أشرف كاره
حوار مع سائق تاكسى- أبيض
لاشك أن قرار إحلال سيارات الأجرة التقليدية (التاكسى) التى كانت تحمل اللونين الأبيض والأسود بالسيارات التاكسى (الأحدث) ذات اللون الأبيض، والتى يأتى من أهم مواصفتها أنها مجهزة بمكيفات الهواء وكذا بعدادات تعمل (ببنديرة) محددة ومعلنة للجميع.. إنما يعد أحد أهم القرارات المتميزة التى قامت بها الحكومة المصرية خلال السنوات الأخيرة والتى لم تظلم خلالها أى من سائق (مالك) سيارة الأجرة من جانب أو الراكب (الزبون) من جانب آخر، إلا أنه من خلال حوار جمعنى مع أحد سائقى هذه (سيارات الأجرة) الجديدة مؤخراً- كان له رأى مخالف تماماً- وذلك خلال رحلة من منطقة روكسى بمصر الجديدة إلى مدينة نصر كان هذا نصه:
■ مدينة نصر يا ريس؟
- اتفضل
■ تكييفك شغال؟
- طبعاً شغال.. بس حتدفع زيادة عن العداد
■ ليه؟
- لأنه بيستهلك بنزين زيادة وأنا شغال بالبنزين، ومش بالغاز.
■ حتى لو بنزين، عندك فكرة متوسط استهلاكك للبنزين الزيادة كام؟ مش أكتر من 5 ليتر لكل تموين 100 لتر.
- لأ، مش مظبوط!
■ أنا عندى فكرة ميكانيكية كويسة عن السيارات وهى دى المعلومة الصح.
- ويا ترى ده جوه البلد وإلا فى الطوالى
■ قلتلك متوسط استهلاك!
- معلش اللى أوفره يروح لعيالى.
■ بس عيالك مش حينفعوك لما صحتك تتعب من العوادم والحر والدوشة وإنت بتسوق 7- 8 ساعات يومياً.
- مش مهم ربنا معانا.
■ واضح إنك بخيل على نفسك قوى وعلى زباينك.
- أيوه بخيل
■ طيب لو ركب معاك أجانب حتعمل إيه معاهم؟
- ححاسبهم بسعر تانى.
■ ليه هى مش الحكومة عملتلك تسعيرة جديدة للعداد وانتو راضيين بها؟
- يا بيه، الحكومة بتعمل اللى عايزاه!
■ طب، لما انت بتوفر لعيالك على حساب الزباين طيب بتدخن ليه؟ ما توفر تمن الدخان لعيالك؟
- والله مش قادر أبطل، ربنا يعفيك يا بيه.
■ واضح إن أنا مش حكمل معاك حوار لأنك حتكسب.
- طيب بلاش تكشر فى وشى!
■ كمان بتتشرط على الزبون إنه ما يكشرش، وانت مش عامل دورك صح؟
- أصل ما بعرفش أسوق والزبون مكشر.
■ طيب أهو (ابتسامة صفراء) حلو كده؟ سوق وانت ساكت وانت تكسب ياعم!
(إذا كان هذا النموذج.. والمتكرر هو نموذج سائق التاكسى المصرى، فلا استطيع إلا أن أقول متى سندفن السياحة المصرية؟ لأنه بئس النموذج لهذا العمل السياحى الهام.. الذى لم أقابل مثله على مدار سنوات سفرى الكثيرة وللعديد من الدول حول العالم؟ حقاً “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم“ ص).
