زيارة «الرئيس» لسنغافورة بهدف الاستفادة فى مجالى التعليم والنقل البحرى
الخبير العسكرى اللواء الدكتور أحمد عبدالحليم لـ «السوق العربية»:
■ قانون الإرهاب الجديد وسيلة رادعة لأصحاب النفوس الضعيفة
■ رفض «السيسى» إعلانات العزاء منعاً للرياء.. والتبرع بها لصالح «تحيا مصر» خطوة على الطريق الصحيح
■ «داعش» لا يمكن أن يؤثر على الملاحة بالبحر الأبيض المتوسط «لضعف إمكاناته»
قال اللواء الدكتور أحمد عبدالحليم الخبير الاستراتيجى والعسكرى وأحد أكبر القادة السابقين بالقوات المسلحة إن تجديد التعاون المصرى مع روسيا يعنى فائدة كبيرة ستعود على الجيش المصرى الذى انتصر فى حرب أكتوبر بالسلاح الروسى، كما أن التعاون مع الصين عسكريا أيضا سيتطلب من بكين إجراء مناورات وتدريبات على كيفية استخدام الأسلحة، والتى سيستخدمها الجيش المصرى لأول مرة، كما أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لروسيا والصين ستركز على تنشيط التواجد الروسى فى المنطقة فى مقابل التواجد الأمريكى، بالإضافة إلى صفقات التسليح التى تخوضها مصر مع روسيا.
وأضاف "عبدالحليم" خلال حواره لـ"جريدة السوق العربية" أنه يجب علينا الاستفادة من التجربة السنغافورية التى جعلت منها الدولة الأولى على مستوى التعليم والبحث العلمى، وفى المناخ الجاذب للاستثمار، حيث إنها الأولى فى النقل البحرى، مشيراً إلى ضرورة إرسال البعثات لنقل هذه التجربة، كما أن مساحة سنغافورة تمثل 1% من مساحة سيناء فقط، وعدد سكانها 6 ملايين مواطن، وهى عبارة عن جزيرة فى البحر ليس بها أى موارد طبيعية سوى الإرادة والموارد البشرية، مشيراً إلى أن الخطة لإقامة الدولة اعتمدت على جذب جميع المستثمرين فى مجال المال والأعمال، وأن تكون الدولة الأولى فى العالم فى النقل البحرى، وقد اجتمع الشعب على هدف واحد وهو التنمية.
■ فى البداية، ما تعقيبك حول قانون مكافحة الإرهاب الذى أصدره مؤخراً الرئيس السيسى؟
- إن قانون مكافحة الإرهاب وتحديد عقوبة الإعدام لمنظمى الجماعات الإرهابية سيكون لها أثرها خلال الفترة المقبلة فى التقليل من إنشاء التنظيمات الإرهابية أو فرص الانضمام لها، إضافة إلى ردع أصحاب النفوس الضعيفة من الباحثين عن الأموال عن الانضمام للتنظيمات.
■ هل ترى أن عقوبة الغرامة المشددة كافية لتجفيف منابع تمويل الإرهاب؟
- نعم، إن هذا قرار صحيح سيساهم بدور كبير فى تجفيف منابع تمويل الجماعات الإرهابية، كما أن توقيع عقوبة الغرامة المشددة التى تصل إلى 3 ملايين جنيه أو السجن المؤبد لمن يمول الجماعات الإرهابية.
■ ماذا عن الغرامات المالية التى سوف تفرض على كل من ينشر أخبارا كاذبة من قبل وسائل الإعلام المختلفة؟
- إن فرض غرامات مالية على الأخبار المغلوطة تبدأ من 200 ألف جنيه حتى نصف مليون جنيه، عقوبة رادعة ستحد من نشر هذه النوعية من الأخبار، كما أن العقوبة رادعة لاسيما أنها لن تكون على الشخص الذى ينشر أخبارا من مصادر غير موثوقة بل ستشمل العقوبة المؤسسة التى ستنشر هذه الأخبار وأن الغرامة المالية ستحد من نشر الأخبار المغلوطة التى تعكر السلم العام، وستجبر وسائل الإعلام على تقصى معلوماتها من مصادر موثوقة وجهاتها الرسمية.
■ هل كان من المفترض أن قانون مكافحة الإرهاب يشمل أيضا رواد مواقع التواصل الاجتماعى؟
- بالتأكيد، حيث إن القانون أهمل رواد مواقع التواصل الاجتماعى التى سرعان ما تقوم بنشر معلومات غير موثقة، إلا أنه سيمنع منصات الإعلام النقل عن هذه المواقع إعادة نشرها إلا بعد التحقق من مصداقيتها وصحة المعلومات الواردة بها.
■ ما تعقيبك حول طلب الرئيس السيسى بعدم نشر إعلان عزاء فى وفاة والدته؟
- إن طلب الرئيس عبدالفتاح السيسى من المواطنين بعدم نشر إعلان عزاء فى وفاة والدته عبر الصحف والتبرع بقيمة العزاء لصندوق تحيا مصر بـ"التوجه الإيجابى"، كما أنه فى مثل هذه المناسبات تحدث حالة من الهلع من قبل رجال الأعمال لنشر التعازى فى الصحف، لكن طلب الرئيس "السيسى" يهدف إلى منع الرياء فى سبيل التقرب إلى رئيس الجمهورية.
■ ما الهدف الذى يسعى له البعض من خلال نشر التعازى للرئيس عبر الصحف والمجلات؟
- يأتى ذلك من أجل التقرب لمؤسسة الرئاسة سابقاً كان أمرا ملحوظا وفيه تسارع من أجل استغلال المناسبة الشخصية للتودد للمسئول، حيث جاء بيان رئاسة الجمهورية بمثابة المفاجأة للمواطنين الذين لم يعتادوا على ذلك من قبل، فكان الإسراف من قبل المواطنين، كما أن طلب رئاسة الجمهورية بعدم تقديم التعازى فى وفاة والدة الرئيس عبدالفتاح السيسى، عبر الإعلانات بالصحف والتبرع بقيمتها لصندوق تحيا مصر، يوصف بالخطوة الصحيحة التى تمنع التقرب من الرئيس باستغلال المناسبات الشخصية.
■ ما تعقيبك حول سيطرة داعش على مدينة سرت، وما الأسباب التى دفعتها لتكثيف هجماتها عليها؟
- إن مدينة سرت الليبية مركز رئيسى لتصدير البترول، وهو السبب الذى جعل التنظيم الإرهابى داعش يكثف هجماته عليها فى الأيام الثلاثة الماضية فى محاولة منه للسيطرة عليها، كما أن مدينة سرت فى أيدى الحكومة الليبية وأن محاولات داعش باءت بالفشل خاصة بعد الضربات الجوية التى أصابت المراكز الرئيسية العسكرية لداعش، مضيفاً أن هذه الضربات كان لها الأثر الإيجابى فى الحد من تقدم داعش فى سرت".
■ من وجهm نظرك، هل تعتقد أن سيطرة تنظيم داعش على مدينة سرت سوف تؤثر على الملاحة بالبحر المتوسط؟
- إن سيطرة داعش على مدينة سرت لن يكون لها أى تؤثر على الملاحة بالبحر الأبيض المتوسط لضعف إمكاناته، ولن يكون له أى ضلع فى مسألة الهجرة غير الشرعية من ليبيا إلى أوروبا، كما أن موقع مدينة سرت استراتيجى، وتواجد داعش فيها يزيده قوة، كما أن سرت مدينة ساحلية ستكون له منفذا للتزود والإمداد بالعناصر والسلاح والمؤن، كما أنه فى حالة سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة سرت الليبية، سيزداد الموقف تعقيدا، وسيكون له تأثير سياسى سلبى على سير المباحثات بين الحكومة الشرعية والجيش الوطنى فى الشرق، وحكومة طرابلس.
■ وسيطرة داعش على مدينة سيرت ستلعب دوراً فى تصدير عناصر تكفيرية لدول أخرى للقيام بعمليات إرهابية؟
- إن تنظيم "داعش" فى ليبيا الذى سيطرت عناصره على مدينة سرت ليس لديه القدرة على استغلال البحر الأبيض المتوسط للهروب إلى الخارج أو تصدير عناصر تكفيرية متطرفة لدول أوروبية عن طريق الهجرة غير الشرعية للقيام بعمليات إرهابية هناك، كما أن التنظيم حالياً سيطر على مدينة سَرت الليبية فى محاولة للسيطرة على آبار البترول الموجودة هناك وليس أكثر من ذلك، موضحا أن الطبيعة الجغرافية لليبيا وضعف إمكانات الجيش ساعدت التنظيم فى التمدد والتحرك ببساطة داخل ليبيا.
■ كيف ترى موقف مجلس الأمن والولايات المتحدة بحظر تسليح الجيش الليبى؟
- أرى أنه موقف غير متزن وغير منصف، لأن الإرهاب متغلغل فى المنطقة ومن حق الجيش والشعب الدفاع عن نفسه وحماية أراضيهم، وامتلاك الجيش الوطنى للسلاح سيقلب الموقف رأسا على عقب، كما أنه إذا امتلك الجيش الليبى السلاح فسيختلف الوضع ويتغير لصالح القوات الحكومية ضد عناصر التنظيمات الإرهابية، كما أن داعش خطر عالمى ويهدد الأمن القومى للعالم بأكمله، والجيش الليبى يحارب نيابة عن العالم فى ليبيا، لذلك يجب الوقوف إلى جانبه ضد الإرهاب، فجيش بلا سلاح ليس له قيمة فى ظل إمداد الإرهابيين بالأسلحة المتقدمة.
■ ماذا سوف يترتب على امتلاك الجيش الليبى السلاح؟
- إن امتلاك الجيش الليبى للسلاح سيساهم فى تقليل الهجمات الإرهابية على المدن الليبية، لكن ذلك لن يقضى على الجماعات الإرهابية بنسبة 100%، حيث إنه يتواجد فى ليبيا أكثر من 2000 ميليشيا مسلحة إما تابعة لنظام القذافى أو لخليفة حفتر أو لتنظيم لقاعدة أو لفجر ليبيا، لكن إلغاء حظر توريد السلاح للجيش لن يقضى عليها سريعا"، كما أن سبب استفحال خطر هذه الميليشيات الحاضنة الشعبية لها، وانتشار القبلية بين الشعب الليبى، "لذلك لابد من اتحاد دول الإقليم بأكمله لوضع خطة لضرب مواقع تمركز الإرهابيين والتصدى لتحركاتهم".
■ ما الدور الذى يجب على الجيش الليبى أن يقوم به للقضاء على الإرهاب؟
- أن يقوم بإعادة هيكلة الجيش الليبى بشكل جيد وإمداده بحاجته من السلاح، سيمكنه من تكبيد الجماعات الإرهابية خسائر كبيرة.، كما أن "الجيش الليبى يقاتل فى إطار محدود بسبب محدودية الإمكانات والسلاح، ومن المؤكد أنه إذا تم رفع الحظر عن تسليحه فسيقوم بعمليات عسكرية قوية ضد العناصر الإرهابية، ما يعجل بنهاية المعارك المحتدمة فى ليبيا".
■ هل تعتقد أن تهاون حفتر ساهم فى تنامى هجمات تنظيم داعش فى ليبيا؟
- إن تهاون القائد العام الحالى للجيش فى ليبيا، خليفة حفتر، جعل التنظيم يتنامى بشكل كبير فى الدولة الليبية لفشله فى إدارة الجيش، مشيراً إلى أن حفتر ليس هو الرئيس عبدالفتاح السيسى ليواجه الإرهاب فى ليبيا، كما أن هجمة داعش على مدينة سرت الليبية كانت متوقعة حيث تتزامن مع الأعمال الإجرامية للتنظيم فى جميع الدول التى يسعى للسيطرة عليها كالعراق وسوريا فى محاولة منه للبقاء.
■ ما الغرض من عمليات الإبادة التى قام بها تنظيم داعش بمدينة سرت؟
- إن السر وراء عمليات الإبادة التى يقوم بها تنظيم داعش فى مدينة سرت، هو أن التنظيم يعتبرها نقطة انطلاقه إلى باقى ليبيا شرقا وجنوبًا، كما أن الإرهاب متمكن فى منطقة سرت ويعتبرها نقطة انطلاقه للشرق والجنوب، كما أن هذه الهجمة الشرسة على سرت سياسية بالدرجة الأولى وليست عسكرية لمنع الاتفاق والتقارب بين حكومتى ليبيا.
■ هل تعتقد أن قطر سوف تتخلى عن تركيا فى حربها على الإرهاب؟
- إن هناك تحالفا قويا بين قطر وتركيا ولا يمكن لإحداهما أن تتخلى عن الأخرى، للمصالح المشتركة بينهما، كذلك هما دائما كانتا بمثابة اليد الواحدة على الساحة وكانتا من أوائل الداعمين للتيار الإسلامى بالمنطقة، لذلك فلن تتخلى قطر عن تركيا فيما تواجهه من إرهاب، كما أن جماعة الإخوان بين تركيا وقطر لن يكون لها دور فى الدعم بين الدولتين، بل سيكون الدعم من قطر ماديا أو إمدادا بالأسلحة ليس غير ذلك، مؤكدا أن التزام الصمت من جانب الدوحة تجاه الأوضاع فى تركيا لن يؤثر على العلاقة الطيبة بينهما.
■ ما الذى يمنع قطر من تقديم الدعم لحليفتها تركيا؟
- حالياً هناك ما يمنع أن تدعم قطر حليفتها تركيا فى مواجهة الإرهاب الذى تشهده واكتفت بتصريح من الأمير تميم بن حمد نقله وزير الدفاع القطرى خلال زيارته لأنقرة مطلع الشهر الجارى، مشيراً إلى أن المصالح القطرية- التركية مازالت قائمة خاصة أن الأخيرة مازالت تعتزم إنشاء قاعدة عسكرية بقطر، كما أن قطر ستتحرك لدعم تركيا بعد عامين من الآن، خاصة أن الأوضاع فى تركيا ستشتعل أكثر من ذلك الفترة المقبلة، كذلك إمارة قطر لا تملك جيشا بالمعنى الحقيقى يمكنه أن يحارب جماعات متطرفة فى تركيا.
■ كيف ترى تجديد التعاون المصرى مع روسيا والصين؟
- إن تجديد التعاون المصرى مع روسيا يعنى فائدة كبيرة ستعود على الجيش المصرى الذى انتصر فى حرب أكتوبر بالسلاح الروسى، كما أن التعاون مع الصين عسكريا أيضا سيتطلب من بكين إجراء مناورات وتدريبات على كيفية استخدام الأسلحة، التى سيستخدمها الجيش المصرى لأول مرة، كما أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لروسيا والصين ستركز على تنشيط التواجد الروسى فى المنطقة فى مقابل التواجد الأمريكى، بالإضافة إلى صفقات التسليح التى تخوضها مصر مع روسيا، بالإضافة إلى الاتفاق السياسى فى العديد من مشكلات المنطقة كإيجاد حل للأزمة السورية، وعلى الجانب الاقتصادى فالرئيس يحاول جذب الدب الروسى للاستثمار فى محور قناة السويس، حيث إن الهدف من الزيارات المتبادلة بين رؤساء بلدان العالم هو تقوية العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وتجديد روابط الصلة والتعاون.
■ ماذا عن أوجه الاستفادة التى سوف تعود على مصر من خلال زيارة الرئيس لسنغافورة؟
- أوجه الاستفادة من سنغافورة تتمثل فى صناعة السفن والحاويات وإعادة تأهيل الموانئ البحرية، بالإضافة إلى الاستفادة من القوانين المطبقة هناك لجذب الاستثمارات، مع تدريب العاملين فى مجال النقل البحرى، لافتاً إلى ضرورة الاستفادة من اللوجستيات فى خفض مدة وزمن النقل البحرى، كما أنه يجب علينا الاستفادة من التجربة السنغافورية التى جعلت منها الدولة الأولى على مستوى التعليم والبحث العلمى، وفى المناخ الجاذب للاستثمار، حيث إنها الأولى فى النقل البحرى، مشيراً إلى ضرورة إرسال البعثات لنقل هذه التجربة.
