أشرف كاره
النقد البناء .....للأفضل
تبنت مهنة الإعلام والصحافة الشريفة (بشتى وسائلها) منذ القدم مهمة النقد البناء- بخلاف المدح البناء- لما يحيط بالمجتمع من متغيرات سواء على المستوى السياسى، الاقتصادى، الدينى أو الأخلاقى.. والعديد والعديد من المجالات، فقد انتقدت العديد من الحكومات المصرية المتتابعة منذ فجر التاريخ بهدف الوصول للأفضل والتحسين وهو أمر (محمود) يهدف لصالح الدولة والشعب بطبيعة الحال.. الأمر نفسه الذى ينسحب على أهمية النقد البناء فى إبراز بعض المآخذ التى تتعرض لها مثل تلك الحكومات على مستوى الدولة، أو بعض الشركات أو حتى الأفراد العاملين ببعض المراكز الهامة، وهو ما يضمن توجيه الرسالة لتلك الجهات باختلاف أطيافها فى دعوة حميدة للتحسين والتطوير للأفضل.
والقضية هى ما قد نراه من بعض الجهات الإعلامية والصحفية بجميع أطيافها (قنوات فضائية تليفزيونية، قنوات مسموعة، مطبوعات صحفية أو حتى على صفحات المواقع الإلكترونية) من محاولات للتدليس أحياناً، أو المجاملات فى أحيان أخرى، سواء كان ذلك لأسباب إعلانية أو لأسباب شخصية.. وذلك كما شهدنا بقضية الفساد الكبرى الأخيرة بالدولة، الأمر الذى أفسد فى النهاية العديد من تلك الحكومات، المؤسسات، الشركات أو حتى الأفراد على مدار العصور. ليس ذلك فحسب، بل امتد فى بعض الأحيان هذا التدليس أو تلك المجاملات لتكون هى المعيار الرئيسى لحكم مثل تلك الجهات- الخارجة عن دائرة الحق- على (نجاح) مثل تلك الجهات الإعلامية، ومن ثم (من وجهة نظرهم) عدم كفاءة الجهات الإعلامية الحريصة على إبراز الحقائق والنقد البناء من أجل مستقبل أفضل لهذا البلد.
أما الغريب فى الأمر وبعد تحول تلك المؤسسات الإعلامية (بأشكالها) لنموذج النجاح المنشود لتلك الحكومات والمؤسسات والشركات والأفراد.. فى أننا نراها نفسها قد تقوم (بالنقد غير البناء وأحياناً الهجوم الهدام) لجهات أو مؤسسات أو حتى أفراد يلتزمون بالمعايير الصحيحة لأداء أعمالهم فى الدولة، وبطبيعة الحال لا يتم النظر لها بأنها تقود بالهدم والتشويه فى هذا البلد لأنها مدعومة بكافة الصور من تلك الجهات الخارجة عن إطار الحيادية والحق، بل يزيد ذلك الأمر من تعلق أصحاب النفوس الضعيفة بهم لتصورهم بأنهم الأفضل لارتفاع أصواتهم الباطلة على الساحة بما يستخدمونه من أدوات (ملتوية)، علاوة على تصورهم بأنهم خط الدفاع الأول عن حياديتهم عن الحق.
الأمر جد شائك، وقد لا يستطيع القانون ردع هؤلاء المدلسين- لأنه للأسف أحياناً لا توجد نصوص قانونية صريحة لمحاربة مثل تلك المجاملات والتدليس- إلا أن من لا يزالون يملكون الضمير الواعى والدين الصحيح فقط هم من سيحاربون مثل تلك الممارسات الفاسدة، أو على الأقل سيعملون على تجنب ممارسات أولئك غير السليمة.. إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.