أشرف كاره
إشارات مرورية حمراء!
لا شك أن من أهم مظاهر تحضر الأمم فى العصر الحديث هو مدى ما توصلت إليه من تطور بمستوى أنظمتها المرورية سواء على مستوى التطبيق الصارم للقوانين المرورية الموضوعة، أو مستوى ما تم التوصل إليه من تنظيم للطرق والحارات المرورية وكذا لاستخداماتها.. أو حتى مدى التزام قائدى المركبات بمختلف أنواعها بل وإصرارهم على هذا الالتزام لما يجنونه من وراء ذلك من مظهر حضارى مشرف لدولهم من جانب ولمساهمتهم بأكبر قدر ممكن فى تفادى وقوع أى حوادث مرورية.. إلا أن الوضع مختلف لدينا فى [مصر] بشكل ملحوظ، وهو الأمر الذى مازال يحتاج العديد من برامج التطوير، والتى يجب علينا من موقعنا الإعلامى أن يتم تسليط الأضواء عليها والتى (منها):
ما زلنا نرى تهاوناً نسبياً فى التطبيق الصارم للقوانين المرورية على قائدى المركبات المختلفين من قبل بعض رجال المرور، سواء كان ذلك التهاون بسبب حصول بعض أصحاب النفوس الضعيفة منهم على مقابل التغاضى عن الأخطاء المرورية الفادحة أو حتى البسيطة من جانب، أو للتهاون الناشئ عن إهمال- أو تعمد التغاضى عن المحاسبة- لبعض مخالفات قائدى المركبات خاصة السيارات الخاصة لأسباب شخصية أو غيرها من جانب آخر.. والتى يأتى على رأسها كأحد أبسط الأمثلة ما نراه من عدم اكتراث رجال المرور مؤخراً لعدم المحاسبة على ربط أحزمة الأمان لقائدى السيارات؟! فما بالنا بالأكثر من ذلك بكثير، الأمر الذى يشير إلى التراخى الواضح فى منظومة تطبيق القوانين المرورية وما يترتب عليها من كوارث.
لا تزال الحارات المرورية حتى يومنا هذا يتم التعاطى معها على أنها عبارة عن خطوط تم رسمها على الطرق بلا فائدة؟! فالأغلبية من قائدى المركبات لا يحترمونها ومن ثم يتسببون فى العديد من الحوادث المرورية بسبب عدم احترامهم لها، سواء لسائقى النقل الذين لايزالون يصرون على احتلال الحارات المرورية اليسرى للطريق، أو لهؤلاء الذين يصرون على تخطى السيارات المتقدمة عليهم من الجانب الأيمن وليس الأيسر كما يعلمنا النظام المرورى الصحيح أو الذين بطبيعة الحال لديهم يحبون المفاجآت فى قرار التحول من حارة لأخرى يميناً ويساراً دون استخدام إشارات الانعطاف المرورية بسياراتهم وكأنها ضمن كماليات سياراتهم التى لا حاجة لهم بها شأن المرايا الجانبية لدى العديد من سائقى المركبات.. وحل ذلك (بسيط)- فكما يتم استدعاء (Re-Call) السيارات من قبل مصانعها لإصلاح عيوب ما اكتشف وجودها بها لصالح سلامة ركابها- فيجب على جميع الإدارات المرورية الشروع فى تطبيق نظام جديد لاستدعاء جميع حاملى رخص القيادة (ولو على مراحل) لعمل امتحانات مرورية فعلية لهم على طرق حقيقية وليس داخل مربع مغلق للوقوف على مدى أحقيتهم الاستمرار بحمل تراخيص قيادتهم هذه من عدمها، وبالتالى استحداث برامج لتطوير مهارات هؤلاء الراسبين بتلك الامتحانات الحقيقية أو سحب رخصهم بشكل تام.. فإذا تم ذلك يوماً ما فى مصر سنتأكد أننا على الطريق الصحيح للتطوير، وإلا فوداعاً للنظام.
عدم أهمية احترام المركبات الخدمية العامة ونقل الركاب العام.. قد تسبب بالعديد من المآسى الإنسانية فى مصر، فجميع دول العالم تحمل طرقاتها حارات مخصصة للطوارئ لسير مركبات الخدمات العامة شأن الإسعاف والمطافئ والشرطة وحتى حافلات النقل العام وهو ما يساهم فى سرعة الإنقاذ بأنواعه وذلك بخلاف احترام قائدى السيارات الخاصة لمثل هذه النوعية من المركبات لمدى أهمية ما تقدمه لخدمة شعوبها.. أما فى [مصر] فلا يوجد كل من حارات الطوارئ (إلا بالقليل جداً من الطرق) كما لا يوجد احترامها من قبل قائدى السيارات الخاصة (إلا من قبل من يعرفون حقاً أهمية احترامها) وليبق الأمر معلقاً فى رقبة واضعى النظام ومراقبة تطبيقه حتى إشعار آخر.
أخيراً.. تحية تقدير لهيئة النقل العام بالقاهرة الكبرى التى تحاول جاهدة استحداث العديد من أساطيل مركباتها الحديثة التى ساهمت بوضوح فى حل أزمة العديد من خطوط نقل الركاب- ولا يزال التطوير مستمراً- إلا أننا مازلنا ننتظر أن تكون تلك الباصات على درجة أكبر من الخدمة شأن إضافة مكيفات الهواء بها نظراً لطبيعة مصر الحارة خاصة بفصل الصيف.. أو لأضعف الإيمان تواجد مراوح التبريد شأن مجموعة الباصات التى قدمت كمنحة من حكومة الإمارات العربية المتحدة.