السوق العربية المشتركة | جولة الرئيس الآسيوية أعادت لمصر هيبتها دولياً وإقليمياً

السوق العربية المشتركة

الإثنين 23 سبتمبر 2024 - 09:37
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

جولة الرئيس الآسيوية أعادت لمصر هيبتها دولياً وإقليمياً

محمود خلف يتحدث لـ «جريدة السوق العربية»
محمود خلف يتحدث لـ «جريدة السوق العربية»

اللواء محمود خلف المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا لـ «السوق العربية» :



■ «القوات المسلحة» تعد منظومة بالغة التعقيد.. و«سنتان» الحد الأقصى بوظائفها

قال اللواء محمود خلف مستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا بأن كل تفاعل تظهره الصين تجاه مصر هذه الفترة يحمل رسالة “صداقة” فى ضوء العلاقات المصرية- الصينية وما تأخذه من منحى جديد، كما أن زيارة الأسطول الصينى 152 لمصر تأتى فى هذا الإطار وتحمل رسالة “ود” و“صداقة” لحليفتها الجديدة مصر، بالإضافة إلى إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للصين فى عيد “الانتصار” السبعين، تقدره القيادة الصينية جيدا، ومن هذا المنطلق، هى أيضا تسعى لبناء صداقة قوية بالقاهرة.

وأضاف “خلف” خلال حواره لـ“جريدة السوق العربية” أن أبرز مكاسب الجولة الآسيوية استعادة مصر هيبتها الدولية والإقليمية، بالاضافة إلى استفادة مصر من قراءة تجربة سنغافورة فى تحلية المياه، والقوى الناعمة المتمثلة فى الطلبة الإندونيسيين الدارسين فى الأزهر الشريف، مشيراً إلى استفادة مصر فى مجال التنمية اللوجستية، كما إن مصر اكتسبت الكثير من الجولة الآسيوية للرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث إن مصر كانت فى السابق لا تعترف سوى بأمريكا أما مصر اليوم فتتعامل مع العالم كل حسب سياسته، مشيراً إلى أنه لا يوجد تناقض فى التعامل مع السياسة الأمريكية وفى نفس الوقت سياسة الصين أو روسيا.

وطالب الإعلاميين بوسائل الإعلام أن تلتزم بأن تعطى للضيف دقيقة أو دقيقتين ليقدم نفسه اولاً فعندما يكون لدينا علم بوظيفة الحالية أو آخر رتبة له يجعلنا نزن القول الذى يقوله، كما أن لفظ الخبير الاستراتيجى والامنى غير موجود علمياً إلا إذا تولى عملاً فى وظائف استراتيجية أو رئيسية، كما يجب أن يعامل من يدلو بدلو فى هذا الاتجاه معاملة القضاة والاطباء والمهندسين، واتمنى على الاعلاميين أن يعرفوا ضيوفهم فهذا ما أحدث التشويش بين المشاهدين فى توصيلهم لمفاهيم تمس الأمن القومى، حيث أسمع كلاما فارغا من أشخاص لم يخدموا فى القوات المسلحة ومطرودين منها أو محالين على التقاعد وهم فى رتب حديثة.

■ فى البداية، ما تعقيبك حول زيارة الأسطول 152 البحرى الصينى لمصر؟

- إن زيارة الأسطول 152 البحرى الصينى لمصر إحدى صور دعم الصين للقاهرة ضد النفوذ الأمريكى والغربى الساعى إلى مشروع “شرق أوسط جديد”، كما أن مصر تعى أن أمريكا والغرب وراء تقسيم الشرق الأوسط، ولذلك تسعى لمحاربة هذا المشروع بجلب فاعلين جدد فى المنطقة، وعلى رأسها روسيا والصين، وفتح مجالها السياسى والاقتصادى للوافدين الجدد، بالإضافة إلى أن مصر استفادت من مساندة روسيا لمنع سقوط سوريا لتصنع توازنا فى ميزان القوى فى المنطقة أمام التواجد الإسرائيلى، كما أن الصين تحتاج إلى منطقة ارتكاز لتجارتها إلى أوروبا توفيرا للنقل والتكلفة، وهذا ما وجدته فى مصر.

■ ما الهدف وراء إرسال الصين أسطولها البحرى 152 للإسكندرية؟

- إن الصين تحاول إيجاد موقع استراتيجى لها فى البحر المتوسط، وهذا ما تعكسه زيارة الأسطول البحرى الصينى 152 لمصر، كما أن تبادل الزيارات العسكرية والقطع البحرية والعسكرية والحربية ضمن التعاون الاستراتيجى بين البلدان، وهذه الزيارات طبيعية، إلا أن زيارة الصين تحمل اختلافا فى رغبة الصين بإيجاد موقع لها فى البحر الأبيض المتوسط، مشيراً إلى أن “أسطول 152” التابع للبحرية الصينية، مكون من مدمرة مجهزة بالصواريخ وفرقاطة مجهزة بالصواريخ وسفينة إمدادات متكاملة، وصل الأربعاء، إلى ميناء الإسكندرية البحرى شمال القاهرة فى زيارة لمدة 5 أيام، من جانب آخر كان الرئيس السيسى بدأ زيارته إلى الصين الثلاثاء الماضى بناء على دعوة الرئيس الصينى شى جين بينغ لحضور احتفال الصين بالذكرى السبعين للانتصار فى الحرب العالمية الثانية.

■ من وجهة نظرك، هل ترى أن العلاقات المصرية- الصينية تأخذ منحى جديدا؟

- نعم، إن كل تفاعل تظهره الصين تجاه مصر هذه الفترة يحمل رسالة “صداقة” فى ضوء العلاقات المصرية-الصينية وما تأخذه من منحى جديد، كما أن زيارة الأسطول الصينى 152 لمصر تأتى فى هذا الإطار وتحمل رسالة “ود” و“صداقة” لحليفتها الجديدة مصر، بالإضافة إلى أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للصين فى عيد “الانتصار” السبعين، تقدره القيادة الصينية جيدا، ومن هذا المنطلق، هى أيضا تسعى لبناء صداقة قوية بالقاهرة.

■ ماذا عن الإخوان هل تعتقد أنهم سيلعبون دوراً لوقف سير الانتخابات البرلمانية؟

- الإخوان انتهوا وأعمالهم الإرهابية تلاشت، فقد هددوا بأعمال شغب أثناء عملية الاستفتاء على الدستور، لكن فشلت مخططاتهم فليس من المعقول أن ينجحوا الآن فى شىء، وعلى الوجه الشخصى أنا لست قلقا من الإخوان وأعمالهم، ولا أعتقد أنه سيؤثر بأى شىء أو بآخر أثناء الانتخابات البرلمانية.

■ كيف ترى الوضع الحالى الذى تعيشه سيناء؟

- الوضع فى سيناء أنا لست قلقا عليه فلا أحد يستطيع أن يشكك فى قدرتنا على هذه المنطقة بالتحديد لأنها بيتنا والمجتمع العسكرى أكثر من يدرك أهميتها، كما أن القوات المسلحة تضرب وتداهم بشكل يومى تنظيمات العناصر الإجرامية والإرهابية، وكل ما تقوم به مجرد أعمال فردية وانتحارية، لأنها لا تستطيع أن تطبق التكتيكات، فإن سمة أعمالها وهى الأعمال الانتحارية لأن كل هذه العناصر ضربت بمخازن الأسلحة والذخيرة التابعة لها، كما تم ضبط مئات الأطنان من الأسلحة والتى منها عبوات تفجير وعبوات T.N.T وأجهزة تفجير وبيارات لتهريب الوقود والسولار مع غزة، كما أن القوات المسلحة منظومة عمل متكاملة فالفرد فيها لا يتحكم فى أى شىء، كما انها منظومة متكاملة بالغة التعقيد تقوم بإصلاح نفسها بنفسها ومراجعة نفسها أيضاً.

■ متى سوف يتم القضاء على الإرهاب تماماّ فى سيناء؟

- إن الإرهاب يستغل المواطنة وهذا أمر مهم للغاية فإن عرقلة عجلة التنمية فى سيناء سببها شىء واحد على الرغم من أن خطة التنمية بدأت من عام 1992 وكان مخصصا لها 100 مليار و50 مليارا للبنية الاساسية تقوم بها الحكومة و500 مليار للاستثمار ولكن انفقت الحكومة اكثر من 500 مليار على البنية التحتية فى الطرق والشبكات القومية وترعة السلام، فالاستثمار هو ما ساهم فى بناء شرم الشيخ ومرسى علم فإن تعمير سيناء يحتاج إلى المستثمرين إلى جانب الحكومة التى توفر لهم الاراضى لبناء الفنادق والمشروعات التجارية، كما أن الأمن والاستقرار عاد إلى سيناء من جديد وبناءً على ذلك سيترتب عليه تشجيع المستثمرين للاستثمار بسيناء، بالإضافة إلى أن مشروع قناة السويس الجديدة أعطى النور لسيناء من جديد ما سيساهم فى تنمية وتعمير سيناء على أيدى المستثمرين بمصر وخارجها، بما سيعود على سيناء بالاستقرار والرخاء، بالإضافة إلى أنه سيساهم فى القضاء على الإرهاب.

■ ما رأيك فى العدد الكبير الذى تستضيفه الفضائيات باعتبار أنه خبير أمنى واستراتيجى لمجرد انه كان ضابطاّ سابقاّ بالجيش أو الداخلية؟ وما أضرار تحليلاتهم غير المبنية على معلومة على أمن مصر القومى؟

- هذا موضوع خطير جداً ويجب أن نقف عنده كثيراً وأنا أهيب بالإعلاميين الذين يستضيفون بالقنوات التليفزيونية وهم اهل لها بأن يعلنوا عن وظيفتهم، واطالب الوسيلة الاعلامية وعليها أن تلتزم بأن تعطى للضيف دقيقة أو دقيقتين ليقدم نفسه اولاً فعندما يكون لدينا علم بوظيفته الحالية أو آخر رتبة له يجعلنا نزن القول الذى يقوله، كما أن لفظ الخبير الاستراتيجى والامنى غير موجود علمياً إلا إذا تولى عملاً فى وظائف استراتيجية أو رئيسية، كما يجب أن يعامل من يدلو بدلو فى هذا الاتجاه معاملة القضاة والأطباء والمهندسين، واتمنى على الاعلاميين أن يعرفوا ضيوفهم فهذا ما احدث التشويش بين المشاهدين فى توصيلهم لمفاهيم تمس الأمن القومى، حيث أسمع كلاما فارغا من أشخاص لم يخدموا فى القوات المسلحة ومطرودين منها أو محالين على التقاعد وهم فى رتب حديثة.

■ كيف تشهد علاقات مصر الخارجية الآن فى إطار زيارات الرئيس السيسى المستمرة؟

- إن مصر فى إطار السياسة الخارجية تشهد حالة من النشاط متمثلة فى البحث عن نقاط توازن بالاتجاه نحو النمور “الآسيوية”، مشيراً إلى أنه لا أن ذلك لا يخصم من علاقة مصر بالغرب بل هو توجه براجماتى تسعى مصر للحصول على مصالحها، كما أن جولة الرئيس عبدالفتاح السيسى الآسيوية تعكس استعادة مصر مكانتها على المستويين الاقليمى والدولى، ففى زيارته للصين وروسيا استفادت مصر فى مجال التعاون العسكرى من خلال زيادة قودة الردع، بالإضافة إلى أن مصر استفادت من سنغافورة فى تجربة الموانئ وتحلية المياه، ومن إندونيسيا كونها أكبر دولة اسلامية كان هناك اتفاق على ضرورة محاربة الإرهاب وردعه، إلى جانب جولته بزيارة إلى سنغافورة تلبية لدعوة رسمية من تونى تان رئيس سنغافورة، ثم زار الصين فى الثانى من شهر سبتمبر لمدة يومين، لحضور العرض العسكرى المقرر إقامته فى العاصمة الصينية بكين فى الثالث من نفس الشهر، الذى اختتم الرئيس “السيسى” جولته الآسيوية بزيارة إندونيسيا، والتى تعد الأولى من نوعها لرئيس مصرى تلبية لدعوة نظيره الإندونيسى جوكوى ويدودو.

■ ما أبرز مكاسب جولة الرئيس الآسيوية؟

- إن أبرز مكاسب الجولة الآسيوية استعادة مصر هيبتها الدولية والإقليمية، بالاضافة إلى استفادة مصر من قراءة تجربة سنغافورة فى تحلية المياه، والقوى الناعمة المتمثلة فى الطلبة الإندونيسيين الدارسين فى الأزهر الشريف، مشيراً إلى استفادة مصر فى مجال التنمية اللوجستية، كما أن مصر اكتسبت الكثير من الجولة الآسيوية للرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث إن مصر كانت فى السابق لا تعترف سوى بأمريكا أما مصر اليوم فتتعامل مع العالم كل حسب سياسته، مشيراً إلى أنه لا يوجد تناقض فى التعامل مع السياسة الأمريكية وفى نفس الوقت سياسة الصين أو روسيا.

■ ما تعقيبك حول إرسال روسيا تعزيزات عسكرية إلى الحدود السورية؟

- إن الحديث عن ارسال روسيا قوات إلى الحدود السورية ليس صحيحا، كما أن الجانب الامريكى أوضح أن ما تم التقاطه عن طريق الأقمار الصناعية يشير إلى أن هناك نشاطاً محتملاً لتدعيم سوريا، كما أنه من غير الممكن أن ترسل روسيا قوات خارج حدودها. لافتا إلى أنه من الممكن أن ترسل روسيا تعزيزات وليس قوات، وتلك التعزيزات من المحتمل أن تكون اسلحة وهى لن تشكل ازمة بين الجانب الامريكى والروسى.

■ كيف سيساهم تفعيل القوة العربية المشتركة فى الصراع الدائر بالمنطقة؟

- إن عملية تشكيل قوة عسكرية عربية لن تتبناها سوى السعودية ومصر بشكل خاص، مؤكداً أن تفعيل القوة العربية المشتركة سيشكل نقطة فارقة فى تاريخ الصراع الدائر بالمنطقة، لإحداث عملية توازن قوى بين دول الخليج ومصر فى مواجهة المارد الإيرانى وأمريكا اللاعبين الأساسيين فى المنطقة.

■ فى نهاية حديثنا ما الدول التى تحتاج تدخلاً سريعاً بعد تشكيل قوة عسكرية عربية؟

- إن الدول التى تحتاج تدخلا بشكل سريع وملح هى اليمن، ومن بعدها ليبيا، كما أن المنطقة العربية أصبحت تجمعا للصراعات الداخلية والخلافات التى تدعمها دولة المد الشيعى للسيطرة على المنطقة والفوز بالصراع الطائفى الأبدى بين السنة والشيعة.