السوق العربية المشتركة | قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية سيكون رادعاً لـ «المهربين والمهاجرين»

السوق العربية المشتركة

الإثنين 23 سبتمبر 2024 - 11:20
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية سيكون رادعاً لـ «المهربين والمهاجرين»

  اللواء سامح أبوهشيمة يتحدث لمحررة السوق العربية
اللواء سامح أبوهشيمة يتحدث لمحررة السوق العربية

الخبير العسكرى والاستراتيجى اللواء سامح أبو هشيمة لـ «السوق العربية» :


قال اللواء سامح أبو هشيمة الخبير العسكرى والاستراتيجى إن هناك عدة أنماط وأشكال للجيل الرابع من الحروب، أهمها الاشاعات وبث الفرقة بين الناس، واستغلال مواقع التواصل فى بث الاحباط وتمرير بعض المعلومات الخاطئة حتى تستطيع أن تنتشر وتشكل إحباطًا لدى الشباب والمواطنين، لافتاً إلى أن حروب الجيل الرابع أحدثت التفكيك فى الاتحاد السوفيتى لكن مع اختلاف الوسائل، وهو ما أحدث فوضى وأدى لانهيار الاتحاد.

وأوضح “ أبو هشيمة” خلال حواره لـ “جريدة السوق العربية” يجب إيجاد حلول جذرية للمشكلة عن طريق دراستها من كافة جوانبها المختلفة لإصدار القوانين المنظمة لها، فيجب تكوين لجنة مصغرة من الخبراء لتقوم بدراسة جذور وأسباب انتشار ظاهرة الهجرة غير الشرعية والإجابة عن تساؤل مهم جدا وهو “لماذا تحدث الهجرة غير الشرعية، وما دوافع الشباب لخوض هذه التجربة المميتة؟”، كما يجب التواصل مع المهاجرين أنفسهم ودراسة أحوالهم ودوافعهم للمجازفة بأرواحهم. وأشار إلى أنه لازم نأخذ فى اعتبارنا الحدود مع الدول الجوار واسعة والدول الجوار ليست خصما، فعلى سبيل المثال الحدود مع السودان وليبيا واسعة جداً، فليس كل منطقة نؤمنها ونفتح بها مجهودا عسكريا وهذا سيشتت قدراتنا ومجهوداتنا، ولكن يتم تغطيتها بوسائل واساليب مختلفة، فاذا كان اهالينا يستغلون سماح حرس الحدود المصرية بالتزاور والتحرك وليس صعبا ولا عيبا على قوات حرس الحدود دخول بعض الافراد من الدول المجاورة، فعلى سبيل المثال لا تستطيع امريكا أن تمنع الاخترقات المكسيكية عن طريق الهجرة غير الشرعية.

■ فى البداية، ما الأسس والوسائل التى تعتمد عليها حروب الجيل الرابع؟

- إن حروب الجيل الرابع تعتمد بشكل أساسى على اطلاق الشائعات فى وسائل الاعلام المختلفلة كوسائل التواصل الاجتماعى واستغلالها لإحداث مشاكل، فعلى سبيل المثال ما حدث مع خالد سعيد وتمثيله على أنه الزعيم احمد عرابى، وكما حدث مع الطالبة مريم ملاك طالبة صفر الثانوية، وقضية امناء الشرطة بالشرقية، قضية موظفى الضرائب، كل ذلك بهدف تهييج الرأى العام، لافتا إلى أن الشعب عليه أن يستوعب ذلك المخطط، كما أن مصر كان مخططا لها أن تقع ويحدث لها مثل سوريا والعراق، مشيرا إلى أنه علينا أن ننتبه إلى حروب الجيل الرابع ولا ننخرط لأى محاولات تريد ايقاع مصر، حتى لا نكرر سيناريوهات دول اخرى، كما أنه لابد من المصارحة بالحقيقة وان يكون هناك وضوح فى التعامل مع اى مشكلة حتى تعود الثقة إلى المواطن.

■ ما الهدف وراء تكرار الرئيس السيسى الحديث عن حروب الجيل الرابع؟

- إن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن الجيل الرابع من الحروب باستمرار يؤكد خطورتها، مشيرًا إلى أنه ليس من الضرورى أن تقتصر الحروب على الأسلحة العادية، فحروب الجيل الرابع تكون أشد فتكاً من تلك الأسلحة، وأنه على الدولة أن تعلم أن تلك الحروب تستهدف إسقاطها، كما إن تكرار الرئيس الحديث عن حروب الجيل الرابع خلال لقاءاته، يأتى للتاكيد أن ذلك النوع من الحرب هو السائد الآن، لافتاً إلى أن الرئيس يريد أن يوصل رسالة إلى الضباط والقادة والمصريين، بألا يصدقوا كل ما يقال من معلومات، وأن يبحثوا عن الحقيقة، كما أن حروب الجيل الرابع كانت تستخدم فى الماضى على نحو بسيط لكنه تطور مع مرور الوقت، وأن الجيل الرابع فى الوقت الحالى، يعتمد على اقناع الشعوب بضرورة احداث ما يسمى ثورات الربيع العربى.

■ ماذا عن أنماط وأشكال الجيل الرابع من الحروب؟

- إن هناك عدة أنماط وأشكال للجيل الرابع من الحروب، أهمها الاشاعات وبث الفرقة بين الناس، واستغلال مواقع التواصل فى بث الاحباط وتمرير بعض المعلومات الخاطئة حتى تستطيع أن تنتشر وتشكل إحباطًا لدى الشباب والمواطنين، لافتاً إلى أن حروب الجيل الرابع أحدثت التفكيك فى الاتحاد السوفيتى لكن مع اختلاف الوسائل، وهو ما أحدث فوضى وأدى لانهيار الاتحاد.

■ ما أساليب مواجهة وسائل وطرق حروب الجيل الرابع؟

- إن الوسيلة لمحاربة ذلك النوع من الأسلحة تكون عن طريق الحد من البطالة وتوفير فرص العمل، لتكون بديلاً للحد من جلوس الشباب على مواقع التواصل، والشىء الثانى هو رفع الوعى الاجتماعى حتى يزيد من الانتماء الوطنى لدى المجتمع، وأساس ذلك هو العدالة الاجتماعية، وأبعادها هى الصحة والتعليم، مشيرا إلى أنه فى الوقت الحالى نفتقد مثل تلك الأمور واعتقد أنه على الدولة أن توفر جزءا كبيرا من العدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى أن حلول مواجهة حرب الجيل الرابع تأتى من قبل الدولة نفسها، فاذا كانت الدولة لديها القدرة والامكانية على إقناع شعبها بالطرق العملية والتعامل بشفافية، كما أن ما يحدث فى حروب الدول هو استخدام لذلك النوع من الحروب، كما أن التدمير والقتل الذى يحدث فى سوريا منذ وقت وموت للأطفال لم نجد أحدا يتحدث عنه، على عكس ما حدث مع صورة الطفل السورى الغريق، بعد استخدام سلاح الجيل الرابع فى التعامل مع تلك الصورة، وهو ما جعل الدول العربية تتعاطف وتطالب أوروبا بفتح الطريق أمام اللاجئين السوريين، دون أن نشعر بأن فتح الباب امام اللاجئين معناه تفريغ سوريا من مواطنيها وتركها للتدمير.

■ كيف ترى الوضع الحالى الذى تمر به سيناء؟

- الوضع فى سيناء تم استغلال فترة حكم محمد مرسى الذى كانت لديه توجهات أيديولوجية بعيدة تماماً عن الحس الأمنى القومى حيث سمح لهؤلاء الإرهابيين المستترين تحت عباءة الاسلام بمسميات مختلفة كأجناد مصر وانصار بيت المقدس وحماة الشريعة، فإن كل الاسماء تجذب الوجدان الإسلامى فى الوطن العربى ولكنهم فى الواقع مرتزقة، حيث أصبحت مهنة للذى لا مهنة له، فالوضع بسيناء أصبح مؤمنا عن ذى قبل، ولكن بذرة الإرهاب المكونة من شقين الاول هو الخلايا الموجودة حالياً، التى تم القضاء عليها والثانى البذرة والمتمثلة فى العناصر التى يتم جلبهم بالمال عن طريق ليبيا والسودان والخطاب الدينى، لا بد فى الوقت الحالى أن يبنى على الترهيب والترغيب، لكن الوضع فى سيناء مسألة وقت لاستكمال للخريطة المعلوماتية التى تتغير سريعاً، وكل أعمالها تخريبية خسيسة وغير مؤثرة لكن خسائره تكون فى الافراد لكنها غير مؤثرة على النظام القائم، أقدر أن اجزم أن فترة تولى الرئيس المعزول محمد مرسى لرئاسة الجمهورية كانت فترة فعلاً ضد الأمن القومى المصرى وأكبر معالمها والتى نعانى منها الآن، هى تسكين وتوطين بعض الفصائل الإرهابية التى تدعى الجهادية على سبيل المثال بعد حرب يوليو 2006 بجنوب لبنان كنت من أوائل الأجانب على الرغم من انى عربى، مشيراً إلى أنه ذهب كمحلل عسكرى لكى يرى من وجهة نظره الأرض ماذا تقول، وكيف ساعدت الفدائيين التابعين لحزب الله أن يجابهوا الدبابات والمدرعات الإسرائيلية، بمعنى أن نتطلع لأماكن الصراع لكى ندرس عوامل النجاح والفشل بها ودروس النجاح المستفادة منها وتوصيل ذلك للقادة المستقبلين، وكيف استخدم الأرض من خلال التعرف على العوامل والعناصر المؤثرة عليها لتحقيق النجاح.

■ من المستفيد فى السابق من توقف عجلة التنمية بسيناء؟

- بناءً لإجندات تصب فى مصلحة إسرائيل اولاً لان إسرائيل يهمها أن سيناء تكون مهجورة وغير معمرة حتى تحقق لها سرعة السيطرة عليها، وحتى لا يكون هناك تهديد فى الدفاع عنها، بينما عندما تكون مأهولة بالسكان، سوف تكون هناك مقاومة وصعوبة فى احتلالها والتمسك بها نتيجة للمقاومة، فعلى سبيل المثال لم تستطع أمريكا أن تتمسك بالعراق حيث أجبرت المقاومة الجيش الأمريكى بكل قدراته وإمكاناته أن ينسحب تماماً.

■ ماذا عن أبرز التهديدات والتحديات التى تواجه مصر بالنسبة لسيناء؟

- التهديدات لا تتمثل سوى فى الإرهاب بينما التحديات متمثلة فى الاستثمار الزراعى والاقتصادى يبدأ فى التعدين والصعوبة التى نعانى منها وهى التسكين، حيث لابد أن يتم تسكين بعض من أهالى الوادى بسيناء المستثمرين أن يخوضوا بها، لكن ذلك بالتوازى مع إقامة المشروعات الاستثمارية حتى يتم اقامة مجتمع متكامل، وهذا ما يتم من خلال وضع البنية التحتية حتى تخدم الاستثمار والتعايش فى مركزية الدولة وهناك صراع حضارى بين النخبة القائدة والشعب، وهذا ما نراه فى أمريكا، النخبة تسير الشعب وبتجد نتائجه، ولكن يجب علينا أن نحقق رغبة الشعب وليس إرادته وهناك فرق بين الرغبة والإرادة، فالارادة تريد السهل ومصالحه إنما الرغبة تعنى المجمل العام للإرادة.

■ كيف ترى الجهود التى تبذلها قوات حرس الحدود للحد من الهجرة غير الشرعية والمتسللين من الأراضى المجاورة؟

- لازم نأخذ فى اعتبارنا الحدود مع الدول الجوار واسعة والدول الجوار ليست خصما، فعلى سبيل المثال الحدود مع السودان وليبيا واسعة جداً، فليس كل منطقة نؤمنها ونفتح بها مجهود عسكرى وهذا سيشتت قدراتنا ومجهوداتنا، ولكن يتم تغطيتها بوسائل وأساليب مختلفة، فإذا كان أهلنا يستغلون سماح حرس الحدود المصرية بالتزاور والتحرك وليس صعبا ولا عيبا على قوات حرس الحدود دخول بعض الأفراد من الدول المجاورة، فعلى سبيل المثال لا تستطيع أمريكا أن تمنع الاخترقات المكسيكية عن طريق الهجرة غير الشرعية.

■ هل ترى أن قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية سيلعب دوراً فى القضاء على هذه الظاهرة؟

- إن مشروع قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية، جاء متأخرًا، وكان من المفترض أن يهتم المسئولون بهذه الظاهرة منذ فترة كبيرة، لكن القانون سيحد من الظاهرة، خاصة أن مواده جاءت رادعة للمهربين كما اهتمت بالمهاجرين الذين يهربون من شظف العيش.

■ ما مقترحاتك حول القضاء على هذه الظاهرة بشكل جذرى؟

- يجب إيجاد حلول جذرية للمشكلة عن طريق دراستها من كافة جوانبها المختلفة لإصدار القوانين المنظمة لها، فيجب تكوين لجنة مصغرة من الخبراء لتقوم بدراسة جذور وأسباب انتشار ظاهرة الهجرة غير الشرعية والإجابة عن تساؤل مهم جدا هو “لماذا تحدث الهجرة غير الشرعية، وما دوافع الشباب لخوض هذه التجربة المميتة؟”، كما يجب التواصل مع المهاجرين أنفسهم ودراسة أحوالهم ودوافعهم للمجازفة بأرواحهم، كما يجب ضرورة تكاتف سلطات وأجهزة الدولة المختلفة والمعنية بمجابهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، مع ضرورة أن تجرى دراسات شاملة متكاملة للحالة السورية الآن من أجل أخذ الدروس والعبر المهمة بالأخطار والأضرار المختلفة التى تفضى إليها هذه الظاهرة، كما أنه من المهم أن يلعب الإعلام ومنظمات المجتمع المدنى الوطنية أدوارها لتوعية الإفراد بخطورة المجازفة والمخاطرة غير المحسوبة، وفى الوقت ذاته يجب أن تعمل أجهزة الدولة ومؤسساتها على حل مشكلة البطالة المتفاقمة التى تدفع الشباب للمخاطرة والمجازفة بأرواحهم واختيار مصير محسوم فى معظم الأحوال.

■ كيف ترى إعلان فرنسا توجيه ضربات جوية عسكرية ضد داعش بسوريا؟

- إن إعلان فرنسا هذا القرار يأتى أكثر مصداقية فى ضربها لداعش من أمريكا وتركيا؛ لذلك فإن تصريح الرئيس الفرنسى بتوجيه ضربات جوية لداعش فى سوريا سيكون ذا فاعلية وجدية عالية فى القضاء على التنظيم، كما أن فرنسا ستشارك ضمن التحالف الدولى ضد داعش، لزيادة قدرات التحالف بعد فشله فى تحقيق أهداف قوية وإضعاف قدرات التنظيم، وذلك عن طريق تزويد التحالف بمقاتلات متقدمة ومعدات ثقيلة.

■ هل هذه هى المرة الأولى التى يتفاوض فيها الرئيس السورى بشار الأسد مع المعارضة؟

- لا، إن الرئيس السورى بشار الأسد تفاوض مع المعارضة أكثر من مرة تحت مظلة الأمم المتحدة، لكن الجديد فى دعوة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين هو التغير الحادث فى المعارضة الذى يبرز موافقتهم على بقاء الأسد واقتسام السلطة، كما أن الحروب دائما ما تنتهى على طاولة المفاوضات، وهذه هى المرحلة التى تمر بها الأزمة السورية، فجميع الأطراف أدركت عدم قدرتها على السيطرة وفرض رغبة طرف على آخر، لذلك فالجميع يرى أن الحل سيكون سياسيًّا وأحد الوجوه هو تقاسم السلطة بين الأسد والمعارضة.

■ فى نهاية حديثنا، ما تعقيبك حول اتفاق الأسد والمعارضة حول إجراء انتخابات برلمانية مبكرة واقتسام السلطة؟

- هناك تغييرات فى المواقف الداخلية فيما يخص رؤية المعارضة التى كانت متشددة ومتمسكة برحيل الأسد، والآن يرون أن الحل الأنسب هو اقتسام السلطة، كذلك التغييرات الحادثة على المستوى الدولى كالسعودية التى كانت تصر على رحيل الأسد والآن ترى أن الحل سيكون سياسيًّا بالمشاركة مع الأسد، أما فيما يخص آلية تنفيذ اقتسام السلطة الذى أعلن عنه بوتين بين الأسد والمعارضة، وصوره، فهذا الحل سيأخذ وقتًا وسيشهد مدا وجزرا فى المفاوضات، فهى إلى الآن غير محددة المعالم.