السوق العربية المشتركة | توصلنا إلى أسرع الطرق وأرخصها لتحويل القمامة إلى سماد عضوى

السوق العربية المشتركة

الإثنين 23 سبتمبر 2024 - 09:38
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

توصلنا إلى أسرع الطرق وأرخصها لتحويل القمامة إلى سماد عضوى

  المهندس فايز ميخائيل يتحدث لمحررة السوق العربية
المهندس فايز ميخائيل يتحدث لمحررة السوق العربية

المهندس فايز ميخائيل رئيس قطاع المعالجة بـ «إيكارو»:

تعد القمامة أزمة حقيقية تهدد المجتمع وتنذر بكارثة، وأوضح دليل على ذلك ما شهدته دولة لبنان الشقيقة من مظاهرات ومصادمات صارت حديث العالم كله، ولذلك تحتاج القمامة فى مصر إلى "ثورة بيئية" ليس للتخلص منها فقط وإنما لاستثمارها وإعادة تدويرها وتحويلها إلى أسمدة عضوية تنقذ أراضى مصر الزراعية من سموم الأسمدة الكيماوية وأضرارها على صحة المصريين.

وتفتح "السوق العربية"، ملف أزمة القمامة من "الكيس إلى السماد"، حيث توجهنا إلى مصنع الشركة المصرية لتدوير المخلفات الصلبة وتعرفنا من المهندس فايز ميخائيل مدير إدارة المخلفات الصلبة بالشركة المصرية "ايكارو"، على القصة الكاملة لتدوير القمامة والعقبات التى تواجه تلك المنظومة وما المطلوب للنهوض بها، وما الدور الذى ينبغى أن تقوم به الدولة لدعم تدوير المخلفات الصلبة ومزيد من التفاصيل فى سطور هذا الحوار.


■ بداية.. متى بدأت مصانع تدوير القمامة فى مصر وما المناطق التى يعمل عليها خط إنتاج 15 مايو؟

ـ بدأت الخطة القومية للدولة عام 98 لإنشاء مصانع الاسمدة بالتعاون مع الإنتاج الحربى وتوقيع بروتوكول مع وزارة التنمية المحلية وأكاديمية البحث العلمى والبدء فى إنشاء 64 مصنعا فى جميع أنحاء مصر.

ومصنعنا يمتلك 7 خطوط للإنتاج، ونستقبل 1600 طن فى اليوم من المخلفات الصلبة، ويخدم مشروعنا المناطق الجنوبية فى 12 حيا يبدأ بمنطقة السيدة، مصر القديمة، البساتين، الخليفة ومقطم و15 مايو، والمعادى وطرة والمعصرة والتبين وحلوان والعمل بتكنولوجيا القمر الهوائى.

■ على الرغم من وجود مصانع للمخلفات وتدويرها وتحويلها إلى أسمدة، تعانى مناطق عديدة فى مصر من أزمة القمامة.. ما السبب" وما الحل بوجهة نظرك؟

ـ مصر تنتج يوميا 55 ألف طن من المخلفات الصلبة "القمامة" من مختلف أنحاء مصر وتحتاج منظومة القمامة إلى خطة وإدارة جديدة، فمعظم مصانع الأسمدة أغلبها متوقفة نتيجة لعدم وجود اعتمادات مالية لتشغيلها، ولدينا حوالى 63 مصنعا فى مصر لا يعمل منها سوى 20% منها ونحن كمصنع لتدوير القمامة نستهلك 1600 طن يوميا من القمامة لتدوير المصنع.

ونتيجة للتعامل المستمر مع القمامة توصلنا إلى أسرع الطرق وأرخصها لتحويل القمامة إلى سماد عضوى عن طريق وحدات متحركة تسمى "موبيل يونت" وهى وحدة متحركة لتدوير المخلفات "القمامة" صنعناها للتخلص من المخلفات عن طريق النخل والغربلة واستخراج المادة العضوية واستخدامها كسماد، وهى أقل تكلفة من المصانع فهى تعمل فى أى مكان بجانب مقالب القمامة ومن المتوقع ان يزيد الإنتاج باستخدام هذه الوحدات عن 1600 ومصنعنا متكامل لتصميم وانشاء وتشغيل وصيانة كل شى ء خاص بالمصنع كوحدة متكاملة.

■ كم يبلغ عدد مصانع تدوير المخلفات فى مصر وهل يمكن زيادتها مستقبلا؟

ـــــ 80% من مصانع تدوير المخلفات لا تعمل كمصانع لإنتاج الأسمدة ونحتاج إلى دعم الدولة للمشاريع الخدمية ولابد من دعم الدولة لتلك المشاريع للمنتجات السماد والمفرزات، كما أن منظومة الفصل من المنبع لا تحقق الكثير من النجاح لصعوبة تنفيذها اقتصاديا وعمليا، ونستقبل 1600 طن من المخلفات البلدية من المنازل يوميا، ولدينا فى مصنعنا 7 خطوط إنتاج تكفى المنطقة الجنوبية بالإضافة إلى مصنع القطامية والمنطقة الشمالية الشرقية بمدينة السلام، ولدينا شركات متعاقدة هى القائمة بالجمع فى القاهرة المنطقة الشمالية والغربية شركتان أجنبيتان والمنطقة الجنوبية شركة نهضة مصر هى المنوطة بالجمع.

■ هل ترى أن المصانع الموجودة تكفى لحل تلك الأزمة أم نحتاج إلى إنشاء المزيد من المصانع؟

نحتاج إلى 7 مصانع لتدوير المخلفات فى جميع المحافظات تعمل بكفاءة مصنعنا ونحتاج أيضا دخول طاقة لا تقل عن 10,000 طن يوميا من لمخلفات لهذه المصانع للتخلص من مشكلة القمامة بالشارع المصرى والقضاء عليها، ولابد أن نعترف بأن مشكلة القمامة فى المحافظات كبيرة وتحتاج الدعم لتشغيل مصانع الأسمدة، فإذا نجحنا بتحويل القمامة ولو بنسبة 40% فى المصانع، فإن الأمر يعد ثورة بيئية، ونحتاج إلى تقنين المواد الكيميائية فى الأسمدة الكيميائية وذلك بتحليل التربة من خلال البحث العلمى لاحتياجات الأرض حفاظا على الصحة العامة والبعد عن الأمراض التى تتركز فى النباتات نتيجة الأسمدة.

■ حدثنا عن مراحل تحويل القمامة إلى سماد عضوى؟

ـــ نبدأ بفرز القمامة عن طريق العمال ونقوم باستبعاد الأجزاء الخشبية الكبيرة والمنسوجات والأجزاء النباتية، وتصعد القمامة بعد الفرز على السيور وتمر إلى ماكينة تفتيح للأكياس وتنظيم سيرها على السير، إلى جانب فرز آخر عن طريق العمال للبلاستيكات والكرتون وتمر بعد ذلك على الأقطار المغناطيسية بالداخل لالتقاط الأجزاء المعدنية، وتمر القمامة فى المرحلة الأخرى بـ"المنخل" الدوار لنخل القمامة وبعد إجراء عملية النخل نحصل على المادة العضوية من ماكينة التقليب ونبدأ فى مرحلة التحلل البيولوجى للقمامة عن طريق البكتيريا ثم نتركها 60 يوما لتحويل المادة العضوية المعقدة إلى مادة عضوية بسيطة تصلح لتسميد الأرض.

■ ليس من السهل أن يقبل المزارعون الذين تعودوا على الأسمدة الكيميائية سمادا عضويا من المخلفات؟

ـــ ليس من السهل تقبل المزارعين فكرة ترك الأسمدة الكيماوية والاستغناء عنها وتقبل فكرة السماد العضوى للحفاظ على صحة المواطن المصرى التى تهمنا نحن فى المقام الأول ولكننا واجهنا بعض الصعوبات لإقناع الفلاح بتلك السلعة الجديدة للحفاظ على الأرض وعلى الصحة العامة.

وأحب أن أوضح أن إنتاجنا للأسمدة العضوية ليس الهدف منه هو الاستثمار بقدر ما هو تقديم خدمات للتخلص من القمامة وتحويلها إلى سماد عضوى تتعامل به الشركات الكبيرة التى تقوم بالتصدير فى وقت يتجه فيه العالم إلى عدم استخدام المواد الكيميائية فى الأسمدة لما لها تأثير على الصحة العامة خاصة على الكبد والكلى وانتشار الأمراض نتيجة التركيز الكيميائى فى النباتات أما السماد العضوى عبارة عن أكسدة المواد المعقدة وتحويلها إلى مواد بسيطة للاستفادة من المخلفات.

كما أن استيعاب الفلاح للأسمدة العضوية أصبح أسهل وتحويلها أمن وبدأنا تحسين الفكرة للأسمدة العضوية ونحتاج الآن إلى الكثير من التوعية للفلاحين من خلال الإعلام وجميع جهات توعية للفلاح

■ ما أنواع الأسمدة التى تنتجها الشركة من خلال تدوير القمامة؟ وأهميتها بالنسبة للزراعة؟

-لدينا ثلاث أنواع من الأسمدة من المخلفات الزراعية، النوع الأول: مكون من المخلفات النباتية وهو أنظف أنواع الأسمدة، أما النوع الثانى من المخلفات الحيوانية والنباتية، والنوع الثالث من المخلفات البلدية "القمامة" واستخدام الأسمدة من المخلفات الزراعية هو الأوسع انتشارا لقدرته على استصلاح الأراضى الزراعية لما يحتويه من مواد عضوية.

■ كيف تتخلص الشركة من المخلفات غير المرغوبة فيها؟

ـــ لدينا مدفن صحى للتعامل البيئى بطريقة سليمة لمرفوضات القمامة بمواصفات بيئية خاصة، وتقدر مرفوضات القمامة بحوالى 40% ومستقبليا سنحتاج 20% من هذه المرفوضات للاستخدام فى الـ "rdf"واستخدامه فى مصانع الأسمنت والصناعات التى تحتاج الطاقة الحرارية وتكون بديلا للطاقة الأحفورية وهى المازوت والغاز الطبيعى ولكن حتى الآن لم يتم وضع مواصفات "rdf" بالإضافة إلى عدم استقرار مصانع الأسمنت على الكميات المستخدمة.

■ ما الصعوبات التى واجهت فريق البحث للحصول على أفضل منتج من الأسمدة؟

ـــ قمنا بتطبيق التكنولوجيا البسيطة عن طريق أكسدة القمامة وتحويلها من محتواها المعقد إلى محتوى بسيط يصلح كسماد للأرض ونعمل فى هذا المجال منذ 20عاما والمصنع تم إنشاؤه منذ 11عاما وكانت البداية فى مصنع المنيا.

■ بصفتكم رائدون فى مجال تحويل المخلفات إلى سماد عضوى.. هل تقدم الشركة دعما فنيا لغيرها من المصانع المماثلة؟

ـــ بالطبع مستعدون لتقديم الدعم الفنى لأى مصنع مبتدئ ويريد المساعدة وتقديم العون والقضاء على مشكلة القمامة ويوجد لدينا إدارة التسويق وهى المنوطة بتقديم الخدمات والمساعدة فهدفنا واحد.

■ برأيك أى الوجهين ينتج مخلفات زراعية أكبر الوجه القبلى أم الوجه البحرى؟

ـــ المخلفات الزراعية 30 مليون طن احنا كشركة لم نحدد أكثر الوجهين يمثل أى كمية.

■ بالنسبة لمصانع الشركة فى ليبيا والسودان والسعودية كم يبلغ إنتاجها؟ وهل يتم استهلاك ذلك الإنتاج فى تلك الدول أم يتم تصديرها إلى أقطار عربية أخرى؟

ــ لدينا مصنع فى السعودية يستوعب 4200 طن من المخلفات وأنشأنا مصانع وصلت لاستيعاب طاقة إجمالية فى اليوم إلى 10 آلاف طن مخلفات ولدينا الإشراف الفنى فقط والتنفيذ ولتدريب فقط، أما توزيع الأسمدة فيتم بناء على رغبة الدولة وليس لنا حق التدخل.

■ كيف يمكن أن تؤدى مصانع الأسمدة العضوية إلى حل أزمة المخلفات فى مصر؟

ـــ القمامة ليست بالكنز كما يردد البعض ولكن تحتاج إلى الاعتناء للاستفادة منها بديلا عن إلقائها فى المدافن وإشعالها، وإذا نجحنا فى تحويل 60% من القمامة إلى سماد وبدأنا بمليون فدان كل فدان سيحتاج على الأقل من 5 الى 7 ملايين طن سماد عضوى.

ولدينا من القمامة 55 ألف طن مخلفات ربع هذه الكمية سيتم استخراجها سماد عضوى، سينتج لدينا 8 آلاف طن سماد، وإذا حسبناها على 365 يوما سيتوفر لدينا 3 ملايين طن من السماد العضوى لإصلاح أراضينا ورفع كفاءة الأراضى الزراعية وخلق تربة جديدة صالحة للزراعة الجيدة بدون أمراض بتدوير الطبيعى.