السوق العربية المشتركة | عدم اعتماد «محلب» و«ضاحى» للموانئ واللوجستيات هو شهادة وفاة للنقل البحرى فى مصر

السوق العربية المشتركة

الإثنين 23 سبتمبر 2024 - 09:35
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

عدم اعتماد «محلب» و«ضاحى» للموانئ واللوجستيات هو شهادة وفاة للنقل البحرى فى مصر

  اللواء علاء فهمى يتحدث لمحرر السوق العربية تصوير شريف عبدربه
اللواء علاء فهمى يتحدث لمحرر السوق العربية تصوير شريف عبدربه

اللواء علاء فهمى وزير النقل السابق لـ«السوق العربية»:
قناة السويس الجديدة مشروع ناجح لكنه يحتاج للتسويق الجيد

اللواء مهندس علاء فهمى وزير النقل السابق نادرا ما يظهر فى المؤتمرات العامة وقليل الكلام خاصة بعد أن جاء عصر وعهد جديد وسياسة جديدة وخريطة جديدة لوزارة النقل والنقل البحرى بصفة خاصة كنا ننتظر حضور المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء ووزير التموين ووزير النقل ووزير الصناعة ووزير الكهرباء فى مؤتمر اللوجستيات والموانئ الذى كان تحت رعاية المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، وفى ظل حضور قيادات وزارة النقل والتموين والكهرباء والصناعة، لم يحضر المهندس إبراهيم محلب ووزراؤه المؤتمر الأمر الذى أغضب العديد من القيادات الحاضرة وكان من أبرزها الفريق تامر عبدالعليم قائد القوات البحرية السابق وغضب بشدة اللواء علاء فهمى وزير النقل السابق بسبب تجاهل محلب ووزرائه حضور المؤتمر الذى يهتم بالاستثمارات البحرية والنقل البحرى وقناة السويس الجديدة وسبل الاستثمار فيها.. وكانت لحظات الغضب قد اشتعلت فى قلب اللواء علاء فهمى الذى أكد أنه حزين على ضياع كل القيم والمعانى نبيلة وأنه متألم لتجاهل الدولة للموانئ واللوجستيات والاستثمارات البحرية وقال لـ«السوق العربية» فى حواره لها كنت أتمنى أن يهتم محلب وضاحى بالموانئ المصرية فهذا اليوم جاء فيه المئات من المستثمرين العرب والأجانب لاستثمار أموالهم فى مصر وللأسف هذا التجاهل القاتل عاد بنا للخلف مرة أخرى، فمن أين تأتى الاستثمارات والحكومة ورئيسها تقوم بعمل مؤتمر لا تحضره؟ إنها فضيحة كبيرة.

وأكد أن مشروع قناة السويس انطلاقة كبيرة لكنه ليس مسألة هز وسط، فالموضوع محتاج لتسويق وجولات كثيرة فى العالم لجذب المستثمرين وأعتقد جازما أن جولة الرئيس السيسى فى سنغافورة والصين قد باءت بالنجاح لأنهم أساتذة فى علم إدارة الموانئ وجذب المستثمرين فى الصناعة البحرية واللوجستية، وقال أنا غير راض عن أداء المحافظين والوزراء لأنهم أهملوا قضايا الناس وبدأوا يصبون اهتمامهم على توجيهات رئيس الحكومة والزيارات الإعلامية فقط، فهذه مرحلة خطيرة تتطلب من الكل أن يعمل بكل شفافية وحب لهذا البلد، لقد قمت بعمل إنجازات كبيرة بالموانئ وأنا لست مسئولا عن ضياع هذه الإنجازات.

وعندما سألناه عن العاصمة الإدارية الجديدة قال إنها حلم كبير لنا جميعا سوف يحل كل المشاكل التى تعمل على إضافة القاهرة ولكن تنقصنا الرؤية للأمام لأن ظروف مصر الآن صعبة جدا وتحتاج لمجهود وكل إنسان يريد أن تقف مصر على قدميها من جديد المهم أن نبدأ، لقد حاورنا اللواء علاء فهمى فتحدث بشفافية كبيرة وأجاب عن كل التساؤلات.

■ أرى فى عينيك مشاعر الغضب فى أول ظهور لك منذ فترة طويلة؟

- لا بالعكس أنا احضر كل المؤتمرات والمنتديات التى تتعلق بالنقل فى مصر ولا تنس أنى كنت وزير نقل سابقا وكنت رئيسا لهيئة البريد لكنى زعلان وحزين لأن المهندس إبراهيم محلب والمهندس هانى ضاحى كتبا اليوم شهادة وفاة الموانئ واللوجستيات فى مصر بسبب عدم حضورهم للمؤتمر فكيف يكون هناك مؤتمر تحت رعاية رئيس الوزراء ولا يحضره وكيف لا يحضرون هذا المؤتمر ملىء برجال الأعمال العرب والأجانب ورجال النقل البحرى فى مصر السابقين والحاليين فهذه فضيحة كبيرة نعم هى فضيحة لنا كلنا فإذا كنت لا تهتم بأمر الشأن المصرى والنقل البحرى فى مصر والاستثمارات البحرية فماذا تهتم بعد ذلك!

■ هل تعتقد أن هذا تعمد لعدم حضور المؤتمر؟

- لا أعرف شيئا ولكنها الفوضى التى نشهدها هذه الأيام فى حاجات كثيرة.

■ هل أنت متشائم من المرحلة القادمة؟

- أنا أرى أن هناك أفقا جديدا واستثمارات قادمة لمصر ومحاولات جادة من الدول العربية لوقوف مصر على أقدامها من جديد لكننا لا نملك الإرادة التى تمكننا من النجاح، فأنا لا أرى إلا الرئيس يصول فى جولاته يمينا ويسارا من أجل البلد وللأسف الباقى نيام.

■ قالوا إن عهدك وأنت وزير للنقل فى مصر كان الحال متوقفا والاستثمارات راكدة ولم يكن هناك أى إنجازات تذكر فما ردك على هذا؟

- أنا عملت نهضة فى الموانئ المصرية وهذه النهضة شملت موانئ دمياط والإسكندرية والدخيلة وهيئة موانئ بورسعيد وهيئة موانئ البحر الأحمر وأنا لست مسئولا عن ضياع الإنجازات البحرية واللوجستية التى قمت بها فكل واحد يعرف ما هى الإنجازات التى عملتها والاستثمارات التى تدفقت فى عهدى والتى بلغت المليارات وما يقرب من 250 مليارا استثمارات بحرية فى عهدى.

■ كيف ترى مشروع قناة السويس الجديدة؟

- قناة السويس الجديدة هى مشروع ناجح لكن يحتاج لتسويق جيد فلا بد أن يكون لديك بنية تسويق عالمية ويتم تذليل كل الصعوبات وعمل شباك واحد للتعامل مع المستثمرين وفرض الاستقرار فى البلاد فبدون هذه العوامل لا تحدثنى عن قناة السويس الجديدة، فهو مشروع جيد لكنه يحتاج لمرونة كبيرة فى التنفيذ والتسويق وجلب شركات عالمية كبيرة لتنفيذ الاستثمارات البحرية واللوجستية على ضفتى القناة فالعملية ليست حفرا فقط ولكنها مصير شعب يعمل على البقاء والتنمية والحقيقة الرئيس السيسى عمل اللى عليه وعلينا نحن أن نفعل ما علينا إذا أردنا الإصلاح والتقدم بهذا البلد، فليس جيدا أبدا أن يجلس الناس أمام التليفزيون ونقول ح نعمل فأى عمل يتحدثون عنه؟ فالمصريون لابد أن يغيروا من طباعهم، ويجب علينا أن نبذل كل الجهود لجلب الاستثمارات وتهيئة المكان للاستثمار من الإسماعيلية لبورسعيد، ولا بد من تفعيل المنطقة الاقتصادية التى أعلن عنها الرئيس وتجهيز مسرح العمليات لتحقيق والبدء فى هذه المشروعات والتى ستعود على البلاد بالقيمة والنفع والعملة الصعبة.

■ بعد افتتاح السيسى لقناة السويس الجديدة اعتقد الشعب أن المليارات ستتدفق عليه من كل جانب فمتى سيتحقق ذلك؟

- لا بد أن يعرف الناس أن هذا المشروع سيتم جنى ثماره بعد عشر سنوات من العمل الشاق المتواصل وفى كل الاتجاهات، فإذا أردنا أن نأخذ خطوة على الطريق الصحيح وللأمام علينا أن نصبر ونعمل على ضفتى القناة، فإذا نجحنا فى ذلك سوف نتخطى المرحلة الصعبة فى عمليات البناء الأولى وهذا يتطلب تسهيل كل الإجراءات الخاصة باستثمارات العرب والأجانب فى المنطقة الاقتصادية من الإسماعيلية والسويس وبورسعيد، فالموضوع ليس سهلا لكن إذا أحسن استغلاله سوف يوفر ما لا يقل عن 300 مليار فى العشر سنوات القادمة، المهم عمل حوافز للاستثمار وتشجيع المستثمرين ليس فى مشروعات النقل فقط بل فى كل المشروعات فى مصر فهذه مرحلة بناء تستوجب من الجميع الكثير وعلى الكل أن يعمل فى البناء والتضحية من أجل مصر.

■ إذا انتقلنا للعاصمة الإدارية الجديدة فكيف يفكر فيها اللواء علاء فهمى وزير النقل السابق؟

- هى حلم جميل لنا جميعا كمصريين لكن المهم تحقيقه فلا بد من نقل الناس من القاهرة للعاصمة الجديدة خاصة الموظفين والعائلات ولا بد من إقامة مجتمعات جديدة لمصر، فهو بمثابة حاجات جميلة نفكر أن نقوم بها فى ظل ظروف بالغة الصعوبة لأننى بصراحة أنا لا أجد أى أحد متحمس غير الرئيس السيسى ورئيس الوزراء محلب وللأسف الكثير من أصحاب المصالح لا يرغبون فى العاصمة الإدارية الجديدة وهم يعتبرونها امتدادا للماضى وليس إنجازا للحاضر وهذا يؤلمنى لأن المركب الآن تسير فى اتجاه والبعض يحاول أن يجعلها تسير فى اتجاه آخر وهذه هى المشكلة لا بد أن تكون لدينا رؤية نتوحد لها جميعا مثل مشروع قناة السويس الجديدة، فالعاصمة الإدارية شىء جميل لكن لا بد من دراسته من جميع الجوانب، فإذا أردت أن تفرغ القاهرة وتقضى على الزحام عليك أن تقنع الناس أن تغير عاداتها مثل التعيين فى الحكومة والعمل بعيدا عن المنزل كلها عوامل المصريون لم يغيروها حتى الآن، فعليك بالمجتمعات الجديدة وتوفير كل الخدمات والمرافق والمدارس والمستشفيات والجامعات ووسائل العمل والجذب والترفيه وهنا سيقبل الناس أن يغيروا مساكنهم ويقيموا فى العاصمة الإدارية الجديدة.

■ أراك غاضبا من أسلوب عمل الوزراء والمحافظين لماذا؟

- هناك الآن الآلاف من مشاكل القمامة والتعيينات والعمالة والبطالة ومشاكل البنية والصرف الصحى فى القرى وكل هذه المشاكل والوزراء والمحافظين لا يهتمون إلا برضاء شخص رئيس الوزراء إنها مصيبة وكارثة.. فلابد أن يعملوا لقد انصرفوا عن خدمة الشعب وعادت ريما لعادتها القديمة من تلبية رغبات وتعليمات رئيس الوزراء، فأين الآن الوزراء من الشعب وخدمات الشعب؟ فيوميا أسمع عن مشاكل فى كل المحافظات ولا حلول لمشاكل القمامة والصرف الصحى وأخيرا دمعت عيناى بسبب مريم التلميذة المظلومة التى أعطوها صفرا فهل تصدق هذا أنا لو كنت وزير تعليم لكنت استقلت فورا لكنى حزين وفضلت السكوت لأنه فى أحيان كثيرة خير من الكلام كل الوزراء والمحافظين لا بد من تغييرهم فلا إنجازات لهم ولا قبول من الشعب لهم ولا التحام من الشعب لعملهم فكل مشكلة تحدث يتصدر لها رئيس الوزراء فأين الوزراء والمحافظون، هل توجد دولة تعتمد على رجلين فقط هما رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء؟ فلا بد من عمل تغييرات جوهرية فى الوزراء والمحافظين لأن المشاكل تراكمت وأصبحت بلا حلول والوضع أصبح مؤلما وبايخ فلم أعد الآن أرى فى الصورة إلا الرئيس والمهندس محلب إنها كارثة بكل المقاييس فلابد من تغيير الاستراتيجية فى العمل وفى الرقابة على المناصب التنفيذية إذا أردنا فعلا الإصلاح.

■ هل تثق أن الاستثمار فى النقل البحرى فى مصر بخير؟

- المهم هو توفير حوافز الاستثمار للمستثمرين وخلق جو من الاستقرار وتسهيل التراخيص لرجال الأعمال للاستثمار فى مصر وغلق نوافذ المصالح والتربح والرشوة والفساد، فإذا تم ذلك نستطيع أن نعمل بكل حرية فالمهم تحقيق الشفافية والعمل الدؤوب من أجل خدمة مصر والأهداف الاستراتيجية التى يريدها الرئيس فى النقل البحرى واللوجستيات والموانئ.

■ بم تفسر زيارة الرئيس لسنغافورة والصين؟

- نحن بحاجة لإدارة ناجحة للموانئ الجديدة التى سيتم إنشاؤها على ضفتى القناة وكذلك الاستفادة من خبرات سنغافورة فى إدارة الموانئ وجذب المستثمرين وكذلك نحن فى حاجة إلى الدعم الصينى فى إنشاء المشروعات والمحطات ذات الصب النظيف ومحطات التحلية والصرف الصحى وكذلك نحتاج للخبرة الصينية فى مجالات اللوجستيات ومشروعات بحرية طويلة الأجل ومحطات الوقود الثابتة والمتحركة كلها أهداف الحمد لله نجح الرئيس السيسى فى جلبها والتوقيع عليها مع الجانب الصينى المهم فى مصر التنفيذ فلابد أن يعمل الجميع ونية التنفيذ الفعلى لهذه المشروعات.

■ هل تجد أن وزارة الصناعة نجحت فى الترويج جيدا للمشروعات الصناعية التى ستقام بالقناة الجديدة؟

- أنا لا أجد أى دور للصناعة ففى مصر صناعات كثيرة فماذا فعلت لها ولدينا آلاف المشاكل ولم نجن منها إلا الخيبة وقلة الحيلة.

■ هل يمكن أن نرى ميناء للصيد على المستوى العالمى بدمياط أو الإسكندرية؟

- كلها أحلام ورؤية المهم من سينفذ هذا، فالكل الآن منغمس فى المشروعات الإعلامية ونسينا أن العالم ينظر لنا بتآمر ولابد أن نصحو قبل أن يفوت الأوان ولابد أن يعمل كل إنسان بما يرضى الله، الموضوع أصبح خطيرا وأقولها أنا أشعر بمرارة لأن الفوضى أصبحت سيدة الموقف فى أشياء كثيرة لأن هناك لا مبالاة من المسئولين تجاه قضايا الناس الغلابة وكذلك مشاكل القمامة والصرف وإهمال مشاكل كثيرة، فما أحزننى بمصر الشاب البورسعيدى الذى حصل على بطولة إفريقيا فى الملاكمة كان لابد أن تهتم الدولة به وللأسف لم يحدث ذلك فاحنا أساتذة فى إهدار الطاقات، فمحافظ بورسعيد أعطاه مكافأة خمسمائة جنيه تصور بطل عالمى يأخذ 500 جنيه، كفانا فضائح واستخفافا بأنفسنا فهذا البلد لابد أن يحترم الناس فكان لابد من وزير الشباب أن يكون فى استقبال هذا البطل ودعمه لكننا للأسف هذا حالنا فى مصر الآن.

■ أخيرا ما الرسالة التى تود أن ترسلها للرئيس السيسى ومحلب؟

- تجاهلك للنقل البحرى كارثة ستعرف قريبا نتائجها.