اللواء طيار صلاح المناوى رئيس عمليات القوات الجوية الأسبق فى حواره لـ «السوق العربية »:

أكد اللواء طيار صلاح المناوى رئيس عمليات القوات الجوية وأحد قادة حرب أكتوبر الذين شاركوا فى التخطيط للضربة الجوية، أن تسليم أمريكا لمصر 8 طائرات “ إف 16” تأكيد لنجاح الإدارة المصرية وانتصارها على الإدارة الأمريكية، وإدراك أوباما أن مصر مركز الثقل فى أى إدارة صراع مستقبلى بالمنطقة.

وأوضح “المناوى“ خلال حوار خاص مع جريدة “السوق العربية“ أن قرار هذا التراجع وزيارة كيرى للقاهرة بعدما وجدوا الأبواب مفتوحة أمام مصر من روسيا وألمانيا وفرنسا والصين، كما أن الموقف الأمريكى تغير تجاه مصر بعدما وجدت نفسها الخاسرة، وتنتهج الدولة حالياً سياسة التوازن فى علاقتها مع دول العالم.

تسليم طائرات «إف16» تأكيد لنجاح الإدارة المصرية وانتصارها على الإدارة الأمريكية

■ فى البداية، ما تعقيبك حول تسلمنا 8 طائرات “إف 16” من أمريكا وتراجعها عن موقفها السابق بتعليق المساعدات العسكرية عن مصر؟

- إن هذا تأكيد لنجاح الإدارة المصرية وانتصارها على الإدارة الأمريكية، ما جعلها تراجعت عن موقفها السابق، موضحاً أنها أدركت أن مصر مركز الثقل فى أى إدارة صراع مستقبلى فى هذه المنطقة، حيث يهم أمريكا أن تحافظ على أن تكون مصر بعيدة عن الصراع ضدها، مع حالة الرعب التى تعيشها أمريكا من عودة العلاقات والاتصالات بالدول المتقدمة فى التسليح كروسيا والصين وكوريا.

■ ما الهدف من تراجع أمريكا عن موقفها تجاه التعاون العسكرى مع مصر؟

- إن عودة «أوباما» عن قراره بتجميد صفقة الطائرات «إف 16» والصواريخ ومعدات الدبابات، يأتى بعدما وجدت أمريكا أنه لا يوجد عائد يخدمها بوقف هذه المساعدات، لأنها وجدت الأبواب مفتوحة أمام مصر من روسيا وألمانيا وفرنسا والصين، مشيراً إلى أن هذه الخطوة لا تعتبر صفحة جديدة مع مصر، ولكن عدم تأثر مصر بتجميد المساعدات دفع الولايات المتحدة لإعادة النظر مرة أخرى فى قرارها، لافتاً إلى أن عودة المساعدات الأمريكية لمصر متوقعة بسبب فرض مصر نفسها على العالم وانطلاقها اقتصادياً وعودة الأمن والاستقرار وقوة علاقتها الخارجية مع دول العالم.

■ من وجهة نظرك، هل تنوع مصادر السلاح لدى الجيش المصرى سلاح ذو حدين؟

- إن تنوع مصادر السلاح أمر إيجابى لأن الجيش المصرى قادر على التعامل مع جميع مصادر السلاح حول العالم واستعاب التكنولوجيا الحديثة فى وقت قصير، كما أننا حريصون على فتح آفاق جديدة التعاون العسكرى والشراكة مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة لإرساء دعائم الامن والاستقرار ومواجهة المخاطر والتحديات التى تموج بها منطقة الأوسط.

■ هل أنت من المؤيدين لفكرة واستراتيجية تنويع مصادر السلاح؟

- بالتأكيد، لأن القيادة السياسية والقوات المسلحة يدركان خطورة الارتكان لقوى بعينها فى التسليح، فالسلاح ليس احتكارا على أوروبا أو أمريكا فالسلاح موجود بالعالم كله، مشيرا إلى التجربة التى مرت بها مصر قبيل حرب 73 والضغوط التى مارسها الاتحاد السوفيتى لصالح إسرائيل فى هذا التوقيت، تجعلنا لا نعتمد على مورد أسلحة واحد، ولذلك فالقيادة السياسية فى مصر بعد حرب أكتوبر، أعلنت أنها ستعتمد فى تسليح الجيش المصرى على تنويع موارده ومصادره.

■ متى تستطيع مصر أن تكون قادرة على صناعة طائرات “إف”16 وطائرات “m1a1 “ دون الحاجة إلى شرائها من أمريكا وروسيا؟

- لقد كنا على وشك تحقيق ذلك عندما قررت أربع دول وهى مصر والسعودية والإمارات والكويت أن يصنعوا السلاح فى مصر بالاتفاق مع الفرنسيين على صناعة الطائرة الميراج فى مصر المسئول عن عملية التصنيع وهو أشرف مروان لكن الموقف تغير بين الحين والآخر ولم يحدث اتفاق حول نوع الطائرة حيث تم تغييرها من طائرة مقاتلة إلى طائرة هليكوبتر مقاتلة كما أن 1.3 مليار دولار تلك المعونة الأمريكية لا تمكنها من تسليح جيش ولا تسليح لواءين قوات جوية ولا حتى 20 طائرة، كما أن الذى يحارب بنفسه يعمل سلاحه بنفسه، فلو تم الموضوع من البداية ما كنا الآن بحاجة لشراء أى أسلحة من الخارج كما كنا قادرين على بيع الطائرات التى على أعلى مستوى.

■ ماذا عن التعاون المصرى- الروسى عسكرياً واستراتيجياً؟

- أى تعاون عسكرى بين أى قوة كبرى فى العالم لا قيمة له لأنه يعطى الطائرات لنا ولكن هناك مقابل أننا مقيدو الأيدى، وذلك من خلال قطع الغيار والتسليح الذى يجعلك تحارب فى المدة التى يريدها ولهذا أمريكا وروسيا تمدنا بالأسلحة لمصلحتهما هم فقط.

■ كيف يمكن القضاء على تنظيم داعش الإرهابى؟

- الطائرات أسهل وأكثر سلاح قوى جداً وقادر بقوته على تدمير أهداف داعش بالعراق، كما تستطيع أن تصل وتدمر العدو بسرعة جداً لكن القوات الجوية سوف تتمكن من تحقيق خسائر كبيرة له لكن سوف تكون خسائرها على العراق أكبر.

■ ما ردك على من يرددون أن تعدد المشروعات التى تقوم بها مصر سيكون نقطة ضعف وليس قوة؟

- نحن لدينا بطالة فوق الخيال وإذا لم نسرع سوف تكون هناك ثورة مضادة ولهذا تلك المشاريع يترتب عليها الاستعانة بالشباب من خلال المشروعات التى سوف تتم على القناة كمشروعات لوجستية ومشروعات صناعية وهى بحاجة إلى العمالة وعند إقامة المشروعات بعد الانتهاء من البنية الاساسية سوف احتاج أيضا إلى العمالة لتشغيلها بكل الفئات والتخصصات العلمية وحسب المشروع والمجال وكل المشروعات التى سوف تقام على ضفتى القناة بعد اكتمال المشروع الذى يمثل شريان الحياة ما سيجعل مصر تمثل مركز تجارة عالمى مركزى كما سيزيد من فعالية القناة وسوف يزيد من مكانة وقيمة القناة وسوف لا يجعل أى كيانات ثانية تقلل من حجم وقيمة القناة الذى سيصبح شريان حياة للعالم.