان المصرى؟

- القاعدة الرئيسية لأى برلمان فى العالم، هى أن الشعب هو صاحب القرار وهو من جاء بنائبه ولا يحق لأحد أيا كان أن يزايد على اختيارات الشعب لنوابه وكل شعب يتحمل نتائج اختياراته.