السوق العربية المشتركة | دلالات إنجاز قناة السويس الجديدة

السوق العربية المشتركة

الخميس 14 أغسطس 2025 - 05:25
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
نائب رئيس مجلس الإدارة
م. حاتم الجوهري
دلالات إنجاز قناة السويس الجديدة

دلالات إنجاز قناة السويس الجديدة

إذا كان النيل هو هبة مصر كما قال المؤرخ هيرودوت، فإن قناة السويس هى شريان الحياة للعالم لأنها تيسر عمليات التجارة الدولية.

وقد استغرق حفر قناة السويس لأول مرة عشر سنوات، وعمل بالقناة أكثر من مليون مواطن مصرى أى ربع سكان مصر آنذاك، واستشهد فى حفر القناة أكثر من 120 ألف مواطن مصرى، وتم افتتاحها عام 1869م وتأميمها عـام 1956م، وأغلقت بسبب حرب عام 1967م لأكثر من ثمانى سنوات حيث أعيد افتتاحها عام 1975م. وفى 5/8/2014م أمر الرئيس السيسى بحفر قناة السويس الجديدة، ورغم أن الدراسات الفنية قدرت أن الحفر يستغرق ثلاثة أعوام، إلا أن الرئيس أصدر تعليماته بإتمام الحفر خلال عام واحد فقط، وتم تنفيذ تعليمات سيادته والانتهاء من المشروع العملاق وافتتاح القناة فى 6/8/2015م بأيدى واحد وأربعين ألف مصرى فقط.

وإنجاز حفر قناة السويس الجديدة خلال عام واحد له دلالات عديدة، أهمها سلامة وحزم القرار السياسى بحفر القناة خلال عام واحد وهى فترة وجيزة جداً، وسلامة التخطيط، وسلامة التنفيذ، وقدرة الشعب المصرى على تمويل المشروعات الكبرى دون حاجة للاقتراض من الخارج، حيث تم الإعلان على طرح شهادات الادخار للاستثمار فى القناة بمبلغ ستين مليار جنيه، وكانت المفاجأة أن أقبل الشعب المصرى على شراء تلك الشهادات بصورة كبيرة، حيث تم سداد مبلغ أربعة وستين مليار جنيه فى ثمانية أيام فقط.

وذلك كله يدل على أن مصر تملك قيادة واعية وحازمة ترعى مصالح الشعب، وأن الشعب المصرى قادر على تنفيذ المشروعات الكبرى خلال فترة وجيزة وبتمويل مصرى وتنفيذ مصرى بالكامل.

وهذه الدلالة تؤكد أن مصر عادت بقوة لعمليات التنمية التى ستجلب الخير لشعب مصر، فتنفيذ القناة سيترتب عليه استمرار تزايد إيرادات قناة السويس عاما بعد آخر، فضلاً عن الإيرادات المتوقعة من مشروعات تنمية منطقة القناة والتى ستصل إلى العديد من المليارات من الجنيهات بإذن الله.

ومن دلالات إنجاز القناة ما أكده ذلك المشروع من وجود رجالات فى مصر قادرين على حسن تنفيذ المشروعات الكبرى، مثل الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس واللواء كامل الوزيرى رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ورجاله العظماء.

وهذا يدعونا إلى مطالبة الرئيس بإسناد تنفيذ المشروعات الكبرى وكافة أعمال التنمية لرجال مصر المخلصين دون الاعتماد على رجال الدولة الجالسين فى الوزارات والهيئات المختلفة كسياسيين، وياريت يتولى أعمالهم رجال تنفيذيون مخلصون على غرار ما تم فى تنفيذ مشروع القناة.

وتنمية ماليزيا بدأت بالتجنيد فى القوات المسلحة ليتعلم المواطن الانضباط باعتباره أساسا للعمل، واللغة الإنجليزية انتظاراً للمستقبل السياحى للبلاد، وتعلم المهن المختلفة خدمة لسوق العمل، وقد تحقق كل ما خطط له مهاتير محمد وقفزت ماليزيا إلى مقدمة الدول النامية خلال ثلاثين عاماً.

وطالما أن قواتنا المسلحة العظيمة قادرة على تنفيذ المشروعات المدنية بجودة عالية وتكلفة قــليلة وزمن قصير، فإننى أقترح مضاعفة مـــدة التجنيد لتصبح سنتين وأربع وست سنوات (ولو كان نصف المدة بأجر مجزٍ) يتعلم خلالها الشاب العسكرية والانضباط واللغة الإنجليزية فى عام، ويقضى باقى مدة خدمته فى تنفيذ مشروعات التنمية ويتعلم حرفة أو مهنة يمارسها بعد انتهاء مدة تجنيده، وأتمنى أن يصل حجم الأعمال المدنية السنوية للقوات المسلحة خمسين مليارا.

وياريت يكمل الفريق مميش جميله ويقيم منظقتين سياحيتين حرتين على ضفتى القناة للأجانب راكبى السفن المارة بالقناة.

لقد عادت مصر، وستبقى دائماً على مسيرتها فى تلك العودة حتى تحقق التنمية الشاملة ويتحقق الرخاء لأبنائها.